لبنان ٢٤:
2024-11-26@09:48:34 GMT

موقف ميقاتي وأبعاده الخارجية

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

موقف ميقاتي وأبعاده الخارجية

كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": تختلف التفسيرات لكلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بين من يتهمه بالتغطية على «حزب الله»، ومن يعتبره محاكاة للواقع بصرف النظر عما إذا كان صحيحاً أو غير صحيح. لا يختلف اثنان على أنّ بعض الهجوم على رئيس الحكومة ليس إلا من باب الكيدية السياسية لرئيس حكومة متهم بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية وإختصار الدولة بشخصه.

في مكان ما يمكنه أن يكون الشمّاعة التي يعلّق عليها البعض فشله وسوء ادارته للأزمة بالتلطّي خلف الحكومة. رغم كل المصائب التي تصيب البلد، تمّ تصوير موقف ميقاتي وكأنه دعوة للجهاد وفتح جبهة حرب كاملة. ردّة فعل تندرج في سياقه السياسي. يتفهم المطلعون على مواقف رئيس الحكومة أنّ جانباً من الهجوم عليه على صلة بالموقف من «حزب الله»، فهناك في لبنان من يرفض التلاقي مع «الحزب» على أي موقف أو سلوك حتى لو كان ايجابياً، فكيف وهو يخوض حرباً لم يقتنع فريق سياسي بخوضها؟ لكن في قناعة مقرّبين أنّ موقف رئيس الحكومة انما يصب في مصلحة لبنان بصدّ جبهة اسرائيل التي يمكن أن تشنّ حرباً على لبنان في أي لحظة تعويضاً عن خسارتها في ميدان غزة لولا الحرب التي يقودها «حزب الله». ربما خرج ميقاتي عن سلوك رؤساء الحكومات بالحديث الديبلوماسي، حيث كان المعتاد أن يقول رئيس الحكومة الموقف الذي يتقاطع فيه مع الجميع بينما تكون حقيقة الوضع مغايرة. رغم اقتناعه بموقفه اكتفى ميقاتي ببيانه، فهو مقتنع بأنّ موقفه وحكومته ساهم في تأمين شبكة الأمان والانتظام الداخلي، وهو لعب دوراً في تمرير القطوع الذي يمر فيه البلد. لا يعتبر أنّ الهجوم عليه كان في محله، فما قاله هو الحقيقة التي سلّم بها أطراف محلية ودولية بدليل السعي الدولي لإعادة الهدوء الى الجبهة الجنوبية مقابل تسوية شاملة، كما يقول المطّلعون على موقفه. ويدرج العارفون موقف ميقاتي في سياقه الطبيعي على المستوى الشخصي، وانطلاقاً من بيئته، اذ استطاع أن يوائم بين الموقف العام عروبياً واسلامياً وفلسطينياً وبين الواقع الداخلي، وموقفه لم يكن مستغرباً، فهل كان عليه أن يخرج شاهراً موقفاً عدائياً فيكون له وقعه على الحكومة وخارجها ويفتح على نقاشات وانشقاقات داخلية، البلد في غنى عنها؟ ميقاتي العائد من لقاء وزير خارجية أميركا انطوني بلينكن في عمان، عينه على الإقليم وما يحمله من مشروع تسوية آخذ في النضوج، وإن لم تخرج بوادره إلى العلن بعد. مقاربته الأوضاع تحاكي هذا الجانب من التطورات بعيداً من الزواريب المحلية وانتخابات الرئاسة التي باتت ملحقة بغزة وضمن مشروع تسوية يجري العمل عليه، كما تظهر الوقائع. لكن هناك في لبنان من يتقصد التغاضي عن الوقائع وتحميل رئيس الحكومة المسؤولية عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية والحرب الدائرة في الجنوب وسلاح «حزب الله»، علماً أنّ الوضع اللبناني برمته صار عصياً على أي حل داخلي، وهو مرهون بتسوية شاملة في المنطقة، ليس مستبعداً أن يكون رئيس الحكومة الحالية جزءاً أساسياً منها بالنظر إلى العلاقات الدولية والعربية التي عادت إلى مسارها نوعاً ما. فلا انتخاب الرئيس يتوقف على الحكومة ولا سلاح «حزب الله» يتوقف عليها أيضاً. أما داخلياً فيعرف ميقاتي كيف «يدوزن» العلاقات مع القوى السياسية، ومنها بكركي التي هو على تنسيق كامل ومستمر معها في كل شاردة وواردة. في النصيحة التي أبداها أحدهم لرئيس الحكومة بأن يقفز فوق العتب والملامة التي وجهت إليه على موقفه الأخير، فمثلها وأكثر كانت عبارات التعبير عن التضامن، وإن آثر أصحابها عدم إعلانها. حقيقتان يدركهما ميقاتي: الأولى، أنّ المرحلة هي مرحلة البحث عن مخارج وحلول، والثانية، أنّ «حزب الله» دخل في المعادلة الدولية والإقليمية بدليل المفاوضات غير المباشرة التي يخوضها الغرب معه. ما قاله ميقاتي قد يكون في سياق التسوية التي بدأ نسج خيوطها بين «حزب الله» والأميركيين وما تشهده الكواليس وما ينقله له «الحزب» على صعيد الميدان أو في السياسة.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: رئیس الحکومة حزب الله

