فلسطينيون بمحور فيلادلفيا: نعيش أكثر من نكبة ولن نهاجر إلى سيناء
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
لا يتوقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن التأكيد على رغبته بالسيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، زاعما أن بدونه لن يستطيع القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فيما تؤكد القاهرة أنها "تضبط حدودها وتسيطر عليها بالكامل".
في غضون ذلك، يقف الفلسطيني جميل عبد الكريم عيسى، على مقربة من الحدود الفلسطينية المصرية في محافظة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، يتخيل ما ستذهب إليه الأوضاع حال أعادت "إسرائيل" احتلال محور فيلاديلفيا.
ويرفض عيسى مجرد التفكير في الهجرة من قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية مع تلويحات إسرائيل بإعادة احتلال محور فيلاديلفيا، وفقا لوكالة الأناضول.
وكان نتنياهو قال السبت الماضي، إنه "من دون السيطرة على محور فيلادلفيا في غزة لا يمكننا أن نقضي على حركة حماس".
وقال متحدث الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، تعليقا على تصريحات نتنياهو الأخيرة، إن مصر "تضبط حدودها (مع غزة) وتسيطر عليها بشكل كامل".
وأضاف أبو زيد أن هذه "مسائل تخضع لاتفاقيات أمنية وقانونية، وأي حديث بهذا الشأن يخضع للتدقيق ويتم الرد عليه بمواقف معلنة"، دون توضيحات أكثر.
ولجأ آلاف النازحين الفلسطينيين إلى المناطق الحدودية بين مصر وقطاع غزة لعلها تكون أكثر أمنا عليهم في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي.
ويقول عيسى للأناضول: "هذا النزوح الرابع لي منذ بداية العدوان على قطاع غزة، كانت البداية من مخيم البريج باتجاه مخيم النصيرات (وسط) ومن ثم نزحنا إلى بلدة الزوايدة (غرب وسط) قبل التوجه قريبا من الحدود المصرية، وما يحدث معنا الآن لم تشهده هجرة 1948".
ويضيف أن "جيش الاحتلال يدعي أن هذه المنطقة آمنة، لذلك توجهنا إليها، أين نذهب بعد هذا المكان، لم يبق مكان نذهب إليه ونخشى من عملية تهجيرنا إلى سيناء المصرية، الموت في بيوتنا أشرف من أن نهجر إلى سيناء ونرفض أي محاولة للتهجير".
ويشير عيسى إلى معاناة النازحين قرب محور فيلاديلفيا والأوضاع الصعبة جدا فالمياه سيئة وهناك شح كبير وظروفنا معقدة ولا يمكن احتمالها، وفقا لحديثه لوكالة الأناضول.
ويوضح أنه لم يستحم منذ 25 يوما بفعل النقص الحاد في المياه، كما أن الطعام سيء للغاية، ويتابع: "إذا بقي الوضع على حاله فإننا أمام أزمة إنسانية حقيقة".
من جهتها، ترفض الفلسطينية أحلام محمد صالح من سكان شمالي غزة، والنازحة إلى منطقة محور فيلادلفيا أقصى جنوبي مدينة رفح، فكرة التهجير إلى سيناء.
وتتواجد صالح البالغة 35 عامًا على مقربة من الحدود المصرية منذ 15 يوما، وتعيش معاناة حقيقية بسبب انعدام مقومات الحياة في تلك المنطقة.
وتقول في تصريحات لوكالة الأناضول: "سمعنا تهديدات الجيش الإسرائيلي باحتلال الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المصرية ما يعرف بمحور فيلادلفيا، وهذا يبدو خطوة ضمن محاولات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء".
وتضيف: "حياتنا كانت صعبة قبل العدوان الإسرائيلي بفعل الحصار والأزمات، لكن بمجرد وصولنا إلى هذه المنطقة، تأكدت أن هذا الموقف هو الأصعب في حياتي، وشعرت بخوف وقلق شديدين وأنا أقف على الحدود".
