باكستان: المشاكل البسيطة مع إيران تحل عبر الحوار والدبلوماسية
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
قالت لجنة الأمن القومي الباكستاني إن إسلام أباد وطهران قادرتان على التغلب على المشاكل البسيطة من خلال الحوار والدبلوماسية وفق ما ذكرت الأناضول.
وذكر مكتب رئاسة الوزراء، في بيان، أن اللجنة عقدت اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء أنوار الحق كاكر، في العاصمة إسلام أباد، وتم إطلاع المشاركين على التطورات السياسية والدبلوماسية التي تؤثر على الوضع الراهن بين إيران وباكستان، وتأثيرها على الأمن في المنطقة.
وأشاد رئيس الوزراء الباكستاني بالرد المهني للجيش ضد الانتهاك غير المبرر وغير القانوني لسيادة البلاد، حسب وصفه.
وشدد البيان، على أن أمن وسلامة الشعب الباكستاني لهما أهمية كبيرة.
وخلص الاجتماع إلى أن البلدين قادران على التغلب على المشاكل الصغيرة من خلال الحوار المتبادل والدبلوماسية، وتمهيد الطريق لتعميق علاقاتهما التاريخية أكثر، وفق البيان.
ولفت إلى أن هناك العديد من قنوات الاتصال بين باكستان وإيران، وأنه يتعين عليهما استخدام تلك القنوات لمعالجة المخاوف الأمنية لكل منهما، بما يتماشى مع السلام والاستقرار الإقليميين.
كانت محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية قد أعلنت ،الخميس، مقتل 9 أشخاص، في هجوم صاروخي نفذته باكستان على قرية بمنطقة حدودية، ردا على هجوم إيراني على الأراضي الباكستانية.
ونقلت الأناضول عن مصادر عسكرية أن باكستان ردت على الغارات الإيرانية عبر استهداف "7 مواقع" لجماعة "جيش تحرير بلوشستان" المسلحة داخل إيران.
يذكر أن وكالة إرنا الإيرانية الرسمية، الثلاثاء، أشارت إلى أن طهران استهدفت بصواريخ ومسيّرات ما قالت إنهما مقرّان لجماعة جيش العدل المسلحة في الأراضي الباكستانية.
عودة العلاقات
وكانت وسائل إعلام باكستانية، قد قالت إن إسلام آباد، قررت إنهاء الأزمة مع إيران، بعد القصف المتبادل بين البلدين بالصواريخ والطائرات المسيرة، على مواقع لجماعات مسلحة على أراضيهما.
ونقل تلفزيون جيو الباكستاني، عن مصادر قولها، إن اجتماعا للحكومة برئاسة القائم بأعمال رئيس الوزراء، أقر إجراء لإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إيران.
وقال وزير الإعلام الباكستاني مرتضى سولانجي إن الاجتماع يهدف إلى إجراء "مراجعة شاملة للأمن القومي في أعقاب الأحداث بين إيران وباكستان"، وقطع كاكار مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس وعاد للبلاد الخميس.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن وزير الخارجية دعا إلى تعاون أوثق في القضايا الأمنية خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، الجمعة، وعبر عن استعداد إسلام آباد للعمل مع طهران في جميع القضايا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الباكستاني إيران طهران إيران باكستان طهران اسلام اباد هجوم صاروخي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بالحوار معًا نتقدم
حضرت الأسبوع المنصرم ملتقى «معًا نتقدم» في نسخته الثالثة، وقد سبق لي أن شاركت في النسخة الثانية العام الماضي، وسعدت بهذه الدعوة لحضور هذه اللقاءات المهمة التي تستهدف تعزيز التواصل بين الحكومة والمجتمع، وإشراك الشباب في عملية التطوير والتحديث، ومواصلة البناء في كافة القطاعات، من خلال الحوار والتشاور وبما يحقق الأهداف المنشودة، ويسهم في توضيح الكثير من المرئيات وتقريب الآراء بين القاعدة والقمة، وتذليل الصعاب في مسيرتنا النهضوية الراهنة، وهو ما تهدف إليه قيادتنا الحكيمة من هذا الملتقى السنوي، من خلال الحوارات المفتوحة. ولا شك أن هذا الحضور الكبير من كل التخصصات من جيل الشباب، يعد أحد أهم الثمرات في مسيرة نهضتنا المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- والاهتمام بما يُطرح ويناقش في هذا الملتقى من شبابنا في القضايا المطروحة.
