الجزيرة:
2024-11-23@15:17:48 GMT

نيلي بلاي.. أميركية وضعت أسس الصحافة الاستقصائية

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

نيلي بلاي.. أميركية وضعت أسس الصحافة الاستقصائية

نيلّي بلاي، صحفية وكاتبة أميركية، ولدت في بنسلفانيا في 1864 وتوفيت في نيويورك في 1922. اشتهرت بتقاريرها الاستقصائية، وهي من أوائل من وضع أسس الصحافة الاستقصائية، وكشفت عن فظائع مستشفيات الأمراض العقلية في الولايات المتحدة في 1887.

تعدّ نيلّي أكثر المراسلات شهرة في عصرها، وتصدرت أخبار مغامرتها الصحفية عناوين الصحف الأميركية في ثمانينيات القرن الـ19، وكان أشهر تقريرين عُرفت بهما "10 أيام في مستشفى المجانين"، و"رحلة حول العالم في وقت قياسي" (72 يوما)، وكانت أول امرأة تسافر حول العالم دون أن يرافقها رجل.

عانت اليتم والفقر والحرمان في طفولتها، وناضلت من أجل الحصول على وظيفة مناسبة، وعلى التقدير والمساواة في العمل المهني. واستخدمت مهاراتها الصحفية لمحاربة التمييز على أساس الجنس والعرق أواخر القرن 19، وأوائل القرن 20 في أميركا، وقادت حملة من أجل حق المرأة في التصويت والانتخاب والعمل العام.

المولد والنشأة

ولدت إليزابيث جين كوكران المشهورة باسم "نيلّي بلاي"؛ يوم 5 مايو/أيار 1864، في ضواحي بيتسبرغ غرب ولاية بنسلفانيا، قبل عام من وقف الحرب الأهلية الأميركية بين 1861 و1865.

كانت إليزابيت الابنة الوسطى بين 5 أبناء لوالدتها ماري جين، الزوجة الثانية لتاجر قروي ناجح يدعى مايكل كوكران، وكانت في المرتبة 13 من بين 15 طفلا في عائلتها (ماتت الزوجة الأولى، وخلفت 10 أبناء).

نشأت الصبية في قرية بوريل الصغيرة بمنزل كبير من طابقين يدل على المكانة الاجتماعية لوالدها، إذ كان غنيا يملك طاحونة ومتجرا كبيرا، كما كان قاضيا شرفيا يستعين به قاضي مقاطعة أرمسترونغ في حسم بعض النزاعات بفضل حكمته واحترام سكان البلدة له.

في المنزل أطلقوا عليها "بينك" بسبب عادة الأم في إلباسها اللون الوردي منذ يوم تعميدها، وكانت مشاعر المحبة والفرح تحيط بتلك الصغيرة المدللة بين إخوتها الأكبر منها.

عُرفت الصغيرة "بينك" بالنشاط والحيوية، حتى إنها كانت تستيقظ باكرا لترافق والدها إلى المتجر أو اللعب على الأرجوحة، بينما كانت تبحث عنها والدتها باستمرار لتعيدها إلى الفراش.

كانت الطفلة متعلقة بوالدها الذي وهب اسمه للقرية بأكملها، ويتملكها فضول مراقبته كل صباح بينما يسند يده إلى جذع شجرة بلوط ضخمة وهو يتابع مزارعه الشاسعة، كان ذلك المشهد هو ما ظل عالقا بذاكرتها، كما ذكر كتاب سيرتها الذاتية.

في 1869، غادرت مع أسرتها إلى منزل ضخم في بلدة أبولو، وفي العام التالي تُوفي والدها بشلل مفاجئ إثر جلطة في الدماغ، فشكل فقده ضررا ماليا مباغتا للأسرة التي اكتشفت أنه لم يترك أي وصية.

بيعت ممتلكات الأب وتوزع الميراث بين أفراد العائلة، وكانت النتيجة أن انتقلت الأرملة مع أبنائها الخمسة إلى منزل متواضع، وفقدت "بينك" منذ السادسة في عمرها حياة الرخاء التي لوّنت أعوام حياتها الأولى، وعرفت طعم اليتم ووجع الحرمان مبكرا.

