الجديد برس:

“يصف جنرالات إسرائيل عام 2024 بأنه عام الحرب”، ومن الواضح بشكل متزايد أنه حتى بعد انتهاء القتال، فإن تأثير هذه الحرب سيكون محسوساً لسنوات على استراتيجية “إسرائيل” العسكرية وبالتالي على اقتصادها، بحسب ما ذكرته صحيفة “الإيكونوميست” البريطانية.

ورأت الصحيفة أن “هذه هي أسوأ حرب تخوضها إسرائيل منذ نصف قرن، من حيث الخسائر البشرية وأطول فترة لها منذ الصراع في 1948”.

كما قالت إن “بعض الإسرائيليين يشعرون بالقلق من أن حرباً طويلة الأمد يمكن أن تشكل عبئاً طويل الأجل على النمو”.

وأوردت الصحيفة أن الحرب تؤدي إلى تباطؤ النمو، وتؤدي إلى عجز أوسع نطاقاً. كما يتوقع البنك المركزي الإسرائيلي، أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2% هذا العام، فيما تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نمواً بنسبة 1.5%.

وفي الوقت نفسه، تضخم العجز إلى 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو الأعلى في “إسرائيل” منذ عام 2012، من جراء الإنفاق الحربي الذي بلغ نحو 4.5 مليار دولار.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على “الرغم من أن قدراً كبيراً من هذا الإنفاق المتزايد، يرتبط ارتباطاً مباشراً بالحرب الحالية، فمن غير المرجح أن تعود إسرائيل إلى اقتصاد ما قبل الحرب عندما ينتهي القتال في غزة في نهاية المطاف”.

وبحسب الصحيفة، فإن “إسرائيل تتجه إلى تقليص حجم قواتها البرية. وقبل الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، أنفقت “إسرائيل” المليارات على دفاعاتها الصاروخية وسياجها الحدودي المتطور، على “أمل أن تحل التكنولوجيا محل الجنود”، إلا أن “الدفاعات الجوية فشلت في منع حماس من عبور الحدود”.

ويقول أحد الجنرالات الإسرائيليين: “لقد اعتمدنا على التكنولوجيا، واعتقدنا أننا لن نناور مرة أخرى في التشكيلات الكبيرة.. كان ذلك خاطئاً”.

ونتيجةً لذلك، اضطرت “إسرائيل” إلى استدعاء أكثر من 300 ألف جندي احتياطي، مما أدى إلى خنق الاقتصاد بحسب “الإيكونوميست”.

وقدرت وزارة العمل في كيان الاحتلال في نوفمبر، أن 18% من العمال الإسرائيليين لا يستطيعون القيام بعملهم، وشمل ذلك جنود الاحتياط بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف شخص نزحوا من منازلهم، ويؤثر غيابهم على قطاعات حيوية.

ووجد معهد مركز الأبحاث الإسرائيلي “Start-Up Nation Policy”، أن الشركات الناشئة الإسرائيلية جمعت 1.3 مليار دولار فقط في الربع الرابع من عام 2023، بانخفاض 46% عن العام السابق، وأدنى مستوى منذ عام 2017.

“وعلى الرغم من إعادة الآلاف من جنود الاحتياط إلى ديارهم الآن، سيتم إطلاق سراح عدد أكبر بحلول نهاية الشهر الحالي، إلا أن إسرائيل، تهدف إلى إبقاء عدد الجنود الذين يحرسون حدودها، ضعف ما كان عليه الحال قبل الحرب، ولتمويل هذا، سيتعين على الحكومة زيادة الإنفاق الدفاعي بنحو 1% من الناتج المحلي الإجمالي على المدى الطويل”، وفق “الإيكونوميست”.

وإضافةً إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الاحتلال “سوف يحتاج أيضاً، إلى المال لشراء الدبابات والمعدات اللازمة لتجهيز قوة موسعة، والتي تضم كتيبة دبابات تم تشكيلها حديثاً، ولواء لأمن الحدود، وسيتعين عليها أيضاً تجديد مخزونها المستنزف من الذخائر”.