ولا شك أن للحوار ثمراته العظيمة سواء للجهات المسؤولة، أو للمواطن نفسه المستهدف من هذا الملتقى في المقام الأول، ليتعرف كلاهما على ما يتم طرحه من الرؤى والأفكار والحوارات والتعليقات، على ما تم مناقشته في هذه الجلسات المفتوحة. وقد أسهمت الكثير من الحوارات والمناقشات عبر التاريخ الإنساني، في إجلاء الكثير من الحقائق والتبصير بها، والاهتداء إلى ما هو أدق وأصوب فيما يهم المواطن وتطلعات الوطن ورقيه وتقدمه، وإيجاد الرأي الثاقب والصالح والمتوازن في حياة الأمم والشعوب، كما أوجدت المثقف المنفتح المبدع والمعرفة الحقة والكلمة الصادقة النافعة. ولذلك أعتقد كما لمسته من النقاشات المهمة، وهذا ما أراه إيجابيًا في كل الحوارات، في ملتقيات (معًا نتقدم)، من حيث الاقتراب من الجيل الجديد؛ لفهم ما يدور في عقله ومعرفة كيف يفكر؟ وما تطلعاته؟ ولماذا نظرته للمستقبل قلقه وسلبية عند البعض؟ ولذلك فإن الحاجة الملحة للاقتراب أكثر من الجيل السابق للجيل الحالي، خاصة أن الرؤى الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، إذ حصلت بها تحولات كبيرة وسريعة، وما زال التسارع قائمًا ومستمرًا في هذا العصر، وهذه حاضرة في عقلية هذا الجيل، في ظل الانفتاح الإعلامي الهائل، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت قوة فكرية وثقافية وإعلامية هائلة، خاصة مع هذا الجيل والأجيال المستقبلية؛ ولهذا فإن التحاور مع جيل الشباب، أصبح مطلبًا لا غنى عنه، لكي يتم النقاش من خلال ندوات، أو هذه الملتقيات الموسعة ،كما هي في ملتقى «معًا نتقدم»، لتتقارب الإفهام وتتحاور بعقلانية واعية ومدركة للتحولات الراهنة، والاستماع لما يجري من خطط وبرامج ومشاريع ولما يدور في خلد هذا الجيل من أفكار وتطلعات وملاحظات، وما يُطرح من تساؤلات وعلامات استفهام حول ما يدور في خضم هذه التحولات، وما يجري من برامج وخطط، وتشابك الكثير من قضايا التي نعيشها، وما يعد الإعداد له من خطط مستقبلية، وبكيفية واضحة حتى يتم التعرف على مرئياته كفرد وكمجموع، وهو المستهدف الجيل الحاضر الذي يعد المحور لهذه الأفكار والتطلعات الراهنة.
ولا شك أن في عصرنا الراهن ـ وقد أشرت إليه في كتابة سابقة ـ مع التغيرات التي حدثت وتحدث الآن في قضايا ومشكلات عديدة، ومع الرؤى المتاحة في الوسائط الإعلامية، فهناك الكثير من الأفكار التي يطرحها الشباب في هذه الوسائط، منها: قلة أو غياب فرض العمل، مع زيادة المخرجات في كل التخصصات والتي تتراكم كل عام، أيضًا الحديث عن الفساد، أيضا ما يقال عن تفاوت الفرص بين الشباب في التوظيف، وهي بلا شك ليست توجهًا أو حالة ثابتة، والحديث عن مصادرة بعض المؤلفات في معرض الكتاب، ومنعها من البيع في المكتبات، وهذه الرؤى التي يناقشها الشباب وتطرح بتزايد بين الفترة والأخرى، ومسألة الربط بين قضية الفساد وبين غياب فرص العمل، بمعنى أنه يرى لولا الفساد، لسارت الأمور بصورة سليمة وتلقائية في فرص التوظيف حسب فهم البعض، صحيح أن الفساد رأس «البلاوي» في كل دول العالم! وترك بعض الدول في قائمة الدول الفاشلة، ولذلك فإن التوجه لمحاربته يجب أن يكون من الأولويات والبرامج. قد يقول البعض: إن الشباب بطبيعته، دائما يكون ثائرًا من كل شيء؟ ومن أي شيء؟ من خلال رؤى سلبية يختزلها في توقعات حدية، لا تتغير في نظره، ومع أن هذا التوقع ليس دقيقا في كل الظروف.
