محاولة عربية لتلجيم إثيوبيا
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
بناءً على طلب دولة الصومال الشقيقة، وتأييد ١٢ دولة عربية، من بينها مصر، عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، اجتماعًا طارئًا، أمس الأربعاء، عبر «الفيديو كونفرانس»، لبحث تداعيات أزمة «مذكرة التفاهم»، التى وقعها رئيس الوزراء الإثيوبى مع زعيم ولاية «أرض الصومال»، والتى تمنح إثيوبيا ميناءً بحريًا وقاعدة عسكرية على البحر الأحمر، مقابل اعترافها بهذه الولاية الصومالية، كدولة مستقلة، ومنحها حصة فى الخطوط الجوية الإثيوبية، المملوكة للدولة.
رسميًا، رفضت دولة الصومال هذه الصفقة. وبعد توقيعه على قانون يلغى «مذكرة التفاهم غير القانونية»، فى ٦ يناير الجارى، دعا الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، الأحد الماضى، الشعب، إلى «الاستعداد للدفاع عن وطنه»، ونقلت جريدة الجارديان البريطانية عن «مستشار كبير» لرئيس الصومال أن بلاده «مستعدة للذهاب إلى الحرب»، و… و… وهنا، تكون الإشارة مهمة إلى أن مصر حذّرت، مرارًا، من عواقب السياسات الإثيوبية الأحادية، المخالفة لقواعد القانون الدولى، ولمبادئ حسن الجوار، والتى تهدف إلى فرض سياسة الأمر الواقع، دون الاكتراث بمصالح الحكومات والشعوب الإفريقية.
جاءت «مذكرة التفاهم»، إذن، لتثبت صحة وجهة النظر المصرية، بشأن خطورة التحركات والسياسات الإثيوبية على استقرار الإقليم، وزيادة حدة التوتر فى العلاقات بين دوله. وفى مواجهة ذلك، أعلن وزراء الخارجية العرب عن رفضهم تلك المذكرة واعتبروها باطلة، كما وصفها أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية بأنها «انقلاب صارخ على الثوابت العربية والإفريقية والدولية المستقرة، ومخالفة واضحة للقانون الدولى والاتفاقيات الدولية النافذة».
دعم مصر الكامل لجمهورية الصومال الشقيقة، أكده سامح شكرى، وزير الخارجية، فى كلمته خلال الاجتماع، داعيًا جميع الأطراف العربية والدولية إلى الاضطلاع بمسئوليتها فى التعبير عن احترامها لسيادة الصومال ووحدة أراضيها، اتساقًا مع المبادئ الرئيسية لميثاق الأمم المتحدة، ورفضًا لأى إجراءات من شأنها الافتئات على تلك السيادة أو على حق الشعب الصومالى، الأصيل والحصرى، فى الانتفاع بموارده ووفقًا لإرادته. كما شدّد شكرى على أن مصر لن تألو جهدًا فى دعم دولة الصومال فى هذا الظرف المهم.
دول ومنظمات دولية عديدة، أدانت، أيضًا، التحرك الإثيوبى، الذى قد يؤدى إلى إشعال منطقة القرن الإفريقى. وفى ٣ يناير الماضى، أكدت مصر، فى بيان أصدرته وزارة الخارجية، «ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة على كامل أراضيها». ثم نقل وفد مصرى رفيع المستوى، فى ٨ يناير، رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى نظيره الصومالى، تؤكد دعم مصر الثابت لسيادة ووحدة الأراضى الصومالية. وخلال اجتماع، أمس، أكدت الدولة المصرية، بلسان وزير خارجيتها «عمق وجدية الاهتمام العربى بالتطورات الأخيرة فى دولة الصومال الشقيقة». وأشارت إلى «دفع بعض الأطراف المتربصة للسعى بسوء نية لإبطاء مسيرة النجاحات التى حققتها القيادة السياسية الصومالية حرصًا منها على استمرار استنزاف الصومال فى دائرة التحديات الأمنية والاقتصادية».
