الخليج الجديد:
2025-04-17@13:43:39 GMT

حتى التطبيع مع السعودية رفضته اسرائيل!

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

حتى التطبيع مع السعودية رفضته اسرائيل!

حتى التطبيع مع السعودية رفضته اسرائيل!

انقلبت الموازين، حتى جاء زمن ترفض فيه إسرائيل تطبيعا مع السعودية؟

كان يفترض أن يقبل نتنياهو بالاقتراح السعودي، ويدفع بهذا الاتجاه، خاصة أنه في موقع ضعف وليس موقع قوة، ليستمرّ في المناورة والابتزاز.

حاولت الإدارة الأميركية إنقاذ نفسها وإقناع نتنياهو وحكومته بضرورة تبنّي رؤية سياسية يتم بموجبها تبرير إيقاف الحرب على غزّة، والتوجه نحو تغيير قواعد اللعبة.

الأهم هو التساؤل عن تداعيات رفض إسرائيل على مستقبل الصراع الحالي، فمن شأن صمود المقاومة أن يزيد من اهتراء حكومة الحرب ويعرّضها للهجوم من خصومها.

قد تستمرّ الفاشية، ولن تؤدّي لسلام أو استقرار، ومآلها التفكّك والانهيار. لهذا، ينظر مؤرّخون إسرائيليون، بقلق شديد، لمستقبل إسرائيل، ويرون ما يحصل مقدّمات لنهاية الكيان.

رفض إسرائيل أجهض تحركا أميركيا لم يهدف لخدمة قضية فلسطين ووضع حد للعدوان على غزّة بل سيكون من تداعياته إدخال الفلسطينيين متاهة لن يجنوا منها إلا صراعات وأوهام.

ملخّص المقترح السعودي: تطبيع سريع بين السعودية وإسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية وسرّب بلينكن أن بن سلمان تعهّد بإعمار غزّة مع دول خليجية ودعم السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها.

* * *

انقلبت الموازين، حتى جاء زمن ترفض فيه إسرائيل تطبيعا مع السعودية؟ هذا ما حصل فعلا. إذ حاولت الإدارة الأميركية مرّة أخرى إنقاذ نفسها من خلال محاولة إقناع نتنياهو وحكومته بضرورة تبنّي رؤية سياسية يتم بموجبها تبرير إيقاف الحرب على قطاع غزّة، والتوجه نحو تغيير قواعد اللعبة.

ورغم هذه الرغبة الأميركية الضاغط والعاجلة، بقي الردّ الإسرائيلي متمسّكا برفض جميع الاقتراحات والإصرار على مواصلة الحرب حتى النهاية.

هرول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، نحو تل أبيب يحمل معه مقترحا سعوديا مغرياً، من شأنه أن يفتح أفقا جديدا للطرفين. يتلخّص في المعادلة التالية: تطبيع سريع بين السعودية وإسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية. وسرّب الوزير أن ولي العهد، محمد بن سلمان، تعهّد، في هذا السياق، بإعادة إعمار غزّة مع دول خليجية أخرى، ودعم السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها.

صحيحٌ أن العمل على تطبيع العلاقات مع المملكة مشروع قائم منذ سنوات، وكاد يعلن عنه رسميا لولا هجوم 7 أكتوبر الذي أربك الحسابات وأعاد خلط الأوراق، ووضع الجميع أمام أولوياتٍ مختلفةٍ وشديدة التعقيد.

مع ذلك، لا تريد السعودية الإقدام على مثل هذه المغامرة الخطيرة بشكل مجاني ومن دون مقابل، فالذي ستقوم به غير مسبوق في التاريخ السياسي الإسلامي، ولم يكن واردا في أذهان مختلف الملوك والأمراء الذين تعاقبوا على الحكم في السعودية.

يكفي التذكير في هذا السياق بقول الملك فيصل "لو أجمع العرب على الاعتراف بوجود إسرائيل وعلى تقسيم فلسطين لن ندخل معهم في هذا الاتفاق". كان يؤمن ويرغب بزوال اسرائيل. أكد ذلك بكل وضوح وشجاعة في مرحلة تاريخية صعبة.

وبقطع النظر عن تضارب الروايات والتحليلات عن طبيعة القوى التي وقفت وراء اغتياله في 1975، فالأكيد أن مجموع المواقف والسياسات التي دافع عنها الرجل جعلت الغرب، وفي المقدمة الولايات المتحدة، يعملون بوسائل مختلفة على إزاحته بمختلف الطرق.

رفع الملك فيصل السقف عاليا، وجعل الاقتراب من المسألة الفلسطينية محفوفا بمخاطر كثيرة. في الأثناء، تغيرت مياه كثيرة داخل السعودية وفي المنطقة. وكان يفترض أن يقبل نتنياهو بالاقتراح السعودي، ويدفع، في هذا الاتجاه، خصوصا وأنه في موقع ضعف وليس موقع قوة، ليستمرّ في المناورة والابتزاز.

