کشفت رسالة ماجستير بـ جامعة جنوب الوادى، عن وجود علاقة سلبية بين التشوهات المعرفية وفعالية الذات، و وجود فروق بين الجنسين في فعالية الذات لصالح الذكور، بينما لم توجد فروق وفقا للمرحلة التعليمية في فعالية الذات، كذلك لم توجد فروق وفقا للجنس أو المرحلة التعليمية في التشوهات المعرفية وفعالية الذات، وتوصلت الدراسة الى أن التشوهات المعرفية تسهم في التنبؤ بفعالية الذات.

 

جاء ذلك خلال مناقشة رسالة ماجستير بعنوان"أبعاد التشوهات المعرفية وعلاقتها بفعالية الذات لدى عينة من ذوى الإعاقة البصرية" للباحثة ضحى رفاعي عبدالرحيم محمود، الباحثة بقسم علم النفس بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي، والتى حصلت خلالها على درجة الماجستير، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، والتوصية بطباعة الرسالة وتداولها بين الجامعات.

وأوصت الدراسة، بتنظيم الندوات وورش العمل لتوعية الطلاب المكفوفين حول التشوهات المعرفية وتأثيرها وطرق الحد منها، مع تقديم برامج إرشادية، لرفع مستوى فاعلية الذات لدى الطلاب المكفوفين، وبتطوير مستوى الخدمات النفسية، وتوفير عيادة نفسية وأخصائيين نفسيين، واجتماعيين مؤهلين لمساعدة الطلاب المكفوفين فى مدارس المكفوفين.

 

صحة قنا: 168 ألف جلسة غسيل كلوى للمرضى بالمستشفيات الحكومية خلال 2023 لعدم تواجدهم.. وكيل تعليم قنا يحيل 17 معلما بمدرسة دشنا الصناعية للتحقيق

 

وأوضحت الدراسة، بإن الإعاقة البصرية تؤثر علي الكفاءة الإدراكية للفرد، فالإنسان المعاق بصرياً لا يستطيع أن يلاحظ ذاته بموضوعية وليست لديه رؤية حقيقية وصحيحة عن صورة جسمه؛ مما يؤثر على تقدير الذات لديه الذي تشكله الخبرات الحياتية المكتسبة عن طريق الحواس المختلفة، كما أنه لا يقوم بمقارنة موضوعية بين ذاته والآخرين؛ لذا فإنه يعتمد كثيراً على الوصف اللغوي للمبصرين في التعرف علي صورة جسمه.

 

واستهدفت الدراسة، فحص العلاقة بين التشوهات المعرفية وفعالية الذات لدى المراهقين المعاقين بصرياً، وكذلك التعرف على تأثير كل من الجنس والمرحلة التعليمية على فعالية الذات والتشوهات المعرفية لدى عينة الدراسة، بالإضافة للتعرف على أبعاد التشوهات المعرفية المنبئة بفعالية الذات لدى المراهقين المعاقين بصرياً.
 

وأكدت الباحثة، أهمية الدراسة التي تأتي من طبيعة العينة التي أجريت عليها الدراسة، حيث تناولت الدراسة مرحلة عمرية مهمة في حياة الفرد وهي مرحلة المراهقة، فهي مرحلة مفترق طرق إذا ما وفرنا لها الفهم والدراسة والتحليل أمكننا مساعدة أبنائنا في تخطي مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات وإذا ما أهملنا هذه المرحلة فإن الانعكاسات قد تكون سلبية، بل قد يمتد أثرها السلبي إلى سنوات العمر اللاحقة، مشيرةً إلى أن عينة الدراسة شملت49 من طلاب مدرسة النور للمكفوفين بقنا تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 18عام.