باتت إثيوبيا، بوصف وزير خارجيتنا، مصدرًا لبث الاضطراب فى محيطها الإقليمى. وما يؤكد ذلك هو أن توقيع مذكرة التفاهم، جاء قبل أيام من استئناف المفاوضات بين الصومال وأرض الصومال، أو «صوماليلاند»، الواقعة على خليج عدن، والتى كانت قد أعلنت استقلالها، من جانب واحد، أو مع نفسها، سنة ١٩٩١، ولم تعترف بها، إلى الآن، إلا «تايوان» غير المعترف بها هى الأخرى. أما ما قد يدعو لكثير من الأسف، فهو أن الاتحاد الإفريقى، الذى عجز عن تقديم حلول ناجزة لأزمات إفريقية عديدة، اكتفى بدعوة إثيوبيا والصومال، إلى «الهدوء والاحترام المتبادَل لخفض منسوب التوتر المتصاعد»!
.. وتبقى الإشارة إلى أن وزراء الخارجية العرب أكدوا تضامنهم مع الصومال فى كل ما يتخذه من إجراءات لمواجهة هذا التدخل السافر فى شئونه الداخلية، وكلفوا المجموعة العربية فى الأمم المتحدة بالتحرك لمواجهة انتهاك إثيوبيا الصارخ، لسيادة ووحدة أراضى الدولة العربية والإفريقية الشقيقة. ما يعنى أن هناك خطوات لاحقة، فى مختلف المؤسسات الدولية، لتلجيم إثيوبيا، ولعلك تعرف أن «التلجيم»، أو إلباس اللجام للدواب، يهدف إلى السيطرة على حركتها، ومنعها من إلحاق الضرر بغيرها أو بنفسها.
ماجد حبته – جريدة الدستور
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مذکرة التفاهم دولة الصومال
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 16 دولة عربية وأجنبية.. محافظ الفيوم يفتتح فعاليات مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة
افتتح الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، فعاليات مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، في دورته الأولى والتي تستمر حتى يوم 30 من شهر نوفمبر الجاري، بمشاركة 16 دولة عربية وأجنبية، كأول مهرجان للسينما على أرض محافظة الفيوم يهدف لتطوير البيئة الثقافية، ووضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة.
شارك في الفعاليات، الدكتور محمد التوني، نائب المحافظ، والدكتور بلال حبش نائب محافظ بني سويف، والدكتور ياسر مجدي حتاتة رئيس جامعة الفيوم، والأستاذ أحمد شاكر سكرتير عام المحافظة المساعد، والعقيد شريف عامر المستشار العسكري للمحافظة، والدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين، والدكتورة منى سليمان مستشار المحافظ للمشروعات والتنمية الحضرية، والدكتورة نسرين عز الدين مستشار المحافظ لشئون الثروة السمكية،والدكتور عاصم العيسوي، نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور عرفه صبري نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور طارق صالح عميد كلية الفنون التصميمية جامعة MSA، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والقيادات التنفيذية والشعبية والشخصيات العامة.
كما شهد فعاليات المهرجان، الفنانون، إلهام شاهين، ورانيا فريد شوقي، وداليا مصطفى، وأحمد مجدي، وأحمد فتحي، وحمزة العيلي.
بدأت فعاليات المهرجان، بأعمال تصوير الفنانين على السجادة الخضراء، ثم عرض فيلم تسجيلي عن معالم الفيوم الأثرية ومحمياتها الطبيعية، وعرض برومو للأفلام المشاركة بالمهرجان، كما شملت الفعاليات كلمات للضيوف وعرض لفرقة رضا للفنون الشعبية.
في كلمته، أعرب محافظ الفيوم، عن ترحيبه بضيوف المحافظة، وفناني مصر وقوتها الناعمة، على أرض محافظة الفيوم الطيبة، أرض العراقة والتاريخ، التي وصفها الأدباء بأنها مصر الصغرى، ووصفت حفريات حيتانها المتحجرة نشأة الحياة منذ ملايين السنين، مشيرًا أن مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة هو حدث ثقافي غير مسبوق على أرض الفيوم، بمشاركة 16 دولة عربية وأجنبية من قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، في مزيج وتنوع ثقافي فريد، يهدف لتطوير البيئة الثقافية، ووضع محافظة الفيوم على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة، فضلًا عن الترويج السياحي لمقومات المحافظة السياحية والأثرية والتراث الطبيعي، ووضعها على خريطة السياحة العالمية.
