شدد زكريا يابيجي أوغلو، رئيس حزب الدعوة الحرة "هدى بار" التركي، المنضوي ضمن "تحالف الجمهور" الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، على أن معركة "طوفان الأقصى" أنهت أسطورتين للاحتلال الإسرائيلي أولهما "أسطورة الجيش الذي لا يهزم"، والثانية "علم الموساد بالطير إذا طار في السماء".

وأكد السياسي التركي في لقاء خاص مع "عربي21"، على هامش مؤتمر "الحرية لفلسطين" الذي أقيم في مدينة إسطنبول التركية، ضرورة تحرك الدول العربية والإسلامية كافة إلى قطع العلاقات بشكل كامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تضامنا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.



وأعرب عن استيائه من "عدم قدرة العالم الإسلامي الذي يبلغ عدد سكانه نحو ملياري نسمة على وقف المذبحة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".

من جانب آخر، أشاد يابيجي أوغلو بصمود أهالي قطاع غزة "الأسطوري" بعد مرور أكثر من 100 يوم من المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية، قائل إن "غزة تعطي العالم أجمع درسا في المقاومة والصبر، وتكتب ملحمة خاصة بها".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أنه "على الرغم من أن الوحشية الصهيونية قد انتهكت جميع القواعد والأنظمة، لكنها  لم تتمكن من كسر الإرادة الصلبة لهذه المقاومة".

وحول شبكة "الموساد" التي كشفت السلطات التركية مطلع شهر كانون الثاني /يناير الجاري عن تفكيكها، شدد السياسي التركي المتحالف مع الرئيس أردوغان منذ الانتخابات العامة منتصف عام 2023، على أن الاستخبارات التركية بعثت رسالة واضحة للموساد الإسرائيلي مفادها؛ "لن نسمح لكم بالقيام بأي عملية على الأراضي التركية".



وكانت السلطات التركية اعتقلت بتنسيق من جهاز الاستخبارات ومديرية استخبارات الشرطة، 34 شخصا من 46 فردا مرتبطين بالموساد، بعد مداهمة 57 موقعا في 8 ولايات تركية، وتركزت معظم عمليات الدهم في إسطنبول.

وقرر القضاء التركي سجن 15 شخصا من بين 34 مشتبها بهم في قضية التجسس لصالح "الموساد" وإطلاق سراح 11 آخرين بشرط الرقابة القضائية، فيما أحالت 8 مشتبه فيهم إلى إدارة الهجرة تمهيدا لترحيلهم من تركيا، وفقا لوكالة الأناضول.

وتاليا نص اللقاء كاملا:

كيف تقيّم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بعد أكثر من مئة يوم من المجازر وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال؟

منذ أكثر من مئة يوم ونظام الاحتلال الصهيوني وعصابة الوحشية الصهيونية يمطرون غزة بالنيران والقنابل. تمطر متفجرات بحجم عدة قنابل ذرية على الناس في منطقة ضيقة. هناك أكثر من 30 ألف شهيد، بينهم من هم تحت الركام. وهناك أكثر من 60 ألف جريح. وحوالي ثلث هؤلاء المصابين فقدوا أحد أطرافهم. وهذا يعني أن أكثر من 20 ألف شخص فقدوا ذراعهم أو ساقهم. و70 بالمئة من الجرحى والشهداء نساء وأطفال. لكن رغم ذلك لم يتمكن نظام الاحتلال الصهيوني من كسر مقاومة أهل غزة وإصرارهم وإرادتهم.

غزة تعطي الإنسانية جمعاء درسا في المقاومة، ودرسا في الصبر وكتابة الملحمة. وفي الوقت نفسه فإن المقاومة هناك تظهر للعالم أجمع كيف يمكن القيام بالمقاومة والدفاع وما يمكن أن يحققه المثابرة والتصميم. وبإذن الله، ورغم أن الوحشية الصهيونية قد انتهكت جميع القواعد والأنظمة، فإنها لن تتمكن من كسر الإرادة الصلبة لهذه المقاومة، وسوف تُهزم في النهاية.

صحيح، قد استُشهد الكثير من إخواننا الفلسطينيين، وربما سيرتقي المزيد من الأبرياء أيضا شهداء، لكن الاحتلال لن يتمكن أبدا من كسر مقاومتهم أو إرادتهم. وما تم حتى الآن أثبت ذلك بشكل لا شك فيه.


ولا يقتصر الأمر على سقوط القنابل فحسب، بل من ناحية أخرى، تستمر هذه المقاومة على الرغم من أنه لا يُسمح بدخول جميع المواد الإنسانية، من الغذاء والمياه والأدوية والطاقة وما إلى ذلك، إلى غزة.