بعد ذلك، تزوجت والدتها مرة أخرى حتى تتمكن من الإنفاق على أسرتها، لكنها انفصلت عن زوجها الجديد بسبب إدمانه شرب الخمر.

في سن 16 عاما، كانت "بينك" لا تزال تُدعى "إليزابيث جين كوكرين"، وتحلم بأن تصبح شاعرة أو كاتبة، ما أثار استياء والدتها التي كانت تريدها أن تصبح مربية.

قيل عنها إنها كانت تبدو هشة المظهر، لكنها تخفي داخلها شخصية مقاتلة ومخترعة، ووصفت بالذكاء والشجاعة.

الدراسة

تلقت نيلي بلاي تعليما مبكرا في المنزل، لكنها لم تنل إلا قدرا ضئيلا من التعليم الرسمي، إذ التحقت بمدرسة إنديانا العادية في بنسلفانيا، لتصبح معلمة، واضطرها العوز المادي إلى ترك الدراسة بعد فصل دراسي واحد، وأجبرها على تعليق آمالها في إكمال التعليم.

التجربة الصحفية

تنقلت إليزابيث في 1880 مع أسرتها إلى بيتسبرغ، وساعدت والدتها في إدارة نزل داخلي متواضع لمدة 5 سنوات.

بدأت حياتها المهنية بساعات عمل كاملة في صحيفة "أنباء بيتسبرغ" مقابل 5 دولارات في الأسبوع، وكتبت 81 مقالة (كثير منها لم ير النور) خلال عملها هناك من يناير/كانون الثاني 1885 إلى27 أغسطس/آب 1887.

بعد ذلك، عملت في صحيفة "نيويورك وورلد" المشهورة، في الفترة الأولى من 1887 إلى 1890 وكتبت 34  مقالة. ثم عادت للعمل فيها بعد 3 سنوات حتى 1896، وأجرت تحقيقات عدة، وظهر اسمها مرفقا بجميع مقالاتها، وهو أمر نادر الحدوث في ذلك الوقت.

في 1890، وقّعت عقدا مع مجلة "نيويورك فاميلي ستوري بيبر" قيمته 10 آلاف دولار سنويا، ثم انتقلت للعمل في مجلة "قصة لندن" في الفترة 1890-1895، وكتبت خلالها 11 قصة خيالية طويلة ضاع كثير منها.

 

في فبراير/شباط  1895 انتقلت إلى صحيفة "تايمز هيرالد" في شيكاغو، وعملت هناك لمدة 6 أسابيع فقط، نشرت خلالها 3 تقارير.

ولما بلغت سن 31 عاما، تزوجت المليونير روبرت سيمان، وأدارت شركته المتهالكة، ثم أصبحت المالكة لها بعد وفاته، لكنها تعرضت للإفلاس.

أوقفت مسيرتها المهنية في 1896، ثم عادت إلى العمل مرة أخرى في 1914، وغطت الجبهة الشرقية الروسية خلال الحرب العالمية الأولى، وكانت أول مراسلة لـ"نيويورك جورنال"، وبحلول 1919، عادت إلى نيويورك وكتبت بانتظام لهذه الصحيفة، كما نشرت 5 تقارير في "واشنطن تايمز" في 1920.

بقيت ضمن طاقم "نيويورك جورنال" حتى 1922، ونشرت خلال 8 سنوات من العمل بها نحو 11 تقريرا متنوعا.

ارتدت بلاي أقنعة تنكرية لا تحصى، وباتت مصدرا للأميركيين لتعرفهم بحقيقة بلدهم، وحققت كثيرا من الإنجازات في مسيرتها "النيزكية"، التي أرستها خلال ما يقرب من 20 سنة في 3 مراحل أساسية:

نيلي بلاي تعد من أوائل من وضع أسس الصحافة الاستقصائية عبر تقريرها الميداني عن مستشفى للمجانين بأميركا (غيتي)

 

البداية بقلم فتاة يتيمة

دشنت إليزابيث النشر في صحيفة "أنباء بيتسبرغ" تحت اسم نيلّي بلاي المستوحى من أغنية قديمة بالاسم ذاته لكاتب الأغاني الأميركي ستيفن فوستر، وهو الاسم الذي استخدمته طوال حياتها.

