قال الإعلامي مصطفى بكري، إن  إسرائيل تواصل الرعب والإرهاب وتقتل بلا رحمة في سكان غزة، والأوضاع تزداد تعقيدًا، ليس فقط على غزة، وإنما على الإقليم ككل.

مصطفى بكري يكشف ملامح خطة التغيير.. تعديل وزاري ورفض التعويم وتوفير الدولار مصطفى بكري يزف بشرى للمواطنين بشأن زيادة الرواتب والمعاشات (فيديو)

وأضاف مصطفى بكري، خلال  برنامجه “حقائق وأسرار” المذاع على فضائية"صدى البلد"  مساء اليوم، : العالم الجبان صامت أمام كل الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين في فلسطين.

مصر تدافع عن القضية الفلسطينية بكل قوتها

وأكد مصطفى بكري الدولة المصرية هي المستهدفة من الحرب على قطاع غزة، مشيرا إلى أن مصر تدافع عن القضية الفلسطينية بكل قوتها، واشترطت عدم دخول أي مواطن أجنبي إلا بعد السماح بإدخال المساعدات لقطاع غزة.

وصعد اليوم الاحتلال الصهيونى حرب الإبادة على أهالى قطاع غزّة لليوم 105 على التوالى، وارتكب عدة مجازر فى مناطق مختلفة من القطاع، اسفرت عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين، بينهم أحمد الدرة شقيق الشهيد محمد الدرة الذى فجر الانتفاضة الثانية قبل 23 عامًا وسط معارك ضارية يخوضها المقاومون الفلسطينيون على محاور التوغل شمال القطاع وشرقه ووسطه وجنوبه، فيما أعلن الاحتلال حصيلة جديدة لخسائره العسكرية فى غزة.

وأكدت المقررة الأممية الخاصة للأمم المتحدة أن إسرائيل تنفذ تطهيرًا عرقيًا للفلسطينيين كما فعلت بين عامى 1947 و1949.

واعترف المتحدث باسم الاحتلال الصهيونى فى مقابلة مع شبكة «إن بى سي» بأن قواته تبحث عن جثث إسرائيليين فى مقابر غزة زاعمًا العثور على جثث 21 محتجزًا إسرائيليًا فى خان يونس وتم نقلها لتل ابيب، فيما تؤكد عدة مصادر فلسطينية أن الاحتلال يسرق جثامين الشهداء وكشفت القناة 14 العبرية أنه تم نقل الجثث إلى إسرائيل للتعرف عليها، ولم يثبت حتى الآن أنها جثث تعود لأسرى إسرائيليين. ورفض رئيس حكومة الاحتلال الصهيونى بنيامين نتنياهو وقف الحرب قبل تحقيق ما وصفه بأهداف تضر بإسرائيل لأجيال قادمة.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن أن الاحتلال ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 150 شهيداً و278 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع حصيلة الشهداء إلى 24780 شهيداً و62200 إصابة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وارتكب الاحتلال مجزرة مروعة، باستهدافه شقّة سكنية فى محيط مستشفى الشفاء وسط مدينة غزّة، ما أدّى إلى ارتقاء 20 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى وجود أعداد من المفقودين لا تزال محاولات انتشالهم جارية منذ ساعات الصباح الأولى حتى الآن.

وأكد الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة أن الاحتلال صعد من غاراته الجوية على محيط مستشفى الشفاء، وشن غارات مركزة، فضلاً عن القصف المدفعى ومن الزوارق الحربية، طال معظم المناطق الوسطى والساحلية للقطاع ومخيمات المغازى والنصيرات ومخيم الشاطئ.

وشن الاحتلال سلسلة غارات عنيفة، فى خان يونس جنوب قطاع غزّة، استهدفت منازل مدنية وسط المدينة، فيما نقلت مصادر طبيّة أن أكثر من 10 شهداء ارتقوا فى القصف على المدينة.

