العمل الوطني من أجل سورية: دعوة الأمم المتحدة لمحادثات في أستانا انحياز غير مقبول
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
انتقدت حركة العمل الوطني من أجل سورية مبادرة غير بيدرسون مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة حول سوريا بالدعوة لاجتماعٍ في إطار مسار أستانا يومي ٢٣ ـ ٢٤ كانون ثاني (يناير) الجاري، بدلاً من استئناف مفاوضات جنيف وفق قرارات مجلس الأمن، والتي توقفت منذ نحو عامين، معتبرة ذلك تخليا من الأمم عن قرارتها وانحيازا ضد الشعب السوري.
واعتبرت حركة العمل الوطني من أجل سورية في بيان لها اليوم أرسلت نيخة منه لـ "عربي21": الدعوة إلى اجتماع في أستانا خطوة منافية لدور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا والتكليف الممنوح له.
وقال البيان: "إن سلوك المبعوث الدولي يعكس تطوراً بالغ السلبية إزاء التعامل مع سياق الحل السياسي في سوريا وفق المرجعية الدولية، وانحيازاً إلى مسار أستانا، الذي يمثل مصالح الدول الضامنة ولا علاقة للسوريين به، ولم تُكلِف قوى الثورة والمعارضة أيَّ جهة أو وفد لتمثيلها، والذين انبروا لهذه المهمة منذ بدايتها يمثلون مصالح من انتدبهم، وليس الثورة السورية وأهدافها".
وقالت حركة العمل الوطني من أجل سورية "إنها والقوى الوطنية السورية تشعر بقلق إزاء تورط جهاتٍ تزعم تمثيل المعارضة، ومنها الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض، في الانحراف الذي يقوده بيدرسون عن مسار جنيف، وتواطؤها للتحايل على بيان جنيف ١ (٢٠١٢) وقرار مجلس الأمن ٢١١٨ (٢٠١٣) والقرار ٢٢٥٤ (٢٠١٥)، والتخلص منها لحساب تمرير أجنداتٍ تم التفاهم عليها في جولات أستانا العشرين، والتي ألحقت ضرراً بالغاً بالشعب السوري وثورته، وتركته رهينة مصالح وتجاذبات إقليمية".
ودعت القوى الوطنية السورية "إلى تحركٍ جاد للتصدي لأيِّ محاولات تهدف إلى الالتفاف على الثورة السورية ومصالحها الوطنية، وتبرير عمليات التطبيع التي يجري العمل الحثيث عليها، وتمرير معابر وخطوط التبادل التجاري، وإضعاف مؤسسات الثورة عبر مجموعة منتفعين ومرتهنين، يقايضون مواقعهم ومكاسبهم بحقوق السوريين الأصيلة وثمرة كفاحهم من أجل الحرية والعدالة والكرامة"، وفق البيان.
وأعلنت كازاخستان عن انعقاد جولة جديدة من محادثات أستانة حول سوريا على أراضيها بمشاركة ممثلين عن "الدول الضامنة" روسيا وتركيا وإيران، رغم عدم حماس موسكو لانعقادها في هذا التوقيت الذي تشهد فيه المنطقة توترا شديدا بسبب تداعيات حرب غزة، ما يضعف من التحضيرات له وإمكانية تحقيق تقدم لم تستطع الجولات السابقة تحقيقه.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر دبلوماسية، أن الاستعدادات استُكملت لإطلاق الجولة الحادية والعشرين من المسار، والتي من المقرر انعقادها يومي 23 و24 من الشهر الحالي. وأضافت أن الوفد الحكومي السوري سيكون برئاسة نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، قد بحثا الأربعاء الماضي على هامش المنتدى الاقتصادي في دافوس، تطورات الملف السوري، وتطرق بيدرسن إلى الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في سوريا، مشيراً إلى مبادراته واقتراحاته للمساعدة بحل المشكلات فيها.
وكانت الجولة 20 من "أستانا" انعقدت في يونيو/ حزيران 2023، وأعلنت يومها كازاخستان أنه لن يكون هناك اجتماع آخر في أستانا حول سوريا، إلا أن "الدول الضامنة" عقدت عقب ذلك اجتماعاً بذات الصيغة، على هامش اجتماعات "الجمعية العامة للأمم المتحدة" في نيويورك، في سبتمبر/ أيلول 2023.
