بعد سيناريو التعادل بين فلسطين والإمارات: عندما تكون كرة الـقدم ظالمة
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
العرض الكبير الذي قدمه المنتخب الفلسطيني أمام الإمارات، وانتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي 1/1 في الجولة الثانية من دور المجموعات لحساب منافسات المجموعة الثالثة على ملعب الجنوب لبطولة كأس آسيا قطر 2023، «يؤكد أن كرة القدم دائما ما تكون ظالمة»، فلم يحقق الفريق الفوز رغم الأفضلية المطلقة، على شقيقه الإماراتي الذي لعب منقوصا لاعبا منذ الدقيقة 35 من زمن المباراة، بعد طرد مدافعه خليفة الحمادي.
النتيجة لا تعبر عن سير المباراة فقد تفوق الفدائي على الصعيد الهجومي المستمر على مرمى الأبيض الإماراتي، وتصدى خالد عيسى لضربة جزاء أهدرها اللاعب الفلسطيني تامر صيام.. التعادل يكشف عن الوجه الآخر لكرة القدم، التي كثيرا ما تكون ظالمة لفريق على الآخر، فأداء المنتخب الفلسطيني جاء رائعا، دون الوقوع في أي أخطاء، بعد هدف الإمارات مباشرة، وبلغة الكرة «ركب الفدائي المباراة»، لكن وقف الحظ وعدم التوفيق حائلا دون أن تدخل الكرة مرمى الأبيض، في أكثر من مناسبة خاصة في شوط المباراة الثاني، الذي شهد تفوقا كاسحا للفدائي، وعاندت الكرة لاعبي الفريق حتى أن المدرب مكرم ديوب، وقف على الخط مذهولا تعلو وجهه الدهشة والحسرة في آن واحد، من كمية الفرص التي أهدرها لاعبو المنتخب الفلسطيني.
رضا وارتياح
ما قدمه المنتخب الفلسطيني درس في الروح والعزيمة والإصرار، فالفريق لعب مباراتين حتى الآن ضد إيران والإمارات، ورغم خسارته أمام الأولى وتعادله أمام الثانية، إلا أنه أبدا لم يكن سيئا، وقدم مستوى يُحسد عليه، وسط الظروف بالغة التعقيد التي يشارك فيها، ومع ذلك اتسم لاعبوه بالروح، وهو ما يعكس قوة وبأس الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لأشد الحروب ضراوة، من عدو غاشم لا يعرف للإنسانية قيمة.
الفلسطينيون رغم التعادل وضياع فوز مؤكد خرجوا سعداء نهاية المباراة، بالعرض القوي الذي قدموه، وجاءت ردود أفعال الجماهير الفلسطينية رائعة، برضاهم عما يقدمه منتخب بلادهم، آملين أن يبلغ الدور الثاني، الذي أصبح الفريق قاب قوسين منه، حيث تمثل مباراته المقبلة مع منتخب هونج كونج علامة فاصلة في تاريخ مشاركات الفدائي، فالفوز سيكون الأول له في جميع المشاركات الثلاث، ويصعد به إلى دور الــ 16، إذ لم يكن ثاني المجموعة سيكون من ضمن الفرق الأربع الأفضل ثوالث في المجموعات، وحالة تحقيق ذلك الهدف، الذي أكد عليه مدرب فلسطين مكرم ديوب سيكون إنجازا كبيرا، وسط هذه الظروف، التي يمر بها الفلسطينيون كشعب، إضافة أن التأهل سيكون أفضل هدية لفلسطينيي الداخل، ورسـالة مهمة للعالم الحر، بأن الأوطان لا تموت ما بقى فيها الروح والعزيمة.
بالتأكيد سّيكُرر اللاعبون نفس الأداء في المواجهة الأخيرة أمام منتخب هونغ كونغ من أجل اقتناص فوز سيكون تاريخيا للمنتخب الفلسطيني في البطولة القارية باعتباره سيكون الأول في المشاركة الثالثة، وقد يكون الفوز أيضا كافيا لإعادة كتابة تاريخ المشاركات بالتأهل إلى دور الـ 16 للمرة الأولى، فما قدمه اللاعبون أمام الإمارات سيكون دافعا لتكرار السيناريو نفسه أمام هونج كونج، في ظل دعم جماهيري غير مسبوق للمنتخب من المدرجات. فالمباراة الأولى أمام المنتخب الإيراني كانت درسا استفاد منه اللاعبون بعد الخسارة بأربعة أهداف لهدف، ولهذا جاء التحضير لمباراة الإمارات، مختلفا تماما وكان اللاعبون مركزين بشكل كبير وقدموا أداء مثاليا كان ينقصه فقط النجاح في ترجمة الفرص العديدة التي سنحت لهم أمام المرمى.
