على العهد باقـون ولنساء وأطفال غزة ثائـرون
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
كتب /ابتهال محمد أبوطالب
يغوصون في الظـلمات، وينتهكون الحرمات، ويزيفون الكلمات، أعمالهم حسـرات؛ لفعلهم السـيئات، وبعدُهم عن الصالحات، كفروا بربِّ السماوات، وأعرضوا لكل ما جاءهم من البينات، فهم في تيهٍ وضلال، وفشـل وانهزام، يدعون إلى السـلام، وهم منبع الفسـاد والإجرام.
إنهم اليهود، فلهم في كلِّ زمانٍ ومكان بصمةِ فساد وطغيان، فهاهم في غزة يواصلون سعي فسادهم، ومكر أفعالهم، يسـتهدفون كلَّ حيٍّ آهلٍّ بالسـكان، وكل مشفىً ومدرسةٍ مليء بالنساء والأطفال، فعندهم دقةُ الأهداف هي في ازدياد قتل النسـاء والأطفال، هذا هو مسلسلهم اليومي في غزة العزة، قتل الأطفال بمختلف الأعمار، واستهداف النسـاء في جميع الديار، فبين طفلٍ يودِّعهُ أبوه، وآخر يودِّع أباه، ومابين التودعين ألفُ حكايةٍ وحكاية.
ففي غزة تجد في كلِّ الأماكن المقصوفة طفلًا يسـبح في دمائه ألمًا، وطفلًا يصرخ نجدةً، وآخر بلا سمع وآخر بلا بصر، ناهيكم عن وجود أطفالٍ أسـرى، وآخرين في الاحتضار الأخير، وفي مجازر قد ينجو طفلٍ من قصف لكنه لا ينجو من فقد عائلته بالكامل، أو لا ينجو من فقد أمٍ كانت له حناناً وافراً، وبلسمٌاً نادرٌاً.
ارتكب جيش الاحتلال الإسـرائيلي مجازر يومية على غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء رجالًا ونساءً وشيوخًا وأطفالًا.
ومن منطلقِ كل تلك المجازر الدموية التي هي شيء يسـير من جرم اليهود فيما مضى من السنين، فلم يسْلَم منهم نبيٌّ في عصرهم مكرًا وقتلًا وخيانةً وغدرًا، بل وصل جرمَهم إلى التعدي على ملك السموات والأرض ووصفه بالبخل والفقر، قال تعالى: { وَقَالَتِ ٱلیَهُودُ یَدُ ٱللَّهِ مَغلُولَةٌ غُلَّت أَیدِیهِم وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَل یَدَاهُ مَبسُوطَتَانِ یُنفِقُ كَیفَ یَشَاءُ }، وقال تعالى: { لَّقَد سَمِعَ ٱللَّهُ قَولَ ٱلَّذِینَ قَالُوا إِنَّ ٱللَّهَ فَقِیر وَنَحنُ أَغنِیَاءُ سَنَكتُبُ مَا قَالُوا وَقَتلَهُمُ ٱلأَنبِیَاءَ بِغَیرِ حَقّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ ٱلحَرِیقِ }.
أولئك اليهود بلغوا مضرب المثل في الخوف، بينهم البأسٌ الشـديد، يُظَنُ أنهم في اتحادٍ، وفي واقع حالهم فرقةٍ وشتات، فقلوبهم شتى، فهم الغافلون الذين لا يعقلون أبدًا، قال تعالى: { لَا یُقَـٰتِلُونَكُم جَمِیعًا إِلَّا فِی قُرى مُّحَصَّنَةٍ أَو مِن وَرَاءِ جُدُرِ بَأسُهُم بَینَهُم شَدِید تَحسَبُهُم جَمِیعا وَقُلُوبُهُم شَتَّىٰ ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُم قَوم لَّا یَعقِلُونَ }.
وللأسف نجد من أمة الإسـلام مَن خلع رداء الإسلام وسـعى إلى المسـاندة الماديةً للمتضررين من اليهود، وفي موسم الغي نجد الفرح لكل من يسـقط شهيدًا في غزة، فمقابل كلِّ مجزرةٍ يرتكبها اليهود في غزة، نجد رقصًا على كل تلك الأشلاء.
فليعلم اليهود من أكبر فاسـدٍ منهم إلى أصغرهم بأن مجازرهم لم ولن تضعف همم المؤمنين الصادقين، بل على العكس من ذلك تزيدهم وعيًا وعزيمةً وتنكيلًا بهم، وجهادًا في سـبيل الله، لنصرة الحق، وأهله، وهزيمة الباطل وأتباعه.
