الثورة نت:
2024-09-19@23:05:33 GMT

بين الغباء والحقد والعقائدية.. تورّطت واشنطن

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

 

– كان الطريق سهلاً وواضحاً ومبسطاً أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن ليصيب ثلاثة عصافير بحجر واحدة، وهو يعلم أن وقف الحرب على غزة سوف يتكفل بوقف تدخل اليمن في البحر الأحمر لمنع السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال من العبور، وأن وقف الحرب على غزة سوف يتكفل بإعادة الهدوء إلى جبهة لبنان، وأن وقف الحرب على غزة سوف يؤدي إلى وقف سقوط مئات المدنيين الفلسطينيين من نساء وأطفال يومياً نتيجة الغارات الإسرائيلية، ويؤدي حكماً إلى تبادل ينهي قضية الأسرى.


هذه العناوين جميعها أهداف معلنة لإدارة الرئيس بايدن، لكنه لم يسلك هذا الطريق، وفضّل القيام بشق طرق منفصلة ووعرة لكل من هذه الأهداف، متفادياً السعي لوقف إطلاق النار، بل واضعاً ثقل بلاده في المؤسسات الأممية لمنع صدور مثل هذا القرار.
– الطرق الوعرة التي اختارتها إدارة بايدن تتضمّن مخاطرات استراتيجية، ونتائج غير مضمونة، ذلك أن السعي لوقف الإجراءات اليمنية في البحر الأحمر عبر استخدام القوة العسكرية، فشل من الزاوية السياسية في جذب أقرب حلفاء واشنطن، حيث عبر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان – في كلمة له في مؤتمر دافوس – عن السبب الحقيقي لرفض السعودية ومصر والصومال وجيبوتي المشاركة في الحلف الذي أنشأته واشنطن لمواجهة اليمن وتقديم تسهيلات له، حيث قال إن إجراءات اليمن ترتبط مباشرة بما يجري في غزة، وإن الحل هو بالذهاب إلى وقف إطلاق النار في غزة، بدلاً من الحرب في البحر الأحمر. وعندما اعتقدت واشنطن أن القضية تُحسم بالقوة، وشنت غارات بالتعاون مع بريطانيا على مواقع للجيش اليمني، جاء اليوم التالي ليحمل الأخبار عن مواصلة اليمن إجراءاته في البحر الأحمر والنجاح بتعطيل مرور سفن وإصابة أخرى لم تلتزم بالإجراءات، وصولاً إلى استهداف متكرر للأسطول الأمريكي. وهذا يعني أن الرهان على حرب خاطفة ونصر حاسم ضرب من الخيال، وأن أمريكا تتجه للتورط بحرب شاملة مع اليمن لا تلبث أن تتحوّل إلى فيتنام أخرى أو أفغانستان أخرى، وأن الفشل نتيجة حتمية لهذه الحرب كسالفاتها.
– على جبهة لبنان تتردّد واشنطن بين معاندة توجّهات حكومة بنيامين نتنياهو الراغبة بالتصعيد ولو دون معطيات تحقيق انتصار، من جهة، والتعهّد بالضغط على لبنان للحصول على ترتيبات تغني كيان الاحتلال عن خوض غمار حرب مليئة بالمخاطر. وهكذا تصبح معاندة خطر حرب كبرى على حدود لبنان مجرد وصفة مؤقتة لا تلبث أن تنهار أمام ثنائية الصراخ الإسرائيلي بعدم القدرة على تحمّل ضغوط مستوطني الشمال المهجرين، والفشل في انتزاع مكاسب لـ«إسرائيل» من لبنان كبديل مفترض لشن الحرب. وعندما تقع الحرب، سوف تكون المنطقة قد اقتربت من الحرب الإقليمية التي قالت واشنطن إنّها تسهر على منع حدوثها.
– على جبهة غزة، وهي أصل الحرب، تلتف واشنطن على نفسها وهي تطرح أسئلة على حكومة نتنياهو، وتتخذ منها ذريعة للحديث عن خلافات، فهي تقول إن المطلوب بعد نهاية الحرب تسليم غزة للسلطة الفلسطينية، وتقول إن حكومة نتنياهو لا تعلن موافقتها على مبدأ حل الدولتين الذي تتبناه واشنطن، وإن حكومة نتنياهو تتباطأ في الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في غزة، حيث يجب استبدال القصف الموسّع والتوغل البرّي العميق بعمليات مستهدفة، لتخفيف الإصابات بين المدنيين، وإنها دائماً تسعى لتجديد الهدنة وصفقات التبادل حول الأسرى، لكن كل هذا مجرد لغو أمريكيّ، ذلك أن واشنطن في حديثها عن تسليم غزة بعد الحرب للسلطة الفلسطينية تتحدّث عن دعم الحرب حتى القضاء على المقاومة، وعندما تتحدّث عن حل الدولتين تتهرّب من الجواب عن سؤال عمره من عمر اتفاق أوسلو الذي قام على أساس حل الدولتين. ماذا عن مصير الاستيطان في الضفة الغربية؟ وماذا عن القدس التي أعلنتها واشنطن عاصمة موحّدة لكيان الاحتلال؟ وهاتان القضيتان هما جوهر الحديث عن حل الدولتين، أما المرحلة الثالثة فهي ليست إلا مرحلة من حرب هدفها القضاء على المقاومة، وليست مشروع حل سياسي أو سلمي للحرب. والواقع أن واشنطن تختلف مع تل أبيب على تكتيكات إدارة الحرب لهدف متفق عليه، هو احتلال غزة وإنهاء المقاومة فيها، ولا تنتبه إلى أن الذي فشل هو هذا الهدف وليست التكتيكات المتبعة لبلوغه.
– إدارة بايدن هي صانع الحرب وسيّدها، وقد اختارات منع وقف إطلاق النار، رغم أنه الطريق الأسهل لبلوغ أهداف معلنة تحدثت عنها، مثل إزالة التعقيدات من أمام الملاحة في البحر الأحمر وتهدئة جبهة لبنان ووقف قتل المدنيين في غزة وإنهاء ملف الأسرى. والسبب واضح هو أنها تشترط لبلوغ هذه الأهداف أن تعبر من طريق يضمن تحقيق هدف غير معلن وهو ضمان انتصار كيان الاحتلال. وهي لهذا الغرض مستعدة للمخاطرة بضياع هذه الأهداف نفسها، بل والمخاطرة بمكانة أمريكا وقوتها وهيبتها، وربما تعرّض المعركة الانتخابية للرئيس بايدن نفسه للمخاطر.
– السبب ليس حسابات المصلحة الأمريكية، ولا نفوذ اللوبي الصهيوني، بل الغباء والحقد والعنصرية، وبالأخص العقائدية الصهيونية للرئيس نفسه، وأغلب طاقمه الحاكم، وجمع ثلاثية الغباء والحقد والتعصب العقائدي يتسبب بعمى البصر والبصيرة، فلا يرى المصاب بهذه الثلاثيّة ما يراه أي عاقل.

*رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أسبيدس: إجلاء ناقلة نفط من البحر الأحمر

كشفت بعثة "أسبيدس" الأوروبية ، عن إجلاء ناقلة نفط تحمل العلم اليوناني من البحر الأحمر، مشتعلة منذ أسابيع بعد هجوم شنه الحوثيون، وفقًا لما أعلنته وكالة" روسيا اليوم".

موعد مباراة ريال مدريد وشتوتجارت في دوري أبطال أوروبا.. والقنوات الناقلة وزير المالية: فرص كبيرة لتعميق التعاون مع الاتحاد الأوروبي


وبحسب بيان البعثة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، المعروفة باسم عملية أسبيدس، "السفينة "سونيون" تم سحبها بنجاح إلى منطقة آمنة بدون أي تسرب نفطي.. بينما تستكمل شركات خاصة في عملية الإنقاذ ستواصل أسبيدس مراقبة الوضع.
يأتي ذلك، بعد أيام من تصاعد الحرائق على متن السفينة "سونيون" الأسبوع الماضي، وابتعاد السفن اللوجستية من محيطها، وذلك غداة إعلان مهمة "أسبيدس"، تعثر عملية إنقاذ السفينة المحملة بـ 150 ألف طن من النفط الخام، مشيرة إلى أن "الشركات الخاصة المسؤولة عن عملية الإنقاذ توصلت إلى أن الظروف لم تكن مناسبة لإجراء عملية السحب وأنه ليس من الآمن المضي قدماً فيها"، مؤكدةً "دراسة حلول بديلة".

وفي 28 أغسطس الماضي، أعلنت حركة "أنصار الله"، موافقتها على قطر السفينة "سونيون"، مشيرة إلى تواصل جهات دولية عدة معها خصوصا الأوروبية، للسماح بسحب سفينة النفط التي تحترق منذ أغسطس الماضي.

وكان الحوثيون استهدفوا الناقلة "سونيون" اليوونانية بقذائف ونيران أسلحة، ونشروا مشاهد من إحراق السفينة في البحر الأحمر بعد "خرقها قرار الحظر" المفروض على الموانئ الاسرائيلية، وفق تعبيرهم.

وقد تم إنقاذ طاقم الناقلة المكون من 25 فردا بعد الهجوم.

مقالات مشابهة

  • مدبولي: حددنا 4 إلى 5 مناطق كبيرة على ساحل البحر الأحمر للاستثمار بها
  • شظايا حرب السودان تضرب المنطقة وتثير مخاوف عالمية
  • رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي: الحرب الشاملة مع لبنان ليست بمصلحة إسرائيل
  • بعد خلافات.. اقترح سعودي لـ واشنطن تنفيذ ضربات عسكرية قاصمة في اليمن
  • في البحر الأحمر.. اكتشاف نوع جديد من الأسماك يبدو مستاءً على الدوام
  • إيبارشية البحر الأحمر تكرم أبناءها الحاصلين على الدبلوم الفني
  • المتحدث العسكري: القوات البحرية تنقذ 3 سائحين في البحر الأحمر
  • واشنطن تحذر نتانياهو: الحرب في لبنان تهدد بصراع إقليمي
  • أسبيدس: إجلاء ناقلة نفط من البحر الأحمر
  • عاجل | ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي: المجلس السياسي الأمني يصدق على أهداف الحرب لتشمل إعادة سكان الشمال لبيوتهم