يأتى ذلك فى ظل استمرار انقطاع الانترنت والاتصالات لليوم الثامن على التوالى، فى أطول انقطاع للشبكة عن القطاع منذ بدء حرب الإبادة «الإسرائيلية» يوم 7 أكتوبر الماضى،طبقا لرصد موقع «نتبلوكس» المتخصص برصد شبكات الاتصالات فى العالم.

كما سجلت وزارة الصحة إصابة أكثر من 8 آلاف حالة بعدوى التهابات الكبد الوبائى الفيروسى من نوع A نتيجة الاكتظاظ وتدنى مستويات النظافة الشخصية فى أماكن النزوح التى وصلت تتابعها الطواقم الطبية الحكومية فقط نتوقع أن تكون اعداد الإصابة بعدوى التهابات الكبد الوبائى مضاعفة فى أماكن النزوح المختلفة فى قطاع غزة ومئات حالات الإجهاض والولادة المبكرة نتيجة الذعروالهروب القسرى تحت القصف الوحشى

ونددت الوزارة الفلسطينية بعدم توفر الرعاية الصحية فى أماكن النزوح وصعوبة الوصول للمستشفيات يعرض حياة نحو 60 ألف سيدة حامل للخطر مضاعفات الحمل، وأشارت إلى عجز مختبرات المستشفيات عن إجراء الفحص المخبرى للدم (CBC) نتيجة نقص المواد الخاصة به وكذلك نفاد 60% من المواد الخاصة بالفحوصات المخبرية والفيروسية المختلفة وندد بتحكم الاحتلال فى حجم ونوعية ومسار المساعدات الطبية بهدف ابقاء المنظمة الصحية فى حالة انهيار مستمر.

وقال «القدرة» إنه بعد فرز المساعدات الطبية التى دخلت قطاع غزة فإن نسبة ما يمكن الاستفادة منه للاسف أقل من 30 % وهذا يعنى أن الكم الأكبر من المساعدات لا يلامس احتياجاتنا المطلوبة

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر فى الكابينت قوله: «هذه الحرب لا مستقبل أو فحوى لها نتنياهو يطيل الحرب للتهرب من سؤال المسئولية الجميع ينتظر العثور على السنوار فى أى نفق واغتياله وعرض الاغتيال كصورة للانتصار».

وأكد عضو لجنة الخارجية والأمن فى الكنيست، عميت هليفيان «الخطة الحالية التى تعمل القوات بها لن تؤدى إلى القضاء على حركة حماس».

واكدت القناة 12 الإسرائيلية أن العبوات المزروعة فى أحد المنازل فى غزة تسببت فى انهياره على المقاتلين الإسرائيليين وقوات الإنقاذ، وقالت تم تنفيذ أكثر من 400 عملية إخلاء جوى من غزة وقامت الفرق الطبية بمعالجة أكثر من 3 آلاف مصاب.

كما كشفت عن وجود حالة من الغضب بين عناصروحدة المسح التابعة لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية، وذلك بعد تقليص المنحة المالية المخصصة لهم إلى النصف تقريباً.

واعترفت قوات الاحتلال بصعوبة عملية إجلاء عناصرها القتلى والمصابين من غزة تواجه العديد من التحديات العملياتية والتهديدات، وقوات الإنقاذ تواجه تهديدات بإطلاق صواريخ آر بى جى ونيران القناصة والمنازل المفخخة، والعبوات المزروعة فى أحد المنازل فى غزة تسببت فى انهياره على عناصر الاحتلال وقوات الإنقاذ

واكدت صحيفة «جيروزاليم بوست» تفيد بأن مئات المقاتلين الإسرائيليين ممن خدموا فى الحرب الحالية على غزة يعانون من التهابات حادة فى القدمين، وذكرت الصحيفة أن الجنود يعانون كذلك من ظهور أظافر تحت الجلد، وهى حالة تسبب ألمًا شديدًا وصعوبة فى مواصلة الأنشطة العملياتية.