وفي الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أنه “بعد حرب دامية في عام 1973 وحربين أخريين في لبنان عامي 1982 و2006، قاد جنود الاحتياط العائدون من القتال، الاحتجاجات التي أسقطت في نهاية المطاف الحكومات في ذلك الوقت”، موضحةً أن “معظم قادة الاحتجاجات ضد التعديلات القانونية، يشعرون بالقلق من الإضرار بالوحدة من خلال استئناف المظاهرات قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن غضبهم يتصاعد”.

ولفتت إلى أن “الاحتجاجات التي استؤنفت في هذا السياق صغيرة، لكن إذا انضم إليها جنود الاحتياط العائدون بأعداد كبيرة، فقد يكون ذلك بداية نهاية نتنياهو”.

وختمت بالقول إن “أياً كان من سيحل محل نتنياهو، فإن الإسرائيليين سيضطرون إلى دفع ثمن هذه الحرب، من جيوبهم ومن خلال أشهر من الخدمة الاحتياطية، لسنوات مقبلة، وهذا من شأنه أن يشكل الطريقة التي ينظرون بها إلى بلادهم، ومستقبلها”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: جنود الاحتیاط إلى أن

إقرأ أيضاً:

مع تراجع الاستجابة.. الاحتلال ينشر إعلانات تجنيد بمنصات التواصل

#سواليف

كشف تحقيق أجرته صحيفة “هآرتس” العبرية أنه مع تراجع الاستجابة لطلبات الخدمة الاحتياطية بالجيش الإسرائيلي فإن بعض وحداته لجأت إلى إعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي لتجنيد أفراد.

وقالت الصحيفة، الأربعاء: “يتم الإعلان عن وظائف الخدمة الاحتياطية بشكل علني عبر الإنترنت، وتقدم وظائف في العديد من الوحدات والألوية”.

وأشارت إلى أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 جلب معه استجابة كبيرة من قبل جنود الاحتياط للمشاركة في الحرب على غزة.

مقالات ذات صلة لجنة تحقيق أممية: وثقنا انتهاكات إسرائيلية واسعة بحق الفلسطينيين 2025/03/13

وفي 7 أكتوبر وردا على “اعتداءات الاحتلال على الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى” نفذت حركة “حماس” هجوما مباغتا على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل وأسر عسكريين ومستوطنين، دون أن يتمكن الجيش من التنبؤ بذلك ومنع حدوثه أو التعامل معه.

ونقلت الصحيفة عن ضابط احتياط، لم تنشر اسمه: “جلبت صدمة 7 أكتوبر معها استجابة مجنونة (من جنود الاحتياط)، ومع ذلك، مع مرور أشهر الحرب كان هناك تغيير، لقد بدأ الدافع يتبدد ومعه جنود الكتيبة”.

وأردف قائلا: “ففي الجولة الثانية (من استدعاء الجنود) انخفضنا إلى 90 بالمئة، وفي الجولة الثالثة إلى 70 بالمئة، وفي الجولة المقبلة، لا أعرف ما إذا كنا سنتمكن من الوصول إلى نسبة 50 بالمئة”.

ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ بدء حرب الإبادة بغزة، أبلغت معظم الكتائب في ألوية العملية البرية بثلاث جولات من الخدمة لجنود الجيش الاحتياط، وبعضها أربعة.

وأضاف الضابط: “كل جندي احتياط له أسبابه، فأحدهم لا يريد أن يأتي بسبب قضية المختطفين (الأسرى المحتجزين بغزة)، والآخر لأن أعماله تنهار، وهناك طلاب ليسوا على استعداد لتفويت مزيد من الدروس، وفي معظم الحالات تكون مشكلة في المنزل، ولا يمكن للناس الغياب مرة أخرى لفترة طويلة”.

وتهدد إسرائيل باستئناف الحرب على غزة و”بقوة”، وهو ما يتطلب تجنيد قوات كبيرة من جيش الاحتياط.

