الثورة نت:
2024-12-16@14:57:24 GMT

العدوان العسكري الأمريكي على اليمن

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

 

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بداية العدوان العسكري على اليمن وشكلت تحالفاً خاصاً بهذه المهمة إلى جانب دول هي في الأساس تملك ماضياً استعمارياً قذراً في حق الشعوب العربية والإسلامية وغيرها وأخرى عاجزة ليس لها إلا العنوان المرفوع إلى قائمة التحالف، عدوان أمريكا ليس مستغرباً خاصة أنها اكتفت في السنوات الماضية بالتنسيق الأمني الذي اشترى الأسلحة ودمرها على الأراضي اليمنية بمعرفة السلطات وبجهودها، أما اليوم فليس أمام أمريكا ومن تحالف معها سوى الحل العسكري بعد أن أصبح السياسي غير ممكن وفق معادلة “القمح مقابل السلاح” لأننا أصبحنا نزرع في أرضنا قمحاً وهناك جهود حثيثة ومشكورة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات.


تعتمد الاستراتيجية الأمريكية على الخبرة الاستعمارية البريطانية (فرق تسد) والفرنسية (الإبادة بلا حدود) والانتهازية الإيطالية (الغاية تبرر الوسيلة) وغيرها من المبادئ التي دمرت الأخلاق والسياسة والاقتصاد وكل مجالات الحياة ولذلك تتطابق السياسات الصهيونية والأمريكية في المنهج والأسلوب والغايات والأهداف ومن ذلك يمكن ملاحظة الآتي:
إن أمريكا تكتفي بجهود الصهاينة في ضمان تحقيق أهدافها وسياساتها في المنطقة العربية وغيرها، وتعتمد على الخونة والعملاء، وإسرائيل تعتمد على السلطة الفلسطينية في قمع شعبها وتسليم الناشطين المناوئين لسياستها واحتلالها، حاصرت أمريكا العراق واستعملت العملاء في تحطيم الإرادة الحرة ونزعت السلاح ودمرت القدرات العسكرية العراقية ولم تشن الحرب إلا بعد أن تأكدت من انهيار النظام الاجتماعي والاقتصادي والعسكري والإرادة الوطنية، ومع ذلك لم تدخل الحرب وحدها، بل جلبت معها تحالفا إجراميا حتى لا تتحمل التبعات لوحدها وقبل ذلك دعمت الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال السوفيتي حتى إذا رحل دمرت البلاد وزرعت العملاء والخونة لتصفية المجاهدين وتعبيد الطريق أمامها إذا فكرت بالمغامرة، وفعلا جربت الدخول وذاقت الويلات وتجرعت الهزيمة ورحلت لا بإرادتها ولكن تحت ضربات رجال المقاومة رغم الخلافات والفرقة والشتات الذي زرعته بين مكونات العمل السياسي الأفغاني.
إسرائيل تعتمد السياسة والمنهج ذاته، فقد أوكلت إلى قيادة السلطة الفلسطينية القيام بحصار قطاع غزة تحت مبرر حصار حركة حماس وغيرها من حركات المقاومة الفلسطينية كالجهاد والحركات الأخرى، ولما لم تقتنع بذلك سعت لممارسة أدوراها الإجرامية من خلال بناء الجدار العازل والاستيطان فيما يسمى بغلاف غزة ونسَّقت مع الشقيقة الكبرى مصر لتوفير أفضل سبل الحصار برا ولم يبق إلا البحر الذي يمثل الجدار الثالث، لكن العقول المبدعة والأنامل المسجة والأيادي المتوضئة عكست المعادلة وحولت الحصار إلى مصدر للإبداع في توفير السلاح وتحقيق التفوق التقني الذاتي بوسائل بسيطة، فظهر المحلي من قذائف الياسين وقذيفة شواظ المضادة للدروع والدبابات، ومثل ذلك فعل آل سعود في حصار اليمن والعدوان عليه، وهكذا فكل أحلاف الباطل يصفها الله سبحانه وتعالى بقوله: «تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ» الحشر (14).
