سواليف:
2025-04-26@19:35:09 GMT

لماذا ينهار العالم العربي تباعاً؟

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

لماذا ينهار العالم العربي تباعاً؟

د. #فيصل_القاسم

ما إن تبدأ بالحديث عن #الانهيارات #العربية المتتالية، حتى تطل لعبة « #الفوضى_الخلاقة » برأسها، فالكثيرون يعتبرون أن كل ما يجري في المنطقة تنفيذ حرفي للمخطط الأمريكي الشهير الذي أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة #غوندوليزا_رايس على رؤوس الأشهاد قبل سنوات وسنوات.

لكن لماذا دائماً نصور أنفسنا نحن من يسمون بالعرب كضحايا للمؤامرات، وكألاعيب في أيدي ضباع العالم الكبار والصغار؟ أليس لدينا #أنظمة و #حكومات وحكام ونخب كان يجب عليها أن تتصدى لكل الأيدي والمشاريع الخارجية العابثة بأوطاننا وشعوبنا، لو كانت وطنية فعلاً؟ لماذا نرى حتى هذه اللحظة العديد من #الأنظمة وقوى المعارضة والنخب السياسية والثقافية والإعلامية المسماة (عربية) وهي تقدم أنفسها بكل سرور للخارج كي يلعب بها ويستخدمها كمناديل ورقية ثم يلقي بها في سلة الزبالة؟ دلوني على بلد عربي انهار أو في طريقة إلى الانهيار إلا وقد لعب الداخل دوراً محورياً فيما وصلنا إليه من خراب ودمار وانهيار على كل الأصعدة؟
ولو أخذنا أسوأ مثال عربي حتى الآن، ألا وهو المثال السوري، لوجدنا أن القوى الخارجية، الإقليمية والدولية، التي باتت تعبث بسوريا على كل الأصعدة، لم يكن لها أن تتغلغل في النسيج السوري وتتحكم به وتجيّره لصالحها، لولا أن النظام قدم نفسه ومعه البلد بأكمله للغزاة والمحتلين على طبق من ذهب. هل بقي هناك أي شك بأن النظام باع سوريا كي يحمي عرشه الضعيف، ثم انتهى به الأمر متوسلاً على أبواب الإيرانيين والروس والعرب والأتراك والأمريكيين؟ ثم ماذا بقي للنظام من سلطات أصلاً داخل سوريا بعد أن باتت إيران وغيرها من القوى الإقليمية والدولية تحكم قبضتها على كل مفاصل ما يسمى بالدولة السورية؟ باختصار، فلولا العمالة الداخلية وارتهان النظام وبقية قوى المعارضة السورية للخارج بأشكالها كافة، لما انهارت سوريا على هذا النحو الخطير.
وما ينطبق على سوريا ينسحب على العراق، فالطبقة السياسية هناك مثلها مثل جارتها السورية ليست أكثر من عتلة في أيدي الإيراني وسيده الأمريكي، وليس لها لا حول ولا قوة ولا رغبة في منع الانهيار العراقي على كل الصعد، بل تحولت إلى مجرد سماسرة ومرتزقة في خدمة الغزاة والمحتلين. وكذلك الأمر في لبنان الذي تحول من سويسرا الشرق إلى أكبر مزبلة في الشرق الأوسط، وصار مضرباً للمثل في الفساد والارتهان والخراب والسمسرة للخارج. وحدث ولا حرج عن اليمن الذي أيضاً باعته القوى اليمنية المتصارعة لرعاتها في الخارج، وصارت مجرد أداة لتنفيذ مشاريع الإيراني ومنافسيه. وقد وصفت مجلة تايم الأمريكية المرتزقة اليمنيين بأنهم أرخص مرتزقة في العالم.

