الثورة نت:
2024-12-24@16:38:37 GMT

بين الغباء والحقد والعقائدية.. تورّطت واشنطن

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

 

– كان الطريق سهلاً وواضحاً ومبسطاً أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن ليصيب ثلاثة عصافير بحجر واحدة، وهو يعلم أن وقف الحرب على غزة سوف يتكفل بوقف تدخل اليمن في البحر الأحمر لمنع السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال من العبور، وأن وقف الحرب على غزة سوف يتكفل بإعادة الهدوء إلى جبهة لبنان، وأن وقف الحرب على غزة سوف يؤدي إلى وقف سقوط مئات المدنيين الفلسطينيين من نساء وأطفال يومياً نتيجة الغارات الإسرائيلية، ويؤدي حكماً إلى تبادل ينهي قضية الأسرى.


هذه العناوين جميعها أهداف معلنة لإدارة الرئيس بايدن، لكنه لم يسلك هذا الطريق، وفضّل القيام بشق طرق منفصلة ووعرة لكل من هذه الأهداف، متفادياً السعي لوقف إطلاق النار، بل واضعاً ثقل بلاده في المؤسسات الأممية لمنع صدور مثل هذا القرار.
– الطرق الوعرة التي اختارتها إدارة بايدن تتضمّن مخاطرات استراتيجية، ونتائج غير مضمونة، ذلك أن السعي لوقف الإجراءات اليمنية في البحر الأحمر عبر استخدام القوة العسكرية، فشل من الزاوية السياسية في جذب أقرب حلفاء واشنطن، حيث عبر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان – في كلمة له في مؤتمر دافوس – عن السبب الحقيقي لرفض السعودية ومصر والصومال وجيبوتي المشاركة في الحلف الذي أنشأته واشنطن لمواجهة اليمن وتقديم تسهيلات له، حيث قال إن إجراءات اليمن ترتبط مباشرة بما يجري في غزة، وإن الحل هو بالذهاب إلى وقف إطلاق النار في غزة، بدلاً من الحرب في البحر الأحمر. وعندما اعتقدت واشنطن أن القضية تُحسم بالقوة، وشنت غارات بالتعاون مع بريطانيا على مواقع للجيش اليمني، جاء اليوم التالي ليحمل الأخبار عن مواصلة اليمن إجراءاته في البحر الأحمر والنجاح بتعطيل مرور سفن وإصابة أخرى لم تلتزم بالإجراءات، وصولاً إلى استهداف متكرر للأسطول الأمريكي. وهذا يعني أن الرهان على حرب خاطفة ونصر حاسم ضرب من الخيال، وأن أمريكا تتجه للتورط بحرب شاملة مع اليمن لا تلبث أن تتحوّل إلى فيتنام أخرى أو أفغانستان أخرى، وأن الفشل نتيجة حتمية لهذه الحرب كسالفاتها.
– على جبهة لبنان تتردّد واشنطن بين معاندة توجّهات حكومة بنيامين نتنياهو الراغبة بالتصعيد ولو دون معطيات تحقيق انتصار، من جهة، والتعهّد بالضغط على لبنان للحصول على ترتيبات تغني كيان الاحتلال عن خوض غمار حرب مليئة بالمخاطر. وهكذا تصبح معاندة خطر حرب كبرى على حدود لبنان مجرد وصفة مؤقتة لا تلبث أن تنهار أمام ثنائية الصراخ الإسرائيلي بعدم القدرة على تحمّل ضغوط مستوطني الشمال المهجرين، والفشل في انتزاع مكاسب لـ«إسرائيل» من لبنان كبديل مفترض لشن الحرب. وعندما تقع الحرب، سوف تكون المنطقة قد اقتربت من الحرب الإقليمية التي قالت واشنطن إنّها تسهر على منع حدوثها.
– على جبهة غزة، وهي أصل الحرب، تلتف واشنطن على نفسها وهي تطرح أسئلة على حكومة نتنياهو، وتتخذ منها ذريعة للحديث عن خلافات، فهي تقول إن المطلوب بعد نهاية الحرب تسليم غزة للسلطة الفلسطينية، وتقول إن حكومة نتنياهو لا تعلن موافقتها على مبدأ حل الدولتين الذي تتبناه واشنطن، وإن حكومة نتنياهو تتباطأ في الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في غزة، حيث يجب استبدال القصف الموسّع والتوغل البرّي العميق بعمليات مستهدفة، لتخفيف الإصابات بين المدنيين، وإنها دائماً تسعى لتجديد الهدنة وصفقات التبادل حول الأسرى، لكن كل هذا مجرد لغو أمريكيّ، ذلك أن واشنطن في حديثها عن تسليم غزة بعد الحرب للسلطة الفلسطينية تتحدّث عن دعم الحرب حتى القضاء على المقاومة، وعندما تتحدّث عن حل الدولتين تتهرّب من الجواب عن سؤال عمره من عمر اتفاق أوسلو الذي قام على أساس حل الدولتين. ماذا عن مصير الاستيطان في الضفة الغربية؟ وماذا عن القدس التي أعلنتها واشنطن عاصمة موحّدة لكيان الاحتلال؟ وهاتان القضيتان هما جوهر الحديث عن حل الدولتين، أما المرحلة الثالثة فهي ليست إلا مرحلة من حرب هدفها القضاء على المقاومة، وليست مشروع حل سياسي أو سلمي للحرب. والواقع أن واشنطن تختلف مع تل أبيب على تكتيكات إدارة الحرب لهدف متفق عليه، هو احتلال غزة وإنهاء المقاومة فيها، ولا تنتبه إلى أن الذي فشل هو هذا الهدف وليست التكتيكات المتبعة لبلوغه.
– إدارة بايدن هي صانع الحرب وسيّدها، وقد اختارات منع وقف إطلاق النار، رغم أنه الطريق الأسهل لبلوغ أهداف معلنة تحدثت عنها، مثل إزالة التعقيدات من أمام الملاحة في البحر الأحمر وتهدئة جبهة لبنان ووقف قتل المدنيين في غزة وإنهاء ملف الأسرى. والسبب واضح هو أنها تشترط لبلوغ هذه الأهداف أن تعبر من طريق يضمن تحقيق هدف غير معلن وهو ضمان انتصار كيان الاحتلال. وهي لهذا الغرض مستعدة للمخاطرة بضياع هذه الأهداف نفسها، بل والمخاطرة بمكانة أمريكا وقوتها وهيبتها، وربما تعرّض المعركة الانتخابية للرئيس بايدن نفسه للمخاطر.
– السبب ليس حسابات المصلحة الأمريكية، ولا نفوذ اللوبي الصهيوني، بل الغباء والحقد والعنصرية، وبالأخص العقائدية الصهيونية للرئيس نفسه، وأغلب طاقمه الحاكم، وجمع ثلاثية الغباء والحقد والتعصب العقائدي يتسبب بعمى البصر والبصيرة، فلا يرى المصاب بهذه الثلاثيّة ما يراه أي عاقل.

*رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حرب السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل في الأفق

 

مع استمرار الحرب في السودان تزداد معاناة ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023.

التغيير ــ وكالات

الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون أكد أنه لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان.

ويرى أن تركيز الجهود الدولية حاليا يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولا جهود تتعلق بالعملية السياسية في السودان، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في جمع الأطراف المتحاربة في السودان لم تنجح.

أوضح هدسون أنه تم فرض عقوبات على بعض الأفراد في قوات الدعم السريع، والتي لم تكن فعالة لتغيير سلوكيات هذه القوات، وفي الوقت الذي ظهرت فيه دلائل على تقديم دولة الإمارات لأسلحة في السودان إلا أن واشنطن لم تتحدث بصرامة معها بهذا الشأن، تم الاكتفاء بنفي أبو ظبي إرسال أسلحة، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تفضل علاقاتها مع الإمارات وإن كان ذلك على حساب مقتل العديد من المدنيين في السودان.

وقال هدسون إن رد وكالات الأمم المتحدة لم يكن كافيا في السودان، وهذا يعود للتمويل وللأولويات التي تفرضها الدول الأعضاء على المشهد، إذ أنها لا تحظى بذات الأولوية مثل ما يحدث في حرب أوكرانيا، أو حرب إسرائيل في غزة.

وتسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان، بينما يسيطر الجيش النظامي على شمال وشرق البلاد.

وحتى الآن، لم يتمكن أي من المعسكرين من السيطرة على كامل العاصمة الخرطوم التي تبعد ألف كيلومتر شرق مدينة الفاشر.

وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسببت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.

ويتهم الجيش وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين والمرافق الطبية بشكل عشوائي، وبقصف مناطق سكنية عمدا.
ملايين السودانيين اضطروا للنزوح بسبب القتال الجاري في البلاد منذ أبريل 2023

مع استمرار الحرب في السودان تزداد معاناة ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023.

الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون أكد أنه لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان.

ويرى أن تركيز الجهود الدولية حاليا يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولا جهود تتعلق بالعملية السياسية في السودان، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في جمع الأطراف المتحاربة في السودان لم تنجح.

وأعلنت واشنطن الخميس عن تخصيصها مبلغا إضافيا بقيمة 200 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، ليرتفع بذلك إجمالي المساعدات الأميركية إلى 2.3 مليار دولار.

وأضاف هدسون أن واشنطن أيضا لم تنجح في وضع حدود للقوى الدولية التي تغذي الصراع في السودان، لافتا إلى أن الولايات المتحدة “في وضع صعب” فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة في السودان، خاصة مع تبقي شهر واحد لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.

ولا يعتقد أن الأزمة في السودان تتصدر أولويات إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.

منذ أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.

وقال هدسون إن تقديم المساعدات لوحدها للسودان غير كافية، ولكن ما نحتاج إليه هناك هو حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى أن واشنطن لم تستخدم كل الأدوات المتاحة لها للضغط في هذا الإطار، إذ لم تفرض عقوبات، ولم يتم إيقاف تغذية الصراع من قوى إقليمية.

والخميس، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن السودان قد يشهد أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، مع 1.7 مليون شخص في البلد إما يعانون الجوع أو هم معرضون له، إضافة إلى ذلك، يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في البلد.

الوسومأزمة إنسانية الحرب جهود دولية حل سياسي

مقالات مشابهة

  • حرب السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل في الأفق
  • النفوذ الإيراني في اليمن على المحك.. إلى أين تتجه المواجهة بين إسرائيل والحوثيين؟
  • هآرتس: الحرب مع إسرائيل تعزز قبضة الحوثيين على الداخل وتثير قلق دول الخليج (ترجمة خاصة)
  • الحوثيون يؤكدون إسقاط مقاتلة أميركية أعلنت واشنطن سقوطها بالخطأ
  • إسرائيل تسلّم لبنانيين اعتقلتهم بعد وقف الحرب
  • الحوثيين نجحنا في إفشال هجوم أمريكي بريطاني على اليمن
  • واشنطن تعلن عن سقوط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر
  • الجيش الأمريكي يشن غارات جوية دقيقة على مواقع للحوثيين في اليمن
  • «سينتكوم»: استهدفنا مستودعًا للصواريخ ومركز قيادة للحوثيين في اليمن
  • قصف أمريكي عنيف يستهدف صنعاء.. واشنطن تزعم قصف منشآت للحوثيين