الثورة نت:
2025-02-16@13:45:21 GMT

التطبيع..” سلاح إسرائيل ” الأكثر فتكاً

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

 

يتطلع الإسرائيليون – بلهفة وحماس – إلى إبرام اتفاق التطبيع مع السعودية، ويرون فيه انتقال كيانهم إلى مرحلة جديدة بآفاق واسعة، ومن خلاله سيطوون أكثر من 75 عاما من العزلة في المحيط العربي والإسلامي، بالنسبة للصهاينة، يعتبرون التطبيع مع السعودية ذروة انتصاراتهم، وهو أشبه باستسلام العرب والمسلمين لإسرائيل والاعتراف بها كواقع يجب التعايش معه .


التطبيع مع الأمير محمد – بالنسبة لليهود ـ هو انتصار على النبي محمد ورسالته التي حاربوها منذ ظهورها قبل أكثر من 1400 عام .
” محمد مات ” هكذا يردد قطعان المستوطنين في باحات المسجد الأقصى، وعلى أنقاض المباني في غزة، يمارسون جرائمهم واستفزازاتهم وهم مطمئنون لأنهم وجدوا محمد من نوع آخر، محمد لا يعاديهم ولا يحذِّر منهم أو يحرض عليهم، بل ينتظر اكتمال مهمتهم في غزة لغسل أيديهم وتوقيع اتفاق التطبيع معهم .
صحيح أن النظام السعودي والمملكة السعودية لا تمثل العرب والمسلمين، لكنه تطبيع مع قبلة المسلمين الذين يتجاوزون 1.5 مليار نسمة .. تطبيع مع خادم الحرمين الشريفين، مع النظام الذي يسيطر على المشاعر المقدسة وينظم ويتحكم في الركن الخامس من أركان الإسلام .
لا يخفي السعوديون سعيهم إلى التطبيع ” منذ العام 1982، كما قال السفير السعودي في لندن الأمير خالد بن بندر، في مقابلة مع إذاعة بي بي سي ” قبل نحو أسبوع، دون مراعاة لحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال في غزة .
” مساعي ” التطبيع بين السعودية وكيان الاحتلال يزيد عمرها عن أربعة عقود .. هذا يعني أن التطبيع بين الرياض وتل أبيب حقيقة واقعة ينقصها الإشهار، ولا يمكن وقف هذا القطار بالتجميد أو التأجيل مهما كانت السياسات الإسرائيلية أو الشروط السعودية المعلنة .
يثق الإسرائيليون في “متانة” علاقتهم مع الرياض، ولولا هذه الثقة لما استمروا في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة .
لا يبدي الإسرائيليون اهتماماً بالرأي العام العالمي، الذي يخرج في مختلف أنحاء العالم منددا بجرائمهم، ولا بالدعاوى القضائية المرفوعة ضدهم في المحاكم الدولية، لأنهم يراهنون على اتفاق التطبيع مع السعودية، فهو ” مفتاح السلام “، بحسب ما قاله رئيس الكيان في منتدى دافوس أمس.. اتفاق التطبيع ـ بالنسبة للصهاينة ـ بمثابة صك براءة أو على الأقل مرسوم عفو عن كل الجرائم التي اقترفوها .
لا يزال العرب والمسلمون يدفعون ثمن التطبيع مع العدو الذي بدأ مع مصر عام 1979، وقد كان لدى النظام المصري حينها ما يقدمه كمبررات للتطبيع، أهمها استعادة شبه جزيرة سيناء، فما هي الدوافع السعودية للتطبيع مع كيان العدو ؟. هل أسلم الإسرائيليون، أم تيهود آل سعود ؟.
يحاول السعوديون تسويق ” كذبة أوسلو” وحل الدولتين كشرط لإنجاز الاتفاق، مع أنهم يدركون أن تحقيق هذا الحل بات مستحيلا، بعد أن فرضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة واقعاً ديمغرافياً مختلفاً من خلال سياسات التهجير والاستيطان في مدن الضفة الغربية والقدس الشرقية .
قبل 22 عاما رفض اريل شارون – رئيس وزراء الكيان الأسبق – مبادرة الملك عبدالله التي قدمها ” كمبادرة عربية ” للسلام في قمة بيروت عام 2002، وقال إنها ” لا تسوى قيمة الحبر الذي كتبت به “. حتى الآن، لا يزال الموقف الإسرائيلي من حل الدولتين كما هو، بل أكثر تشددا وإنكارا للحقوق الفلسطينية .
وبينما تجري سياسة التهجير والاستيطان في الضفة على جرعات، يعمل الصهاينة على تنفيذ هذه السياسة في قطاع غزة دفعة واحدة.. فما الذي تبقى من حل الدولتين ؟.
ومع ذلك، نعتقد أن السعوديين سيتمسكون بهذا الشرط حتى وإن كان الحل دولة فلسطينية في مخيم جنوب رفح .
لا شيء يقتل الفلسطينيين ويمحو قضيتهم العادلة، أكثر من التطبيع، ولذلك، لا يمكن اعتبار تطبيع السعودية مع كيان العدو شأنا يخص الرياض وحدها، لأن تداعياته ستكون كارثية وسيتأثر بها الفلسطينيون والعرب والمسلمون كافة، وعلى النظام السعودي أن يتفهم مخاوف العرب والمسلمين ـ دولا أو كيانات أو أفراداً ـ ومعارضتهم للتطبيع، وأن لا يعتبر هذا شأنا داخليا وتدخلا في القرار السعودي. وعلى النخب السياسية والثقافية والدينية في الدول العربية والإسلامية أن تتبنى البرامج والمبادرات للتوعية بمخاطر التطبيع السعودي الإسرائيلي .
كلمة أخيرة:
من غير المنطقي أن تهرول الرياض للتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي قبل تطبيع علاقتها مع اليمنيين.. اليمنيون الجيران، العرب المسلمون الذين سيتدافعون بالملايين للدفاع عن السعودية إن هي تعرضت لتهديد أمريكي أو إسرائيلي .
aassayed@gmail.com