كارثة ما يسمى بالعالم العربي الذي يتجه سريعاً نحو الحضيض لا تكمن فقط في تكالب القوى الكبرى عليه، بل لأن غالبية الأنظمة العربية لم تستقل مطلقاً، إنما كانت منذ الاستقلال المزعوم وحتى الآن مجرد مرتزقة ووكلاء للكفيل الخارجي

ولو ذهبنا إلى السودان سنرى أن قوى الداخل المتمثلة هنا في العسكر هي التي أوصلت البلاد والعباد إلى حافة الهاوية خدمة لداعميها في الخارج. لا أحد يقول لي إن هذا المسمى (حميدتي) يقاتل من أجل الشعب السوداني، بل هو كما بات معروفاً لأصغر طفل سوداني مجرد أداة في أيدي الطامعين بثروات السودان. ولا نبرئ هنا الجيش السوداني، فهو بدوره يشارك في تخريب السودان وتفتيته وتجويعه وانهياره وتشريد شعبه خدمة لكل المتربصين بالبلاد. ولو كان صادقاً في إيصال البلد إلى بر الأمان، لكان طبّق مطالب الثورة السودانية، ولما صادرها كي يبقى جاثماً على صدر الشعب.
وهل يختلف الأمر في ليبيا التي غدا حكامها وطبقاتها السياسية أيضاً عبارة عن دمى يحركها المتصارعون على ليبيا من الخارج، بينما تنتقل البلاد من سيئ إلى أسوأ؟
لماذا وصلت تونس بدورها إلى هنا؟ ماذا فعل قيس سعيد وزمرته منذ أن انقلبوا على السلطة منذ أشهر وأشهر؟ ألا يتدهور الوضع في البلاد تباعاً على كل الأصعدة وخاصة المعيشية؟ هل جاء سعيد لإنقاذ تونس فعلاً، أم إنه كبقية الأنظمة العربية المنهارة يسمسر لداعميه في الخارج، وهو المسؤول عن تفاقم الوضع لصالح مشغليه؟
لماذا ينهار الوضع الاقتصادي في مصر أيضاً؟ من المسؤول العامل الخارجي أم الداخلي؟ والقادم أعظم.
ماذا حقق النظام الجزائري للجزائريين بعد ثورتهم؟ هل يعقل أن السميد والزيت صار الشغل الشاغل لشرائح كبيرة في البلاد؟ أليس الوضع مرشحاً أيضاً لمزيد من التدهور والانهيار؟ ماذا يحمل المستقبل بدوره للمغرب؟
لم يبق غير دول الخليج حتى الآن بمنأى عن سلسلة الانهيارات التي تضرب ما يسمى بالعالم العربي، ولا ندري ماذا يمكن أن يحدث فيما لو تدهورت الأوضاع حولها؟
في الختام، لا يمكن أن نبرئ مشاريع وصراعات الكبار والصغار في المنطقة مما يحدث لنا، لكن ماذا فعل من يسمون بالعرب سوى تقديم أنفسهم كأدوات والمشاركة في المؤامرات والمخططات الخارجية ودفع بلادهم وشعوبهم إلى الجحيم؟ هل كانت الفوضى الأمريكية الهلاكة أو التدخلات الإقليمية في بلادنا لتنجح لولا الأدوات العربية التي تعاونت معها لإيصالنا إلى هنا؟
إن كارثة ما يسمى بالعالم العربي الذي يتجه سريعاً نحو الحضيض لا تكمن فقط في تكالب القوى الكبرى عليه، بل لأن غالبية الأنظمة العربية لم تستقل مطلقاً، إنما كانت منذ الاستقلال المزعوم وحتى الآن مجرد مرتزقة ووكلاء للكفيل الخارجي تنفذ ما يريده لا ما تريده شعوبها، لهذا تضحي تلك الأنظمة اليوم بأوطان وشعوب خدمة لمشغليها، دون أن تدري أنها هي نفسها أيضاً ذاهبة إلى مزابل التاريخ.
وبدلاً من أن نسأل ماذا بقي من الربيع العربي بعد ثلاثة عشر عاماً، تعالوا نعكس السؤال: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي سوى أنظمة هزيلة متهالكة تعيش ذليلة بلا حول ولا قوة تحت حراب وحماية الغزاة والمحتلين؟

مقالات ذات صلة لينينغراد وغزّة : نموذج لإرادة الصمود . . ! 2024/01/19

كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فيصل القاسم الانهيارات العربية الفوضى الخلاقة أنظمة حكومات الأنظمة العالم العربی حتى الآن ما یسمى على کل

إقرأ أيضاً:

العالم الهولندي يثير الجدل.. ماذا سيحدث بعد زلزال تركيا الأخير؟

في تطور مقلق، تعرضت تركيا لزلزال قوي يوم الأربعاء، حيث سجلت قوة الزلزال حوالي 6.2 درجات على مقياس ريختر، وسط تحذيرات عاجلة وتوقعات عن تفاقم الأمور خلال الساعات القليلة الماضية.. فماذا سيحدث؟

أعاد زلزال تركيا الأخير إلى الأذهان، الأحداث الكارثية التي شهدتها البلاد في فبراير 2023، عندما كانت البلاد نفسها قد اهتزت بزلزال آخر بلغت قوته 7.8 درجات، ما أدى إلى دمار واسع وأودى بحياة الآلاف.

