البيروقراطية الأمريكية تضع مصير الجزيرة على المحك.. وول ستريت جورنال: تخوفات من غزو صيني محتمل لتايوان بسبب تأخر صفقات الأسلحة
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
مع التأخر الواضح في استجابة الولايات المتحدة لطلبات تايوان بشأن الحصول على صواريخ وقاذفات وأسلحة بقيمة ١٩ مليار دولار، تراقب تايبيه بقلق تزايد فرص تعرض الجزيرة للاجتياح الصيني، خاصة وأن تسليم واشنطن لهذه المعدات قد يأخذ وقتًا طويلًا. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال الأمريكية"، يتجسد القلق لدى محللين عسكريين ومسئولين سابقين في وزارة الدفاع التايوانية حيال احتمال زيادة فرص الغزو أو الحصار الصيني لتايوان، مع انعدام قدرة الجزيرة على إنتاج الأسلحة بشكل ذاتي.
وأشار التقرير إلى أن فوز الرئيس الجديد وليام لاي تشينج في الانتخابات التايوانية يقلل من فرص سيطرة الصين على تايوان، ويقلل من استعدادها للاستسلام دون مواجهة عسكرية، في ظل التصاعد المستمر لتهديدات وابتزاز الصين.
ونقلت الصحيفة تصريحات الرئيس المنتخب، حيث أكد أنه سيواصل تعزيز القوات المسلحة التايوانية، مع التأكيد على تصميمه على حماية تايوان من التهديدات والتخويف المستمر من الصين.
اعتماد شديد على الأسلحة الأمريكية
وذكرت "وول ستريت جورنال" في تقريرها، أن تايوان تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي لتجهيز قواتها العسكرية، حيث تحصل على توريدات تشمل المقاتلات النفاثة والسفن البحرية الحديثة من الولايات المتحدة، كما يتلقى الجيش التايواني أيضًا تدريبًا من قبل فرق صغيرة من العسكريين الأمريكيين المتمركزين في الجزيرة.
ومع ذلك، أظهرت التقارير أن معظم عقود المعدات الدفاعية التي تم توقيعها خلال فترتي إدارة ترامب وبايدن قد تعثرت بسبب التأخيرات البيروقراطية وقيود الإنتاج التي تواجهها الشركات المصنعة للأسلحة، ما أدى إلى تراكم الطلبات غير المنفذة بقيمة ١٩ مليار دولار.
وفي هذا السياق، أعرب أندرو يانج، وزير الدفاع التايواني السابق، عن قلقه حيال هذا التأخير، حيث قال للولايات المتحدة: "من فضلكم، على الأقل قدموا كميات محدودة من الأنظمة المتقدمة حتى نتمكن من بدء التدريب"، مشيرًا إلى عدم ورود رد حتى الآن. وفي استجابة لسؤال حول تأخير التوريدات، أكد رئيس الهيئة الأمريكية المعنية بالعلاقات مع تايوان أن واشنطن ستظل ملتزمة بتقديم الدعم اللازم لتايوان في قدرتها على الدفاع عن نفسها.
وأوردت الصحيفة تصريحات لورا روزنبرجر، رئيسة المعهد الأمريكي في تايوان، حيث قالت إن "الولايات المتحدة تستخدم كل الوسائل المتاحة التي أذن بها الكونجرس للوفاء بالتزامها بتقديم الدعم المطلوب".
ووقّعت تايوان عقدًا بقيمة ٢.٣٧ مليار دولار مع الولايات المتحدة لشراء ٤٠٠ صاروخ هاربون المضاد للسفن، بالإضافة إلى المعدات ذات الصلة.
وفي العام الماضي أصدرت الولايات المتحدة أمرًا لإنتاج هذه الكمية من الصواريخ في العام الماضي، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع في مارس ٢٠٢٩، فيما أكدت تايوان أنها الطرف المشتري، على الرغم من عدم الكشف عن اسم المشتري في الأصل. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية إن هناك تنسيقًا وثيقًا بين تايوان والولايات المتحدة بشأن مبيعات الأسلحة، وأن هذه المعاملات تتم وفقًا لجدول زمني متفق عليه بين الطرفين. ولم يرد البنتاجون على طلبات التعليق بشأن طلبية صواريخ هاربون.
