بسبب الفشل والهزائم المتلاحقة في قطاع غزة
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
الثورة / متابعة / حمدي دوبلة
كل يوم تزداد الأزمة السياسية المتصاعدة داخل كيان الاحتلال حدة وضراوة، ما يهدد بمزيد من التصدعات والخلافات العميقة التي تعصف بدولة الاحتلال بسبب عدوانها الهمجي على قطاع غزة المتواصل منذ ما يقارب أربعة أشهر دون أن يتحقق أي من أهداف نتنياهو المعلنة، عدا قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وتدمير المنازل السكنية ومرافق البنى التحتية.
وكشف تقرير صهيوني، أمس الجمعة، النقاب عن احتدام التوتر بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع في حكومته الفاشية الإرهابي/يوآف غالانت.
وتحت عنوان “هكذا تبدو المعركة بين نتنياهو وغالانت”، قالت القناة 12 العبرية “منذ أسابيع، حاول رئيس الوزراء ووزير الدفاع إخفاء التوتر بينهما، ولكن الآن لا جدوى من ذلك”.
وأضافت “الجبهة الأخرى وغير الضرورية في الحرب هي تلك القائمة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وكجميع الجبهات النشطة الآن، فهي أيضًا تغلي تحت السطح منذ فترة طويلة”.
وتابعت “يمكن القول إنه بين نتنياهو وغالانت تسود علاقة خيبة أمل متبادلة لفترة طويلة، فنتنياهو عين غالانت في أهم منصب في حكومته، وزير الدفاع، بعد أن رأى فيه جنديا مخلصا، ليس للجيش طبعا بل لرئيس الوزراء نفسه.. نعم رجل يمكن التلاعب به بسهولة”.
ولفتت القناة إلى أنه “منذ اللحظة الأولى كان على غالانت أن يتعامل مع إملاءات سخيفة، إذ اكتشف أن جزءا من مكتبه نُقل كمروحية إلى (زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش)، وهذا ما أرهقه لفترة من الزمن في المعارك التي دارت حول موضوع البؤر الاستيطانية”.
وقالت: “كما وجد غالانت نفسه في خلاف مستمر مع (زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير)، على سبيل المثال حول قضية الحرس الوطني”.
وأضافت “عندما أعلن نتنياهو في نهاية مارس الماضي أنه قرر إقالة غالانت من منصبه، لم يفاجأ أحد في النظام السياسي، وكان واضحا كالنهار أن إقالة وزير الدفاع هي مسألة وقت فقط، لكن الاحتجاج الذي انفجر في تلك الليلة كان له تأثيره، إذ بقي غالانت في منصبه”.
وذكرت القناة أن الأحداث الكبيرة (هجوم حركة “حماس”) على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر “لم ترمم العلاقات بين نتنياهو وغالانت”.
وقالت “من كان يتوقع أن تؤدي أعظم كارثة في تاريخ البلاد إلى إعادة العلاقات بينهما (نتنياهو وغالانت) إلى سابق عهدها، فقد خدع، الوضع ازداد سوءا”.
وأضافت “يتم التعبير عن انعدام الثقة بين الاثنين في حقيقة أن كلا منهما يشتبه في الآخر بالإحاطات والتسريبات، ففي دائرة نتنياهو، غالانت متهم بالتسريبات المتواصلة حتى من المناقشات الأكثر حساسية”.
وتابعت “فما هي نتيجة كل هذه الشكوك والمواجهات؟ الجانبان يعزلان بعضهما البعض على وجه التحديد في الوقت الذي يجب أن تتدفق فيه المعلومات بأكثر الطرق فعالية”.
ولفتت القناة إلى أن “نتنياهو، من جانبه، أصدر تعليماته لرؤساء المؤسسة الأمنية بعدم الاجتماع مع غالانت دون حضوره”.
وقالت “ومن ناحية أخرى، فإن برنامج غالانت لليوم التالي (لنهاية) للحرب، على سبيل المثال، عُرض لأول مرة على المراسلين، وسمع عنه نتنياهو بالصدفة الكاملة واضطر إلى مشاهدته في الثامنة مساء مع الشعب الإسرائيلي بأكمله”.
