تأكل الحسنات.. أفضل طريقة للإقلاع عن هذه المعصية
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
الامتناع عن النظر للمحرمات ، أمر يحتاج إلى كثير من قهر النفس وترويضها بشكل يمكن معه التحكم في هذه المعصية التي تأكل من حسنات الإنسان دون أن يدري ، فيأتي يوم القيامة بلا حسنات ، وغض البصر من علامات قوة الإيمان عند الإنسان وعدم قدرة الشيطان على السيطر عليك .
وفي هذا الصدد، أكدت أمانة الفتوى بدار الإفتاء أن التوبة باللسان مع عزم القلب على العودة إلى المعصية فهى مرفوضة، بل تعتبر هى نفسها معصية.
أوضحت الإفتاء في إجابتها عن سؤال يقول صاحبه " كل ما أ قلع عن النظر للحرام، وأعاهد الله ،أعود للمعصية وأشعر بالضيق والندم كثيرا ، ماذا أفعل "؟ ، أنه إن صدقت التوبة النصوح ثم لعب الشيطان بالإنسان فأوقعه فى هذه المعصية أو فى غيرها، دون أن يكون هو ناويا لها ومخططا وعازما عليها، ثم تاب قبل الله توبته.
وأضافت الإفتاء أن من يرتكب ذنبا ثم يتوب يقبل الله توبته إذا كانت نصوحا، أى خالصة لوجه الله صادرة من القلب، يصحبها ندم على ما فات وعزم أكيد على عدم العود إلى المعصية، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ".
أوضحت الإفتاء قائلة: لا تيأس من نفسك، وجدد التوبة كلما وقعت في الذنب، وأغلق الطرق التي تجعلك تنظر للحرام، كتقليل الدخول علي النت، أوالنظر للتلفاز، أو الجلوس في الطرقات العامة، أو مع أصدقاء السوء، وأكثر من الدعاء أن يصرف الله عنك ذلك، كما قال يوسف عليه السلام {{ وإلا تصرف عني كيدهن أصب اليهن وأكن من الجاهلين }}.
هل النظر للنساء يبطل الوضوء ؟
أرسل شخص، سؤالا إلى الشيخ أبو بكر الشافعي، من علماء الأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية، يقول فيه: "هل النظر إلى النساء يبطل الوضوء"؟.
وردّ الشيخ أبو بكر قائلا: النظر إلى النساء بشهوة لا يبطل الوضوء لكنه محرم ، ويسبب موت القلب وفتنته، ويجر إلى المحرمات كمشاهدة العري والإباحيات والعادة السرية وزنا المحارم وغيرها ذلك، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { احفظ بصرك } وقال تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } .
وقال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية أن النظر الى محرم لا ينقض الوضوء إلا إذا أثار شهوته وشعرت بهذه الشهوة، فيجب على من يري شيئا محرمًا ان لا يمعن نظره فيه.
هل الذنوب تضيع ثواب الصلاة والصدقة
وقال الدكتور مجدي عاشور ، المستشار السابق لمفتي الجمهورية في فيديو مسجل ، ردا على السؤال : “مفيش حاجة اسمها بتضيع أجر الصلاة والصدقة”.
وأضاف مجدي عاشور : لدينا ميزان للحسنات وميزان للسيئات الذي يكون للذنوب، والنبي علمنا شيئا جميلا جدا -وهذا ليس معناه اللجوء إلى المعصية فمن الأول عليك أن تنوي عدم القصد الوقوع فى المعصية وبعد ذلك لو وقعت منك فلا تخاف لأن عندك رب رحيم- حيث قال “إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة”.
ونوه عاشور، بأننا عندنا مربع من 4 أضلاع أضلاع منه واحد حسنة واحد آخر حسنة وواحد 10 حسنات والضلع الأخير سيئة، فلا تخاف من أن سيئة تقف أمام 12 حسنة.
وتابع: المهم إنك إذا فعلت ذنبا عليك بالتوبة، فالتوبة طاعة فلو تبت وعملت حسنات حتى لو ذكرت الله أو تصدقت بشيء بسيط أو طبطبت على أحد أو ابتسمت في وجهه، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التوبة أمانة الفتوى المحرمات مجدی عاشور
إقرأ أيضاً:
هل الاعتكاف في المسجد ضرورة .. وماهي أشكاله الشرعية؟
يعد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان من أبرز السنن الثابتة والتي يحرص عليها الكثيرون، وتقول دار الإفتاء إن الاعتكاف في المساجد مندوب إليه بالقرآن الكريم، وبالسنة المطهرة، وبإجماع الأمة، وآكد ما يكون في العشر الأُخر من رمضان لطلب ليلة القدر؛ فقد روى الشيخان في "صحيحيهما" عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ".