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن أن 80% من الإسرائيليين بالخارج لا يريدون العودة لإسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر الماضى وفقاً لاستطلاع المنظمة الصهيونية. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى بكري غزة إسرائيل قطاع غزة بوابة الوفد مصطفى بکری قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

اليونيسف: غزة تحوّلت إلى مقبرة أطفال.. يواجهون الموت والجوع بلا رحمة (فيديو)

حذّر الناطق الرسمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، كاظم أبو خلف، من الكارثة الإنسانية التي يعيشها أطفال غزة، مشيرا إلى أن القطاع تحوّل إلى "مقبرة أطفال بشعة".

وأكد أبو خلف، في مقابلة مصورة مع "عربي21"، أن "أطفال غزة يواجهون الموت والجوع والمرض بلا رحمة وسط دمار واسع ونقص حاد في الغذاء والدواء، في ظل استمرار الحرب. آلاف الوجوه البريئة أُطفئت أحلامها قسرا، وسط صمت عالمي يثقل قلوب الأمهات الثكالى والأطفال الجرحى".

وقال إن "قطاع غزة شهد مقتل أكبر عدد من الأطفال خلال الحروب في التاريخ الحديث؛ فهناك 15,613 طفلا قُتلوا في غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ومتوسط القتلى اليومي يُقدّر بحوالي 27.9 طفلا".


وأضاف الناطق الرسمي باسم "اليونيسف": "لا يوجد نزاع أو حرب يسقط فيه هذا العدد الهائل من الضحايا بشكل يومي إلا في قطاع غزة. الأرقام صادمة وتتحدث عن نفسها، وتعطي صورة قاتمة جدا لما يجري في القطاع".

وأشار إلى أنه "منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لم يخرج من قطاع غزة لغرض العلاج الطبي سوى 2000 شخص فقط، منهم 690 طفلا فقط، وهو معدل بطيء جدا، ولو استمرت سرعة الخروج لغرض العلاج الطبي بهذا المعدل ربما نحتاج إلى سنين طويلة لعلاج المصابين".

وأوضح الناطق باسم "اليونيسف"، أن "الوضع النفسي للأطفال في قطاع غزة سيء بامتياز؛ فالأطفال لا يسمعون إلا صوت القصف والدمار والاجتياحات، حتى المصطلحات التي أصبحت تجري على ألسنتهم هي مصطلحات لا ينبغي أن تجري على لسان الأطفال، وجميع هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى دعم نفسي بدرجات كبيرة ومتفاوتة".

وإلى نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

كيف تقيم مجمل وضع الأطفال في غزة حاليا؟

الوضع في قطاع غزة بشكل عام كارثي بامتياز، ونحن نتجه نحو الهاوية إذا استمر الحال على ما هو عليه اليوم، واليوم يمر أكثر من 58 يوما على توقف دخول المساعدات، والتي توقفت في الثاني من آذار/ مارس الماضي، وهي أطول فترة لا تدخل فيها المساعدات إلى قطاع غزة.

الناس بحاجة كبرى إلى كل أنواع المساعدات؛ فلا يدخل غذاء ولا ماء ولا دواء ولا أي شيء يخطر على البال، وفي المقابل هناك استئناف للعمل الحربي منذ الثامن عشر من آذار/ مارس.

وفي التاسع من آذار/ مارس أيضا قُطعت الكهرباء عن محطة تحلية المياه المركزية الموجودة في دير البلح، ما أدى إلى خفض ما تنتجه هذه المحطة من مياه صالحة للاستخدام الآدمي بنسبة 85%، وهو ما أثّر على مليون من الناس منهم 400 ألف طفل، وإذا استمر الحال على ما هو عليه فنحن نتجه نحو نفق مظلم جدا على مرأى ومسمع من الناس، ومَن يدفع ثمن كل هذا بالدرجة الأولى هم الأطفال.

قطاع غزة تحوّل بكل أسف إلى "مقبرة أطفال بشعة"، والأطفال هناك يواجهون الموت والجوع والمرض بلا رحمة وسط دمار واسع ونقص حاد في الغذاء والدواء، في ظل استمرار الحرب. آلاف الوجوه البريئة أُطفئت أحلامها قسرا، وسط صمت عالمي يثقل قلوب الأمهات الثكالى والأطفال الجرحى.