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

«مصطفى بكري»: الحملات ضد السعودية محاولة للابتزاز والضغط و مستعدون للدفاع عنها بدمائنا

أكد الإعلامي مصطفى بكري أن الحملات الموجهة ضد السعودية ليست سوى محاولات للابتزاز والضغط، لكن المملكة ليست وحدها، فكل الأمة العربية تقف خلفها، وشعبها موحد خلف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

وأضاف بكري، خلال برنامجه «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن السعودية ليست مستباحة لأي كان، وأرضها المقدسة محرمة على من يحاول المساس بها. وتابع: "يا نتنياهو، السعودية بلد الحرمين، ونحن مستعدون للدفاع عنها بدمائنا وأرواحنا، وكل أرض العرب لا تقبل القسمة، فهي للعرب وحدهم، ولن نكون مطية لأحد".

وأشار بكري إلى أن القمة العربية المرتقبة التي دعت إليها مصر والسعودية يوم 27 فبراير يجب أن تراعي التحديات التي تواجه الأمة، مشددًا على ضرورة اتخاذ قرارات قوية، ولوّح بإمكانية تجميد اتفاقيات السلام في حال استمرار التهديدات ضد الدول العربية.

واختتم بكري قائلاً: "من يظن أنه قادر على ليّ ذراع العرب فهو واهم، فالتاريخ شاهد على أننا صمدنا أمام التحديات، والجيش المصري الذي انتصر في 6 أكتوبر 1973 قادر على تكرارها مرة واثنتين وثلاثة".

مقالات مشابهة

  • الشركة السعودية للصناعات العسكرية “SAMI”.. تعرض أحدث ابتكاراتها في الجناح السعودي بمعرض “آيدكس 2025”
  • “نزع سلاح كوريا الشمالية النووي” بالكامل.. اجتماع ثلاثي وتحذير حازم
  • صيدا تحيي الذكرى 40 لتحريرها.. سعد: ننبه إلى خطورة إنزلاق لبنان إلى تطبيع
  • غيَّر قوانين سجون الاحتلال.. من هو الأسير مازن القاضي الذي خدع إسرائيل؟
  • التحدي الوجودي الذي يواجه العرب!
  • كاتب إسرائيلي: السعودية تواصل المناورة رغم الضغط الأمريكي.. والسعوديون يرفضون التطبيع
  • توتر في المهرة اليمنية عقب إرسال السعودية تشكيلات عسكرية.. وقوات أمريكية تصل الغيضة
  • حبس الإعلامية الكويتية فجر السعيد 3 سنوات.. هل التطبيع مع إسرائيل السبب؟| القصة الكاملة
  • «مصطفى بكري»: الحملات ضد السعودية محاولة للابتزاز والضغط و مستعدون للدفاع عنها بدمائنا
  • ” يا خالدَ التُّرك جدّدْ خالدَ العربِ “