قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ان الله عز وجل قال {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} يعني أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنك إذا أردت أن يُستجاب الدعاء، وأن تصل إلى نجاح الطلب الذي تطلبه، والرغبة التي ترغب فيها فيجب عليك أن تطلبها بربك، وكان النبي ﷺ دائمًا يقول: «وَالَّذِى نَفْس مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ» يعيش دائمًا تحت سلطان الله، وتحت أمر الله سبحانه وتعالى، يُعلمنا سيد الخلق المصطفى المختار ﷺ أن الأمور إنما نطلبها بالله رب العالمين، عندما يسأل أحدنا أخاه في شيءٍ من أمور الدنيا فيقول له: بالله عليك تفعل كذا، وكان سيدنا عمر رضى الله تعالى عنه عندما يسمع هذا، وعندما يأتيه الشخص ويقول له: بالله عليك تفعل كذا، فإنه يفعله، وكان بعضهم يقول له : هذا يخادعك، فكان يقول: مرحبًا بمن خدعني في الله، وخدعني بالله، يعني ما دام قال بالله عليك تفعل لي كذا فإنه كان يبر قسمه تعظيمًا لله سبحانه وتعالى.

فإذا أردت إنجاح مقاصدك ومطلوبات في الدنيا فعليك أن تطلبها بالله، وقد تطلب بالله من البشر، فإذا طلبت من الله سبحانه وتعالى فهذا معناه {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أنك أفردت وخليت قلبك من كل توجهٍ، وكل اعتماد على غير الله سبحانه وتعالى، هذا كله يحتاج منا إلى تربية، إلى تدريب، إلى أن نعيش هذه المعاني؛ لأننا لو عشناها لوجدنا لها لذة، ولوجدنا لها أثرًا في الدنيا، يعني قضية الدعاء هذه قضية كبيرة جدًا، وتزيد من الإيمان؛ لأن عندما يستجيب الله تعالى دعائي تجد أنني قد ثبّتني في الإيمان، وحبّبني في الإيمان، ووجدت طريقةً هي طريقة مهمة في قضاء الحاجات، في هذا الحياة الدنيا.

دائمًا عندما نسأل الله بذاته، أو نسأل البشر بربنا سبحانه وتعالى، أو حتى نستعين بذلك في أنفسنا نجد أن الأعمال قد تحققت، هذا دليلٌ آخر على وجود الله، هذا دليلٌ آخر يسألنا عنه الملاحدة، ويقولون أنتم لماذا تؤمنون بالله كل هذا الإيمان؟، ولماذا لا نؤمن نحن؟، وتأتي الإجابة بهذه الكلمة أننا لنا تجربة مع الله سبحانه وتعالى، نصلي نشعر براحة، نذكر الله نشعر براحة، ندعو الله سبحانه وتعالى فإذ به يستجيب، نلتجئ إليه في مناجاة فإذ به يتم المقصود؛ ويتم المقصود بصورة غريبة عجيبة، فهذا الذي يجعلنا نتمسك كل يوم، ويزيد إيماننا كل يوم، فيقولون: نحن لم نجرب هذا، لم نصلِّ، لم نذكر، لم ندعو، ولكننا بعقولنا هكذا يعني نريد أن نتفلت، نريد أن لا يكون علينا تكليف، هذا هو الفرق بين المؤمن وبين غير المؤمن؛ المؤمن توكل على الله، ثم من تجربته الروحية، ومن تجربته العملية كل يوم يرى الله سبحانه وتعالى، وكل يوم يزداد إيمانًا مع إيمانه، وكل يوم يشعر بصدق هذا الوحي، فعندما ينظر { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} فيجد قلبه فعلًا يطمئن بذكر الله ،عندما يجد أن الإيمان له حلاوة في القلب، عندما يجد أن غض البصر له حلاوة في القلب، عندما يجد أن الخشوع في الصلاة له حلاوة في القلب ؛فإنه لا يستطيع أن يترك كل هذا من أجل قول قائل لم يجرب.