كان خطابها "الغاضب على مقال يحكم كاتبه على المرأة العاملة بأنها وحشية" بوابتها إلى مجال الصحافة، إذ أعجب المحرر جورج مادن بمهارتها الجدالية والأدبية، رغم تقييمه بأنها "ليس لديها قواعد نحوية مضبوطة"، كما ذكر بروك كروجر، مؤلف سيرة بلاي الذاتية.

وجهت صحيفة نداء لكاتبة الرد الموقع "بقلم فتاة يتيمة" للكشف عن نفسها وقبول وظيفة الكتابة في الصحيفة. بهذه الطريقة التي لم تتوقعها، بدأت نيلّي في سن 21 عاما مسارها الصحفي بمقال عنوانه "لغز الفتاة".

وظهرت أولى مقالاتها الموقّعة باسمها الجديد في 25 يناير/كانون الثاني 1885، بعنوان "زيجات مجنونة"، ثم عكفت على إنجاز سلسلة من 7 أجزاء "فتاتنا العاملة"، وكانت تكتب عمودا عن ملاحظاتها عن المجتمع.

كتاباتها الجريئة التي أسهمت في زيادة مبيعات الصحيفة تسببت بإزعاج بعض المسؤولين، فنقلت إلى قسم الفن والمسرح. حينها، توجهت المراسلة الشابة في رحلة إلى المكسيك، حيث كتبت 11 تقريرا عن الناس والثقافة والحكومة الفاسدة هناك، لتجد نفسها مهددة بالاعتقال، فغادرت البلاد.

عند عودتها، لم تجد وظيفة متوفرة بالصحيفة سوى مراجعة العروض المسرحية، قبلت بها مضطرة بدلا من الكتابة في أعمدة المجتمع، ثم تركت العمل لاحقا حين لم يسمح لها بكتابة ما تريد.

نيلّي براون .. الفتاة المجنونة

انتقلت نيلِي في 1887، إلى مدينة نيويورك، وبدأت عصرها الأكثر تألقا وشهرة مراسلة لصحيفة "نيويورك وورلد" التي كانت مبيعاتها تتجاوز 200 ألف نسخة، وهو رقم قياسي آنذاك.

كانت في الثالثة والعشرين عندما بدأت أولى مهماتها الصحفية بفضح تاريخي لفظائع ملجأ الأمراض العقلية الشهير في جزيرة بلاكويل، الذي عاشت في عالمه المرعب متخفية لمدة 10 أيام.

ظهر تقريرها في جزئه الأول بعنوان "خلف قضبان اللجوء" والثاني بعنوان "داخل مستشفى المجانين"، وعناوين فرعية؛ مثل: "تجربة نيلِّي في ملجأ جزيرة بلاكويل"، "كيف تُغذّى وتُعالج أجنحة المدينة البائسة؟"، "أهوال الحمامات الباردة والممرضات القاسيات"، ووصفته بعنوان آخر "مصيدة فئران بشرية.. الدخول سهل أما الخروج فمستحيل".

وكتبت نيلّي عن تجربتها الخاصة حين أعلن الأطباء مع القليل من الأدلة جنونها بعد 3 فحوصات، وعدّوا اتساع الحدقتين الناجم عن قصر نظرها، من أعراض من يتعاطى الحشيش، وأعلنوا أنها مدمنة مخدرات.

وبفضل تحقيقها خصصت نيويورك مليون دولار سنويا لرعاية المجانين، وكتبت في مقدمة كتابها "10 أيام في مستشفى المجانين"، "لذا فإنني على الأقل أشعر بالرضا عندما أعرف أن الفقراء البائسين سيحصلون على رعاية أفضل بسبب عملي".