ما آخر الإحصائيات التقريبية للأطفال القتلى والمصابين في غزة؟

نحن في اليونيسيف نحاول دائما أن نتحقق من المعلومات قبل أن نجعلها تصريحات رسمية، وفي أدنىالتقديرات نتحدث عن 15,613 (خمسة عشر ألفا وستمائة وثلاثة عشر) من الأطفال قُتلوا في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولو قُسِّم هذا الرقم على عدد أيام الحرب التي وصلت 18 شهرا تقريبا، فإن متوسط القتلى اليومي يُقدّر بحوالي 27.9 طفلا يسقط يوميا في قطاع غزة منذ أن بدأت الحرب.

أي نزاع في الدنيا يسقط فيه هذا العدد الهائل من الأطفال كل يوم؟، ولو أخذنا في الاعتبار الأرقام التي ترد في بعض التقارير حول عدد الضحايا من الأطفال وغيرهم ثم قسّمنا هذه الأرقام على عدد أيام الحرب فإن متوسط عدد القتلى والجرحى هو 299 شخصا يوميا بين قتيل وجريح منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

لا يوجد نزاع أو حرب يسقط فيه هذا العدد بشكل يومي إلا في قطاع غزة، فضلا عن ضياع العام الدراسي، والحاجة للإخلاءات الطبية، بالإضافة لأعداد المفقودين تحت الأنقاض، والأيتام، ومن فقدوا جميع ذويهم.. الأرقام صادمة وتتحدث عن نفسها، وتعطي صورة قاتمة جدا لما يجري في القطاع.

وماذا عن وضع الأطفال الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟

مسألة الأطفال الأسرى في السجون الإسرائيلية سواء كان الوضع في قطاع غزة أو في الضفة الغربية نتركها لجهات مختصة لتتبحر في هذه المسألة من جهة القانون الدولي، والتحويلات في حال تم الإفراج عنهم.

فأحيانا المعلومات تصل متأخرة، وأحيانا تصل مجتزأة، ونحاول التيقن من بعض الأرقام، ولكن ما نستطيع أن نؤكده وفق تعريفات اليونيسيف للأطفال بأن هناك من الأطفال مَن هو أسير لدى الجانب الإسرائيلي سواء من أطفال قطاع غزة أو من الضفة الغربية، وهذا ليس بجديد، وهو مدعاة لنؤكد على أهمية إطلاق سراح الأطفال، بل نتساءل لماذا يؤسر الطفل من الأساس، وهو ما يوضح جانبا آخر مما يجري من تعقيدات في المشهد الغزي أو المشهد الفلسطيني بشكل عام.

ما تداعيات العدوان الإسرائيلي على الحالة النفسية لأطفال غزة؟

الوضع النفسي للأطفال في قطاع غزة هو سيء بامتياز؛ فالأطفال لا يسمعون إلا صوت القصف والدمار والاجتياحات، حتىالمصطلحات التي أصبحت تجري على ألسنتهم هي مصطلحات لا ينبغي أن تجري على لسان الأطفال، فبدلا من تعلم الأبجدية والحساب والعلوم.. إلخ، تراهم يتحدثون عن أنواع الطائرات الحربية، وأنواع القصف، وهل هذا قصف جوي أم قصف مدفعي؟
  
بالمناسبة هناك 650 ألف طفل تقريبا في سن المدرسة في قطاع غزة، وإجمالي عدد الأطفال بحسب اليونيسيف 50% من سكان قطاع غزة، وجميعهم يحتاجون إلى دعم نفسي بدرجات متفاوتة، إلى هذا الحد المشهد الغزي مُعقّد بالنسبة للأطفال.