الدباغ
مهاجم فلسطين عدي الدباغ أبرز لاعبي الفدائي من لا يعرفه فهو وطني محب لوطنه فلسطين «فهو من رفض اللعب لمنتخب إسرائيل، بحكم مولده ونشأته بالقدس المحتلة»، فقد كان بإمكان عدي الدباغ اللعب لصالح المنتخب الإسرائيلي، ولكنه فضل الدفاع عن ألوان علم بلده الحقيقي وهو فلسطين لاعتبارات وطنية، وقد برّر هذا الاختيار لحبه الكبير لوطنه الجريح. ففي حوار مع المجلة الفرنسية «SO FOOT»، نُشر يوم الأحد 16 أبريل 2023، قال الدباغ: «في إحدى المرات كنت مُتوجهاً إلى معسكر المنتخب، واضطررت للمرور عبر نقاط تفتيش، وكنت ارتدي بدلة رياضية للمنتخب الفلسطيني، فسألوني، يقصد رجال الأمن الإسرائيليين، لماذا لم ألعب لإسرائيل بحكم أنني من سكان القدس. «فشرحت لهم أنني فلسطيني، وانني أحب فلسطين، وأنّ فلسطين هي التي أردت تمثيلها». فكل التحية للدباغ أحد أبرز مهاجمي البطولة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر المنتخب الفلسطيني منتخب الإمارات كأس آسيا المنتخب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
الأحمر يُنهي معسكره التحضيري .. ومباراة النيجر محلك سر !
أنهى منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم معسكره التحضيري، الذي بدأ في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، في إطار تحضيراته لمواجهتي كوريا الجنوبية والكويت يومي 20 و25 مارس المقبل في سيؤول والكويت، ضمن الجولتين السابعة والثامنة من المرحلة الثالثة للتصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا صيف العام القادم، وشارك في المعسكر، الذي خلا من لاعبي السيب بجانب المحترفين خارجيًا، 26 لاعبًا.
وهدف المعسكر، الذي قاده المدرب الوطني رشيد جابر وطاقمه المُعاون، إلى الوقوف على مستويات اللاعبين، وهو التجمع الأول منذ المشاركة الناجحة في خليجي 26 بالكويت نهاية ديسمبر الماضي، بجانب تجربة العديد من الوجوه الشابة التي قدمت نفسها بشكل جيد في الجولات الماضية من دوري عمانتل، واحتضن معسكر المنتخب مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر وملعب شؤون البلاط السلطاني واستاد السيب الرياضي، حيث طبّق من خلال الجهاز الفني العديد من المناورات التكتيكية، ومن المنتظر أن يعود المنتخب للتجمع بعد أيام لتنفيذ المرحلة الأخيرة من الإعداد قبل مواجهتي كوريا الجنوبية والكويت.
وضمت قائمة المنتخب لهذا المعسكر كلًا من إبراهيم بن صالح المخيني (العروبة)، وإبراهيم بن يوسف الراجحي (النصر)، وعبدالملك بن ناصر البادري (الشباب)، وخالد بن ناصر البريكي، وماجد بن سليم السعدي، ويوسف بن ناشر المالكي (الشباب)، وثاني بن غريب الرشيدي، وغانم بن رمضان الحبشي، وأحمد بن خليفة الكعبي (النهضة)، وخالد بن علي الغطريفي، وملهم بن يوسف السنيدي (النصر)، ومصعب بن محفوظ الشقصي (الرستاق)، وعيسى بن خلفان الناعبي (مسقط)، وحارب بن جميل السعدي، وعبدالله بن فواز عرفة، وعاهد بن الحبشي المشايخي (النهضة)، والفرج بن مبارك الكيومي (الخابورة)، ورضوان بن سعيد السيابي (سمائل)، وحسين بن سعيد الشحري (النهضة)، ومحمد بن حميد الغافري (الشباب)، وعبدالسلام بن مسلم الشكيلي (بهلا)، وناصر بن سلطان الرواحي (النهضة)، ومنذر بن خالد الوهيبي (مسقط)، وناصر بن أحمد النعيمي (النصر الإماراتي)، ومحمد بن عبدالحكيم بيت سبيع (الرستاق)، وحاتم بن سلطان الروشدي (الشباب).
