عربي21:
2025-01-11@17:01:17 GMT

البحث عن حرب!

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

يبدو الجميع عالقاً في الحرب على غزة، لا أحد يستطيع أن يتخذ قراراً بالتراجع، أو يضع على الطاولة أي مبادرة قابلة للتطبيق، فنهاية الحرب تعني الإطاحة بالكثير من الرؤوس، وفي عالمٍ يتحسس فيه الجميع رأسه، من الصعب أن يتخذ أي قرار على أرضية العمل الإنساني، من أجل وقف المجزرة التي تجري في قطاع غزة.

تبدو إسرائيل الغريق الذي لا يخاف من البلل بعد أن عبرت الخطوط الحمر كلها، ولم يعد ثمة فارق جوهري بين 25 و30 أو حتى 50 ألف ضحية بين المدنيين، والعالم أصبح متآلفاً مع الأطفال المرتعشين من تحالف الجوع والبرد والخوف على أجسادهم الصغيرة، ولا تفجعه صورة الأطفال الذين يلتحقون بعالم الإعاقة من مداخل كثيرة، بتر الأطراف أوضحها، يمكن تحسسه وقياسه، ولكن داخل نفسيات الأطفال والمراهقين تتمدد الإعاقات النفسية، التي لا يمكن تحديد المدى الذي ستتوقف عنده.

في المقابل، لا تمتلك حماس أي استراتيجية تهدئة مناسبة، فهي لا تمتلك طاولة التفاوض، وليس من المؤكد أن تكون طرفاً في تفاوض حقيقي من ذلك النوع الذي يمكن أن ينهي الحرب، ولكنها في الوقت نفسه، لا يمكن أن تقنع بالعودة إلى المقاعد الخلفية، لتترك قراراتها عند أي جهة أخرى، بل لا يبدو أن أي جهة أخرى تريد أن تتولى المزيد من المسؤوليات نيابة عن حماس.

ما الحل؟ وما هي الاستراتيجية للخروج من المأزق؟

تتسوق إسرائيل في المنطقة بحثاً عن حرب، وعدم قدرتها على إنتاج حالة مواجهة مناسبة لخروجها من ورطة غزة،الخروج من حرب غزة المكلفة إلى حروب أخرى، وتحت ذلك يمكن الحديث عن استهداف الحوثيين في اليمن، وتواصل التحرش بحزب الله في لبنان، ويبدو أن إيران أدركت هذه اللعبة في مرحلة ما، والسعي المتواصل لأن تكون طرفاً في حرب تستطيع أن تسحب التوتر في حرب غزة، فالمطلوب هو دخول غزة في منعطف أوسع، يبرر انسحاباً إسرائيلياً من الرهان على أهداف غير واقعية مثل اقتلاع حماس، أو تفريغ القطاع، ويمكن ذلك من خلال التحجج بإعادة التمركز لمواجهة مخاطر وجودية أخرى، هكذا سيتم تسويق الأمر للداخل الإسرائيلي. يمكن لحرب أوسع ومختلف في فصولها واستراتيجياتها أن تحتفظ لنتنياهو بموقعه المفضل في قيادة الحكومة الإسرائيلية، خاصة هذه النسخة العصابية التي يمكن أن تشعل حرباً أهلية داخل إسرائيل، والشرط أن تكون هذه الحرب أقل كلفة من حرب غزة، لا تحمل أهدافاً طموحة، حرباً يمكن توصيفها بالحرب الدفاعية، الخدعة الإسرائيلية المفضلة، الدفاع! حسابات مدروسة وصعبة ومعقدة، وإن يكن من المبكر وصفها بالذكية أو المتهورة، جعلت إيران تنتهج الاستراتيجية نفسها، وتبدأ في عمليات عسكرية محدودة في العراق وسوريا، مع الضربة المفاجئة وغير المفهومة لباكستان على أرضية مطاردة جماعات مرتبطة باستقلال إقليم بلوشستان ذي الأغلبية السنية في إيران، وهو الإقليم الذي يقع الجزء الأكبر منه في باكستان. بالطبع، لا تمتلك إيران الرفاهية لنبش الصراعات في بلوشستان في هذه المرحلة، ولكن الرسالة واضحة، وتعني عدم البحث عن حلول وراء الصراع القائم في غزة، وإذا كانت إسرائيل تبحث عن حرب، فنحن نمتلك أيضاً خيارات كثيرة في انتقاء حروبنا، والواقع أنه لا أحد يريد أن يستورد نصيباً من الأزمة التي دخلت في مرحلة غير مسبوقة، مع الدعوى التي أطلقتها جنوب افريقيا في محكمة العدل الدولية، وهي الخطوة التي ستعيد تعريف الصراع في الشرق الأوسط، ولذلك تردد العديد من الدول في مقاربة هذه المسألة لأنها تتعامل مع طرف يمتلك الخبرة في العيش تحت حالة النبذ الدولي، وهو جنوب افريقيا نفسها.


