أبيدجان (أ ف ب)
أخبار ذات صلة
يفتقد منتخب مصر خدمات قائده محمد صلاح المصاب بشدّ في العضلة الخلفية، خلال المباراة المقبلة أمام الرأس الأخضر، في ختام دور المجموعات من كأس أمم أفريقيا، ومباراة ثمن النهائي إذا تأهل «الفراعنة»، حسب ما أعلن الاتحاد المحلّي لكرة القدم.
وسقط جناح ليفربول الإنجليزي البالغ 31 عاماً، بعد التحام مع مدافعي غانا، في الثواني الأخيرة من الشوط الأول للقاء الجولة الثانية، على ملعب فيليكس-بوانيي في أبيدجان، والذي انتهى 2-2، وظلّ مستلقياً على الأرض لدقائق، ليخرج بعدها متألماً، وهو يمسك العضلة الخلفية لفخذه الأيسر.
وأعلن الاتحاد في بيان «إصابة محمد صلاح بشدّ في العضلة الخلفية، ويغيب عن المباراتين المقبلتين للمنتخب في أمم أفريقيا أمام كاب فيردي «الرأس الأخضر»، ثم مباراة ثمن النهائي في حال التأهل»، وذلك بعد خضوعه لفحوص طبية إثر إصابته.
وتواجِه مصر «الاثنين» الرأس الأخضر التي ضمنت خلافاً للتوقعات صدارة المجموعة الثانية، على أمل الفوز والتأهل «وصيفة».
وإذا تأهلت وصيفة، تلتقي ثانية المجموعة السادسة المتوقع أن تكون زامبيا أو جمهورية الكونغو الديموقراطية، وبدرجة أقل المغرب.
وصلاح «53 هدفاً في 94 مباراة» هو النجم الأبرز لمنتخب مصر، وتتعلق به آمال الجماهير في إحراز اللقب للمرة الثامنة.
وكان صلاح أنقذ بلاده من الهزيمة أمام موزمبيق في المباراة الافتتاحية، بعدما سجّل ركلة جزاء في الثواني الأخيرة.
وفقد المنتخب المصري فرصة صدارة مجموعته، بعدما جمع نقطتين فقط، إثر التعادل أمام موزامبيق وغانا بالنتيجة ذاتها 2-2، فيما يتصدر منتخب الرأس الأخضر بست نقاط من فوز قاتل على غانا 2-1، وفوز كبير على موزمبيق 3-0.
وتشكّل إصابة صلاح خبراً سيئاً للمدرب البرتغالي روي فيتوريا الذي علّق على إصابته، وقال «أتمنى ألا تكون كبيرة».
وشكّل خروج صلاح منعطفاً كبيراً في اللقاء إذّ استغلته غانا أحسن استغلال فأحرز نجمها محمد قدوس هدف التقدم لـ«النجوم السوداء» بعد ثوانٍ قليلة.
كما حرّر بشكل واضح لاعبي منتخب مصر من الضغوط، فقدموا شوطاً رائعاً تعادلوا فيه مرتين، وكانوا قريبين من تسجيل هدف الفوز في كثير من الأوقات.
وقال فيتوريا إنّ «صلاح لاعب بارع ومتميّز، وأحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، ونحتاج دائماً له في الفريق، وفي الاستراحة بدأنا نتحدث مع الفريق واللاعبين الذين كانوا محبطين، وقمنا بتغيير العقلية والفكر، وبالتالي كان لدينا طاقة إيجابية كبيرة في الشوط الثاني».
وأشار إلى أنّ تحسن الأداء «ليس لخروج صلاح، إنما النتيجة لم تكن مرضية، وكان علينا القتال».
واعتبر محمد مندور الصحفي الرياضي في موقع «سبورتس داتا» الفرنسيّ أنّ غياب صلاح يُعدّ بمثابة «سلاح ذو حدين».
وأفاد فرانس برس «غياب صلاح يقلّل من الحدة الهجومية لمصر، وطريقة تفكير الخصوم، وخوفهم من مجرد تواجده ومهاراته»، لكنّها «أيضاً فرصة لتوزيع الجهد على كل اللاعبين وتحريرهم من القيود، بأن صلاح لابدّ أن يبصم على كل كرة وكل فرصة».