لو تحدثنا عن جهود اليونيسف الحالية في مواجهة الأزمة التي يعانيها أطفال غزة؟

منظمة اليونيسيف، وغيرها من المنظمات القائمة على عملية الاستجابة الإنسانية، سواء في المنظومة الأممية كمنظمة الصحة العالمية، أو برنامج الغذاء العالمي، أو الأونروا، وحتى المؤسسات الإنسانية غير المنتمية للمنظومة الأممية، الجميع يحاول جاهدا تقاسم الأدوار بحيث تقدم الخدمات بشكل أكثر فعالية.

في اليونيسيف لدينا ما نسميه «مساحات التعليم المؤقتة»، وهي عبارة عن خيام كبيرة تُقام في وسط تجمعات خيام النازحين، وندعو إليها الأطفال حتى يستعيدوا بعضا من ملامح الحياة الطبيعية للطفل. نود أن نعيد الطفل إلى المربع الذي يستيقظ فيه من النوم ليقول:"أنا ذاهب إلى المدرسة"، حتى لو كانت هذه المدرسة عبارة عن خيمة كبيرة، ولكن أحد التحديات الكبرى في هذا المجال أن تقع هذه الخيمة -التي نسميها مجازا مدرسة- في نطاق إخلاء جديد فنعود بانتكاسة في العملية التعليمية.

من التحديات أيضا عدم دخول الأدوات المدرسية، مثل الكراسات (القرطاسية) والأقلام وغيرها، وهي موجودة على الجانب الآخر من الحدود لكن لا يسمح لها بالدخول.

ومن المساعدات التي تقدمها اليونيسيف هي زيادة نسبة التطعيمات في قطاع غزة؛ فعدد أنواع التطعيمات الروتينية للأطفال 11 نوعا، وكانت متوفرة بنسبة 98% قبل الحرب، والآن انخفضت النسبة إلى ما دون 85%، وهذا ينذر بكارثة كبرى. لذا، سارعنا في القيام بثلاث جولات للتطعيم ضد شلل الأطفال دون سن العاشرة، وتمكنا من تطعيم 603 ألف من الأطفال المحتاجين لهذا النوع من التطعيم.

من جهة أخرى، تركزمنظمة الصحة العالمية على الإخلاءات الطبية؛ فحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية من 11 إلى 13 ألف شخص يحتاجون إلى إخلاء طبي، بينهم 4500 طفل (أربعة آلاف وخمسمائة).

منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لم يخرج من قطاع غزة لغرض العلاج الطبي سوى 2000 شخص فقط، منهم 690 طفلا فقط، وهو معدل بطيء جدا، ولو استمرت سرعة الخروج لغرض العلاج الطبي بهذا المعدل ربما نحتاج إلى سنين طويلة لعلاج المصابين، وذلك فضلا عن الإصابة بالأمراض الأخرى كالإسهال، والنزلات التنفسية والمعوية، والحصبة والجدري، ولو نظرنا لوضع البنية التحتية والصرف الصحي، فالوضع سيء للغاية، فحدث ولا حرج.

هل تعرّضت فرق اليونيسف في غزة لانتهاكات مباشرة من قِبل إسرائيل؟

فرقنا بفضل الله حتى الآن لم تتعرض لحادث، ولكن هناك فرق كثيرة تعرضت لحوادث من قِبل الجانب الإسرائيلي.

إجمالي عدد العاملين في المجال الإنساني الذين سقطوا في قطاع غزة منذ بداية الحرب 408 شخصا، وكان النصيب الأكبر منهم من العاملين في الأمم المتحدة؛ فلم يسقط من العاملين في الأمم المتحدة منذ إنشائها في أي نزاع في العالم كما سقط في قطاع غزة.

قبل فترة قريبة قُصف مكتب تابع لمؤسسة تابعة للأمم المتحدة في قصف مدفعي إسرائيلي، نتج عنه إصابة 5 من الزملاء الأجانب، وقُتل أحدهم، والمصابون أصيبوا بجراح ستغير حياتهم؛ فمنهم مَن فقد يده، ومنهم مَن فقدقدمه.

منظمة الأونروا وحدها سقط منها ما لا يقل عن 300 من العاملين لديها، كما سقط في هذه الحرب عاملون من الصليب الأحمر، وصندوق التنمية الإنمائي التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية.