لقد كرس الحلف المتصهين كل جهوده لتدمير قدرات اليمن العسكرية والاقتصادية والتنموية على مدى أكثر من 8 سنوات مضت، وبكل أنواع الأسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية وغيرها وكانت السعودية هي رأس الحربة، الإمارات، وخابت كل تلك الأفعال الإجرامية وتحطمت على صخرة الوعي اليمني، وصمود واستبسال الأبطال الذين أفشلوا كل تلك الرهانات المجرمة، واليوم جاء الداعم والمحرك الرئيسي مستعرضاً قواته وقدراته في مشهد اعتبره البعض مفاجئاً، ولن نعتبره كذلك لأننا نلعن الشيطان ونلعن أمريكا وإسرائيل وأمريكا هي الشيطان الأكبر، والشيطان أمريكا وإسرائيل لا فرق، فالكل سواء.
أعلنت اليمن أنها تحمي الملاحة الدولية وتسمح لكل السفن بالمرور من البحر العربي وباب المندب باستثناء السفن التي تزود المجرمين قتلة الأنبياء والأطفال وناكثي العهود بالأسلحة والمواد التموينية، وطلبت مقابل ذلك السماح بدخول الأدوية والأغذية إلى أرض غزة المحاصرة، فاعتبرت أمريكا أن ذلك جرم يستوجب شن الحرب من أجل خاطر عيون المجرمين، وقالها العالم أجمع أحسنت اليمن صنعاً ورسخت مبادئ الحقوق الإنسانية والعدالة الدولية وهو مبدأ سيظل مسجلاً في صفحات التاريخ للسياسة اليمنية تحت زعامة قائد الثورة والمسيرة القرآنية السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، لكن ما أرادته أمريكا سيظل وصمة عار في سجلات الخزي المسجلة باسم السياسة الأمريكية كقوة استعمارية وقوة إجرامية تمتلك أفضل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً.
صحيح أن الإمكانيات بين الموقفين تعطي الأفضلية للإجرام وحلفائه، لكن الإمكانيات في القياس الصحيح وهو رضوان الله لا تمثل شيئاً، فهو سبحانه القائل ( َأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) الأنفال (60) فالمطلوب إعداد ما نستطيع كمسلمين من قوة في الساعد والسلاح، وقوة الإيمان واليقين، وقوة العلم والمعرفة، وقوة الصبر والتوكل على الله، فإذا اعددنا ذلك، فالنصر والغابة هي إرادة الله (وما النصر إلا من عند الله).
فالله ناصر حزبه وأوليائه ومهلك أعدائه وعلى المؤمنين أن لا ترهبهم كثرة الأعداء ولا تفوق المجرمين بالعدد والعدة، لأن الإهلاك بالذنوب (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ) الأنفال (54)، فهل تريد أمريكا أن تجرب حظها في اليمن؟، إن كل القوة الإيمانية والثقة بالله أعدت من أجل مقاومتها وتحطيم هيمنتها الزائفة التي رسختها في عقول الخونة والعملاء والمأجورين، ومثل ذلك أسطورة الكيان الصهيوني الذي داست هيبته وسطوته أقدام المجاهدين على أرض فلسطين، ولم تعد المبادرة بيد أفلام هوليود الأمريكية عن الأبطال الذين يحطمون دولاً لأنهم على شاشات العرض، بل أصبح المسرح اليوم على أرض فلسطين والمسافة صفر، وفي البحر طوفان اليمن الذي سيغرق الفراعنة الجدد، وهامان وقارون ومن تحالف معهم ضد القيم والمبادئ والحقوق، فالإيمان ضد الطغيان، والحقوق ضد الإجرام، وسنكررها قائلين – هيهات منا الذلة ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

السفير الحضرمي يحذر مجلس الشيوخ الأمريكي: هل الدبلوماسية كافية لإنهاء الحرب في اليمن؟

شمسان بوست / متابعات:

جدد السفير اليمني لدى أمريكا محمد الحضرمي، مطالبته الولايات المتحدة بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، ودعم القوات الحكومية لتحرير ميناء الحديدة غرب اليمن، وانهاء سيطرة الحوثيين من المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم المسلحة.