ودية النيجر "محلك سر"
وكان من المقرر أن يخوض المنتخب مباراة ودية أمام منتخب النيجر غدا الاثنين في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر الساعة العاشرة مساءً، ولكن لم تكتمل إجراءات وصول المنتخب الضيف لأسباب غير معلنة، ونشرت "عُمان" بتاريخ 23 فبراير الماضي خبر إقامة المباراة بعد اتفاق الجانبين العماني واتحاد النيجر على استضافته بمسقط خلال الفترة من 1 إلى 4 مارس، تتخلله مباراة دولية ودية في الثالث من هذا الشهر، وباشر اتحاد القدم في متابعة إجراءات استضافة المنتخب الضيف، وفي الخامس والعشرين من الشهر الماضي نشر اتحاد النيجر لكرة القدم على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خبرًا أن المدرب الوطني هارونا دولا اختار 33 لاعبًا ويواصل تدريباته من أجل مواجهة المنتخب العماني في الثالث من مارس ضمن تحضيراته للمشاركة في بطولة أمم إفريقيا للمحليين، التي ستقام في كينيا وأوغندا وتنزانيا خلال الفترة من 2 إلى 30 أغسطس 2025، وفق ما جاء في بيان اتحاد النيجر، وفي 28 فبراير الماضي، أعلن اتحاد النيجر رسميًا أن المدرب هارونا دولا اختار 23 لاعبا ويستعد للسفر إلى سلطنة عُمان، وضمت القائمة كلا من الثلاثي حبيب الله هانيكوي (يونيون سبورتيس) ومحمدو تانيا (إي أس فان) ويوسوف بوبكر (دوانس) لحراسة المرمى، ولخط الدفاع جيبو زاتو أدامو وإبراهيم أدامو وحمادو بيللا وعبدالقادر كسالي وثيودور جوليس (يونيون سبورتيس) وعبدالرحمن محمد وعبدالجليل مماني وحمادو شيخ (دوانس) وبابا مبايي مختار (إي أس فان)، ولخط المنتصف موسى كاسا مودو وأحمد عبدالجليل (يونيون سبورتيس) وعبدو زيدي عثمان (إيسبور) وزوما عبدالماجد وموسى هارونا (إي أس فان) وبلال ماني عثمان (نيجليس)، وللهجوم عيسى حمزة أبوبكر (إي أس فان) ومبارك يعقوبا وساليفو دجاندا سمايليا (يونيون سبورتيف) وعبداللطيف جبريل ديوري (دوانس)، واللافت للنظر أن حسابات الاتحاد العماني لكرة القدم الرسمية وموقعه الرسمي لم تتطرق للمواجهة بالرغم من تأكيد الجانب الآخر على إقامتها ونشره للتفاصيل المتعلقة بموعدها.
"الفيفا" يختار الأردن
وفي سياق متصل بالمجموعة الثانية للتصفيات المونديالية، التي تضم منتخبنا الوطني وكوريا الجنوبية والعراق والأردن والكويت وفلسطين، وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم حدًا للتجاذبات التي حدثت في الفترة الماضية بين الاتحادين العراقي والفلسطيني، واختار استاد عمّان الدولي من أجل مواجهة المنتخبين يوم 25 مارس الجاري الساعة التاسعة والربع بالتوقيت المحلي للأردن، وشهدت الأيام الماضية تجاذبات من الجانبين حول مكان إقامة المواجهة، بعد أن اختارت فلسطين ماليزيا لمواجهة الأردن، وقطر للقاء الكويت، والأردن للقاء كوريا الجنوبية في شهر نوفمبر الماضي.
وبعد قرار "الفيفا"، أصدر الاتحاد الفلسطيني بيانًا رسميًا قال فيه: تلقينا في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بأسف شديد، قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعدم إمكانية إقامة مباراة فلسطين والعراق ضمن تصفيات كأس العالم 2026 على ملعب الشهيد فيصل الحسيني في القدس، ورغم هذا القرار، فإننا نؤكد استمرارنا في جهودنا لاستعادة حقنا في الملعب البيتي، الذي ناضلنا كثيرًا من أجل انتزاعه وتثبيته على مدى السنوات الماضية، وهو حق مشروع وأصيل لمنتخباتنا الوطنية وأنديتنا المحلية وجماهيرنا.
كما أصدر الاتحاد العراقي بيانًا آخر، أهم ما جاء فيه: أُبلغنا من قبل الاتحادِ الدولي بإقامة المباراة في ملعب عمّان الدولي، وفي ضوء ذلك أرسلنا رسالة أخبرنا فيها الاتحاد الدولي بضرورة نقل المباراة من الأردن، لأن هذا القرار يثيرُ تساؤلات جدية حول نزاهة وعدالة المسابقة، وذلك نظرًا إلى الطبيعة التنافسية الشديدة في المجموعة الثانية، وإن العراق والأردن وفلسطين منافسون مباشرون في المجموعة، خاصة أن الترتيب الحالي شديد التقارب بين العراق والأردن.