وحتى الآن في اليونيسيف -بفضل الله- لم نفقد أحدا، ولكن هذا أمر غير مضمون في غزة؛ فلا يوجد مكان آمن أو شخص آمن في هذا القطاع.

كيف تقيم دور المنظمات الدولية في مساعدة أطفال غزة وأبرز الصعوبات التي تواجه عملها؟

المنظمات الدولية في غزة تقتسم الأدوار؛ فنحن في اليونيسيف نركز بطبيعة تخصصنا على موضوع الأطفال، وتعليمهم، وصحتهم النفسية، أما منظمة الصحة العالمية فتركز على إخراجهم لغرض العلاج، أما الأونروا فتوزع التطعيمات.

نحن –على سبيل المثال- مثلا نستجلب التطعيمات ونقدمها للأونروا، وتقوم فرقها العاملة في العيادات، ومراكزها الصحية على تقديم التطعيمات للأطفال، أما برنامج الغذائي العالمي فيحاول الحصول على المكملات الغذائية من منظمة الصحة العالمية.

ونحن في اليونيسيف نحاول أن ندخل الأدوية والمستلزمات الطبية، ونحاول التركيز على الأطفال، لكن يجب أن نفرق بين ما يُعرف بأنه عملية استجابة إنسانية شاملة، وممنهجة، ومخطط لها وفق خطط معروفة ذات مغزى،وعملية استجابة إنسانية قائمة على إنقاذ الحياة فقط.

ما يجري الآن في قطاع غزة، ونتيجة لاستمرار إطلاق النار، تعتبر عملية استجابة إنسانية مُشوّشة تعتمد فقط على إنقاذ الحياة.

العملية الإنسانية الشاملة تكون وفق أصول وشروط، منها: وقف إطلاق النار، أو تخصيص مناطق آمنة، أو طرق آمنة لدخول الموارد والمساعدات، وحركة حرة للعاملين في المجال الإنساني، ودخول الوقود، وتوفير شبكة اتصالات.. كل هذه الأمور غير موجودة مطلقا في قطاع غزة، فلا يمكن لليونيسيف، أو غيرها من المؤسسات العاملة، الإدعاء بأنها تقوم بعملية استجابة إنسانية شاملة ذات مغزى، ومن هنا تحوّلنا إلى ما نسميه "عمليات إنقاذ حياة" في مجال الاستجابة الإنسانية.

برأيكم، مَن يمكنه التدخل لتوفير ما يكفي من الغذاء لأطفال غزة؟

الغذاء، والدواء، والوقود، والملابس، والأحذية، والتطعيمات، والمعدات الطبية، والحفاضات.. وكل ما يخطرببالك متوفر على الجانب الآخر من الحدود،ولكنه يتعفن في انتظار أن يُسمح له بالدخول؛ فالموارد موجودة ولكن ليست ذات فائدة إذا لم تدخل.

والسؤال هنا: مَن الذي يجب أن يدفع باتجاه دخول المساعدات حتى نستلمها نحن في المؤسسات الإنسانية، ومن ثم نقدمها لمَن يحتاجها، الجواب هو المجتمعالدولي، الذي على ما يبدو لا يزال يُصر على ألا يحرك ساكنا فيما يجري في غزة، ويكتفي بتصريحات إدانة تخرج من هنا وهناك على استحياء، بدلا من فرض الأمور فرضا، وزيادة الضغط على أطراف النزاع من أجل تحقيق وقف نهائي لإطلاق النار، أو على الأقل هدنة، وإلا فأضعف الإيمان توفير مناطق آمنة للمدنيين، وطرق آمنة وحركة سهلة للعاملين في المجال الإنساني.

