شبكة اخبار العراق:
2025-03-04@05:23:27 GMT

الدولة في ظل اللادولة

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

الدولة في ظل اللادولة

آخر تحديث: 20 يناير 2024 - 10:03 صبقلم:كامل سلمان ثلاثة نماذج لقيادة الدولة بعد أية عملية تغيير كبيرة تحصل في بعض البلدان نتيجة الانتخابات او نتيجة الثورات او الانقلابات أو غيرها . أنا أذكر هذه النماذج الثلاثة لإنها مترابطة مع واقع اللادولة التي نعيشها في العراق بعد عام 2003 م . النموذج الاول ، وهو النموذج الموجود في الدول الديمقراطية العريقة ، حيث يفوز الحزب المعارض للحزب الحاكم في التصويت الديمقراطي الحر كما هو معروف في الأنظمة الديمقراطية ، وحين استلام الحكم يعمل الفائز في الانتخابات على تبديل قيادات الخط الاول في الدولة فيما تحتفظ جميع مؤسسات الدولة بقادتها وخبراءها وموظفيها بنفس النمط من العمل وبعد ذلك تبدأ تدريجياً التمهيد للسياسات الجديدة للحزب الفائز دون المساس بدستور البلد ودون التلاعب بالقوانين المعمولة بها ودون إقالة أي مسؤول خارج نطاق الخط الاول والمقصود بالخط الاول هم القيادة العليا والوزراء إضافة إلى مسؤولي الدوائر الحساسة ، بمعنى أن عمل المؤسسات الحكومية وتشكيلتها الثابتة منذ عشرات السنين تبقى على حالها ، فهي مؤسسات تتطور بالتجربة والدراسات العلمية الدقيقة وهذه المؤسسات هي ثروة من ثروات البلد وليست ثمرة جهود الاحزاب ، ولا يستطيع كائن من كان تغييرها ، وحتى التغييرات المزمع تفعيلها مع الحزب الفائز لابد أن تخضع لرقابة دستورية مشددة ، ولابد أن تكون هذه التغيرات ذات نتائج إيجابية ملموسة تنهض بواقع البلد نحو الأفضل ، فالرقابة عندهم شديدة وغير قابلة للمحاباة والمجاملة .

النموذج الثاني ، وهو النموذج التغييري الذي حصل في إيران بعد نجاح الثورة الإسلامية في العام 1979 م فبعد أنهيار النظام الشاهنشاهي وهروب معظم قادة وخبراء وضباط القوى الامنية والكوادر العلمية خارج البلد ، عملت القيادة الإيرانية بعد فترة وجيزة من نجاح الثورة على استدعاء جميع الهاربين ومن ضمنهم ضباط السافاك ( الجهاز الامني المعروف في زمن الشاه ) وعرضت عليهم الامتيازات والمغريات للعمل مع النظام الجديد من أجل البلد لا من اجل المذهب ولا من أجل النظام الحاكم وبكامل الصلاحيات دون وصاية من الحرس الثوري الذي تشكل بعد سقوط الشاه ، بذلك استطاع النظام الإيراني الوقوف على قدميه ومواجهة التحديات وبسرعة البرق عادت جميع المؤسسات الحكومية إلى العمل بفعالية كبيرة . أي أن الواقع فرض على النظام الجديد التضحية بجزء من المبادىء بدل التضحية بالبلد . النموذج الثالث ، هذا النموذج الذي حصل في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين ، تمت إقالة جميع كوادر الدولة ومطاردتهم واغتيالات بالجملة لقادة البلد وموظفيها وعناصرها الكفوءة وإحلال عناصر غير كفوءة جاهلة محل عناصر الدولة الحقيقين ، فأنهارت الدولة وسقطت بشكل رهيب ، ولم تقوى الدولة بعدها الوقوف على قدميها حتى بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن ، هذا الخطأ الكارثي كان وراءه عدة دول تريد تدمير العراق وأولها إيران التي لها تجربة غياب عناصر الدولة الكفوئين للنظام السابق والضعف الذي حل بها لولا السرعة في تصحيح المسار وإعادتهم للعمل ، وفعلاً تدمر العراق وسقط إلى الأبد . اليوم الدولة في العراق تقاد من قبل رجالات اللادولة . الاحزاب السياسية التي استحوذت على الحكم بعد سقوط نظام صدام حسين تمتلك الخبرة في الاغتيالات والعمل التجسسي لصالح الدول الأخرى وتمتلك خطاب التجهيل وتمتلك الجرأة على السرقة ، فكيف سيستطيع مثل هؤلاء اللصوص من قيادة الدولة وهم لا يمتلكون حتى الولاء للدولة . أن السعي و الطموح والحلم بالمستقبل الجميل والتطلع نحو العلا كلها سقطت وأندثرت مع دخول البلد تحت قيادة شخصيات اللادولة في ادارة الدولة ، سقطت على المستوى الشخصي والمستوى الاجتماعي والمستوى الوطني ، ومن يحاول أن يكون متفائلا ولو بنسبة ضئيلة فهذا إنسان مغفل يعيش الغفلة و خداع الذات ، لا مزايدة على الحقائق . لا يمكن أن تكون الدوافع المذهبية والرغبة في الانتقام للمذهب طريقاً لبناء الدولة ، بل كانت سبباً لتدمير كيان الدولة ، دولة بحجم العراق وما تملك من مكانة بين الدول تأريخاً وحاضراً سقطت ، فهذه حالة لايوجد لها مثيل في تأريخ الأمم ولم تحدث في أية بقعة من الارض ، ولن تكون هنالك دولة بهذه المقاييس الضيقة ، وما الانتخابات والمشاحنات والصرخات واللطم والاستعراضات المليونية وحديث المقاومة إلا ترقيعات لقماش بالي متهرىء . أن الدول والمجتمعات تبنى بالعلم والمعرفة وبالعمل الدؤوب وبالتخطيط السليم ولا يتم بناءها بالعنف والانتقام وفرض الأفكار التي لم تسعف منظريها أصلاً ، فياليت العقول تتحرر من مخلفات الماضي وتنظر إلى الحياة بشكل واقعي وتعيد حساباتها فالجرح مازال ينزف ومازالت الخسائر تتوالى على هذا الشعب المسكين بسبب هذا التغيير الشاذ . متى يكمل البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني عون: نريد علاقات ندية مع إيران مع إيران وبقية الدول (شاهد)

