أصبحت الهواتف الذكية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليوم لدرجة أننا نفتحها مباشرة عندما نستيقظ من النوم.

إقرأ المزيد ما علاقة "التصفح السلبي" لوسائل التواصل الاجتماعي بالصحة العقلية؟

وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو أمرا طبيعيا ولا ضرر فيه، إلا أن هذه الممارسة ليست جيدة للعقل، وفقا لعالمة أعصاب، والتي أوضحت بالضبط ما يحدث لعقلك عندما تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي أول شيء في الصباح.

وشرحت إميلي ماكدونالد، التي تدرس الدماغ لسنوات وتعمل حاليا للحصول على درجة الدكتوراه في علم الأعصاب، الضرر الناجم عن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أول شيء في الصباح في مقطع فيديو على "تيك توك" انتشر بشكل واسع وحصد أكثر من مليون مشاهدة.

وفي البداية، شاركت عالمة الأعصاب معلومات مفيدة حول الأنواع المختلفة من موجات الدماغ: دلتا، وثيتا، وألفا، وبيتا، وغاما.

ودلتا هي "أبطأ موجات الدماغ" المرتبطة بالنوم العميق. بينما تظهر ثيتا في "الأطفال الصغار والبالغين في حالة نعاس"، وترتبط ألفا بالاسترخاء الجسدي والعقلي. وتحدث موجات الدماغ بيتا في شكل وعي أكثر يقظة وانتباها، بينما تُظهر موجات غاما إدراكا عاليا، وتعكس العملية المعرفية وحل المشكلات والتعلم.

وأوضحت إميلي، عبر حسابها الشخصي والذي يحمل اسم @emonthebrain: "أول شيء يجب أن نعرفه هو أنه عندما نستيقظ في الصباح، تنتقل موجات دماغنا من دلتا، وثيتا، وألفا، ثم إلى بيتا عندما نكون أكثر استيقاظا وانتباها".

ووفقا للعلم، ينتقل دماغك عبر كل نوع من هذه الأنواع من موجات الدماغ، قبل الوصول إلى بيتا، لكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يتخطى هذه المراحل.

وتقول إميلي: "إذا قمت بفحص هاتفك أول شيء في الصباح، فإنك تتسبب في انتقال عقلك مباشرة إلى موجات بيتا عالية وتهيئ نفسك لمزيد من التوتر طوال بقية يومك".

وهناك مشكلات أخرى أيضا توضحها عالمة الأعصاب: "إن التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي أول شيء في الصباح يؤدي أيضا إلى زيادة الدوبامين وتقليل مستويات الدوبامين الأساسية لديك، ما يجعلك تستمر في الرغبة في التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي طوال بقية يومك".

إقرأ المزيد دراسة ضخمة تكشف المجموعة الأكثر عرضة لخطر إدمان الهواتف الذكية!

وغالبا ما يرتبط الدوبامين، أو ما يسمى بهرمون السعادة، بأنشطة مثل الجنس أو تناول الطعام، ويمكن أن يصبح مسببا للإدمان. والشعور الممتع هو شيء نشعر به عندما يحب الأشخاص منشوراتنا على وسائل التواصل الاجتماعي. في حين أن الدوبامين يمكن أن يجعلنا نشعر بمزيد من الإيجابية، عندما تنخفض مستويات الدوبامين الأساسية لديك أو ترتفع كثيرا، فقد تتأثر صحتك العقلية نتيجة لذلك، لأنها مرتبطة بحالات مثل الاكتئاب.

وبدلا من ذلك، تقول إميلي إن أول شيء تقوم به هو "التوكيدات الصباحية" (وهي اقتباسات أو عبارات سواء قصيرة أو طويلة تقولها أو تقرأها أو تفكر فيها لتضع نفسك وعقلك في حالة عاطفية جيدة وإيجابية) لزيادة "نشاط موجة ثيتا وألفا الدماغية. مشيرة إلى أن ذلك يزيد من "قدرتنا على التعلم وتذكر الأشياء".

وواصلت إميلي مشاركة الخطوات الأخرى من روتينها الصباحي، والتي تشمل التمرين الرياضي، حيث قالت: "التمرين الصباحي هو المفتاح. تزيد التمارين الرياضية من الدوبامين والنورإبينفرين والإندوكانابينويدات، بحيث تحصل على الطاقة والتركيز والتحفيز وتعزيز المزاج لبقية يومك".