كيف تُفسّر تقاعس المجتمع الدولي عن إدخال المساعدات إلى غزة؟

لا يوجد مَن يستطيع أن يُفسّر هذا التقاعس، وهذا الشلل الذي أصاب المجتمع الدولي تجاه يجري لنا، وكنا نراقب -وما زلنا- تبني الإعلام الغربي منذ اللحظة الأولى وبشكل عجيب للرواية الإسرائيلية، وانحيازه لها، ثم بدأ بعد ذلك شيئا فشيئا يتجه إلى حد ما نحو الحياد، بالرغم من كون الحياد الآن لم يعد يكفي؛ فالأصل أن تسلط الضوء بكل مهنية واستقلالية على أساس المشكلة، وعلى الاحتياج وما هو المطلوب.

رافق ذلك عجز عربي رسمي غريب، وربما غير مُستغرب، ومعه استكانة شعبية عربية هي الأغرب، لأن عادة الشعوب العربية أنها نابضة بالتعاطف لما يحصل في قطاع غزة؛ فما يحصل في القطاع يجلب التعاطف الإنساني من كل العالم، ومن المؤسف أننا نرى نشاط شعبي أجنبي في بلدان أوروبية، ولا نراها في بلدان عربية، وإن كانت فهي على استحياء وليست بالمستوى المطلوب.

في النهاية: القرار بيد القوى الوازنة، والفاعلة في المجتمع الدولي، التي بإمكانها فرض الأمور، وبالمناسبة ونحن بهذا الصدد نذكر الضغط الذي مارسه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عندما قال قبل استلام منصبه في كانون الثاني/ يناير الماضي: "أود أن أرى وقفا لإطلاق النار"، وقد تحقق وقف إطلاق النار حينها بالفعل.

فإذا كانت الأمور تتحقق بهذه السهولة فما الذي يمنع دفع الأمور دفعا لتحقيق ذلك، وإلى أن يحدث ذلك لا يوجد أمام في المؤسسات الإنسانية إلا الاستمرار في تقديم ما تستطيع تقديمه من استجابة إنسانية حتى تتهيأ الظروف لوقف إطلاق النار، أو وقف تام لهذه الحرب.

كيف تنظرون لمستقبل أطفال غزة في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب؟

عندما تنتهي الحرب سيعكف الكثير من الناس على الاهتمام بالأطفال؛ لأنهم هم المستقبل، وهذا يحتاج إلى وقت طويل، وإلى موارد، ونعوّل كثيرا على "الروح" السائدة في قطاع غزة؛ فهو شعب يود أن يحيا، ولا يرى ذلك خيارا، لكنهم بحاجة إلى وقت، وبخاصة فيما يتعلق بمسألة الدعمالنفسي، والعمل على ترميم نفسية الأطفال؛ فقد رأوا في هذه الحرب -التي لم يبدأوها ولايستطيعوا إيقافها- ما لا يجب أن يراه أي طفل؛ فكل ما لا يجب أن يراه الأطفال رآه أطفال قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري يوجه رسالة حادة لمثيري الفتنة في قضية الطفل ياسين
  • ما وراء دعوة المخابرات الإسرائيلية سكان غزة للتواصل معها؟
  • التسريبات وثوابت الموقف.. مصطفى بكري يكشف في «حقائق وأسرار» محاولات تشويه الرئيس عبد الناصر
  • جيش الاحتلال يحشد قواته الاحتياطية لتوسيع عملياته العسكرية في غزة
  • الاتحاد العالمي للمهاجرين اليمنيين يشكر مصطفى بكري لمناشدته بشأن أوضاع اليمنيين بمصر
  • اليونيسف: غزة تحوّلت إلى مقبرة أطفال.. يواجهون الموت والجوع بلا رحمة (فيديو)
  • «مصطفى بكري» لـ العربية الحدث: لا مكان لمرتكبي المذابح على مائدة مفاوضات السودان
  • «مصطفى بكري»: مصر ترفض مبدأ الحكومة الموازية لأنه يعد ترسيخا لمبدأ تقسيم السودان
  • بكري: زيارة البرهان مهمة في ظل انتصارات الجيش السوداني.. ومصر لا تتعامل مع الميليشيات
  • ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية إلى 52 الفا و243