الثورة نت:
2025-03-18@16:28:18 GMT

التطبيع..” سلاح إسرائيل ” الأكثر فتكاً

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

 

يتطلع الإسرائيليون – بلهفة وحماس – إلى إبرام اتفاق التطبيع مع السعودية، ويرون فيه انتقال كيانهم إلى مرحلة جديدة بآفاق واسعة، ومن خلاله سيطوون أكثر من 75 عاما من العزلة في المحيط العربي والإسلامي، بالنسبة للصهاينة، يعتبرون التطبيع مع السعودية ذروة انتصاراتهم، وهو أشبه باستسلام العرب والمسلمين لإسرائيل والاعتراف بها كواقع يجب التعايش معه .


التطبيع مع الأمير محمد – بالنسبة لليهود ـ هو انتصار على النبي محمد ورسالته التي حاربوها منذ ظهورها قبل أكثر من 1400 عام .
” محمد مات ” هكذا يردد قطعان المستوطنين في باحات المسجد الأقصى، وعلى أنقاض المباني في غزة، يمارسون جرائمهم واستفزازاتهم وهم مطمئنون لأنهم وجدوا محمد من نوع آخر، محمد لا يعاديهم ولا يحذِّر منهم أو يحرض عليهم، بل ينتظر اكتمال مهمتهم في غزة لغسل أيديهم وتوقيع اتفاق التطبيع معهم .
صحيح أن النظام السعودي والمملكة السعودية لا تمثل العرب والمسلمين، لكنه تطبيع مع قبلة المسلمين الذين يتجاوزون 1.5 مليار نسمة .. تطبيع مع خادم الحرمين الشريفين، مع النظام الذي يسيطر على المشاعر المقدسة وينظم ويتحكم في الركن الخامس من أركان الإسلام .
لا يخفي السعوديون سعيهم إلى التطبيع ” منذ العام 1982، كما قال السفير السعودي في لندن الأمير خالد بن بندر، في مقابلة مع إذاعة بي بي سي ” قبل نحو أسبوع، دون مراعاة لحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال في غزة .
” مساعي ” التطبيع بين السعودية وكيان الاحتلال يزيد عمرها عن أربعة عقود .. هذا يعني أن التطبيع بين الرياض وتل أبيب حقيقة واقعة ينقصها الإشهار، ولا يمكن وقف هذا القطار بالتجميد أو التأجيل مهما كانت السياسات الإسرائيلية أو الشروط السعودية المعلنة .
يثق الإسرائيليون في “متانة” علاقتهم مع الرياض، ولولا هذه الثقة لما استمروا في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة .
لا يبدي الإسرائيليون اهتماماً بالرأي العام العالمي، الذي يخرج في مختلف أنحاء العالم منددا بجرائمهم، ولا بالدعاوى القضائية المرفوعة ضدهم في المحاكم الدولية، لأنهم يراهنون على اتفاق التطبيع مع السعودية، فهو ” مفتاح السلام “، بحسب ما قاله رئيس الكيان في منتدى دافوس أمس.. اتفاق التطبيع ـ بالنسبة للصهاينة ـ بمثابة صك براءة أو على الأقل مرسوم عفو عن كل الجرائم التي اقترفوها .
لا يزال العرب والمسلمون يدفعون ثمن التطبيع مع العدو الذي بدأ مع مصر عام 1979، وقد كان لدى النظام المصري حينها ما يقدمه كمبررات للتطبيع، أهمها استعادة شبه جزيرة سيناء، فما هي الدوافع السعودية للتطبيع مع كيان العدو ؟. هل أسلم الإسرائيليون، أم تيهود آل سعود ؟.
يحاول السعوديون تسويق ” كذبة أوسلو” وحل الدولتين كشرط لإنجاز الاتفاق، مع أنهم يدركون أن تحقيق هذا الحل بات مستحيلا، بعد أن فرضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة واقعاً ديمغرافياً مختلفاً من خلال سياسات التهجير والاستيطان في مدن الضفة الغربية والقدس الشرقية .
قبل 22 عاما رفض اريل شارون – رئيس وزراء الكيان الأسبق – مبادرة الملك عبدالله التي قدمها ” كمبادرة عربية ” للسلام في قمة بيروت عام 2002، وقال إنها ” لا تسوى قيمة الحبر الذي كتبت به “. حتى الآن، لا يزال الموقف الإسرائيلي من حل الدولتين كما هو، بل أكثر تشددا وإنكارا للحقوق الفلسطينية .
وبينما تجري سياسة التهجير والاستيطان في الضفة على جرعات، يعمل الصهاينة على تنفيذ هذه السياسة في قطاع غزة دفعة واحدة.. فما الذي تبقى من حل الدولتين ؟.
ومع ذلك، نعتقد أن السعوديين سيتمسكون بهذا الشرط حتى وإن كان الحل دولة فلسطينية في مخيم جنوب رفح .
لا شيء يقتل الفلسطينيين ويمحو قضيتهم العادلة، أكثر من التطبيع، ولذلك، لا يمكن اعتبار تطبيع السعودية مع كيان العدو شأنا يخص الرياض وحدها، لأن تداعياته ستكون كارثية وسيتأثر بها الفلسطينيون والعرب والمسلمون كافة، وعلى النظام السعودي أن يتفهم مخاوف العرب والمسلمين ـ دولا أو كيانات أو أفراداً ـ ومعارضتهم للتطبيع، وأن لا يعتبر هذا شأنا داخليا وتدخلا في القرار السعودي. وعلى النخب السياسية والثقافية والدينية في الدول العربية والإسلامية أن تتبنى البرامج والمبادرات للتوعية بمخاطر التطبيع السعودي الإسرائيلي .
كلمة أخيرة:
من غير المنطقي أن تهرول الرياض للتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي قبل تطبيع علاقتها مع اليمنيين.. اليمنيون الجيران، العرب المسلمون الذين سيتدافعون بالملايين للدفاع عن السعودية إن هي تعرضت لتهديد أمريكي أو إسرائيلي .
aassayed@gmail.com