تتسوق إسرائيل في المنطقة بحثاً عن حرب، وعدم قدرتها على إنتاج حالة مواجهة مناسبة لخروجها من ورطة غزة، سيجعل الهدف المتاح هو الضفة الغربية، بما يعني أن يتوزع الضغط على ساحتين، وأن يبدأ البحث عن حل في صفقة أبعد من الاشتباك المحرج الذي تمرغت فيها إسرائيل في الوحل ولم تعد قادرة على الخروج بمظهر وصورة تليق بما استثمرت في بنائه لعقود من الزمن، ويبدو أن السؤال عن الضفة الغربية لم يعد سؤالاً حول وقوع الاشتباكات الواسعة، أو الحرب في نسختها الثانية، ولكن حول التفاصيل، متى وكيف وأين؟ ما زالت إسرائيل تبحث عن حرب تجنبها التورط في مستنقع جديد، حرب دولية يمكن أن تستمر لسنوات في حالة حرب، تبادل قصف، ولكن من غير مواجهة كثيفة، ويجب أن يكون مقابلها بالطبع طرف يرحب بهذه الحرب، وما زالت إيران تستوصي بالصبر الإستراتيجي. حرب غزة لن تنتهي إلا بوجود تهديد آخر لإسرائيل يتيح الدوران للوراء، يفضل أن تكون حرباً أو حالة حرب خارج الحدود، ولكن المتاح، خاصة بعد عملية الاستهداف متعددة الفاعلين في رعنين، هو الحرب في الضفة الغربية، ويبدو أن إسرائيل ستحاول استهلاك الوقت قبل أن تلتقط هذه الورقة من على الطاولة، وترى ما الذي يختفي وراءها.

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطين غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة مقالات اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن تکون یمکن أن حرب غزة عن حرب

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: إسرائيل أخطأت في حرب غزة والفلسطينيون محبطون من ترامب

قالت صحف عالمية وإسرائيلية إن الفلسطينيين في قطاع غزة يشعرون بإحباط من تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن الجحيم الذي سيترتب على عدم إطلاق سراح الأسرى، وقالت إن إسرائيل ارتكبت أخطاء خلال الحرب.

فقد تحدثت "نيويورك تايمز" عن "حالة إحباط في صفوف سكان غزة بسبب تهديد ترامب بجحيم في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن (الأسرى)".

وقالت الصحيفة إن سكان القطاع يتساءلون عن الجحيم الذي يتحدث عنه ترامب بعد الحاصل الآن في غزة. ووفقا للصحيفة فإن الغزيين يقولون إنهم يقتلون منذ 15 شهرا، وإنهم مروا بشتاءين باردين في الخيام، فضلا عن القصف الذي لا يتوقف في كل مكان.

الضغط العسكري لن يحسم الحرب

كما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مقالا للجنرال السابق غيورا إيلاند قال فيه إن إسرائيل "ارتكبت أخطاء في غزة"، مؤكدا أن الضغط العسكري "لا يكفي لكسب الحرب".

ووفقا لإيلاند، فإن الضغط العسكري "يحقق هدف الحرب الأول المتمثل في إلحاق الضرر بالقوة العسكرية لحماس، لكنه لا يحقق الهدفين الآخرين المتمثلين في إعادة جميع الرهائن وإسقاط حكومة حماس".