وأشار ضابط الاحتياط إلى أنه نظرا للانخفاض في عدد المستجيبين لدعوة الخدمة، فإنه أدرك أنه بحاجة لإيجاد طرق مبتكرة لتجنيد جدد في الكتيبة حتى تنجح في أداء المهام، وقال: “نعمل ليلا ونهارا في محاولة للعثور على المزيد من الأشخاص”.

وبهذا الصدد قالت الصحيفة: “رسميا، يدرك الجيش الإسرائيلي النقص الحاد الذي ينشأ في نظام الاحتياط، وأنشأ نظام توظيف على موقع الجيش، لكن معظم الوحدات والكتائب تفضل القيام بذلك من خلال مجموعات خاصة تم فتحها على مواقع التواصل الاجتماعي، دون أي أمن معلوماتي أو إخفاء أوجه قصور أو رقابة من قبل مديرية القوى العاملة في الجيش الإسرائيلي”.

وأضافت: “في الواقع، يتم نشر العشرات من إعلانات الوظائف يوميا على الإنترنت، وأحيانا حتى المئات، للعديد من الوحدات في الجيش الإسرائيلي ولوظائف متنوعة.

ونقلت عن مجموعة فيسبوك التي تتعامل مع هذه الإعلانات وتضم عشرات الآلاف من الأعضاء: “عشرات الآلاف من جنود الاحتياط قد تم تجنيدهم بالفعل من خلالنا”.

وبحسب الصحيفة جاء في أحد الإعلانات: “الوحدة التي حققت إنجازات هائلة في غزة ولبنان تحتاج إلى جنود” و”كتيبة مدرعة تقاتل في لبنان تبحث عن مسعف وقائد دبابة ورجل مدفعية” و”تحتاج كتيبة مناورة أخرى في غزة ولبنان إلى سائقي ناقلات الجنود المدرعة”.

وبحسب الصحيفة “يقدر الجيش أن النقص في الجنود في وحدات الاحتياط سيشعر به بشكل أكثر حدة في العام المقبل بسبب العبء المتوقع أن يقع عليهم”.

وقالت: “يرجع ذلك إلى مطالبة المستوى السياسي بالعودة إلى القتال في غزة، والحاجة إلى تعزيز أمن الحدود من أجل منع هجوم آخر على غرار 7 أكتوبر، والمطالب الجديدة الناجمة عن قرار إبقاء القوات داخل أراضي دول الجوار، في هضبة الجولان وعلى جبل الشيخ السوري، وفي جنوب لبنان”.

وفي 2 مارس صدقت الحكومة الإسرائيلية على مشروع قانون يسمح للجيش باستدعاء 400 ألف جندي إضافي، وسط مماطلة تل أبيب ببدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في قطاع غزة والتي تشمل انسحاب قواتها.

وقالت القناة 14 الإسرائيلية (خاصة) إن قرار الحكومة يأتي “على خلفية احتمال استئناف القتال” في قطاع غزة.

ومطلع مارس انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

ويعرقل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ذلك، ويريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.

فيما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • فصائل فلسطينية تعليقا على الهجوم الأمريكي على اليمن : دعم وقح لـ “إسرائيل” 
  • جنود إسرائيليون يطلقون النار عشوائيا في غزة خلال احتفالهم بعيد “المساخر”
  • يوم “السكاكين الطويلة”.. كيف أربكت حماس “إسرائيل” إلى الأبد؟
  • الروبوت “أوبتيموس” يزور المريخ نهاية عام 2026
  • رغم الهدنة.. الأوكرانيون لا يعولون على أميركا ويتوقعون الأسوأ
  • “حماس” تؤكد مرونتها في المفاوضات وتدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • رمضان في سجون “إسرائيل”.. قمع وتجويع بحق الأسرى الفلسطينيين
  • معهد إسرائيلي: الهجمات من اليمن ستستمر ما دامت “إسرائيل” ماضية في عدوانها على غزة
  • ترامب يعلق على “بيان بوتين” لوقف الحرب في أوكرانيا
  • مع تراجع الاستجابة.. الاحتلال ينشر إعلانات تجنيد بمنصات التواصل