أكّد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، في مقابلة مع صحيفة٬ تجاوب كافة الأطراف مع تطبيق القرار الدولي رقم 1701 في الجنوب، داعيًا في الوقت ذاته إلى إقامة علاقة ندية مع إيران، مع التأكيد على أهمية العلاقة مع الولايات المتحدة.

وأوضح عون أن الالتزام بتنفيذ القرار 1701 بدأ في الجنوب، حيث يوجد تعاون من الجميع، معربًا عن أمله في الانتقال إلى مراحل أخرى لاحقًا، لكنه امتنع عن تحديد موعد زمني محدد، قائلًا: "نحن جاهزون، نريد سرعة وليس تسرعًا".
في أول مقابلة منذ انتخابه، يتحدث الرئيس اللبناني إلى «الشرق الأوسط» عن خططه للإصلاح وفرض سيادة الدولة، وشكل علاقاتها الخارجية في المرحلة الجديدة ورغبته في أن يكون لبنان ضمن «رؤية السعودية 2030»

إليكم المقابلة كاملة: https://t.co/ueRQ9YkSoC pic.twitter.com/ntFM8tYof9 — صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) February 28, 2025
وأثنى عون على خطاب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، ومواقف رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، الذي أكّد أهمية الانفتاح على الحوار ودور الدولة في العمل الدبلوماسي، معتبرًا أن هذه المواقف تشكل "تطورًا إيجابيًا كبيرًا يُبنى عليه".


وفيما يتعلق بعلاقة لبنان مع إيران، أعلن عون سعيه إلى إقامة علاقات ندية مع جميع الدول، قائمة على الاحترام المتبادل، مؤكدًا أن العلاقة يجب أن تكون مع الدولة ككل وليس مع فصيل أو فريق سياسي معين. وأضاف: "يجب أن تكون الصداقة الإيرانية مع كل اللبنانيين، والعكس صحيح".

أما بالنسبة للعلاقة مع الولايات المتحدة، فقد اعتبرها عون "ضرورية"، نظرًا لدورها كقوة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن، ودولة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن 90% من المساعدات المالية والتدريبية والتجهيزات التي يتلقاها لبنان تأتي من الولايات المتحدة، قائلًا: "عندما كنت قائدًا للجيش، كنت أُتّهم بأنني لا أحصل على مساعدات إلا من أميركا، وكنت أردّ: أي دولة مستعدة لتقديم مساعدات مجانية للجيش اللبناني، أهلاً وسهلاً، فنحن لا نملك الأموال الكافية".

وفيما يتعلق بسيادة الدولة، أكّد عون أن المفهوم الأساسي للسيادة يتمثل في حصر قرارَي الحرب والسلم بيد الدولة، واحتكار السلاح أو حصره بيدها. وأوضح أن الظروف تتحكم بتحقيق هذا الهدف، خاصة مع انتشار الجيش على كامل الأراضي اللبنانية.

وأضاف أن "استراتيجية الأمن الوطني" تهدف إلى وضع خطط لاستخدام جميع عناصر القوة في الدولة لتحقيق أهدافها الأساسية، سواء في بناء العلاقات مع الدول الأخرى أو حماية الدولة من أي تداعيات أو نزاعات داخلية أو على الحدود. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تشمل أيضًا الجوانب الاقتصادية والمالية والإعلامية.


وأكّد عون أن "الدولة هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن حماية الأرض والشعب، وليس مسموحًا لأي جهة أخرى القيام بهذا الدور". وأوضح أنه في حال تعرض الدولة لاعتداء، فإنها تتخذ القرار المناسب وتجنّد جميع عناصر القوة للدفاع عن البلد.

وحول تنفيذ هذه الرؤية، قال عون: "السياسة بنت الظروف، والظروف تفرض نفسها. هذا هو هدفنا، والحكومة التي نالت الثقة ستبدأ العمل لتحقيق هذه الأهداف".

مقالات مشابهة

  • 4 صناديق للاشتراك في نظام الادخار الاختياري
  • معلقًا على تصريحات الكوني.. التويجر: الأجسام السياسية الحالية مؤقتة ولا تملك حق تحديد نظام الحكم
  • انتهى السلام الأمريكي وما يليه سيكون أسوأ   
  • نائب: الطبقة السياسية في العراق مجموعة من اللصوص ولن يستقر البلد بوجودهم
  • هذه الدولة العربية تسجل أطول ساعات صيام في رمضان 2025
  • خطة ترامب:-“التغيير القادم في العراق” بداية تشكيل العالم الجديد!
  • الرئيس اللبناني عون: نريد علاقات ندية مع إيران وبقية الدول (شاهد)
  • الرئيس اللبناني عون: نريد علاقات ندية مع إيران مع إيران وبقية الدول (شاهد)
  • العراق خامساً بين الدول الأكثر استيراداً من تركيا خلال شهر
  • كبديل تدريجي عن الورقية.. العراق يتجّه لإصدار «عملة رقمية»