على خطى فيلياس فوغ

كانت نيلّي في قلب رواية مغامرة أخرى تصدرت عناوين الأخبار، عندما انطلقت في 1889 في رحلة تحدث بها بطل رواية جول فيرن المعنون بـ"80 يوما حول العالم".

كانت أول امرأة تسافر حول العالم دون أن يرافقها رجل، وتمت تغطية رحلتها التي بلغ طولها 28 ألف ميل بتفاصيل دقيقة، وفي 25 يناير/كانون الثاني 1890، أكملت رحلتها في 72 يوما.

وعلى مدى السنوات اللاحقة، عادت نيلي بمقالات حول فساد الشرطة، والإضراب العمالي العنيف في مدينة بولمان بولاية واشنطن. وكشفت فاسدا سياسيا عُرف بتلقيه مبالغ مالية لحشد تأييد النواب، لإيقاف مشروعات القوانين غير المرغوب فيها، وجعلت 7 أطباء عرضة للتهكم، حين حصلت منهم على 7 تشخيصات مختلفة لمرض ادّعته.

وأجرت مقابلة مع المدافعة عن حق المرأة في التصويت "سوزان بي أنتوني"، ومع الناشطة السياسية "إيما غولدمان"، ومع بيلفا آن لوكوود، أول امرأة مرشحة في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومع زوجات المرشحين للانتخابات، ومقابلات مع زوجات وزراء في حكومة بنيامين هاريسون.

كان لدى نيلّي العديد من الأسئلة المختلفة حول النساء ونظرة المجتمع لهن، وأرادت دائما أن تعرف: كيف يعشن ويعملن؟، وأين يفترض أن يكون مكانهن؟، ولماذا يحصلن على أجور أقل من الرجال في المصانع والحقول والمزارع؟، وغيرها من المهن.

نيلي بلاي اشتهرت برحلتها البحرية حول العالم التي وثقتها بتقرير منشور بعنوان "رحلة حول العالم في 80 يوما" (غيتي) "طريقة نيلي بلاي"

قبل وفاتها قالت نيلّي "لم أكتب يوما كلمة واحدة إلا وخرجت من قلبي"، ويقول خبراء الإعلام، إنها كانت مميزة لأنها أدرجت أفكارها ومشاعرها في كل ما كتبته، حيث يبدو صوتها، وكأنه يتحدث على الصفحة.

وبرزت نيلّي لأنها "بالإضافة إلى شجاعتها وحماسها، كانت تنقل دائما بُعدا اجتماعيا لعملها"، كما يقول كروجر، وأصبح كتابها المعنون بـ"10 أيام في مستشفى المجانين" مصنفا كلاسيكيا في الصحافة الاجتماعية.

وبات الأسلوب الصحفي الذي يحمل اسم "طريقة نيلِّي بلاي"، هو طريقة استكشاف البيئة من الداخل، وهو نوع من التحقيق الذي يتطلب خاصيتي الجرأة والبراعة.

وعُرفت بلاي مراسلة فضولية لا تتردد بالمخاطرة، وسُمي ما كتبته "صحافة جسورة"، وقيل إنها مثلت صحافة المغامرة المعروفة -أيضا- باسم "صحافة جونزو"، التي تتضمن من بين أمور أخرى، أن يكون الصحفي "بطل تقريره".

عدّ النقاد نيلّي نموذجا للصحفي كما يجب أن يكون، أو كما قال الكاتب الإيطالي نيكولا أتاديو في كتابه "حيث تولد الريح (فتاة أميركية حرة)" إنها "صحفية تستطيع أن تخلق علاقة بينها وبين القارئ، لم تكن تهتم بشيء سوى نقل ما تراه إلى القارئ كما هو". ولذلك، فتركيزها على الآخرين، هو ما ساعد قصصها على الاستمرار لفترة طويلة حتى بعد تفكك صفحات الصحف.