 

وأضافت الباحثة، بأن أهمية الدراسة تأتي أيضا من الاهتمام بفئة المعاقين بصرياً وما تواجهه هذه الفئة من مشكلات تتعلق بالتشوهات المعرفية وفعالية الذات، بجانب عدم وجود دراسات اهتمت بالعلاقة بين فعالية الذات والتشوهات المعرفية لدى المعاقين بصرياً في البيئة العربية، وخاصة مرحلة المراهقة، ذلك في حدود علم الباحثة، إضافة إلى الاستفادة من نتائج الدراسة بما يظهر فيها من علاقات وفروق ومعرفة العوامل المؤثرة على فعالية الذات والتشوهات المعرفية لدى المراهقين المعاقين بصرياً في توجيه الانتباه إلى تخطيط وإعداد برامج وقائية لفعالية الذات لدى المعاقين بصرياً.

 

عقدت المناقشة فى رحاب جامعة جنوب الوادي، تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور بدوى شحات نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد سعيد، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور صلاح سليم، عميد كلية الآداب بقنا، والدكتور أحمد قناوى، عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بقنا، والعديد من القيادات الجامعية والإدارية وأسرة الباحثة.

 

وتكونت لجنة المناقشة والحكم من أ.د.أشرف حكيم فارس، أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب لشئون البيئة وتنمية المجتمع"مشرفا ورئيسا"، وأ.م.د سعاد سعيد محمود استاذ علم النفس المساعد كلية الآداب"عضوا ومناقشا"، وأ.د.عبدالستار محمد إبراهيم وكيل المعهد العالي للخدمة الإجتماعية بقنا "عضوا ومناقشا"، و أ.م.د.حسين أبوالمجد، أستاذ علم النفس الاكلينيكى المساعد ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب ومدير مركز ذوي الاحتياجات الخاصة"عضوا ومشرفا".


 

مناقشة رسالة ماجستير IMG-20240119-WA0125 IMG-20240119-WA0129 IMG-20240119-WA0127 IMG-20240119-WA0126

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جامعه جامعة جنوب الوادي رسالة ماجستير التشوهات المعرفية ذوي الاعاقة البصرية كلية الاداب قنا الذات لدى علم النفس IMG 20240119

إقرأ أيضاً:

المفتي: الإلحاد قضية يلزم عنها الاضطراب والصراع النفسي والتجرؤ على الذات الإلهية

قال الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية،  رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن من أولى القضايا التي نحتاج إلى نقاشها في ملتقى «رؤية إسلامية في قضايا إنسانية»، خلال أسبوع الدعوة الإسلامية الذي تعقده الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية في رحاب الجامع الأزهر– من أولى هذه القضايا قضية الإلحاد، والإلحاد في أبسط معانيه ينظر إليه على أنه ميل وعدول من حق إلى باطل، يستوي في ذلك الأمر سواء وُصف بأنه أمر صغير أو وُصف بأنه أمر كبير".

المفتي يستقبل سفير سنغافورة في القاهرة لبحث تعزيز التعاون في مجال الإفتاء مفتي الجمهورية ينعى شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق

وأضاف فضيلته خلال كلمته بالملتقى مساء اليوم الأحد بالجامع الأزهر الشريف أن قضية الإلحاد من القضايا المهمة التي يلزم عنها القلق والاضطراب، ويلزم عنها الصراع النفسي، ويلزم عنها التجرؤ على الذات الإلهية، ويلزم عنها التهوين من شأن المقدس، ويلزم عنها وضع الأمور في غير موضعها. وحقيقة هذه القضية، عندما نتوقف أمامها لا نستغرب إذ إنها قضية قديمة حديثة، ولا نظن أن عصرًا من العصور يخلو من وجود شبهة أو طائفة تجعل من الإلحاد بوابة لها، ترى أنه به ومن خلاله يمكن أن تتبوأ مكانًا عليا، وأن تحقق لنفسها مكاسب دنيوية أو منافع شخصية، وأن يكون لها مزيج في واقع الناس. ومن ثم تأتي مثل هذه اللقاءات، نحاول أن نفتش عن بعض أسبابها، ولا أقول كل الأسباب، باعتبار أن الوقت محدود والزمن محدود.