ومسار أستانا هو الأطول من ناحية المسارات السياسية المتعلقة بالملف السوري. وكانت أولى جولاته قد انطلقت في مطلع عام 2017، وبلغت 20 جولة حتى اليوم. وتتمسك إيران وروسيا بهذا المسار الذي ترعاه الدولتان إلى جانب تركيا، تحت ما يُعرف بـ "الدول الضامنة" أو "ثلاثي أستانا".
وتأتي الجولة 21 من محادثات أستانا حول سوريا في ظروف محلية وإقليمية غاية في الصعوبة والتعقيد، إذ تعيش المنطقة تداعيات الحرب التي تقودها إسرائيل ضد غزة للشهر الرابع على التوالي، وهي حرب مفتوحة على سيناريوهات التوسع في أية لحظة..
كما تأتي هذه المحادثات بينما لم تنجح حتى الآن جهود تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، واستمرار الخلافات بينهما حول مسألة انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، وهو أمر ترفضه أنقرة.
وتأتي هذه المحدثات بينما يواصل النظام السوري تحقيق اختراقات في علاقاته بالنظام العربي الرسمي، فبعد عودته إلى جامعة الدول العربية هناك حديث عن استعدادات سعودية لفتح سفارة الرياض في دمشق.
كما تأتي محادثات أستانا بينما تزداد خلافات المعارضة السورية، حيث تتهم قوى وطنية وسياسية سورية قيادة الائتلاف وهيئة التفاوض بالانفراد بقرار المعارضة السورية خدمة لأجندات منافية لأهداف الثورة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سوريا كازاخستان محادثات سوريا الأمم المتحدة كازاخستان محادثات موقف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول الضامنة حول سوریا
إقرأ أيضاً:
الخارجية: نستغرب من انجرار أمين عام الأمم المتحدة وراء الأهداف الأمريكية لتسييس العمل الإنساني
الثورة نت/..
عبرت وزارة الخارجية والمغتربين عن استغرابها لانجرار الأمين العام للأمم المتحدة وراء الأهداف الأمريكية لتسييس العمل الإنساني كأحد أدوات الضغط على الحكومة اليمنية.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان أن الأكثر غرابة يتمثل بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش بإصدار بيان في العاشر من فبراير الماضي، أعلن فيه تعليق عمليات وبرامج المساعدات الإنسانية في محافظة صعدة.
وقالت “مع ما يمثله هذا الإعلان من تقصّد لعقاب منطقة بعينها تعد من أكثر المحافظات اليمنية تضررًا واستهدافًا من قبل عدوان التحالف سابقًا بقيادة السعودية الذي أعلن محافظة صعدة منطقة عسكرية، مستهدفا كل أبناء المحافظة في عملية تجويع مميت، والأكثر تضررًا جراء العدوان الأمريكي في الفترة الحالية والذي ما يزال قائما وبوتيرة متصاعدة”.
وفيما ندد البيان بالقرار غير الإنساني المنتهك لكافة القوانين الإنسانية، اعتبر ذلك موقفًا عدائيًا غير مقبول، وبالذات حين يكون صادرًا من أعلى مسؤول في الأمم المتحدة وهو ما لا يمكن تبريره تحت أي مسمى، نظرًا للتبعات الخطيرة التي طالت الجميع بالإضافة إلى المواطنين المشمولين بالمعونات الغذائية، وتأثيره على الجوانب الصحية المتمثلة بالخدمات الصحية في مختلف مستشفيات المحافظة، ما قد يعرض آلاف المرضى للموت ومنهم المستهدفون من المهاجرين غير الشرعيين بنيران حرس الحدود السعودي.
وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية حاولت ثني الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام عن استمرار سريان القرار الذي يُضاعف من الحصار منذ صدوره وكان تتويجًا لعمليات تقليص لكافة المساعدات وإلغاء كثير منها والاقتصار على ماله علاقة بالمساعدات المنقذة للحياة، منذ اتخذت القيادة اليمنية قرار مساندة مظلومية غزة ورفض حرب الإبادة التي طالت أبناءها وفق معادلة وقف التوتر في البحر الأحمر مقابل وقف حصار وحرب إبادة المدنيين في غزة.
وجددّت وزارة الخارجية إدانتها لاستخدام المساعدات الإنسانية بغرض فرض ضغوط سياسية، مؤكدة ضرورة التراجع عن كل القرارات المتخذة بهذا الخصوص أو الكف عن استمرار استجلاب أموال الداعمين بدعوى إنقاذ الأعمال الإنسانية في اليمن.