عربي21:
2024-07-09@19:08:16 GMT

حرب إسرائيل على غزّة وحرب إيران على جيرانها!

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

بعد مرور حوالي ثلاثة أشهر على العدوان الإسرائيلي على غزّة، قرّر الحرس الثوري الإيراني الرد، لكنّه قام خلال الأسبوع المنصرم بقصف ثلاثة بلدان إسلامية هي العراق وسوريا وباكستان، مستخدماً صواريخ بالستية ومسيّرات انتحارية. وفي سياق تبريره لهذه الهجمات، قال الحرس الثوري إنّ الهجمات تأتي في إطار "محاسبة من تعرضوا لأمنها القومي"، مشيراً إلى الهجمات استهدفت ما وصفها بـ"مواقع تجسّسيّة وإرهابية معادية في المنطقة".



وزعمت إيران أنّها استهدفت مقّراً للإستخبارات الإسرائيلية (الموساد) في شمال العراق، وضربت أهدافا لجماعات إرهابية في سوريا وباكستان من بينها جماعة جيش العدل في إقليم سيستان بلوشستان داخل الأراضي الباكستانية. ودخلت الهند على معادلة التوتر الإيرانية ـ الباكستانية فيما بدا أنّه تأييد لضربات الحرس الثوري لأهداف داخل الأراضي الباكستانية.

أرادت إيران من خلال هذه الهجمات أن تستعرض عضلاتها وأوراقها، وأن ترسل رسائل في عدّة إتجاهات من بينها أنّ لديها صواريخ بالستية دقيقة وبعيدة المدى قادرة على ضرب أي مكان في المنطقة، وأن لديها الإرادة والعزيمة على إتخاذ قرار بمهاجمة أي مواقع في أي مكان في الإقليم حتى لو كانت داخل أراضي قوّة نووية، وأنّ لديها القدرة على التنفيذ دون تردّد. أنصار إيران إحتفوا بهذه الضربات وبقدرة إيران العسكرية فيما بدا انّه مهرجان دعائي إستجابة لضرورة الرد على الضغط الداخلية التي تتعرض لها إيران.

لكن التباهي الإيراني بهذه الهجمات وبقدرات إيران العسكرية سرعان ما تحوّل الى نقمة على طهران. إذ أثارت الهجمات التي نفّذها الحرس الثوري ردود فعل رسمية وشعبية ساخطة. ففي العراق، فنّد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي المزاعم الإيرانية مشيراً الى أنّه "لا أساس لها من الصحة". أمّا وزير الخارجية العراقية فقد ذهب أبعد من ذلك ليشير الى أنّ إيران لا تريد او لا تستطيع أن تضرب إسرائيل، لذا فهي تبحث عن كبش فداء أو ضحايا حولها، ولذلك قاموا بقصف إربيل. على المستوى الشعبي، برزت دعوات لمقاطعة إيران والبضائع الإيرانية.

في باكستان، أثارت الهجمات زوبعة من ردود الأفعال وسط ضغوط شعبية على الجيش للقيام بالرد على هذا الإستفزاز غير المبرر. تعدّي إيران على السيادة الباكستانية ودخول الهند على خط الأزمة أيضاً إستنفر المشاعر القومية. سكوت إسلام أباد كقوّة نووية على مثل هذا التعدّي سيُفهم من قبل الأصدقاء والخصوم على حد سواء على أنّه ضعف، وقد يفتح الباب أمام جميع الأطراف للتصعيد ضد باكستان.

التصعيد الإيراني مع هذه الدول في هذا التوقيت العصيب الذي يشهد حملة إسرائيلية غير مسبوقة على الفلسطينيين، ادىّ إلى تشتيت الإنتباه عن جرائم إسرائيل وإشغال الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي باحتمالات اندلاع حرب إقليمية أخرى.وبالفعل، قام الجيش الباكستاني في وقت مبكر من صباح اليوم التالي باستهداف مواقع داخل الأراضي الإيرانية من خلال صواريخ أرض-جو تمّ إطلاقها من مقاتلات باكستانية بعد رصد الأهداف المطلوب في العمق الإيراني باستخدام المسيّرات. وتعتبر هذه الواقعة الأولى من نوعها منذ الحرب العراقية- الإيرانية. اذ لم يسبق لأي دولة أن قصفت العمق الإيراني بعد العراق، مما ولدّ صدمة لدى الإيرانيين الذي توهّموا أنّ لطهران اليد العليا.