ويرى الكاتب أن شن الحرب دون مناقشة العلاقة بين أهدافها والوسائل المناسبة لتحقيقها هو خطأ تقليدي عبر التاريخ، مضيفا أن "هذا ما حدث في غزة".

إعلان

أما "جيروزاليم بوست" فتناولت الصراع الدائر بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي حول هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقالت إن هذا الصراع "يُضعف الأمن القومي الإسرائيلي".

وترى الصحيفة أن تصرفات كاتس وعدم سماح حكومة بنيامين نتنياهو بالتحقيق في تعاملها مع الأحداث "يعمقان انعدام الثقة والإحباط لدى الكثيرين داخل الجيش والجمهور على حد سواء".

وفي صحيفة "هآرتس"، قال عاموس هارئيل إن الهدف النهائي من حالة الصدام بين وزير الدفاع وكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يتمثل في إقالة رئيس الأركان ومدير الشاباك من منصبيهما.

وأضاف هارئيل أن هذا الأمر "يسمح لنتنياهو بتحميلهما المسؤولية الكاملة عن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من جهة، وتبييض صورته من جهة أخرى".

وفي متابعة للتطورات في سوريا، قال مقال في مجلة "ناشونال إنترست" إن الحاجة باتت ماسة  الآن لإصلاح نظام العقوبات الأميركية على سوريا بعد الانهيار المثير لنظام بشار الأسد.

ولفت المقال إلى أن الشعب السوري عانى بقسوة لفترة طويلة من آثار العقوبات التي شلت الاقتصاد وأدت إلى انتشار نشاط السوق السوداء والمحسوبية.

تخويف ترامب للحلفاء

وفي مقابلة مع صحيفة "تايمز"، قال سيباستيان غوركا -رئيس مكافحة الإرهاب في إدارة دونالد ترامب- إن على الحكومة البريطانية احترام التزامها بالقتال ضد تنظيم الدولة من خلال استعادة عشرات البريطانيين التابعين للتنظيم القابعين في سجون شمال شرق سوريا.

واعتبرت الصحيفة أن هذا التصريح "هو أحدث إشارة على تبني إدارة ترامب المنتخبة نهجا حادا تجاه الحلفاء".

وأخيرا، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" افتتاحية بعنوان "دبلوماسية  المنبر المتنمر التي يتبناها دونالد ترامب".

وقالت الصحيفة إن الرئيس المنتخب "أثار ضجة إعلامية بسبب تصريحاته حول ضم كندا وبنما وغرينلاند إلى الولايات المتحدة"، وأضافت أن ترامب "يفضل غالبا التحدث بلهجة حادة".

إعلان

ورأت الصحيفة أن تخويف أصدقاء أميركا "لا يساعد في مواجهة الأعداء الحقيقيين"، وقالت إن الحيلة هي "أننا لا نعرف جدية ترامب من عدمها".

مقالات مشابهة

  • إيران تكشف عن قاعدة صاروخية تحت الأرض هاجمت منها إسرائيل
  • هل يمكن أن تلتقي إيران مع إسرائيل ضد تركيا في سوريا؟
  • ما الذي تريده إيران من العراق؟
  • إسرائيل تحدد هوية جثة الرهينة التي تم انتشالها من غزة.. من هو؟
  • دعاء يوم الجمعة للأحباب.. أفضل الأدعية المكتوبة التي يمكن ترديدها
  • هذه الأثمان الباهظة التي يدفعها الاحتلال بسبب استمرار الحرب في غزة
  • إيران تتوعد إسرائيل بقوة هجومية ودفاعية جديدة وتكشف عن مسيّرة انتحارية
  • روان أبو العينين تكشف التحديات التي تواجه إدارة «ترامب»
  • صحف عالمية: إسرائيل أخطأت في حرب غزة والفلسطينيون محبطون من ترامب
  • إيران تربط موعد عملية الوعد الصادق 3 بمدى تأثيرها الاستراتيجي