أظهر التقرير أن هناك عدة عمليات تسليم معلقة، من بينها ٢٩ قاذفة من نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة "هيمارس" (Himars)، تم طلبها في عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢٢، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار من طراز MQ-٩B SeaGuardian ودبابات وطوربيدات وصواريخ أخرى.
وأفاد التقرير بأن التأخير يعود بشكل رئيسي إلى عدم قدرة مقاولي الدفاع الأمريكيين على زيادة الإنتاج بسرعة، وهو الأمر الذي تسبب في تأخر أيضًا في شحن الأسلحة إلى أوكرانيا.
وفي سبتمبر، أشارت ميرا ريسنيك، المسؤولة بوزارة الخارجية الأمريكية، خلال جلسة استماع في الكونجرس حول التعاون الدفاعي مع تايوان، إلى أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها للمساعدة في زيادة القدرة الصناعية وتسريع عمليات الإنتاج، وتقليل المهل الزمنية الطويلة.
هل تستطيع تايوان مواجهة الغزو الصيني؟
وقبل إجراء الانتخابات في تايوان، صَعَّدت الصين من حدة التوتر عبر زيادة النشاط العسكري حول الجزيرة، كما وصفت الرئيس المنتخب "لاي" بأنه انفصالي يجب وقفه، مما أثار قلق المسؤولين التايوانيين والأمريكيين، حسبما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال. وتكثيف بكين لمناوراتها العسكرية قبل تنصيب "لاي" في مايو زاد من القلق، على الرغم من تصريحات وزارة الدفاع التايوانية التي لم تلاحظ أي نشاط غير عادي حتى الآن. تشير التقديرات الاستراتيجية إلى أن تايوان يمكن أن تصمد لفترة تتراوح بين أسابيع وأشهر في وجه غزو صيني واسع النطاق، كما أفاد تقرير صادر عن مؤسسة "راند"، بأن تايوان قد تتعرض للهزيمة في صراع مع الصين خلال ٩٠ يومًا دون تدخل عسكري أمريكي كبير.
ويشير تيموثي هيث، المؤلف الرئيسي لتقرير راند، إلى أن تسليم الولايات المتحدة للأسلحة المطلوبة من تايوان يمكن أن يساعد الجزيرة في مواجهة تحديات الصين ومنع تحقيقها لنجاح سريع.
اللجوء للصناعات العسكرية المحلية
رغم بعض الإحباطات بسبب تأخر تسليم الأسلحة الأمريكية، يركز المسئولون التايوانيون بشكل متزايد على تطوير المعدات العسكرية المحلية، ومن بينها أول غواصة تايوانية منتجة محليًا التي تم الانتهاء من تصنيعها العام الماضي، كما يرى الاستراتيجيون العسكريون في هذا الصدد أن الغواصات التايوانية قد تلعب دورًا حيويًا في استهداف السفن الحربية الصينية، بما في ذلك حاملات الطائرات.
وتحت حكم الرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنج وين، عززت تايوان من إنفاقها العسكري السنوي إلى حوالي ٢٪ من الناتج المحلي الإجمالي، حيث قدمت في عام ٢٠٢١، ميزانية تكميلية بقيمة تقريبية ٨.٧ مليار دولار، تم تخصيصها للصواريخ المضادة للسفن المنتجة محليًا ولسفن الحرب من طراز كورفيت. وتوقع محللون سياسيون أن يستمر الرئيس القادم، لاي تشينج تي، في نفس النهج في الإنفاق العسكري، ولكن فقدان حزبه للسيطرة على المجلس التشريعي قد يعقد من تنفيذ مشتريات دفاعية إضافية.