المغامرة الإيرانية مع باكستان وقصف كل من العراق وسوريا أدّى الى ردود فعل عكسية لم تكن في الحسبان. فالتصعيد الإيراني مع هذه الدول في هذا التوقيت العصيب الذي يشهد حملة إسرائيلية غير مسبوقة على الفلسطينيين، ادىّ إلى تشتيت الإنتباه عن جرائم إسرائيل وإشغال الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي باحتمالات اندلاع حرب إقليمية أخرى.

علاوةً على ذلك، فقد أظهر الرد الباكستاني داخل الأراضي الإيرانية أنّ منظومة الدفاع الإيرانية ركيكة وغير فاعلة، كما استدعى المناورة الإيرانية التي تهدف من خلالها الى التهرّب من مواجهة الخصوم الحقيقيين المفترضين في الوقت الذي تضرب فيه جيرانها. قد نسف الرد الباكستاني صورة "إيران العظمى" التي حاول الحرس الثوري الإيراني رسمها في الأذهان، وبالتالي أفرغ الرد الإيراني من مضمونه فضلا عن تقويض سردية الردع الإيرانية.

أمّا صورة إيران التي حاولت طهران تحسينها بعد العدوان الإسرائيلي على غزّة من خلال الإلتصاق بورقة المقاومة، فقد تدهورت هي الأخرى بعد العدوان على الدول الإسلامية الثلاث، وتخطّت الإطار المذهبي الى الإطار الأوسع، إذ أنّ شرائح واسعة من الشيعة في العراق وباكستان شعرت بالاهانة والإستفزاز من الموقف الإيراني ممّا أشعل الشعور القومي من جديد فضلاً عن الصورة الذهنيّة السيّئة أصلا عن صورة ودور إيران لدى غالبية المسلمين بعد دورها السيء السمعة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

الرد الباكستاني وضع إيران في موقف لا تُحسد عليه، وبدأ البعض يتساءل عن جدوى الهجمات التي شنتّها طهران على هذه الدول وعمّا إذا كان المقصود منها التهرّب من الإشتباك المباشر مع الدول التي من المفترض أنّ إيران في علاقة خصومة معها، أي إسرائيل والولايات المتّحدة.

من الواضح أنّ إيران وقعت في خطأ قاتل في الحسابات، وهذه ليست المرّة الأولى التي تفعل فيها ذلك، إذ أدّت أخطاء سابقة إلى خسائر موجعة لإيران وحلفائها كان من بينها العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، وأيضا التصعيد الإيراني في الخليج عام 2019 والذي إنتهى بمقتل قاسم سليماني لاحقاً، فهل ستواصل إيران حساباتها الخاطئة؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيراني الباكستانية الرأي إيران باكستان علاقات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرس الثوری داخل الأراضی من خلال

إقرأ أيضاً:

حزب الله يمطر شمال إسرائيل بعشرات الصواريخ

أطلق حزب الله اللبناني، عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل، بعد يوم من اغتيال الجيش الإسرائيلي ميثم العطار، القيادي في وحدة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله في غارة على بعلبك. 

 

وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل "، اليوم /الأحد/، نقلا عن نجمة داود الحمراء - إن رجلا إسرائيليا أصيب بجروح خطيرة من شظايا صاروخ سقط في الجليل الأسفل، واستدعى نقله إلى مركز "بيداه" الطبي. 

 

وأسفرت الصواريخ التي أطلقها حزب الله عن حرائق في عدة مناطق في شمال إسرائيل، وقالت خدمة الحرائق والإنقاذ إنها تكافح من أجل إخماد الحرائق بمنطقة "كيدمات جليل" الصناعية، وكفار زيتيم، ولافي، وهاتسوريم. 