مضيفة: "تعمل التمارين الرياضية أيضا على تعزيز تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، لذا فهي أفضل طريقة للاستيقاظ".

وتابعت: "أنا أيضا أدخل ضوء الشمس إلى عيني كل صباح لتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية (ساعة الجسم). إذا كان الجو قاتما في الخارج فسأقوم بالعلاج بالضوء الأحمر".

وتتمثل الخطوة الأخيرة في روتينها اليومي في التأمل. وتقول إميلي: "يحتوي التأمل على قائمة واسعة من الفوائد الصحية بالإضافة إلى تحسين التركيز والإنتاجية".

ولكن على الرغم من أن هذا يبدو جيدا، إلا أننا نعلم جميعا أن الأمر صعب عندما يتعلق بالتخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك، إذا أردت التوقف عن هذه العادة الصباحية السيئة، فإنه وفقا لعالمة النفس والعضو المعتمد في جمعية علم النفس البريطانية، الدكتورة ساندرا ويتلي، يجب أن تفعل ذلك بشكل تدريجي، من خلال إمكانية استخدام الهاتف من دون تصفح وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن تتمكن في النهاية من التخلي عن الهاتف 

المصدر: مترو

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة انستغرام تطبيقات تيك توك فيسبوك facebook معلومات عامة معلومات علمية مواقع التواصل الإجتماعي هاتف وسائل التواصل الاجتماعی موجات الدماغ

إقرأ أيضاً:

إن غاب الأب ماذا يحدث للأطفال؟ حضوره لا يقل عن الأمهات

لطالما ارتبطت صورة التربية ورعاية الأطفال بالأمهات، فيما جرى اختزال دور الأب على مدى سنوات طويلة في كونه "المعيل" أو "المسؤول المادي" عن الأسرة. إلا أن الدراسات الحديثة أعادت النظر في هذه الصورة النمطية، مؤكدة أن للأب دورا لا يقل أهمية عن الأم في النمو النفسي والعاطفي والمعرفي للأطفال، بل يشكل حضوره ركيزة أساسية في بناء شخصية الطفل وتحقيق توازنه النفسي والاجتماعي.

التأثير متعدد الأبعاد دور يكمل حضور الأم

لم يعد الدور العاطفي في تربية الأطفال حكرا على الأمهات، فالأب اليوم يشكل شريكا فاعلا في بناء التوازن النفسي والعاطفي للطفل. فعادةً ما تميل الأمهات إلى الاحتواء والرعاية، بينما يدفع الآباء أبناءهم إلى المغامرة والتجربة، فيخلق هذا التنوع توازنا تربويا ضروريا لنمو الطفل السليم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غزل أبو ريان.. طفلة غزية تناشد العالم لتأمين العيش والعودة إلى المدرسةlist 2 of 2رقائق الذرة.. الوحش الخفي في وجبة طفلكend of list

ويؤكد خبراء علم النفس أن مشاركة الأب في تربية أطفاله بشكل مباشر تسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتقلل من السلوكيات العدوانية، كما تنمّي قدرتهم على تنظيم مشاعرهم ومواجهة الضغوط الحياتية بمرونة أكبر.

الأب شريك في النجاح

لا يقتصر تأثير الأب على الجانب العاطفي فحسب، بل يمتد ليشمل التطور المعرفي والتحصيل الدراسي. فقد كشفت دراسة أميركية أُجريت عام 2010 في كلية التربية بولاية نيوجيرسي أن مفردات الأب وطريقة تفاعله مع أطفاله أثناء القراءة في عمر مبكر – حتى قبل إتمامهم عامهم الأول – تسهم في تحقيق قفزات لغوية واضحة عند بلوغهم 15 و36 شهرًا.

كما أن الأب الذي يشارك أبناءه القراءة والنقاش يغرس فيهم حب المعرفة والفضول الفكري، وهما من أهم مقومات النجاح الأكاديمي. ووفقًا لموقع سايكولوجي توداي، فإن انخراط الآباء في حياة أبنائهم يعزز مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، ويرفع من القدرات اللغوية والاجتماعية، خصوصا في السنوات الأولى من الطفولة.

أما حضوره الإيجابي والمحفز، فيبقى مصدر إلهام مستمرا يدفع الطفل إلى خوض التجارب بثقة واكتشاف العالم من حوله بشغف.