كان عليه أن يقدّر أن نزول المملكة، بثقليها السياسي والمالي، وخصوصا ثقلها الديني، سيشكّل تحولا جذريا في موازين القوى وفي عالم الرموز بكامل منطقة الشرق الأوسط.

لكن الرفض الإسرائيلي أجهض هذا التحرك الأميركي الذي لم يهدف إلى خدمة القضية الفلسطينية ووضع حد للعدوان على غزّة. على العكس، سيكون من تداعيات هذا المشروع إدخال الفلسطينيين في متاهة لن يجنوا من ورائها إلا مزيدا الصراعات والأوهام.

يستمرّ الحديث عن الحلول من دون الالتفات لوجود المقاومة التي استطاعت أن تصمد كل هذا الوقت. وهو عاملٌ لا يمكن لأي طرفٍ تجاهله أو إسقاطه من الحساب.

هي حركة تحرّر وطني، متجذّرة في الشعب، متعدّدة الفصائل، أسست هيئة تنسيق موحدة. هناك رهان على السلطة من أجل لجم المقاومة بالقوة، وهو ما تحاول إثباته عبر القيام باعتقالات واسعة للشباب المقاوم في الضفة الغربية.

ويعدّ ذلك لعبا بالنار في ظرفٍ حسّاس يتعرّض خلاله الفلسطينيون الى حرب إبادة، وهناك محكمة العدل الدولية في لاهاي تنظر، لأول مرّة، في أخطر قضية مرفوعة ضد إسرائيل.

ليس المهم البحث عن الأسباب الشخصية والسياسية لهذا الرفض الإسرائيلي للعرض السعودي، وإنما الأهم هو التساؤل عن تداعياته على مستقبل الصراع السياسي الحالي، فمن شأن صمود المقاومة أن يزيد من اهتراء حكومة الحرب ويعرّضها للهجوم من خصومها.

قد تستمرّ الفاشية، وفي النهاية لن تؤدّي إلى سلام أو استقرار، ومآلها التفكّك والانهيار. لهذا، ينظر المؤرّخون الإسرائيليون، بقلق شديد، إلى مستقبل إسرائيل، ويعتبر بعضهم ما يحصل مقدّمات لتهديد الكيان برمّته.

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط في المجتمع المدني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا السعودية إسرائيل التطبيع الفاشية المقاومة بن سلمان إعمار غزة الملك فيصل أنتوني بلينكن الدولة الفلسطينية قضية فلسطين مع السعودیة فی هذا

إقرأ أيضاً:

"اتهام نتنياهو".. جدل واسع في إسرائيل حول تسريب خطة مهاجمة إيران

شهدت الأوساط الإسرائيلية، اليوم الخميس، 17 إبريل 2025، جدلا واسعا في أعقاب تسريب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تقريرًا يتحدث عن منع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية الشهر المقبل.

واعتبرت أوساط أمنية وسياسية في تل أبيب أن الكشف عن الخطط الإسرائيلية قد يضر بتحركات تل أبيب لمواجهة "التهديد النووي الإيراني".

وأشارت تقديرات في إسرائيل إلى أن التسريب قد يكون خرج من مكتب نتنياهو نفسه، في محاولة لخلق انطباع بأنه كان على وشك تنفيذ ضربة حاسمة، لولا عرقلة خارجية، وذلك في ظل التأييد الواسع في إسرائيل للخيار العسكري في مواجهة النووي الإيراني؛ وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن "الجميع كان يعرف أن هناك استعدادًا لضربة، لكن نشر التفاصيل بهذا الشكل أمر غير مسبوق. نحن نستعد لكل السيناريوهات، بمعزل عن التسريبات".

ووفق التقرير، فإن إسرائيل كانت قد أعدّت خطة تشمل ضربات جوية مكثفة يتبعها إنزال بري لقوات كوماندوز لتدمير منشآت نووية إيرانية تحت الأرض، في عملية شبيهة بما نفذته في سورية العام الماضي. وذكرت مصادر إسرائيلية رفيعة أن الخطة طُرحت على الأميركيين، مع طلب بأن تتولى الطائرات الأميركية تنفيذ غارات موازية وتوفير الحماية الجوية لقوات النخبة.

اقرأ أيضا/ صحيفة أميركية: ترامب منع خطة إسرائيلية لضرب منشآت نووية إيرانية

وقالت مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفق ما ورد في التقرير، أن "التقديرات العسكرية رجّحت أن العملية لن تكون جاهزة قبل تشرين الأول/ أكتوبر"، بينما "أصرّ نتنياهو على تنفيذها في أيار، رغم التحذيرات"، قبل أن يوقفها ترامب ويتجه للمفاوضات.

وفي هذا السياق، قال مسؤول أمني إن "القيادة السياسية في إسرائيل لطالما أبقت الخيار العسكري على الطاولة، لكننا الآن تلقّينا فرملة حادة"، مشيرًا إلى أن "مدى تأثير إسرائيل على قرارات الإدارة الأميركية بات محدودًا جدًا".