لكنني أرى أن هذا النقد تعوزه الدقة في جوانب وملاحظات عديدة، صحيح أن هذا الجيل بطبيعة تكوينه وسنه، يميل إلى عدم التصديق في بعض ما يقال، لكن أحيانًا يرى أن بعض التصريحات من بعض المسؤولين، تعطي مؤشرات عن أشياء سوف تتحقق، لكن لا يتم تنفيذها، مما يترك انطباعًا سلبيًا لدى هذا الجيل في عدم المصداقية، في بعض ما ينشر، وهذه تحتاج إلى تفسير في نظر الشباب، وهو الانقطاع بين الأقوال والأفعال، وقد حصلت تجارب في بيانات وتصريحات في بعض السنوات التي مضت، وهذه حقيقة، وعلى النخب المثقفة والمسؤولة، أن تدرك أن هذا الجيل أتيحت له من الفرص في المعرفة والاطلاع فيما هو متاح ومتزايد من حيث التطور العلمي، أكثر من جيلنا نحن الذين حرمنا في سنواتنا اليافعة، لم نعشها، سواء من المعرفة أو التكنولوجية، كما هو متاح الآن، من وسائل الاطلاع الواسعة، ولذلك فإن هذا الجيل مطّلع ويعرف الكثير مما يدور في عالم اليوم، حتى لا نقلل من معرفة هذا الجيل وسعة اطلاعه ومعرفته.
كما أن الأزمات الاقتصادية، وزيادة الأسعار، مع عدم وجود فرص للعمل، لها آثارها النفسية والاجتماعية، والصحية للأجيال الجديدة، وهذه أزمات مرت بها دول كثيرة، ومن هنا فالحوار مع هذا الجيل، اعتبرها ضرورة وطنية؛ لأن العالم المفتوح له مخاطره، وتحدياته، بما يعرضه من آراء وأفكار قد لا نتفق معها، وقد تؤثر في الجيل الجديد، بما تملكه من طرق للتأثير، وهو في هذا السن، وقد أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله تعالى ـ
في خطابه في 23 من فبراير، على اهتمامه بالشباب وقال نصًا: «وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحقها». وهذا اللفتة من جلالته ستكون لها أثرها الإيجابي في حوار الأجيال القادم بإذن الله.
وأحيانًا في غياب الحوار تحولت في بعض الدول إلى توترات وصدامات، وسببها غياب الحوار المبني على غايات نبيلة وإيجاد قواسم مشتركة للتقارب، مما يجعل الأحكام المسبقة تجاه الآخر المختلف، ليست بعيدة عن الصواب، وهذا ما يعزز قيمة الحوار وتأثيره في إبعاد الكثير من قضايا الشائكة التي قد تكون دافعة للاختلاف، لأسباب ومفاهيم مغلوطة، وتوجسات لرواسب قديمة، جعلت الصورة السلبية عاكسة للوعي غير الناضج ثقافيًا، ولذلك فإن إيجابيات الحوار وثمراته على التواصل الإنساني، يسهم إسهاما فاعلًا في تفعيل القبول بين المتحاورين، ويفتح الباب إلى قبول النقد ـ من خلال الحوار ـ والارتقاء به إلى آفاق رحبة، مما يسهم في كسر الحواجز السابقة التي كانت مانعة للحوار المفضي للروح الإيجابية، ولذلك الكلمة الطيبة المحمّلة بالرغبة الصادقة في الحوار، سيكون لها أثرها المهم في التقارب، مما يسهم في إذابة الجليد القائم بين أطرافها، والذي قد يبدأ قويًا ومتثاقلا في البداية، لأسباب كما أشرنا آنفًا، من حيث الخلفيات الثقافية والفكرية المسبّقة التي قد جعل سوء الفهم مؤثرًا بين المتحاورين، فالروح الطيبة السباقة إلى الفهم والتفاهم عبر الحوار، تستطيع إزاحة