جاء ذلك خلال مداخلة السفير الحضرمي في مجلس الشيوخ الأمريكي خلال احاطة بعنوان “التصدي لحرب طهران وإرهابها”

وقال إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف حزب الله والحرس الثوري الإيراني، من شأنها أن تبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين وترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة أعمال غير مقبولة.

ودعا الحضرمي، واشنطن لدعم الحكومة اليمنية والجيش اليمني لتحرير ميناء الحديدة، مشيرا إلى أن تأمين الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة اليمنية من حماية البحر الاحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام ومنع وصول الدعم الإيراني للحوثيين.

ولفت إلى أن تحرير الحديدة لم يكلف الكثير كحكومة يمنية وجيش يمني، مذكّرا أنها كانت على مسافة قليلة جدا من تحرير الحديدة في 2018 وتم إيقاف تقدم القوات الحكومية من قبل المجتمع الدولي، مضيفا: “اعتقد بأنه حان الاوان لتحرير هذا الميناء!”.

كما دعا لاستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة مهمة، وأن “محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب”.

وأوضح الحضرمي، أن الشعب اليمني والشعب الايراني يستحقان الفرصة للتخلص من جبروت النظام الايراني ووكلاءه، مشيرا إلى أن الشعب اليمني يسعى جاهدا من أجل السلام بالرغم من التحديات الكبيرة وأكثر من عقد من الصراع، الذي تسببت به أطماع النظام الإيراني في السيطرة على المنطقة.

وأضاف أن “معاناة اليمن ليست مجرد مأساة؛ إنها النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. فمنذ أكثر من عشر سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر”.

وأكد الحضرمي، أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، مطالبا بوقف الحوثيين، مشيرا إلى أن اليمنيين يمتلكون العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر، مستدركا أن الحكومة لا استطيع أن تفعل ذلك بمفردها، مضيفا: “نحن بحاجة لدعمكم”.

وشدد على ضرورة وجود استراتيجية أمريكية جديدة حول اليمن كون ذلك “أمرا بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف” ـ بإسقاط الحوثيين ـ.

وثمن الحضرمي، الدعم السياسي والإنساني الذي تقدمه الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنها من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية في اليمن، مجددا التذكير بوجود “حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي”.

وقال إن “الحوثيين ليسوا أقوياء بطبيعتهم. قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري. وبوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم”.

وختم إحاطته بالقول: “أخشى بأنه لا يوجد أي خيار أخر! فالدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعا مع النظام الايراني ووكلائه، فقد حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. “السلام من خلال القوة” هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والايراني سيتمكنون يوما ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الايراني ووكلائه”.

مقالات مشابهة

  • العدوان الأمريكي البريطاني يشن غارة على محافظة حجة
  • العدوان على اليمن.. مؤامرةٌ ظاهرُها المعاناة وباطنُها العذاب
  • المحرّمي يلتقي بالسفير الأمريكي لدى اليمن لمناقشة الأوضاع العسكرية والاقتصادية
  • السفيرة الأمريكية ووزير الاستثمار يعززان التجارة والاستثمار الأمريكي في مصر
  • السفير الحضرمي يحذر مجلس الشيوخ الأمريكي: هل الدبلوماسية كافية لإنهاء الحرب في اليمن؟
  • حصيلة 435 يوماً من العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة (إنفوجرافيك)
  • برئاسة اليمن.. قرار لمجلس الجامعة العربية يخص فلسطين
  • مكونات تدعمها الإمارات تعلن الحكم الذاتي في سقطرى…ما الذي يجري في جنة اليمن الطبيعية؟
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي: قريبون من التوصل إلى صفقة في غزة 
  • تحت عنوان “الحرية والمساواة”: العدوان الأمريكي يستغل حقوق المرأة