وناقش مفتي الجمهورية في كلمته بعض الأمور التي قد تدفع بالإنسان إلى الوقوع في الإلحاد أو في دائرة الملحدين، خصوصًا وأن هذه الأسباب أحيانًا تتجاوز المنطق والعقل والنقل بل والعلم، ولعل أولى هذه الأسباب، يقع الإنسان بسببها في دائرة الإلحاد، هو خوض العقل في غير مجاله، وقد خلق وقده الإنسان منا وأرسل الرسل وأنزل الكتب، ثم أعطى للإنسان قانونًا يمكن من خلاله أن يميز بين الحق والباطل، بين الصحيح والخطأ، بين الطيب والخبيث، وهو قانون العقل والفكر، يعاونه في ذلك الوحي المنزل والرسالات الإلهية.

وتابع فضيلته أن الإنسان منا يمكن أن يصل بعقله إلى ما يريد من بعثة الأنبياء وإرسال المرسلين، لكن الإشكالية أن هؤلاء يظنون أن العقل يمكن أن يصل بالإنسان إلى أمور لا يمكن حصرها، وقد يكون هذا الطرح مقبولًا لكنه في دائرة الأمور المحسوسة أو في دائرة العلوم الدنيوية، وهذه نقطة ينبغي أن نعول عليها، خصوصًا وأن العالم يتنوع إلى نوعين: محسوس وغير محسوس. بل والأعجب من ذلك أن العلم وأن العقل ذاته ربما يخوضان الإنسان إلى الوصول إلى أن ما لا يقع تحت الحسّ أو ما لا يُرى بالعين ليس ذلك دليلاً على عدم وقوعه أو عدم إمكانه، بدليل أن هناك في دنيا الناس أمورًا كثيرة يقر الإنسان بها ويعترف بوجودها إلا أنه يتعذر عليه أن يقف على حقيقتها أو أن يدرك ماهيتها. والدليل على ذلك هذه النفس التي في الجسم الإنساني، والتي تُنظر إليها على أنها أداة الحركة وباب التمييز وسبيل الأداء لمبدأ الاستخلاف الذي فرضه الله تعالى على الإنسان. ولذا قال الله تبارك وتعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}.

وأوضح فضيلته أن الله سبحانه عبّر بهذا: {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}، إشارة إلى محدودية علم الإنسان ووضع حد للأمور وقطع الكبرياء هذا الإنسان، وقد خلق الله خلقًا وهو أعلم بهم، فهو يعلم بأن الإنسان متى يستوي عوده ويستقيم ظهره حتى يبدأ في المبارزة لله تعالى بالمعصية، معلنًا من نفسه القدرة على الإيجاد والخلق.

وبيَّن مفتي الجمهورية أن هذه الآية تأتي لتؤكد للإنسان أنه مهما بلغ من العلم وحاذ من الثقافة، هو في دائرة العلم الإلهي محدود، بل محدود جدًا، بدليل أنه ركب الهواء والماء ومع هذا يعجز عن تدارك هذه الحقيقة التي هي سر الوجود وأداة البقاء. ولهذا كان من رحمة الله تعالى على الناس وإنعامه عليهم أنه كما قيل لله في خلقه رسولان: رسول من الظاهر، ورسول من الباطن. أما رسول الباطن فهو العقل، وأما رسول الظاهر فهو الوحي. إلا أن الاستقامة لرسول الظاهر تتوقف على استقامة رسول الباطن. ومن ثم قيل: إن الناس تعرفوا على ربهم بالنقول وبالعقول.

وخلُص في كلمته إلى أنه يمكن القول بأن أحد أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي بوقوع الإنسان في دائرة الإلحاد هو عدم الفصل بين المسموح وغير المسموح، بين ما يقع في دائرة البحث وما لا يقع في دائرة البحث. لأن هناك مسلمات قضيّتها أنها حقائق بدائية، يعني واضحة لا تحتاج إلا التسليم والرضا، كالإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، والقضاء والقدر. أما إقحام العقل في مثل هذه الموضوعات فإما أن يقع في غلو أو تفريط.