رواسب كثيرة متراكمة عبر قرون، أسهم غياب الحوار في جعلها رزمًا من الأنواء الفكرية المؤثرة في إبعادها عن واقع الحياة الاجتماعية، وهذه الرواسب سهلة التلاشي، إذا ما جعل أطراف الحوار وضرورته له الأولوية على قضايا ثانوية معيقة، لكن الحوار بجديته ومحدداته الصادقة سيكون بلا شك ناجحًا بقابليته من كل الأطراف، فتعزيز الحوار بين الحضارات أو الثقافات الإنسانية، مطلب مهم لا غنى عنه لكل الإنسانية، لإيجاد المساحة والأرضية الدافعة للتفاهم والتواصل والتقارب، بما يحقق الأهداف السامية في الحياة ومتطلباتها، وإبعاد عقبات والتوجسات وسوء الفهم وقلق المستقبل، الذي قد لا يعطي الحقائق الناصعة كما تدور وتجري، في ظل غياب الحوار الإيجابي المشترك، باعتباره المنهج الصحيح للتفاهم والتقارب بين الأمم في هذا الكون الفسيح وبما يجعل الحياة، بعيدة عن الخلافات والأزمات التي ربما تحصل لعوامل متعددة في خضم صراع الحياة وتشابكها وتعقيداتها.
ومن هذه الرؤى الثاقبة فإن الحوار كقيمة إنسانية مهمة، هو الأقدر على فتح النوافذ بين الأطراف عند الاختلاف على أسس متوازنة ومنفتحة للتقارب الذي يؤسس لثقافة الحوار بين الحضارات، كبديل لإشاعة صدام الحضارات وصراعها، وقد كتبت في هذا الأمر وقلت ما نصه: إن الحضارات منذ ما قبل التاريخ تقابلت وتعايشت، وصارعت أحيانًا، لكن ظلت أقرب للتفاهم والتعايش من خلال الحوار الندي في المشتركات الإنسانية، لكن الأهم والأجدر بالقبول هو الاستعداد للحوار من خلال الفهم المشترك.
هذا الرأي يمثل طرحًا إيجابيًا لكيف تنجح الحوارات، ونضع لها من الوسائل ولطرق التي تعين على التجاوب بين أطرف الحوار، ومنها نعرف طبائع الناس وثقافتهم للوصول للقلوب، وفتح مغاليق الأحكام المسبقة وهذه مهمة لا نجاح الحوار. لذلك هذه الحوارات كانت سببا في قبول هذا الدين القويم، إلى القيمة العظيمة لأهمية الحوار وإيجابياته، وكذلك في السنة النبوية، وأقوال العلماء والحكماء، لأهمية ودور الحوار في قبول هذا الدين والاستجابة له والسعي إليه باقتناع، وهذا مما يحسب لدور الحوار وتأثيره في تقارب الأفكار، وهذه حكمة إلهية اقتضتها مشيئته ـ سبحانه وتعالى ـ أن جعل الناس تتعدد في آرائها، وأفهامها، وتنوعها المعرفي والعقيدي، وجعل الحوار وسيلة من وسائل التقارب والتعارف والتعاون بين أبناء الجنس البشري، لعمارة الكون والهداية والخلق والإيمان.
وهذا ما وضعه جلالة السلطان المعظم -حفظه الله- في مسألة إشراك الشباب في الحوارات الوطنية لتكون الحوارات وسيلة لفهم تطلعاتهم المستقبلية، وفتح الباب لهم للتحدث والمناقشة، والنقد في بعض القضايا المطروحة من قبل الجهات الحكومية، وبالفعل وجدت من خلال النقاشات مدى التفاعل الذي أبداه الشباب في هذا الملتقى من خلال الحوارات الجادة والمنطقية والإيجابية، وهو بلا شك ما يجعل الرؤى تقترب من بعضها البعض، وهذا ما يجهل الملتقى يحقق أهدافه الحوارية الثاقبة، سواء في هذه الجلسات أو الجلسات القادمة إن شاء الله.