كما يسلط التقرير الضوء على عزلة تايوان الدولية واعتمادها على الولايات المتحدة، ما أدى إلى تأخر صناعتها الدفاعية نسبيًا.
ويُعتبر معهد تشونج شان الوطني للعلوم والتكنولوجيا، الذي يتخذ من تايوان مقرًا له، أكبر منتج للأسلحة في البلاد ومتخصص في إنتاج الصواريخ، ويسعى حاليًا لزيادة مستوى الإنتاج.
مخزونات الصواريخ تحسم مصير تايوان
التفاصيل حول مخزون الصواريخ والقدرة الإنتاجية في تايوان ليست معروفة بشكل علني، ومع ذلك، يُقدر من قبل محللي الدفاع أن تايوان قد تنتج ما يصل إلى ١٢٠ صاروخًا مضادًا للسفن سنويًا، وعددًا أقل قليلًا من صواريخ الدفاع الجوي.
وأُكد المحلل في معهد تايوان لأبحاث الدفاع الوطني والأمن، سو تزو يون، في تصريحات نقلتها "وول ستريت جورنال" أن تايوان تحتاج إلى حوالي ٢٠٠٠ صاروخ مضاد للسفن و٤٠٠٠ صاروخ للدفاع الجوي في مخزونها.
وأظهرت التجربة الأوكرانية، حيث استُنفِذت كميات هائلة من الذخيرة على مدى نحو عامين من الصراع مع روسيا، أهمية الاحتفاظ بمخزون كبير من الذخائر، بما في ذلك القذائف المدفعية والصواريخ. ويقول تقرير نُشِرَ عام ٢٠٢٢ من قِبَل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إنه دون دعم من الولايات المتحدة، ستجد وحدات المدفعية التايوانية نفسها في وضع مشابه لوحدات المشاة بعد مضي ثلاثة أشهر من صدام شامل مع الصين، حيث ستنفد ذخيرتها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تايوان الصين صحيفة وول ستريت جورنال صفقات الأسلحة الولایات المتحدة وول ستریت جورنال ملیار دولار أن تایوان إلى أن
إقرأ أيضاً:
السوق قال كلمته.. كيف ردت الصين وكوريا الجنوبية على الرسوم الأمريكية؟
نشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غوه جيا كون، صورة “تظهر انخفاض مؤشرات داو جونز وستاندرد آند بورز 500 وناسداك بأكثر من 5%، مع تعليق مفاده: “السوق قد قال كلمته””.
وأفادت وكالة ” أسوشيتد برس” أن غوه كتب اليوم الأحد عبر حسابه على موقع “فيسبوك”: “إن حرب التجارة والرسوم الجمركية التي بدأتها الولايات المتحدة ضد العالم دون سابق، استفزاز وغير مبررة”.
وأضاف: “حان الوقت لأن تتوقف الولايات المتحدة عن التصرفات الخاطئة وحل الخلافات مع شركائها التجاريين من خلال التشاور على قدم المساواة”.
وبحسب الوكالة، “أعلن مجلس الدولة الصيني،في وقت سابق، فرض رسوم جمركية جوابية بنسبة 34% على جميع السلع والمنتجات المستوردة من الولايات المتحدة”.
وذكرت لجنة التعريفات الجمركية بمجلس الدولة الصيني أن “هذه الخطوة جاءت ردا على سياسات التعريفات الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
ومن المقرر أن تدخل الرسوم الصينية الجديدة حيز التنفيذ في 10 أبريل الجاري.
كوريا الجنوبية تضخ 2 مليار دولار لمواجهة طوفان الرسوم الأمريكية
تعتزم الحكومة الكورية الجنوبية “ضخ 3 تريليون وون (نحو 2 مليار دولار أمريكي) لدعم صناعة السيارات المحلية للتخفيف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي تبلغ 25%”، وفق مسؤولين.
وفي اجتماع وزاري من المقرر عقده الأسبوع الجاري، “ستوافق الحكومة على خطة التمويل الطارئة، والتي سيجري تنفيذها من خلال مؤسسات إقراض تديرها الدولة، مثل بنك التنمية الكوري”.