واعتبر أنّ إصابته «فرصة لعدد من اللاعبين لإثبات جدارتهم مثل لاعب الزمالك أحمد سيد زيزو، أو لاعب بيراميدز مصطفى فتحي، أو حتى محمود عبد المنعم كهربا مهاجم الأهلي».
ويضمن متصدرو كل مجموعة وأصحاب المركز الثاني التأهل مباشرة الى دور الـ16، بينما تتأهل أيضاً أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث من المجموعات الست إلى الأدوار الإقصائية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس أمم أفريقيا كوت ديفوار مصر غانا محمد صلاح ليفربول الرأس الأخضر موزمبيق الرأس الأخضر
إقرأ أيضاً:
قمة لندن لأمن الطاقة.. تحديات التحول الأخضر أمام الجغرافيا السياسية
لندن– في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد الاضطرابات في أسواق الطاقة العالمية، استضافت العاصمة البريطانية لندن قمة عالمية لأمن الطاقة على مدار يومين، بمشاركة 55 حكومة من مختلف القارات، إلى جانب نحو 50 شخصية من كبار قادة صناعة الطاقة في العالم.
وسلطت القمة، التي نظمتها حكومة المملكة المتحدة بالتعاون مع وكالة الطاقة الدولية، الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه أمن الطاقة، وسعت إلى بناء توافق دولي حول سبل تحقيق انتقال عادل ومستدام في قطاع الطاقة.
أمن الطاقةيُعرّف أمن الطاقة بأنه "الارتباط بين الأمن القومي وتوافر الموارد الطبيعية لاستهلاك الطاقة، إذ أصبح الوصول إلى الطاقة الرخيصة (نسبيا) ضروريا لتشغيل الاقتصاديات الحديثة".
وفي افتتاح القمة، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على مركزية أمن الطاقة في أي تصور للأمن القومي أو الدولي، ومحذّرا من أن استمرار استخدام الطاقة كسلاح -مثلما حدث عقب الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022- يجعل الدول والمواطنين "مكشوفين للخطر".
وقال ستارمر إن "التعرض المفرط لأسواق الوقود الأحفوري الدولية" على مدى سنوات أدى إلى صدمات اقتصادية كبيرة، وأكد أن "التحول لمصادر طاقة نظيفة ومنتجة محليا هو السبيل الوحيد لاستعادة السيطرة على منظومة الطاقة".
إعلانوفي السياق نفسه، شدد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية الدكتور فاتح بيرول على أن أمن الطاقة لم يعد أمرا يمكن التسليم به، قائلًا إن "85% من مشاريع الطاقة الجديدة اليوم تعتمد على مصادر متجددة، مثل الشمس والرياح والمياه، في حين باتت واحدة من كل 4 سيارات تُباع في العالم كهربائية".
وصرح بيرول للجزيرة نت بأن "قمة لندن تهدف إلى بناء توافق دولي حول مقاربة شاملة لمجمل التحديات المرتبطة بأمن الطاقة، وتسعى إلى تحديد حلول واقعية، واستكشاف فرص عملية تساعد في مواجهة هذه التحديات المعقدة والمتعددة الأبعاد".
وأضاف أن المشاركين في القمة ممثلون رفيعو المستوى من نحو 60 دولة من مختلف أنحاء العالم، ومن بينها دول تواجه تحديات جوهرية تتعلق بإمكانية الوصول للطاقة، وبتكلفتها، وتأثيراتها المناخية.
وتابع أن "العشرات من كبار قادة صناعة الطاقة العالمية يشاركون أيضا، بهدف تمكين الحكومات من أدوات وإستراتيجيات تتيح لها الاستجابة الفعّالة للتغيرات السريعة التي يشهدها قطاع الطاقة على المستوى الدولي".
من جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يواصل مساره نحو التخلص التدريجي من واردات الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027، رغم استمرار التوترات العالمية.