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“الثلاثي السعودي آسيوياً وفرق الشرق”

تواصل الفرق السعودية رحلتها القارية في دوري أبطال آسيا وسط تحديات كبيرة على المستويين الفني والإداري، حيث يسعى الهلال والنصر والأهلي إلى تحقيق المجد القاري، ورفع راية الكرة السعودية عاليًا. ورغم التفاوت في المستويات محليًا، فإن لكل فريق قصة مختلفة في البطولة الآسيوية، خصوصًا مع اقتراب المواجهات الحاسمة أمام فرق شرق القارة، التي لطالما كانت حجر عثرة أمام طموحات الأندية الخليجية.
ويُعد الهلال أكثر الفرق السعودية استقرارًا في آسيا، حيث واصل مشواره بثبات رغم الإصابات والإيقافات التي لاحقته. فبعد أن تألق في دور المجموعات، وتأهل بجدارة للأدوار الإقصائية، زادت التحديات بغياب بعض نجومه المؤثرين، وعلى رأسهم المدافع حسان تمبكتي، الذي تعرض لإيقاف مثير للجدل، بعدما تلقى بطاقة صفراء غير مستحقة. ورغم ذلك، يملك الهلال الخبرة والعمق الكافي في تشكيلته لمواجهة عمالقة الشرق، حيث يعتمد على نجومه الأجانب والمحليين لتخطي العقبات.
أما النصر، فقدم أداءً هجوميًا قويًا بقيادة نجمه كريستيانو رونالدو، إلا أن مشاكله الدفاعية والإصابات العديدة جعلت مهمته أكثر صعوبة. ورغم امتلاكه عشرة لاعبين أجانب، فإن الغيابات أثرت على انسجام الفريق، خاصة أمام خصوم يتميزون بالسرعة والانضباط التكتيكي. ومع ذلك، يبقى النصر قادرًا على المنافسة، شرط أن يجد المدرب الحلول الدفاعية المناسبة قبل مواجهة فرق الشرق، التي تمتاز بالضغط العالي والتحولات السريعة. وعلى الجانب الآخر، يمر الأهلي بوضع مختلف، فبينما يعاني في الدوري المحلي، نجح في الظهور بشكل مميز آسيويًا. امتلاكه لأحد عشر لاعبًا أجنبيًا جعله أكثر تفوقًا على المستوى الفردي، وهو ما انعكس إيجابًا على مشواره القاري. وتُعد مواجهاته المقبلة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفريق على التأقلم مع أسلوب اللعب السريع لفرق شرق القارة، خاصة أن التنظيم الدفاعي سيكون مفتاح عبور هذه التحديات. ولطالما شكّلت فرق شرق آسيا تحديًا صعبًا؛ بفضل أسلوبها الجماعي واللياقة البدنية العالية. ورغم تفوق الفرق السعودية فنيًا في السنوات الأخيرة، فإن المواجهات المقبلة تتطلب أقصى درجات التركيز والانضباط التكتيكي. ويحتاج الهلال والنصر والأهلي إلى استغلال خبراتهم القارية، وتوظيف عناصرهم الهجومية بشكل مثالي لتحقيق الانتصارات وحجز أماكنهم في الأدوار المتقدمة.
في النهاية، تبدو حظوظ الفرق السعودية قائمة بقوة في المنافسة، لكن التفاصيل الصغيرة والانضباط التكتيكي سيكونان العامل الحاسم في الصراع أمام عمالقة شرق القارة، الذين لا يستهان بهم.

مقالات مشابهة

  • حملة “شفاء” لتقديم الرعاية الطبية المجانية للمرضى الأكثر حاجة
  • السعودية تطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوضع حد لجرائم إسرائيل في غزة
  • “الثلاثي السعودي آسيوياً وفرق الشرق”
  • ليلى عز العرب: من ولدوا وتربوا في الثمانينيات كانوا الأكثر حظًا
  • بيتكوفيتش: “بن ناصر الذي كان يرغب بشدة في التواجد معنا لكن..”
  • التلويح الأميركي بـ جزرة التطبيع مع إسرائيل أربك لبنان
  • «الخارجية» الفلسطينية: إسرائيل تتعمد إطالة أمد الحرب عبر سلاح التجويع
  • مأرب: افتتاح قرية “قطر الخير”تحوي 55 وحدة سكنية للنازحين الأكثر احتياجاً
  • تفاصيل العرض الإسرائيلى بالانسحاب من لبنان بالكامل مقابل التطبيع
  • رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع : الدعم العسكري الذي قدمته اليمن لغزة تاريخي وغير مسبوق