{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} يعني هو سبحانه كفايته، حسبنا الله ونعم الوكيل معناها كفايتي ربي، ربنا كفاية فهو الذي يكفيني، وهو الذي يستجيب دعائي، وهو الذي يحقق مطلوبي، وهو الذي يصلني إلى مقصودي؛ فهو سبحانه وتعالى قبل كل شيء، ومع كل شيء، وبعد كل شيء، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو على كل شيء قدير، وبكل شيءٍ عليم، وبكل شيءٍ محيط.

ربُنا سبحانه وتعالى عندما يستجيب دعائي، وعندما أيضًا يسارع في هواي وهذه درجة أعلى فعندما تقول السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها لسيدنا رسول الله ﷺ «أرى الله يسارع في هواك»، يعني ينفذ الشيء قبل ما يطلبه وقبل ما يدعوه ، وهذا حال الذاكرين المعلقة قلوبهم بالله رب العالمين، حال الذاكرين الذي يقال عنهم في الحديث القدسي: «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطي السائلين» هذه الحالة حالة المبادرة من الله سبحانه وتعالى قبل الطلب تتأتى بإخلاص العبادة، وبأننا يجب أن نطلب من الله بالله رب العالمين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الله سبحانه وتعالى کل یوم کل شیء

إقرأ أيضاً:

امتثالا لأمر الله.. وكيل الأوقاف يفاجئ أحمد موسى ومحافظ جنوب سيناء بهذا الطلب

طلب الشيخ السيد يوسف غيط، وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء، من الإعلامي أحمد موسى ومحافظ جنوب سيناء بخلع الحذاء خلال تواجدهم في الوادي المقدس وذلك استجابة لأوامر الله سبحانه وتعالى.

غيط: لن تجد بقعة تشعر فيه بالروحانية والسلام النفسي مثل موقع التجلي

وتابع خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في حلقة خاصة من برنامج على مسئوليتي، المذاع على قناة صدى البلد، يقدمها من مشروع التجلي الأعظم والأوحد بسانت كاترين في محافظة جنوب سيناء: ربنا أمر سيدنا موسى بخلع نعليه لأننا نقف في الوادي المقدس طوي ونحن كمسلمين اولي بتنفيذ أمر ربنا

وأكد الشيخ السيد يوسف غيط، وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء: نحن موجودين في البقعة المباركة من الشجرة بنص القرآن الكريم.

واستطرد أن ربنا سبحانه وتعالي هو من علم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عن البقعة المباركة التي تحدث مع سيدنا موسي فيها (هل أتاك حديث موسى).

وأردف الشيخ السيد يوسف غيط، وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء أن الوادي المقدس ذكر في القرآن الكريم أكثر من مرة، مؤكدا أن سيدنا موسي هرب من مصر إلي مدين وجلس هناك ١٠ سنوات وتزوج ابنة سيدنا شعيب ورجع لمصر.

وأكمل أن سيدنا موسى رجع لمصر من مدين عن طريق خليج العقبة حتى وصل إلى الوادي المقدس في سيناء، مؤكدا أن النداء علي سيدنا موسى بدأ في الوادي المقدس.

مقالات مشابهة

  • ضمن مبادرة "مودة ورحمة".. وفد من علماء الأوقاف يزور مستشفى سنورس المركزي بالفيوم
  • رانيا يوسف وكندة علوش.. نجوم ينعون الإعلامى الراحل صبحي عطري
  • ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة ؟.. علي جمعة بوضح
  • قصة الفريق الإيطالي الذي يحقق إنجازا كلما توفي بابا الفاتيكان
  • هل تُقبل الصدقة من مال مصدره حرام؟.. الإفتاء توضح الفرق بين التصدّق وتبرئة الذمّة
  • ربيع الغفير يحذر من بعض السلوكيات: فساد لا يحبه الله
  • امتثالا لأمر الله.. وكيل الأوقاف يفاجئ أحمد موسى ومحافظ جنوب سيناء بهذا الطلب
  • أوقاف جنوب سيناء: سانت كاترين أجمل بقعة مقدسة وهى نور الأنوار
  • تقرير صيني يكشف الأمر الذي يُرعب أمريكا إن فكرت بحرب برية في اليمن
  • عاجل.. محافظ حضرموت يوجه تحذيراً نارياً لأمريكا والسعودية والإمارات ويدعو أبناء المحافظة للقيام بهذا الأمر