وتتذكر صالح وهي تقف على بعد أمتار من الحدود المصرية الفلسطينية تضحيات الشعب الفلسطيني وما تعرض له من حروب واعتداءات إسرائيلية لدفعه إلى الهجرة، وضريبة تمسكه بأرضه ووطنه.
وتقول الشابة الفلسطينية: "هذه الحرب علمتنا ما لم نتعلمه طوال سنوات طويلة، عشنا ألماً كبيرًا، وسالت دماء كثيرة، وكبرنا سنوات عديدة، ويعاني الأطفال معاناة شديدة، لذا سنبقى متمسكين بها والموت فوق ترابها أحب إلينا من النعيم على غيرها".
وتمضي قائلة: "نكبة عام 1948 كانت أهون بكثير مما يجري معنا الآن".
وتطالب صالح، العالم أجمع ودعاة السلام بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين الذين يعيشون حربا مدمرة قتل فيها الأطفال والنساء والشيوخ ودمرت المباني والمنشآت المدنية ونزح سكان غزة والشمال.
ولليوم الـ106 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 24 ألف شهيد، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ62 ألف مصاب بجروح مختلفة، فضلا عن الدمار الهائل في الأبنية والبنية التحتية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة الفلسطيني محور فيلاديلفيا فلسطين غزة الاحتلال محور فيلاديلفيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور فیلادلفیا إلى سیناء من الحدود قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكاته في طولكرم: اعتقال فلسطيني وإحراق منازل ومداهمات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس السبت، من اعتداءاتها على مدينة طولكرم ومخيميها، إذ اعتقلت مواطنا بعد مداهمة محله التجاري، فيما واصلت حملات المداهمة والتفتيش، وأقدمت على إحراق وتفجير منازل في مخيم نور شمس.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن آليتين عسكريتين للاحتلال تمركزتا في محيط دوار شويكة في الحي الشمالي من المدينة، حيث أعاق جنود الاحتلال حركة المركبات والمواطنين، خاصة عقب انتهاء صلاتي العشاء والتراويح، وأوقفوا الشبان ودققوا في هوياتهم، وحققوا معهم ميدانيا وسط إطلاق قنابل صوتية وأعيرة نارية بهدف ترويع الأهالي.
وفي السياق ذاته، داهمت قوات الاحتلال عددا من المحال التجارية في شارع شويكة، وأجرت عمليات تفتيش دقيقة واستجوبت العاملين فيها، قبل أن تجبر أصحابها على إغلاقها، واعتقلت المواطن معاذ أبو شملة بعد اقتحام محله وتخريب محتوياته.
وواصلت قوات الاحتلال اقتحام المنازل في أحياء متفرقة من مخيم طولكرم، وأجبرت سكانها على مغادرتها، مستهدفة بشكل خاص مناطق: مربعة حنون، والوكالة، وقاقون، وأبو الفول.
كما أحرقت قوات الاحتلال منزل عائلة الغول في حارة المدارس بمخيم نور شمس، وفجّرت منزل المواطن ساهر رايق ومنزل والدته في الحي ذاته، ضمن عدوانها المتواصل على المدينة ومخيميها لليوم الـ48 على التوالي
وفي السياق أصيب عدد من الفلسطينيين، مساء اليوم، جراء استهدافهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط قطاع غزة.
وأفادت "وفا" بأن مُسيّرة إسرائيلية قصفت مجموعة من المواطنين أثناء جمعهم الحطب شرق قرية جحر الديك وسط القطاع، ما أدى لإصابة عدد منهم.
يذكر أن 12 فلسطينيا بينهم طفل وثلاثة مصورين صحفيين استشهدوا في قطاع غزة منذ صباح اليوم، ليرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي إلى 150 شهيدا.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من شهر أكتوبر 2023، إلى 48،543 شهيدا، بالإضافة إلى 111،981 جريحا، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.