واتهمت فون دير لاين موسكو باستخدام إمدادات الطاقة كسلاح، مشيرة إلى أن أوروبا عززت اعتمادها على الطاقة المتجددة، التي شكلت ما يقرب من نصف إنتاجها الكهربائي العام الماضي.
وشددت على أن بحر الشمال يمكن أن يصبح "بيت الطاقة" لطاقة الرياح، وأن النمو المتسارع بالطلب على الكهرباء يستدعي استثمارات نوعية، مبرزة التزامات الاتحاد الأوروبي في قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 28)، بما في ذلك الاتفاق الثلاثي لمضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة بحلول 2030.
إعلانلكن في مقابل التوجه الأوروبي، حملت واشنطن لهجة متحفظة، إذ عبّر القائم بأعمال الوزير المساعد للطاقة الأميركية تومي جويس عن قلق بلاده من السياسات المناخية الصارمة، واصفا التركيز على هدف "صفر انبعاثات" بأنه "ضار وخطير".
وقال جويس "لن نضحي باقتصادنا أو أمننا من أجل اتفاقات عالمية، كما لا نشجع أي دولة أخرى على القيام بذلك"، داعيا إلى التعامل بواقعية مع نمو الطلب العالمي على الطاقة، وتوازن السياسات المناخية مع المصالح الوطنية.
عبّرت دول من الجنوب العالمي خلال القمة عن احتياجاتها الخاصة للتحول الطاقي، إذ أكد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط العراقي حيان عبد الغني السواد أن بلاده تخطط لتحويل جزء من إنتاجها من النفط إلى الغاز، مع إطلاق مشاريع طاقة شمسية تصل إلى 12 غيغاواط.
أما وزير البترول والثروة المعدنية المصري كريم بدوي، فدعا إلى رفع مساهمة قطاع الطاقة في الناتج المحلي من 1% إلى 6%، معتبرا أن الاستثمارات الدولية في الطاقة النظيفة يجب أن تواكب واقع الدول النامية، لا أن تفرض عليها نماذج جاهزة.
وشارك وزراء من كل من إسبانيا، وماليزيا، وكولومبيا، برسائل مشابهة، تدعو إلى شراكات عادلة تضمن انتقالا متوازنا للطاقة، لا يُفاقم التفاوتات الاقتصادية بين الشمال والجنوب.
وتناولت القمة أيضا الجانب الجيوسياسي لمصادر الطاقة الجديدة، حيث حذر بيرول من "التركيز الجغرافي الخطير" في إنتاج المعادن الحيوية لتقنيات الطاقة النظيفة مثل الليثيوم والكوبالت، قائلا إن عددا قليلا من الدول تهيمن على الإنتاج والتكرير.
وفي حين لم يُسمِّ دولا بعينها، تُعد الصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية أبرز اللاعبين في هذه السوق، مما يثير مخاوف من تحول جديد في توازن القوى العالمية، ولكن هذه المرة حول "موارد التحول الطاقي" بدلا من النفط.
إعلان شكوك قائمةوأعلنت بريطانيا -على هامش القمة- عن شراكة مع شركة "إيني" الإيطالية لإطلاق مشروع عزل وتخزين الكربون في شمال إنجلترا، ضمن خطة وطنية بقيمة 21 مليار جنيه إسترليني لدعم تقنيات الطاقة النظيفة، مثل طاقة الرياح البحرية والطاقة النووية.
وفي تصريح يعكس نبرة الثقة، قال خوسيه إغناسيو سانشيز غالان المدير التنفيذي لشركة إيبردرولا الإسبانية إن "التحول الكهربائي لا يمكن وقفه، وعلينا التكيف معه بدلا من مقاومته".
ورغم تعدد الرؤى وتباين المواقف، فإن قمة لندن تكشف عن أن أمن الطاقة لم يعد شأنا فنيا أو بيئيا فقط، بل أصبح قضية إستراتيجية تتقاطع فيها السيادة والاقتصاد والمناخ، وبات التحدي الأكبر هو إيجاد أرضية مشتركة بين الطموحات البيئية والمصالح الجيوسياسية، لتأمين مستقبل طاقة مستدام وعادل.