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية تلفت نظر المجتمع الدولي للفظائع التي يرتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء

أصدرت وزارة الخارجية بيانا يصادف يوم الإثنين 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة وبهذه المناسبة المهمة تلفت فيه نظر المجتمع الدولي مجددا للفظائع غير المسبوقة وواسعة النطاق التي ترتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء والفتيات في سن الطفولة في مناطق مختلفة من السودان. وتشمل تلك الفظائع جرائم الإغتصاب، والاختطاف، والاسترقاق الجنسي، والتهريب، والزواج بالإكراه، وأشكال أخرى من العنف والمعاملة غير الإنسانية والمهينة و القاسية والحاطة للكرامة للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن وفيما يلي تورد سونا نص البيان التالي .يصادف يوم غد الإثنين 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة . وبهذه المناسبة المهمة تلفت وزارة الخارجية نظر المجتمع الدولي مجددا للفظائع غير المسبوقة وواسعة النطاق التي ترتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء والفتيات في سن الطفولة في مناطق مختلفة من السودان. وتشمل تلك الفظائع جرائم الإغتصاب، والاختطاف، والاسترقاق الجنسي، والتهريب، والزواج بالإكراه، وأشكال أخرى من العنف والمعاملة غير الإنسانية والمهينة و القاسية والحاطة للكرامة للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن.لقد تم توثيق ما لا يقل عن 500 حالة إغتصاب بواسطة الجهات الرسمية والمنظمات المختصة و منظمات حقوق، تقتصر على الناجيات من المناطق التي غزتها المليشيا، ولا شك أن هناك أعدادا أخرى من الحالات غير المرصودة بسبب عدم التبليغ عنها، أو لأن الضحايا لا يزلن في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا. بينما يقدر أن هناك عدة مئات من المختطفات والمحتجزات كرهائن ومستعبدات جنسيا وعمالة منزلية قسرية، مع تقارير عن تهريب الفتيات خارج مناطق ذويهن وخارج السودان للاتجار فيهن .تستخدم المليشيا الإغتصاب سلاحا في الحرب لإجبار المواطنين على إخلاء قراهم ومنازلهم لتوطين مرتزقتها، ولمعاقبة المجتمعات الرافضة لوجودها. كما توظفه ضمن استراتيجيتها للإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تستهدف مجموعات إثنية بعينها، حيث تقتل كل الذكور من تلك المجموعات وتغتصب النساء والفتيات بغرض إنجاب أطفال يمكن إلحاقهم بالقبائل التيينتمي إليها عناصر المليشيا.ظلت حكومة السودان وخبراء الأمم المتحدة وبعض كبار مسؤوليها، وعدد من منظمات حقوق الإنسان الدولية والوطنية تنبه لهذه الجرائم منذ وقت مبكر، بعد أن شنت المليشيا حربها ضد الشعب السوداني وقواته المسلحة ودولته الوطنية في أبريل من العام الماضي. ومع ذلك لم يكن هناك رد فعل دولي يوازي حجم هذه الفظائع التي تفوق ما ارتكبته داعش وبوكو حرام وجيش الرب اليوغندي ضد المرأة. ومن الواضح أنها تمثل أسوأ ما تتعرض له النساء في العالم اليوم. وعلى العكس من ذلك، لا تزال الدول والمجموعات الراعية للمليشيا الإرهابية تتمادي في تقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي لها مما يجعلها شريكة بشكل كامل في تلك الجرائم. وما يزال مسؤولو الدعاية بالمليشيا والمتحدثون باسمها يمارسون نشاطهم الخبيث من عواصم غربية وأفريقية للترويج لتلك الجرائم وتبريرها. ولا شك أن في ذلك كله تشجيع للإفلات من العقاب يؤدي لاستمرار الجرائم والانتهاكات ضد المرأة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تجاوب الحكومة وإنفتاح السكوري ينهيان قوانين تكبيل حق الإضراب التي وضعتها حكومة بنكيران
  • وزير الخارجية المصري: موقف القاهرة من أزمة أوكرانيا يرتكز على احترام القانون الدولي
  • وزير الخارجية البريطاني يكشف موقف بلاده من اعتقال نتانياهو
  • وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على استمرار تقديم كل الدعم للبنان
  • وزير الخارجية يلتقي نظيره اللبناني بروما
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي نظيره اللبناني
  • وزارة الخارجية تلفت نظر المجتمع الدولي للفظائع التي يرتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء
  • مدبولي يتابع موقف المُشروعات التي تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة
  • وزير الخارجية:الحكومة “قلقة”من التهديدات الإسرائيلية ضد الحشد الشعبي
  • رئيس مجلس الشيوخ يثمن موقف أحمد دياب بعد طلبه رفع الحصانة