وقال مسؤول من وزارة الاقتصاد والمالية: “من المحتمل أن يصل الدعم المالي إلى حوالي 3 تريليون وون، رغم أن الرقم النهائي لم يتم تحديده بعد، وسيجري صرفه من خلال برامج القروض الحالية لبنك التنمية الكوري”.
وبالإضافة إلى ذلك، “سيقدم بنك التنمية الكوري وغيره من المقرضين ما يصل إلى 248 تريليون وون، هذا العام كدعم مالي أوسع لمساعدة الشركات على التكيف مع الظروف العالمية المتدهورة وإعادة هيكلة القطاعات الصناعية”.
وأكدت الحكومة الكورية الجنوبية، “خططا لإنشاء صندوق استراتيجي بقيمة 50 تريليون وون، خلال السنوات الخمس المقبلة لدعم تطوير تقنيات التنقل المستقبلية في ظل تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي بعد بدء ولاية ترامب الثانية”.
وتعد كوريا الجنوبية “من الدول الأكثر تضررا، حيث تشكل صادراتها من السيارات إلى الولايات المتحدة نحو نصف إجمالي مبيعاتها من السيارات في الخارج، وتعد السيارات أهم سلعة تصديرية لكوريا الجنوبية إلى الولايات المتحدة، ففي عام 2024، بلغت قيمة صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة 34.7 مليار دولار، وهو ما يشكل نحو نصف إجمالي صادرات كوريا الجنوبية من السيارات”.
بيانات: رسوم “ترامب” قد تعرض توريد النبيذ إلى الولايات المتحدة للخطر
تفيد بيانات الهيئة الإحصائية الأمريكية، بأن الرسوم “المتبادلة” التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب قد تهدد واردات النبيذ الأمريكية بقيمة 6,6 مليار دولار سنويا.
ووفقا للبيانات الإحصائية الأمريكية للعام الماضي، “بلغ إجمالي حجم واردات الولايات المتحدة من النبيذ من أكبر 26 منتجا للنبيذ في العالم أكثر من 6,6 مليار دولار”.
ووفقا للمعطيات المتوفرة، “تصدرت فرنسا قائمة الدول التي صدرت النبيذ إلى الولايات المتحدة – 2.5 مليار دولار – وجاءت إيطاليا في المرتبة الثانية- 2.3 مليار دولار”.
وبحسب البيانات، “شملت المراكز الخمسة الأولى أيضا “نيوزيلندا (518.4 مليون دولار)، وإسبانيا (391.4 مليون دولار)، وأستراليا (243.3 مليون دولار)”.
هذا “وصدرت جمهورية التشيك النبيذ إلى الولايات المتحدة “بقيمة 523.6 ألف دولار، وقبرص (417.9 ألف دولار)، وسلوفاكيا (296.6 ألف دولار)، ولوكسمبورغ (235.7 ألف دولار)، والصين (91 ألف دولار)”.
ووقع الرئيس الأمريكي يوم الأربعاء الماضي، “مرسوما بفرض رسوم جمركية “متبادلة” على الواردات من دول أخرى، على أن يكون الحد الأدنى الأساسي للرسوم 10%، بينما ستواجه معظم دول العالم معدلات أعلى،وقد تصل الرسوم الجمركية المفروضة على هذه الدول من الناحية النقدية، استنادا إلى بيانات العام الماضي عن الواردات الأمريكية، إلى أكثر من 1.2 مليار دولار في العام، وخلال ذلك، سيتم فرض أكبر الرسوم الجمركية على أكبر موردي النبيذ إلى الولايات المتحدة: فرنسا – 501.3 مليون دولار سنويا، وإيطاليا – 450.6 مليون دولار، وإسبانيا – 78.3 مليون دولار، ونيوزيلندا – 51.8 مليون دولار، وأستراليا – 24.3 مليون دولار”.