إخواننا هناك في غزة بعثوا برسالة لجميع من في العالم، أنهم سيواصلون هذه المقاومة حتى لو تُركوا وحدهم، وقد تلقى العالم كله هذه الرسالة.

كيف تقيّم الدور التركي في وقف هذه المذبحة المتواصل؟
في الواقع، لم يتمكن العالم الإسلامي عموما من تقديم ما كان متوقعا منه لوقف هذه المذبحة. هل كان هناك شيء جدي متوقع؟ لا، كان الوضع الحالي للعالم الإسلامي والأمة الإسلامية واضحا بشكل أو بآخر قبل السابع من تشرين الأول /أكتوبر.

ولكن ربما كان من المتوقع أن يكون رد فعلهم أعلى قليلا من معدل اليوم، على سبيل المثال، على الرغم من كل هذه الوحشية عندما مُنعت جميع المساعدات الإنسانية من الدخول، كان بإمكان الدول الإسلامية على الأقل أن تفتح معبرا إنسانيا، في الوقت الذي كان به الناس هناك (غزة) يعانون من الجوع ونقص الدواء.

مطلبنا هو قطع كافة العلاقات مع نظام الاحتلال الصهيوني، ولكننا طالبنا أيضا الدول الإسلامية. وقلنا حسنا، إذا لم تتمكنوا من القيام بذلك، فإننا نتوقع منكن صدور بيان يقول إننا على الأقل سنعلق علاقاتنا طالما استمرت هذه الوحشية، ولكن لسوء الحظ، فإن العديد من الدول الإسلامية لم تفعل ذلك ولم تستطع أن تفعل ذلك.

وربما ينبغي للعالم الإسلامي أن يتعلم هذا الدرس الآن. على الرغم من أن عدد سكاننا يبلغ 2 مليار نسمة، لماذا لا نستطيع مد يد العون لإخواننا البالغ عددهم 2 مليون نسمة هناك؟ ما هي نقاط ضعفنا، ما هي الأسباب التي تجعلنا ضعفاء؟

ربما ينبغي لنا أن نفكر في هذه الأمور وأن نكون أقوى على الأقل في المستقبل ونضع حدا لأي شخص يحاول اضطهادنا. يجب أن نكون أقوياء سياسيا، ويجب أن نكون أقوياء اقتصاديا، ويجب أن نكون أقوياء عسكريا، ويجب أن نكون أقوياء فكريا، ويجب أن نكون أقوياء علميا.

تحدثت عن قطع العلاقات بشكل كامل مع الاحتلال من الدول الإسلامية، هل يمكن لتركيا أن تلعب دورا محوريا في هذا الشأن، مع العلم أنها علقت علاقاتها مع "إسرائيل" ولم تقطعها بشكل نهائي؟


لا يوجد ما يدل على ذلك في الوضع الحالي، لكنها على الأقل فعلت أشياء مهمة في دعم الخطوة التي اتخذتها جنوب أفريقيا في محاكمة الدولة الإرهابية الصهيونية الإسرائيلية على هذه المجازر التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وفي الصراخ بصوت عال في وجه العالم أن المقاومة هناك حق مشروع..

وحتى اليوم، دأب نظام الاحتلال الصهيوني ومؤيدوه على رواية هذه القصة للعالم أجمع. ووصفوا الفظائع التي ارتكبوها بأنها حرب ضد الإرهاب. ووصفوا المقاومة هناك بالإرهابية، حيث تحركوا للدفاع عن أرضهم وبيوتهم وممتلكاتهم وأطفالهم ووطنهم ودور عبادتهم.


وينبغي أن يقال للعالم أجمع أن الأمر ليس كذلك. ويمكن لتركيا أن تفعل الكثير في هذا الصدد. دبلوماسيتها قوية. وهي من الدول القليلة التي تبرز بين الدول الإسلامية. وما تفعله في هذا الصدد له قيمة. ونأمل أن يستمر ذلك.

كان هناك قبل أسابيع تفكيك شبكة تابعة للموساد الإسرائيلي في تركيا، وصفها الرئيس أردوغان أنها صدمت "إسرائيل"، ما رأيك في ذلك؟

أنا لست خبيرا في هذه القضايا، ولكن أستطيع أن أقول إن هنا أمران سبق ذكرهما عن إسرائيل والشبكة الإرهابية الصهيونية؛ أولهما أن "الجيش الإسرائيلي جيش لا يعرف الهزيمة ولا يمكن هزيمته"، والأمر الثاني "هي أن هناك قصة تُحكى عن الموساد، تزعم أنه  على علم بالطير الذي يطير في السماء والدودة التي تزحف تحت الأرض".