كما كانت نيلّي أبرز من استخدم صحافة التخفي "الأندر كوفر"، ويعدّ تقرير مستشفى الأمراض العقلية، أحد الأمثلة الأولى للتحقيق السري وما يندرج تحت الصحافة الاستقصائية في تاريخ الصحافة الأميركية، إذ آمنت بأن دورها ليس خلف المكتب؛ بل في الأماكن المحظورة لكشف الحقائق.

ويقول عنها كروجر "لقد عرفت كيف تختار القصة التي ستدفعها إلى المقدمة"، وخرجت من "بيت الجنون بطلة"، إذ لم تكن تصدر الأخبار فقط، بل تصبح خبرا.

تكريمات أواخر 2021، نُصب  تمثال نيلّي في الطرف الشمالي لجزيرة بلاكويل (جزيرة روزفلت الآن)، صممته النحاتة أماندا ماثيوز باسم "لغز الفتاة"، إشارة إلى عنوان أول مقالة نشرت لها في 1885 في أنباء بيتسبرغ. في 2019، أصدرت مجلة "لايف تايم" فيلما تشويقيا يستند إلى هذه التجربة التي خاضتها نيلي. في 2015، أصدر المخرج الأميركي "تيموثي هاينز" فيلم "10 أيام في مستشفى المجانين "، ويصور -كذلك- تجربة بلاي المروعة في المستشفى، وأدّت دور البطولة فيه الممثلة الأميركية كارولين بيري. وضع اسم نيلّي في قاعة المشاهير الوطنية للمرأة منذ 1998. كانت تجربة نيلّي موضوع مسرحية موسيقية في 1946. أسس آرثر "تري" فريتز  موقع " Nellie Bly Online "، وخصصه لحياة نيلِّي وأعمالها الصحفية. أهم الكتب

نشرت نيلِّي قائمة كتب استندت في معظمها إلى تقاريرها الصحفية؛ أهمها:

"10 أيام في مستشفى المجانين"، نُشر في صحيفة "نيويورك وورلد"، وجُمع لاحقا في كتاب في 1887 ضم 17 فصلا مكونا من 35 ألف كلمة. في 1933 تكرر تقرير نيلِّي عن مصحة عقلية بواسطة صحيفة "شيكاغو تايمز" بعنوان "7 أيام في مأوى المجانين". وفي 1975 أنجز مراسل "صحيفة كابيتال" تقريرا على منوال تقريرها، حين دخل إلى مستشفى للأمراض العقلية في ولاية ميريلاند، وكتب عن أيامه الستة هناك. "6 أشهر في المكسيك" في 1888، كتبته نيلِّي خلال مسيرتها الصحفية المبكرة، تصف فيه الوقت الذي قضته مراسلة أجنبية في المكسيك في 1885. "حول العالم في 72 يوما " في 1890، نشر بعد وقت قصير من مهمتها المتمثلة في رحلة حول العالم، وأكملت الرحلة في 72 يوما و6 ساعات و11 دقيقة و14 ثانية، مسجلة رقما قياسيا، تجاوزت به بطل الرواية الخيالية حول العالم في 80 يوما. ثم غلبها جورج فرانسيس ترين في أول تجربة إبحار له حول العالم في 1870 وأكملها في 67 يوما. ثم في 60 يوما في رحلته الثالثة في 1892. وبحلول 1913 حطّم كلٌّ من "أندريه ييجر شميت" و"هنري فريدريك" و"جون هنري مايرز" هذا الرقم، حيث أنهوا الرحلة في أقل من 36 يوما. "لغز سنترال بارك"، وهي روايتها الوحيدة التي نُشرت في 1889، لكنها لم تحقق النجاح الأدبي نفسه الذي حققته تقاريرها الصحفية. الوفاة

تُوفيت نيلي بلاي في 27 يناير/كانون الثاني 1922، بسبب التهاب رئوي عن عمر 57 سنة، ودُفنت في مقبرة وودلون في برونكس بنيويورك.