حتى اللحظات القصيرة يمكن أن تكون مؤثرة إذا تخللتها مشاركة صادقة في اللعب (فري بيك) الصحة النفسية وتكوين الهوية إعلان

يلعب وجود الأب الفعّال دورا محوريا في تعزيز الصحة النفسية للأطفال وتشكيل مفهومهم عن الذات. فالأب الحاضر والداعم يسهم في تقليل احتمالية إصابة أبنائه بالاكتئاب والقلق، ويمنحهم مرونة نفسية تساعدهم على التكيف مع ضغوط الحياة. وتشير الجمعية البريطانية لمعالجي الأطفال النفسيين إلى أن العلاقة الإيجابية والداعمة مع الأب تساهم في بناء هوية متماسكة وتوازن نفسي راسخ، كما تحد من السلوكيات الخطرة واضطرابات الشخصية خلال فترة المراهقة.

إن الأب الذي يجمع بين الحنان والانضباط يقدم نموذجا عمليا للتعاطف وضبط النفس، ما يرسّخ لدى أطفاله مهارات اجتماعية صحية وقدرة على التواصل الفعّال تستمر معهم مدى الحياة.

الأب في المراهقة سند ومرشد

لا يتوقف تأثير الأب عند سنوات الطفولة المبكرة، بل يمتد ليشمل مرحلة المراهقة، حين تتعاظم الحاجة إلى التوجيه والتفهم. فالعلاقة الآمنة مع الأب تُحسّن الحالة النفسية للمراهقين، وتدعم ثقتهم بأنفسهم، وتقلل من مستويات القلق والاكتئاب.

ويشير المختصون إلى أن وجود الأب القريب من أبنائه -الحاضر في تفاصيلهم دون أحكام، والمستمع إليهم بانفتاح- يشكل عامل حماية نفسيا وسلوكيا قويا. كما أن الأب الذي يعبّر عن مشاعره بصدق، ويتعامل مع الخلافات بهدوء واحترام، ويقيم علاقة متوازنة مع الشريك، يمنح أبناءه نموذجا ناضجا للعلاقات الإنسانية السليمة، ويغرس فيهم قيم الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل.

 تأثير الأب لا يتوقف عند سنوات الطفولة المبكرة، بل يمتد ليشمل مرحلة المراهقة(شترستوك)كيف يمكن للآباء تعزيز مشاركتهم؟

لا تتطلب الأبوة الفعالة تفرغا كاملا أو ساعات طويلة من الوقت، بقدر ما تحتاج إلى اهتمام نوعي ووجود حقيقي يشعر به الطفل. فالأب الحاضر بعاطفته وتفاعله يترك أثرا أعمق من الحضور الزمني الطويل. وفيما يلي أبرز الإستراتيجيات التي يمكن أن تعزز مشاركة الآباء في حياة أبنائهم:

قضاء وقت نوعي مع الأطفال

لا يرتبط الأمر بمدة اللقاء، بل بجودته. فحتى اللحظات القصيرة يمكن أن تكون مؤثرة إذا تخللتها مشاركة صادقة في اللعب، أو حديث دافئ قبل النوم، أو وجبة عائلية هادئة بعيدا عن الشاشات والأجهزة الإلكترونية.

المشاركة في الرعاية اليومية

مشاركة الأب في الأنشطة اليومية -مثل مساعدة الطفل في الاستحمام أو أداء الواجبات المدرسية أو قراءة قصة قبل النوم- تخلق روابط عاطفية قوية وتُشعر الطفل بالأمان والانتماء.

بناء طقوس خاصة

ابتكار طقوس بسيطة ومتكررة، مثل نزهة أسبوعية أو نشاط مشترك ينتظره الطفل، يعزز الإحساس بالاستقرار ويمنح العلاقة بين الأب والابن طابعا مميزا وذكريات تدوم.

التواصل العاطفي المفتوح

الإصغاء بتفهم دون إصدار أحكام أو تقليل من مشاعر الطفل، وتشجيعه على التعبير بحرية عمّا يشعر به، يساعد في بناء ثقة متبادلة ويقوّي العلاقة العاطفية، مما يجعل الأب مرجعا وداعما حقيقيا في كل مراحل النمو.

التحديات التي يواجهها الآباء

رغم تنامي الوعي المجتمعي بأهمية دور الأب في تنشئة الأطفال، ما زالت مشاركة كثير من الآباء تواجه عقبات متعددة تحول دون انخراطهم الفعّال في حياة أبنائهم.