 

ودوت صفارات الإنذار في المناطق المذكورة، والواقعة على مسافة 35 كيلومترا في عمق إسرائيل من الحدود مع لبنان.

 

وكان الجيش الإسرائيلي أكد الليلة الماضية اغتيال القائد العسكري في "حزب الله" ميثم مصطفى العطار، في غارة جوية على بعلبك. 

 

وزعم الجيش أن العطار عنصر رئيسي في وحدة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله، وقاد العديد من أنشطة الوحدة وشارك في تخطيط وتنفيذ العديد من الهجمات ضد إسرائيل. 

 

وسافر "ميثم" - حسب بيان جيش الاحتلال - إلى إيران عدة مرات، حيث اكتسب المعرفة وساعد في بناء قوة منظمة حزب الله وترسانة الأسلحة الإيرانية. 

 

وقال الجيش الإسرائيلي إن القضاء عليه يضر بشكل كبير بقدرات وحدة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله. 

 

وتتصاعد الاشتباكات بين "حزب الله" وإسرائيل منذ طوفان الأقصى في السابع من شهر أكتوبر الماضي وحرب إسرائيل على قطاع غزة التي أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من 38 ألف شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء إضافة إلى ما لا يقل عن 10 آلاف مفقود إلى جانب تدمير هائل في المنازل والبنية التحتية بالقطاع.

 

رئيس الوزراء الياباني: نأمل أن تلعب إيران دورا بناء في تحقيق السلام والاستقرار بالشرق الأوسط

 

أعرب رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو، عن أمله في أن تلعب إيران دورا بناء في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وتعزيز الوفاق مع الدول الأخرى. 

 

جاء ذلك - حسب ما ذكرت هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه) اليوم /الأحد/ - في تهنئة رئيس الوزراء الياباني لمسعود بيزيشكيان، بمناسبة انتخابه رئيسا لإيران، معربا عن أمله في التعاون عن كثب معه.

 

وكانت وزارة الداخلية الإيرانية قد أعلنت - أمس - فوز المرشح الرئاسي مسعود بيزيشكيان، في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت أمس الأول الجمعة متغلبا على منافسه سعيد جليلي.

 

وأعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية محسن إسلامي، أن بيزيشكيان حصل على 16 مليونا و384 ألفا و403 أصوات.. فيما حصل جليلي على 13 مليونا و538 ألفا و179 صوتا، وذلك بعد فرز 30 مليونا و530 ألفا و157 صوتا من مراكز الاقتراع في البلاد وخارجها.

 

ودعت إيران إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 28 يونيو الماضي لاختيار خلفا للرئيس إبراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه إلى جانب سبعة أشخاص آخرين في 19 مايو الماضي إثر تحطم مروحيته في شمال غربي البلاد.

مقالات مشابهة

  • سعاة الحدود.. قصة إعدامات مباشرة لـحمّالين ينقلون البضائع بين العراق وايران
  • الخارجية الإيرانية تكشف عن مفاوضات سرية مع أمريكا بوساطة عمانية .. تفاصيلها في الوقت المناسب
  • الرئيس الإيراني لـ الأمين العام لحزب الله": دعم إيران ضد إسرائيل سيستمر بقوة
  • كنعاني: على المجتمع الدولي الرد بشكل حاسم على المغامرات التي يقوم بها الكيان الصهيوني
  • بعد انتخاب الإصلاحي بزشكيان.. كيف سيتأثر نفوذ إيران في سوريا؟
  • حزب الله يمطر شمال إسرائيل بعشرات الصواريخ
  • بعد فوز بزشكيان.. أي تغيّرات متوقعة في السياسة الإيرانية؟
  • صعود الإصلاحيين لرئاسة إيران وتأثيره على مستقبل العلاقات مع المغرب
  • دول الخليج تهنّئ الرئيس الإيراني المنتخب
  • إسرائيل تعلق على فوز مسعود بزشكيان برئاسة إيران