وقال "الأنصاري "إن كثيرًا من الأحداث كادت أن تُمحى من الذاكرة لولا أن جسدتها السينما ورسختها بأعمال فنية احتضنتها الشاشات والمهرجانات، فالسينما تأريخ وعلم وفن وإبداع، ومحافظة الفيوم كانت بيئة خصبة لتصوير العديد من الأفلام الخالدة في ذاكرة السينما المصرية"، مؤكدًا حرص القيادة السياسية على بناء الإنسان، مشيرًا أن بناء الإنسان ليس بالأمر الهين، وأن الثقافة جزء أساسي في تكوينه، لافتًا أن إقامة هذا المهرجان على أرض محافظة الفيوم يعكس اهتمام المحافظة بمختلف صور ومجالات الإبداع، ومن هنا نؤكد أن نجاح هذا المهرجان يساعد في إلقاء الضوء والتركيز على التنوع الثقافي بمحافظة الفيوم، وليكون هذا المهرجان منصة متميزة لدعوة صناع السينما إقليميًا وعالميًا لمشاهدة وتصوير هذا التراث العالمي المتفرد.
وأعرب محافظ الفيوم، عن سعادته بهذا الحشد من نجوم الشاشة الفضية، ليكون هذا المهرجان بمثابة جسر للتواصل بين المبدعين من مختلف الثقافات، فاللغات تختلف والثقافات تتنوع، لكن الموهبة والإبداع هما نقطة التلاقي بين جميع المشاركين في هذا المهرجان، معربًا عن شكره لكل من ساهم في خروج فكرة مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، من مجرد الفكرة إلى واقع ملموس، كما أعرب عن شكره لكل المبدعين والنجوم والفنانين، وجميع المشاركين والقائمين على تنظيم هذا المهرجان، آملًا أن يحقق ما نصبو إليه جميعًا، ومتمنيًا للجميع قضاء أجمل الأوقات على أرض محافظة الفيوم.
وقالت الناقدة ناهد صلاح المدير الفني لمهرجان الفيوم السينمائي، أن إدارة المهرجان قد استقبلت 150 فيلمًا من مختلف دول العالم، وتم اختيار 55 فيلمًا للعرض خلال فعاليات المهرجان، مشيرة إلى تقسيم الأفلام المختارة إلى 8 أفلام طويلة، و27 فيلمًا قصيرًا، و20 فيلمًا للطلبة، مضيفة أن الأفلام المشاركة في المهرجان من 16 دولة تمثل أربع قارات هي إفريقيا، آسيا، أوروبا، وأمريكا الشمالية، مما يعكس التنوع الثقافي والفني الذي يتميز به الحدث.
وتابعت، أن مهرجان الفيوم حرص على تواجد مجموعة من الأفلام التي تضم عروضًا عالمية أولى، وعروض أولى في الشرق الأوسط، كما يعرض المهرجان مجموعة من الأفلام المرتبطة بالبيئة والمناخ والفنون المعاصرة فضلًا عن مجموعة من الأفلام المرتبطة بالتكوين الإنساني والموروث الثقافي للشعوب، والمتعلق بالبيئة الاجتماعية والقضايا التي تشغل الرأي العام، بما يسهم في تبادل الثقافات بشكل مختلف من خلال لغة سينمائية مميزة، للتأكيد على مهمة المهرجان في تسليط الضوء على القضايا الحرجة.
فيما أشار المخرج هاني لاشين رئيس مهرجان الفيوم السينمائي الدولي، أن المهرجان يسلط الضوء على قضايا البيئة من خلال الفن السابع، كما يمثل فرصة للتفاعل مع العالم ودعوة للحفاظ على البيئة، معربًا عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على جهوده الكبيرة في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
وعلى هامش المهرجان، تم تكريم الفنانة إلهام شاهين، والفنان حمزة العيلي، ومنتجة السينما التونسية درة بوشوشة.
وتتشكل إدارة المهرجان من المخرج هاني لاشين رئيسًا للمهرجان، والمخرج سيد عبد الخالق مديرًا، والفنان أحمد مجدي مستشارًا فنيًا، والكاتبة والناقدة ناهد صلاح مديرًا فنيًا للمهرجان، والدكتور سمير شاهين نائبًا لرئيس المهرجان، والمذيعة نرمين عامر أمينًا عامًا للمهرجان.
محافظ الفيوم ومدير الأمن يشهدان مراسم إجراء القرعة العلنية للحج 2024 IMG-20241126-WA0028 IMG-20241125-WA0274 IMG-20241125-WA0273 IMG-20241125-WA0272 IMG-20241125-WA0271 IMG-20241125-WA0269 IMG-20241125-WA0267 IMG-20241125-WA0268 IMG-20241125-WA0265 IMG-20241125-WA0266 IMG-20241125-WA0262 IMG-20241125-WA0263 IMG-20241125-WA0264 IMG-20241125-WA0261