وأشار إلى أن القضية الأولى التي تودي بالإنسان منا إلى الوقوع في الإلحاد هو إقحام العقل في مسائل ليست من اختصاصاته، والله تعالى أطلق العنان للعقل أن يفتش وأن يبحث وأن ينقب وأن يستنتج وأن ينظر في ملكوت السماوات والأرض، في العالم العلوي، في الأرض وما عليها، في النفس الإنسانية، وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟ لكن جوانب ينبغي أن نتوقف من أمامها، لأن الخوض فيها يذهب بالإنسان إلى مزالق خطيرة؛ فإما أن يلحد ويتجرأ على الله تبارك وتعالى، وإما أن يصبح أسيرًا لشهواته، عبدًا لشبهاته، فلا هو في دائرة الملحدين ولا هو في دائرة المؤمنين.

وواصل الحديث عن اسباب الإلحاد وقال إن السبب الثاني هو مظنة التعارض بين العلم والدين، وهذه قضية خطيرة جدًا، ذلك أن جل هؤلاء الملاحدة عندما ينطلقون في بث شبههم يعتمدون على نتائج العلم التجريبي، ويظنون بأن القفزات الهائلة في هذه البحوث التجريبية هي التي أودت بالكثير من الناس إلى هذا الحال. والواقع أنهم يخطئون فلا معارضة أو تناقض بين العلم والدين في شيء. لماذا؟ لأن الدين لا تُفهم أسراره ولا يمكن للإنسان أن يقف على معانيه إلا من خلال العلم. وإلا فلماذا قال الله تعالى في أول توجيه قرآني لهذه الأمة من خلال نبيها: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. ثم لماذا أوقف الله تبارك وتعالى المعرفة به على ذاته وعلى الملائكة وعلى العلماء؟ قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ}.

نتائج العلوم التجريبية

وبيَّن مفتي الجمهورية في ختام حديثه أن نتائج العلوم التجريبية هي التي تقود الإنسان منا إلى الإيمان بالله تبارك وتعالى. هم يدعون مثلاً أن العالم وُجد بالصدفة أو بالمصادفة، والواقع أن العلم يشهد على بطلان هذه الدعوة. لماذا؟ لأن هذه شبهة. لأن الصدفة في المصطلح العادي لدى الناس هي التقابل بين أمرين دون سابق إعداد أو ترتيب، لكن الصدفة في الاصطلاح العلمي تعني إنكار السبب الفاعل أو العلة الغائية. بمعنى بسيط، إنكار أن يكون لهذا العالم موجد أو إله. يكفيني فقط أن أتوقف أمام هذه البنية الداخلية للإنسان، والتي ترى فيها العجب العجاب، والتي ترى فيها القدرة الإلهية مسيطرة داخل هذا الكائن البسيط العاجز الذليل، وهو ما يجعلنا في النهاية نقول في ختام كلمتنا إن الإلحاد إنما نشأ من أفهام مغلوطة نتيجة خوض العقل في غير ميدانه ونتيجة مظنة التعارض بين العلم وبين الدين.

مقالات مشابهة

  • المفتي: الإلحاد قضية يلزم عنها الاضطراب والصراع النفسي والتجرؤ على الذات الإلهية
  • ‎قرار جديد من الجمارك بشأن الإفراج الجمركي لسيارات المعاقين.. التفاصيل
  • ارتفاع التشوهات الخلقية لدى المواليد في غزة
  • تحقيق للجزيرة نت يكشف ارتفاع التشوهات الخلقية لدى المواليد في غزة
  • أهم 7 مهارات تطوير الذات.. سر النجاح في الحياة وتحقيق الأهداف
  • الوادى الجديد وأسيوط وأسوان والشرقية فى المقدمة وحملات الإزالة مستمرة.. قائمة المحافظات الأنجح فى استرداد الأراضى الزراعية
  • مظاهر العقل ودوافعه المعرفية مع الطفرة الرقمية
  • محمد القاضي يحصل على موافقات لإنشاء فرع لمستشفى أبو الريش للأطفال لخدمة أبناء الجنوب
  • الانسجام مع الذات
  • المسائل الكبرى.. ما بين منطق منحرف ومنطق مفقود