إن وراء كلِّ عائلةٍ تقصف همم عالية، وثورة عارمة لكلِّ مجزرة، فكتائبُ القسـام في دربِ الانتقام، وفي الأمة مواقف مشرفة من كلِّ الأحرار من مظاهرات تأييدية وعمليات عسـكرية بحرية وجوية، ففي اليمن رجال صدقوا العهد مع الله، وانطلقوا للتنكيل بأعداء الله؛ للثأر لكلِّ أطفال ونساء غزة، فالمسيرات الصاروخية والبالستية، والعملية الجو بحرية عمليات سـجلها التاريخ في أعزّ صفحاته الناصعة، وكتبها بدماء كل الشـهداء، سفينة مأسورة وسفن مقصوفة،وأخرى في قائمة الانتظار.
عملياتٌ قادمة، وانتصارات لاحقة، فيا غزة العزة، إننا على العهد باقون وللأطفال والنسـاء ولكل الشهداء ثائـرون.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب يستهدف 15 مليون مهاجر.. هل ينجو المجنسون من الترحيل؟
في مشهد يعيد تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة، يخطط الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتنفيذ واحدة من أكثر السياسات إثارة للجدل في تاريخ البلاد، متعهدا بترحيل ما لا يقل عن 15 مليون شخص، بينهم مواطنون أمريكيون مجنسون.
وتأتي هذه الخطوة ضمن وعد انتخابي يعكس رؤية ترامب الصارمة بشأن الهجرة، حيث وصف بعض المهاجرين بأنهم "يسمّمون دماء الأمة".
المجنسون ليسوا بمأمن
وعلى الرغم من أن الجهود المبذولة لترحيل المهاجرين غير الموثقين قد تكون مثيرة للجدل بحد ذاتها، إلا أن ما يجعل هذه الخطط غير مسبوقة هو توجه الإدارة لاستهداف المجنسين.
وتقود هذه الجهود عملية النظرة الثانية، وهي مبادرة أطلقتها وزارة العدل في فترة ولاية ترامب الأولى، للتحقيق في قضايا الاحتيال أو التزوير في طلبات التجنيس.
ويؤكد الخبراء أن هذه العملية، التي كانت تركز تقليديا على الإرهابيين ومنتهكي حقوق الإنسان، توسعت بشكل كبير لتشمل مهاجرين ارتكبوا أخطاء بسيطة في إجراءات التجنيس.
ويتوقع أن تُستخدم نفس الأداة بشكل أكثر صرامة في الإدارة القادمة، مما يثير مخاوف بشأن استهداف واسع النطاق قد يطال آلاف الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة منذ عقود.
من وراء السياسات الصارمة؟
تأتي هذه الحملة بقيادة فريق سياسي معروف بمواقفه الصارمة تجاه الهجرة، ويقف على رأس الفريق، نائب رئيس الأركان للسياسة ستيفن ميلر وأحد أبرز مهندسي هذه السياسات.
ويروج ميلر، الذي أطلق تصريحات نارية خلال الحملة الانتخابية مثل "أمريكا للأمريكيين فقط"، لخطة شاملة تتضمن إشراك جهات متعددة مثل الشرطة الفيدرالية والحرس الوطني وحتى الجيش الأمريكي لتوقيف المهاجرين وترحيلهم.
إلى جانب ميلر، تلعب كريستي نويم، وزيرة الأمن الداخلي، وتوم هومان، المعروف باسم "قيصر الحدود"، أدوارًا حاسمة في تنفيذ هذه السياسات.
تهديدات واسعة
وتثير الخطط المقترحة قلقا خاصا بشأن القاصرين والمهاجرين الذين حصلوا على الجنسية عبر والديهم، وقد يؤدي نزع الجنسية عن أحد الوالدين إلى تأثير مباشر على وضع أبنائهم. الأكثر إثارة للجدل هو تعهد ترامب بإنهاء منح الجنسية بالولادة، ما يضع ملايين الأطفال المولودين في الولايات المتحدة لأبوين غير موثقين في خطر فقدان جنسيتهم.
تداعيات قانونية ومالية
وتتطلب عملية نزع الجنسية محاكمة في محكمة فيدرالية، إلا أنها لا تضمن الحق في تعيين محام للمستهدفين، هذا يعني أن الكثيرين ممن لا يستطيعون تحمل تكاليف الدفاع قد يواجهون خطر فقدان جنسيتهم دون فرصة عادلة للدفاع عن أنفسهم.
ويتوقع أن تكون هذه الحملة مكلفة للغاية، ليس فقط من حيث الموارد البشرية واللوجستية اللازمة، بل أيضًا من حيث التداعيات الاقتصادية على المجتمعات التي تعتمد على العمالة المهاجرة.
أزمة ثقة في النظام
وتوسع دائرة استهداف المجنسين قد يؤدي إلى خلق حالة من عدم الثقة في النظام القانوني الأمريكي، ويحول ملايين الأشخاص إلى مواطنين من الدرجة الثانية، الباحثون يحذرون من أن هذه السياسات قد تعمق الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي وتترك أثرًا طويل الأمد على صورة الولايات المتحدة كبلد للمهاجرين.