وأضافت القناة 12 الإسرائيلية “كلاهما يفضلان الإدلاء بتصريح لوسائل الإعلام بمفردهما، ولا سمح الله أن يجتمعا معًا”.
ويشن الجيش الصهيوني منذ السابع من أكتوبر حربا مدمرة على غزة ما زالت مستمرة، خلّفت حتى أمس الجمعة “24 ألفا و762 شهيدا و62 ألفا و108 مصابين وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
غزة تُطيح بكبار قادة إسرائيل.. ما مستقبل نتنياهو؟
حالة من الاضطراب يشهدها الداخل الإسرائيلي خلال هذه الفترة ولاسيما بعد إعلان اتفاق تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة برعاية مصرية أمريكية قطرية والذي دخل حيز التنفيذ منذ الأحد الماضي على عدة مراحل.
أحمد موسى: نتنياهو كان يخطط لإخلاء غزة من الفلسطينيين والسيسي تصدى للمخطط سيناريوهات هدنة غزة
ولكن بعد 15 شهرًا من الحرب الضروس على قطاع غزة ورغم كل التحديات التي مر بها القطاع على مدار هذه الأشهر أصبح اتفاق وقف إطلاق النار بغزة يُشكل تحديًا أمام الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، حيث أطاح هذا الاتفاق بل الحرب أيضًا بكبار القادة بل تنوعت ردود الأفعال من قبل المسئولين الإسرائيلين.
ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تعالت الأصوات من بعض المسئولين الإسرائيلين من ضمنهم إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي الذي هاجم الاتفاق بشدة بل سعى لتقديم استقالته.
وقد أعلن حزب القومية اليهودية "عوتسماه يهوديت"، الذي يترأسه وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي إلى أقصى اليمين إيتمار بن غفير، استقالة زعيمه ووزيرين آخرين من أعضاء الحزب من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال الحزب في بيان إن الوزراء بن غفير وإسحاق فاسرلاوف وعميخاي إلياهو، بالإضافة إلى رؤساء اللجان أعضاء الكنيست زفيكا فوغل وليمور سون هار ميليش وإسحاق كرويزر يتركون مناصبهم.
كما تقدم هيرتسي هاليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، باستقالته بسبب فشل الجيش تحت قيادته في التعامل مع هجوم 7 أكتوبر 2023م.
وفي رسالة استقالته المزمعة في مارس المقبل، قال هاليفي، إن الجيش تحت قيادته فشل في مهمته للدفاع عن دولة إسرائيل.
وفي نوفمبر الماضي، أقال نتنياهو، وزير دفاع جيش الاحتلال يوآف جالانت، بسبب الخلافات حول إدارة الحرب على قطاع غزة ولبنان، واستبدله بـ" يسرائيل كاتس" الموالي له.
كما هدد حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف بزعامة بتسلئيل سموتريتش بانسحابه من الائتلاف الحكومي.
كما استقال العديد من القادة العسكريين، من بينهم اللواء يارون فينكلمان، قائد المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال، الذي عبر عن شعوره بالفشل، قائلًا: "فشلنا في الدفاع عن جنوب إسرائيل، وسيظل ذلك محفورًا في ذاكرتي إلى الأبد".
واستقال اللواء أهارون حاليفا، رئيس الاستخبارات العسكرية، قائلًا: "أحمل ذلك اليوم الأسود معي يومًا بعد يوم، وسأحمل هذا الألم الرهيب إلى الأبد.
وبعد الاستقالات المتكرررة في حكومة نتنياهو، توالت في الأذهان عن مصير نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية.
ويواجه نتنياهو مصيرًا مجهولا بعد ستقالات عدة من قبل المسئولين الإسرائيليين، فبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية فإنه بالنظر إلى الأزمات السابقة التي مر بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، نجد أن استقالة رئيس الأركان عادة ما تسهم في زيادة الضغوط على رئيس الحكومة للاستقالة أيضًا.