والمقصود من الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان الانقطاعُ عن الناسِ والتفرغ لطاعةِ الله في المسجد طلبًا للثواب وإدراكِ ليلة القَدْرِ، ولذلك ينْبغِي للمعتكفِ أنْ يشتغلَ بالذكرِ والقراءةِ والصلاةِ والعبادةِ، وأن يتَجنَّب ما لا يَعنيه من حديثِ الدنيَا، ولا يخرج من المسجد إلا لحاجة.
حكم الاعتكاف
وأكدت دار الإفتاء، أن الاعتكاف سنة نبوية ومن تتاح له فرصة للاعتكاف ولو قليلة جاز له شرعًا أن يعتكف اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، موضحة: ومن لا يتاح له ذلك فليس مطلوبا منه الاعتكاف، ويصل له ثواب البقاء في المسجد حتى لو كان انتظارًا للصلاة، مشيرة إلى أنه يمكن له أن يعتكف ليلة أو أكثر من قبل الغروب إلى بعد الفجر.
شروط الاعتكاف
وشددت على أنه يشترط للاعتكاف ستة أمور: الإسلام، والعقل، والتميز، والنية، والمسجد، والطهارة من الجنابة والحيض والنفاس، مشددة على أنه يكره للمعتكف البيع والشراء، والكلام بما فيه إثم، والصمت عن الكلام مطلقا إن اعتقده عبادة.
محظورات الاعتكاف
أفادت دار الإفتاء المصرية، بأن الاعتكاف في المساجد سُنة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، مشيرة إلى أن له شرطين أساسيين، أولهما النية، وثانيهما المكوث في المسجد حتى تنتهي فترة الاعتكاف التي نواها المعتكف.
وأوضحت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «ما شروط الاعتكاف وأركانه وزمانه وما المباحات والمحظورات على المعتكف؟»، أنه من الأمور المحظورة بالنسبة للمعتكف أثناء فترة اعتكافه بالمسجد، أمران، أولهما عدم الخروج من المسجد إلا لضرورة، وثانيًا عدم إتيان الزوجة مُدَّة الاعتكاف بالمسجد.
أركان الاعتكاف وشروطها
المُعتكِف، والنِّية، والمُعتكَف فيه، واللَّبث في المسجد.
المعتكف: وهو الشخص الذي ينوي الاعتكاف، سواء كان رجلا، أو إمرأة، أو صبيا مميزا -وهو الصبي الذي بلغ من العمر سبع سنوات فأكثر ولم يصل سن البلوغ بعد-، ويشترط في هؤلاء عدة شروط: الإسلام، والعقل، والتمييز، والطهارة من الحدث الأكبر، والطهارة من الحيض والنفاس للمرأة.
النية: تشترط نية الاعتكاف لكي يصح الاعتكاف، سواء كان الاعتكاف مسنونا أم واجبا -كأن ينذر المسلم الاعتكاف لله فيصبح واجبا-، ليتم تمييز الفرض عن السنة، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى».
مكان الاعتكاف: ويشترط بمكان الاعتكاف أن يكون مسجدا ولا يصح بغيره، وتجدر الإشارة إلى أن الاعتكاف في المسجد الحرام يعد من أفضل أماكن الاعتكاف مطلقا، ثم يليه المسجد النبوي، ثم المسجد الأقصى، وهذا باتفاق الفقهاء، ويشترط في المسجد المراد الاعتكاف فيه أن يكون مسجدا تقام فيه صلاة الجماعة، ولا يصح بالمسجد الذي لا تقام فيه صلاة الجماعة.
اللبث في المسجد: يعد اللبث في المسجد ركنا من أركان الاعتكاف عند جميع الفقهاء، إلا أن آرائهم في مقدراه تعددت إلى عدة أقوال كما يأتي: ذهب الحنفية إلى أن أقل مدة للبث مقدار ساعة. قال بعض المالكية إن أقل اللبث يوم وليلة، وقال البعض الآخر منهم إن أقله يوم.
ذهب الشافعية إلى إطلاق مدة اللبث وعدم تقييدها من الأساس؛ بل قالوا إن اللبث لا يقدر بزمن معين، وإنما يكون أقله ما يسمى به عرفا عكوفا وإقامة، وبهذا قال الشيخ ابن باز؛ إذ إنه يرى عدم ورود دليل على تحديد اللبث بمدة معينة طالت أم قصرت.
أعمال تستحب للمعتكف
يستحب للمعتكف أثناء فترة اعتكافه ومكوثه في المسجد أعمال عدة، نذكر منها ما يأتي:
-إخراج الصدقات، لما لها من فضل كبير عند الله تعالى
- الإكثار من تلاوة القرآن الكريم.
- تدراس القرآن الكريم.
-حضور مجالس أهل العلم إن أقيمت في المسجد.
-الإكثار من فعل المعروف، وعمل الخير والطاعات.
إقامة الصلاة وكذلك السنن والنوافل.
الإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار
الإكثار من الدعاء والتذلل فيه، والإكثار من الاستغفار، وصلاة النوافل، والتهجد، وصلاة الوتر.