ةفي الأوساط السياسية، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، إنه "في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اقترحتُ مهاجمة حقول النفط الإيرانية. تدمير صناعة النفط سيقوّض الاقتصاد الإيراني ويُسقط النظام في النهاية، لكن نتنياهو خاف وأوقف ذلك".

من جانبه، هاجم رئيس الحكومة الأسبق، نفتالي بينيت، ما وصفه بـ"إستراتيجية نتنياهو الخطابية"، ملمحا إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية هو من سرّب المعلومات للصحيفة الأميركية للإيحاء بأنه كان يعتزم الذهاب إلى الخيار العسكري ومنع من ذلك.

وقال بينيت إن "مبدأ بيغن في المسألة النووية كان الهجوم والتدمير، كما جرى في العراق وسورية. أما مبدأ نتنياهو فهو التهديد، التهديد، التهديد... ثم تسريب أنه كان ينوي الهجوم لكنهم منعوه. هذه توجه خطير لا يجب أن ينفجر في وجوهنا. لن تكون هناك فرصة أخرى".

وفي منشور عبر منصة "إكس"، علّق رئيس حزب "المعسكر الوطني"، بيني غانتس ، على ما ورد في التقرير بالقول: "النظام الإيراني خبير في المماطلة. على إسرائيل أن تكون قادرة على الهجوم داخل إيران، ويجب علينا حشد الولايات المتحدة وتغيير وجه الشرق الأوسط".

وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن "الجميع كان يدرك أن هناك استعدادات لهجوم"، مشددًا على أن "النشر هذا الصباح استثنائي للغاية"، في إشارة إلى تقرير الصحيفة الأميركية، وأضاف "نحن نستعد لكل السيناريوهات في كل الأحوال. وهذا لا علاقة له بتسريب معين أو تقرير صحافي".

وعبّر مصادر عسكرية إسرائيلية عن استياء بالغ من توقيت وحجم التسريب، ورأت أنه "أضرّ بشكل كبير بقدرة إسرائيل على المناورة أمام واشنطن"، لا سيما أن التقرير كشف عن تفاصيل دقيقة حول نوعية المساعدات الأميركية العسكرية التي نُقلت مؤخرًا إلى الشرق الأوسط، والتي قد تكون جزءًا من الخطة المعدّة لمساندة إسرائيل في حال نشوب مواجهة مع إيران.

وقالت المصادر "ليس من الواضح ما هي التحركات أو النفوذ الذي تمتلكه إسرائيل على الإدارة الأميركية لتغيير القرار ودعم الهجوم على إيران، أو حتى تنفيذه بمساعدتها. ومن غير الواضح أيضًا ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها للدفع نحو التوي لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يكون مفيدًا لإسرائيل".

وكانت الصحيفة الأميركية قد أشارت إلى أن الرئيس الأميركي رفض مناقشة الملف الإيراني عبر الهاتف في اتصال أجراه نتنياهو مع ترامب في الثالث من نيسان/ أبريل، ودعاه إلى البيت الأبيض، حيث اتّضح لاحقًا أن اللقاء لم يكن مخصصًا لبحث الرسوم الجمركية كما أُعلن رسميًا، بل لمناقشة الخطة الهجومية على إيران، التي رفض ترامب أن يمنح الدعم الأميركي لتنفيذها.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو يُسابق الزمن لإقالة رئيس الشاباك قبل هذا الأمر صحيفة أميركية: ترامب منع خطة إسرائيلية لضرب منشآت نووية إيرانية نقاشات في إسرائيل بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة الأكثر قراءة المجلس الوطني يرحب بقرارات "اليونسكو" حول القضية الفلسطينية أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة إسرائيل تزعم: حماس تمتنع عن القتال في الأنفاق وتُركز على هذا الأمر الرئيس عباس ينعى المناضلة الكبيرة سلوى الحوت عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • قيادات أمنية سابقة: نتنياهو يجر إسرائيل نحو كارثة
  • "اتهام نتنياهو".. جدل واسع في إسرائيل حول تسريب خطة مهاجمة إيران
  • السعودية دومًا في موقع “المفعول به”
  • الخارجية الفلسطينية: اقتحام نتنياهو لشمال غزة يهدف لإطالة جرائم الإبادة
  • ‏الخارحية الفلسطينية: اقتحام نتنياهو لشمال قطاع غزة وبن غفير للحرم الإبراهيمي استهتار بالإجماع الدولي على وقف "الإبادة"
  • جولان: نتنياهو خطر على إسرائيل وسيفعل أي شيء لإنقاذ نفسه
  • موقع واللا: مئات من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بوقف الحرب
  • عاجل | موقع واللا: مئات من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بوقف الحرب وإعادة المخطوفين
  • انتقادات للعثماني لتفاديه الإشارة إلى رفض التطبيع مع إسرائيل في حديثه عن مسيرة الرباط
  • إسرائيل بين الانقسام والتجهيز لما بعد نتنياهو