وفي عمود نشر في اليوم الموالي لوفاتها، قالت الصحفية آرثر بريسبان إنها "أفضل مراسلة في أميركا"، وقيل إن ما تركته لم يتعدّ 1000 دولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الصحافة الاستقصائیة ینایر کانون الثانی حول العالم فی فی صحیفة نیل ی فی ی بلای

إقرأ أيضاً:

اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ واﻷﻛﺬوﺑﺔ ﻓﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ

..امنحوا الناس الأمل 

نعم الصحافة المصرية عندنا تمر بأزمة حقيقية، علينا أن نعترف بهذا، سواء الصحافة الورقية أو الإلكترونية، وتلك الأزمة تعجل بالقضاء على تلك الصناعة، التى دخلت مصر منذ أكثر من قرن والنصف.

وأتصور أن أزمة الصحافة بدأت عندما بدأ تصنيفها، بين قومية ومعارضة ودخل عليهم منذ ربع قرن أو أقل تصنيف اخر هو الصحف المستقلة، رغم أن الدور واحد، فالصحافة منذ صدور أول مطبوعة منها هدفها واحد هو نشر المعلومة الحقيقية، كون أن البعض استخدمها فيما بعد بشكل لا يليق بمكانتها وقيمتها، فهذا أمر تمر به كل المهن، كل مهنه فيها الجيد والردىء، الصالح والفاسد، المفيد والضار، لكن فى الأصل، أى مهنه هدفها الخير للناس، والصحافة هدفها الخير دائما، حتى لو تعرض الصحفى لمضايقات.

لكن دعونا نعود إلى التصنيف، بين قومى ومعارض ومستقبل، حتى إننا عندما أصدرنا بعض الإصلاحات المتعلقة بالصحافة والاعلام، شرعنا فى مصر إلى إصدار فكرة تدعم هذا التصنيف والانقسام الهيئة الوطنية للاعلام وتتبعها الصحف المعارضة والمستقلة، والهيئة الوطنية للصحافة وتتبعها الصحف القومية، التى تمتلكها الدولة، وهو تصنيف صنع شرخًا بين أطراف يفترض أن تكون جميعها تحت مظلة الصحافة الوطنية التى تخدم الوطن والمواطن. رغم اننا فى الماضى القريب كنا جميعا تحت مظلة واحدة، المجلس الاعلى للصحافة، وتصورى أن الصحافة يجب إلا تصنف بين قومية ومعارضة ومستقلة، وإن كان هناك مسمى لا بد أن يجمعها فهو الصحافة الوطنية التى تطرح وتناقش ما يهم الوطن والمواطن.

لكن للأسف وبعيدا عن التنظيم والتصنيف فهناك أزمات أخرى تمر بها الصحافة وهى المضمون الذى تقدمه للناس، هناك مفردات مازالت الصحافة المصرية تستخدمها فى العناوين الرئيسية، وهى مفردات انتهت صلاحيتها بحكم الزمن وبحكم أمور كثيرة مرتبطة بالواقع. أمر محزن أن تجد زميل شاب أو تخطى مرحلة الشباب أو زميل عاش تلك المرحلة ومازال متأثرا بعناوين كانت تستخدم فى حقبة الثمانينيات والتسعينيات، ويرى من وجهة نظرة أن هذه هى الصحافة.

أمور كثيرة تغيرت فى الصحافة من حولنا «عالمية وعربية» التناول نفسه لأى موضوع «خبر -تقرير-تحقيق- حوار -مقال» تغير.. طريقة الطرح والكتابة تغيرت. العناوين تغيرت من حيث عدد الكلمات المستخدمة وكذلك المضمون.

مندهش جدا من التصميم على التقليدية التى أصبح عليها 80% من الإصدارات المصرية حتى الحديث منها..

العالم كله يسير فى اتجاه المعلومة وتحليلها. ونحن مازلنا ننظر لمن يكتب التحليل على أنه رأى أو مقال.

أندهش أكثر وأكثر من بعض رؤساء الأقسام أو رؤساء التحرير عندما يطلبون من المحرر مصدرة الخبر، أى يقوم بطرح الكلام على لسان مصدر المعلومة.