لقد أظهر "طوفان الأقصى" الأخير للعالم أجمع أنهم ليسوا جيشا لا يقهر، وأن الموساد ليس جهاز مخابرات مطلع على كل شيء.

ثم، إذا كنت تتذكر، فقد صدرت التصريحات التالية من قبل المسؤولين الصهاينة: "سنلاحق مسؤولي حماس، ليس في غزة فقط، بل في دول أخرى إحداها تركيا".

وقالوا: "إننا سنلاحقهم ونجعلهم أهدافا في قطر ولبنان وسوريا وتركيا وأماكن أخرى".

في ذلك الوقت، كان لدى تركيا الجواب. لا تفعلوا هذا، إذا فعلتم ذلك سيكون مكلفا للغاية. لذا، إذا كنتم تفكرون في شن عملية على الأراضي التركية، فتراجعوا، لأننا لن نسمح بذلك. ويبدو أن تركيا استجابت بالفعل للعملية هنا لأعضاء الموساد الذين كانوا يعدون لمثل هذه العملية.

وبطبيعة الحال، عندما يتعلق الأمر بالاستخبارات، لا يمكن لنا أن نعرف كل ما وراء الستار، ولكن ربما كان ذلك علامة على أن تركيا أظهرت عزمها، وسلمت الرسالة التالية للموساد؛ "لن نسمح لكم بالقيام بأي عملية على الأراضي التركية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية الاحتلال الفلسطيني غزة المقاومة تركيا تركيا فلسطين غزة الاحتلال المقاومة سياسة من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الصهیونی الشعب الفلسطینی الدول الإسلامیة هذه المقاومة على الرغم من للعالم أجمع على الأقل أکثر من من کسر

إقرأ أيضاً:

إبراهيم عيسى: ضرب إيران لإسرائيل رسالة قوية بقدرتها على الرد والردع

قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إنه لقد فعلتها إيران وردت إيران على كل المشككين، الأرقام والإحصائيات بشأن الهجوم الإيراني على جميع أنحاء إسرائيل تطلق من كل جهة بشكل مختلف، منوهًا بأن إيران بدأت وضربت إسرائيل اليوم برشقات من الصواريخ الباليستية .

 

وشدد "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، على أن الحرب القائمة ومستمرة وقائمة منذ الـ7 من أكتوبر، وأن إيران ردت اليوم، مؤكدًا أنه كان لابد لإيران أن ترد هذا الرد، وهي نقطة مهمة وإيران تحتسب أن هذا هدف مهم للغاية، لأن البعض كان يسخرون منها ويتهمونها وهي ردت الآن، مشددًا على أن إيران ردت في وقت ظنته مناسبًا، موضحًا أن إيران تؤكد أنها تقصف إسرائيل في عقر دارها بعواصمها ومدنها، وأنها قادرة على استهداف إسرائيل في 12 دقيقة.

 

ونوه بأن صواريخ إيران على إسرائيل اليوم تفرض التساؤلات حول مصير المنطقة، مشددًا على أن هذا يؤكد ويرسل لرسالة أن إيران لديها القدرة والقوة، موضحًا أنه بهذه الهجمات الصاروخية مساء اليوم ترسل إيران رسائل لإسرائيل وأمريكا أنها تملك القدرة على الرد والردع.

 

وأشار إلى أن إيران تُصيب إسرائيل بالزعر بهجماتها الأخيرة، وإيران ردت على المشككين بشأن الهجوم على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • هجوم إيران الباليستي.. الرد المتأخر الذي حمل رسالة لم تكُ لإسرائيل
  • هجوم إيران الباليستي.. الرد المتأخر الذي حمل رسالة لم تكُ لإسرائيل- عاجل
  • إبراهيم عيسى: ضرب إيران لإسرائيل رسالة قوية بقدرتها على الرد والردع
  • بلومبيرغ: مسيّرات حزب الله تشكل تهديدا لإسرائيل التي تدرس غزو لبنان
  • عاجلاً أم آجلاً..أردوغان: سيُوضع حد لإسرائيل
  • أردوغان: سيتم وضع حد لإسرائيل عاجلا أم آجلا
  • شديد يشيد بضربات المقاومة في نابلس وتصديها للاحتلال
  • أردوغان: الأمم المتحدة يجب أن توصي باستخدام القوة إذا لم توقف إسرائيل هجماتها
  • «القاهرة الإخبارية»: كلمة نائب الأمين العام لحزب الله تحمل رسالة قوية لإسرائيل
  • الحرب سجال.. والقتل والتدمير لن يزيلا أثر الطوفان