تفاصيل زلزال تركيا

وفقا لمركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني، كان مركز الزلزال في منطقة سيلفري التي تقع بالقرب من إسطنبول، وعمق الزلزال بلغ حوالي 10 كيلومترات. 

تأثرت المناطق المحيطة بشدة، حيث شعر السكان بالهزة وأكدت وزارة الداخلية أنه تم الإبلاغ عن تأثير الزلزال في جميع أنحاء المنطقة.

بعد الزلزال الأول، شهدت إسطنبول مجموعة من الهزات الارتدادية، حيث أعلنت وكالة إدارة الكوارث التركية عن تسجيل 185 هزة ارتدادية حتى الآن، من بينها واحدة بلغت قوتها 4.1 درجات. هذه الهزات الارتدادية تثير القلق بشأن احتمال حدوث زلازل أكبر في المستقبل.

زلازل تركيا مستمرة

في سياق متصل، قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، اليوم الجمعة، إن زلزالا بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر ضرب مدينة كوتاهية التركية الواقعة بالقرب من بحر إيجة، مشددة على الجميع بضرورة توخى الحذر.

وأكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية في بيان، أن الزلزال وقع على عمق 12.7 كم، وخط طول 28.98889 شرقًا والعرض: 39.21639 شمالًا.

كما أعلنت في بيان صدر عنها اليوم، عن وقوع زلزال في عمق البحر الأسود قوته بلغت 3.6 درجة على مقياس ريختر، وأيضا في بحر مرمرة بالقرب من أسطنبول بقوة 3.6 درجة وكذلك منطقة أماسيا.

تحذيرات عاجلة من الخبراء

علق الخبير الهولندي المعني بالزلازل، فرانك هوجربيتس، على الوضع الحالي مشيرا إلى إمكانية حدوث هزات ارتدادية أخرى قد تكون بمثابة تحذير لحدث أكبر. 

وقد شدد الخبير الهولندي، على ضرورة أن يكون السكان في حالة تأهب واستعداد لمواجهة أي طارئ قد يحدث وأهمية الوعي والاستعداد، خاصة بعد التجارب السابقة المريرة التي عاشتها البلاد.

جدير بالذكر أن الزلزال الجديد أعاد إلى الأذهان ذكريات الكارثة السابقة التي أودت بحياة أكثر من 55 ألف شخص وأصابت أكثر من 107 آلاف آخرين.

 الفاجعة التي شهدتها تركيا في فبراير كانت بمثابة جرس إنذار للجميع، حيث شددت على أهمية تعزيز الأمان والتقنيات المستخدمة في البناء، بالاضافة إلى أهمية جاهزية الإسعافات الأولية والبنية التحتية للتعامل مع الكوارث الطبيعية.

طباعة شارك تركيا زلزال تركيا تفاصيل زلزال تركيا العالم الهولندي فرانك هوجربيتس

مقالات مشابهة

  • اكتشاف 55 مليار طن من الحديد يعيد تشكيل اقتصاد العالم.. ماذا حدث؟
  • سيكولوجيا الإنكار.. لماذا يخاف البعض رؤية ما يحدث في غزة؟
  • عمر العربي وجودي عبدالله يصعدان لنهائيات كأس العالم للجمباز الفني بالقاهرة
  • عمر العربي وجودي عبد الله يصعدان لنهائيات كأس العالم للجمباز الفني بالقاهرة 2025
  • العالم الهولندي يثير الجدل.. ماذا سيحدث بعد زلزال تركيا الأخير؟
  • ماذا فعل اليمن بالقوة العظمى في العالم
  • قصة محرك يعمل بوقود مصنوع من الطحالب لسيارات فولكس فاجن| لماذا توقف المشروع؟
  • “النسر والتنين”.. لماذا تقلق إسرائيل من تدريبات مصر والصين الجوية؟
  • شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا
  • العالم المصري الذي ساهم في جعل المدفوعات عبر الإنترنت آمنة.. من هو؟