في مقدمة هذه العقبات تأتي الصور النمطية الراسخة التي تحصر مسؤولية التربية في الأمهات، وتختزل دور الأب في كونه "المعيل المادي"، وهو تصور يقلل من قيمة حضوره العاطفي والتربوي.

إعلان

إلى جانب ذلك، تشكل ضغوط العمل وساعات الدوام الطويلة تحديا حقيقيا أمام الآباء الراغبين في قضاء وقت كاف مع أسرهم، لا سيما في ظل غياب سياسات داعمة لتوازن الحياة المهنية والأسرية. كما تسهم القيود المؤسسية وضعف إجازات الأبوة في الحد من فرص تفاعلهم المبكر مع أطفالهم في المراحل الأولى من النمو، وهي مرحلة حاسمة لبناء الروابط العاطفية وتأسيس علاقة قائمة على الثقة والدعم.

ورغم هذه التحديات، تؤكد الأبحاث أن حضور الأب العاطفي والمعنوي لا يقل أهمية عن الدعم المادي، بل يمثل حجر الأساس في تكوين أسرة مستقرة ومتماسكة نفسيا واجتماعيا.

 حضور الأب العاطفي والمعنوي لا يقل أهمية عن الدعم المادي (شترستوك)آثار غياب الأب

يترك غياب الأب، سواء نتيجة الانفصال أو الوفاة أو الانشغال المفرط بالعمل، آثارا عميقة تمتد إلى سنوات البلوغ. فالأطفال الذين ينشؤون دون حضور أبوي فعّال غالبا ما يواجهون صعوبات في الثقة بالنفس وتحديد الهوية وتكوين علاقات مستقرة، كما قد يظهر لديهم خوف من الهجر أو تعلق مفرط بالآخرين. وتشير الدراسات إلى أن غياب الأب يرتبط بارتفاع معدلات المشكلات الأكاديمية والسلوكية والنفسية، مثل الاندفاع، وضعف التحصيل الدراسي، واضطرابات القلق والاكتئاب.

ومع ذلك، فإن هذه الآثار ليست حتمية، إذ يمكن تجاوزها من خلال العلاج النفسي وفهم التجارب الماضية، مما يساعد الأفراد على إعادة بناء ذواتهم وتكوين علاقات صحية واستعادة توازنهم النفسي في مراحل لاحقة من حياتهم

حضور لا يُقاس بالوقت بل بالأثر

لم تعد الأبوة في زمننا الحديث تُقاس بعدد ساعات العمل أو بحجم الدخل، بل بمدى الحضور الإنساني والتفاعل الحقيقي مع الأبناء. فكل لحظة يقضيها الأب مع أطفاله -في اللعب أو المذاكرة أو حتى في قراءة قصة قبل النوم- تترك أثرا عميقا في بناء شخصياتهم وصحتهم النفسية.

الأبوة المعاصرة تعني أن يكون الرجل شريكا في التفاصيل اليومية الصغيرة، يدعم ويستمع ويشارك، وأن يدرك أن قوته الحقيقية تكمن في عطائه وقدرته على التواصل، لا في سلطته أو إنجازاته المهنية. ففي نهاية المطاف، ما يبقى في ذاكرة الأطفال ليس ما اشتراه لهم آباؤهم، بل ما منحوهم من حب ووقت واهتمام صادق.

مقالات مشابهة

  • جامعة أمريكية تطرد أستاذة للقانون بسبب تعليق عن تشارلي كيرك
  • إن غاب الأب ماذا يحدث للأطفال؟ حضوره لا يقل عن الأمهات
  • منتدى التواصل الحكومي يستضيف رئيس صندوق الضمان الاجتماعي غداً
  • الرجل الغامض أو “السيد ولاعة” .. لغز الشخص الذي يشعل سيجارة الرئيس محمود عباس يُشعل مواقع التواصل
  • بريطانيا قد تشهد موجات حر كارثية بعد سنوات.. علماء يحذّرون
  • بريطانيا قد تشهد موجات حار كارثية بعد سنوات.. علماء يحذّرون
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول 3 حبات من الجوز يوميا؟
  • غليزان.. درك الرمكة يطيح بمحتال نصب على أزيد من 70 شخصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي
  • حكم تصفح الموبايل أثناء خطبة الجمعة.. الإفتاء: خطأ يحرمك من استحقاق ثواب الصلاة
  • القهوة الإماراتية/ لغة غير منطوقة تُوحّد القلوب وتُعبّر عن الترابط الاجتماعي