الصحف حول العالم، تسعى للمعلومة الدقيقة الحقيقية، بينما مازال البعض عندنا يسعى نحو الأكذوبة.

الصحافة حول العالم تهتم بالصحفى المتخصص بينما مازال «الفهلوى» عندنا هو مصدر الثقة وهو المطلوب والمرغوب.

الصورة أيضا تراجعت عندنا فى الصحافة بشكل محزن.

قليل جدا عندما تجد صحيفة تسعى لنشر صورة معبرة تحقق بها انفراد، مؤخرا وخلال احداث اعتداءات الكيان الصهيونى على اهالينا فى غزة، كانت الصورة خير دليل على تلك الانتهاكات.

وللأسف عندنا اذا وجدت صورة جيدة، تجدها قادمة إلينا من إحدى الوكالات أو المواقع العالمية.

الآن الصورة الجادة تساوى مليون خبر لانها تعبر بشكل لا يحتاج إلى كلام.

على مستوى الإخراج الصحفى البعض يهتم به ويعطيه أهمية كبيرة، بينما هناك صحف مازالت متمسكة بشكلها التقليدى، تجد الصفحات فيها عبارة عن أسطر من الكلمات مرصوصة، مجهدة للعين، تجعلك تنفر منها مهما كانت أهمية التقرير أو التحقيق أو الحوار المنشور.

للأسف عندما تجلس وتتابع مضمون أغلب الإصدارات الصحفية الآن تقول لنفسك «خسارة فلوس الطباعة والورق».

قضايا كثيرة تستحق أن تطرح وتناقش بمفهوم عصرى بعيدا عن لغة الصوت العالى والحنجورية والمزايدة واستخدام مفردات انتهت صلاحيتها ووضع مفردات وكلمات فى غير محلها من أجل التهويل.اذا كنت تريد زيادة مبيعات ومتابعات عليك بالمعلومة الحقيقية فهى أسهل وأقصر طريق إلى الناس. 

الصحافة لابد أن تعطى للناس الأمل، لا تكون صادمة.

لا بد أن تكون الصحافة حاضنة للأمل، وليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هى قوة ناعمة يمكنها أن تصنع الفارق فى حياة الناس. المطلوب الآن هو صحافة تزرع الأمل، لا أن تصدم الجمهور أو تزيد من إحباطه.

إذا أردنا أن نبنى مستقبلًا واعدا ومستدامًا لهذه المهنة، فعلينا أن نعيد تعريف دور الصحافة فى المجتمع. الصحافة ليست مجرد وسيلة لنقل المعلومة، بل هى شريك فى صناعة الأمل وصياغة المستقبل.

وعلى الصحف ايضا الاستثمار فى العنصر البشرى من خلال تدريب الصحفيين على الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

وفى النهاية البطولة هى أن تكون صادقا فى وسط يسعى لخلق الاكذوبة من أجل الانتشار.

 

مقالات مشابهة

  • موتسيبي : المغرب بلدي الثاني وأفريقيا ممتنة لجلالة الملك بإستضافة المنتخبات الإفريقية التي لا تتوفر على ملاعب
  • نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوماً
  • اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ واﻷﻛﺬوﺑﺔ ﻓﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ
  • ابنة واحدة من أثرى العائلات اليهودية في العالم ستدير شرطة نيويورك
  • قرار رسمي لمعاقبة المجرمين الصهاينة
  • زيلينسكي يعلق على الضربة التي شنتها روسيا بصواريخ "أوريشنيك"
  • "نيويورك تايمز": قرارات الجنائية الدولية يرجح أن تقيد سفر نتنياهو وجالانت حول العالم
  • بـ 6.2 مليون دولار.. أغلى موزة في العالم بدار سوثبيز للمزادات في نيويورك
  • محافظ القليوبية: إقامة أول منتجع سياحي نيلي بالقناطر الخيرية
  • مصادر أميركية: أجواء الاجتماع بين هوكستين وبري كانت إيجابية