دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، إلى إجراء انتخابات جديدة مبكرة في إسرائيل "قبل فوات الأوان"، لاستعادة الثقة في قيادة البلاد، مُنتقداً سياسة نظيره الحالي بنيامين نتنياهو ومحذرا من أن مسار الحرب قد ينذر بـ"غرق إسرائيل في مستنقع غزة".

اعلان

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية قول باراك، إن الحرب في غزة ستدخل أسبوعها الخامس عشر، "ونرى اليأس يسيطر على الإسرائليين، والشعور بأنه رغم المكاسب التي حققها الجيش، فإن حماس لم تُهزَم، والأمل في عودة الرهائن آخذ في التراجع".

ووصف المسؤول الإسرائيلي السابق، رفض نتنياهو مناقشة خطط "اليوم التالي" لفترة ما بعد انتهاء القتال في غزة، بأنه "غير معقول"، وقال إن الافتقار إلى التخطيط يضر بالجهد الحربي والعلاقات الدبلوماسية المستقبلية للبلاد.

واستطرد إيهود باراك في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الخميس: "لا يستطيع الجيش الإسرائيلي تحسين احتمالات الفوز عندما لا يكون هناك هدف سياسي محدد، وفي غياب هدف واقعي سينتهي بنا الأمر غارقين في مستنقع غزة. ونقاتل في آن واحد في لبنان والضفة الغربية، وهذا يؤدي إلى تآكل الدعم الأمريكي، وتعريض اتفاقيات أبراهام واتفاقيات السلام مع مصر والأردن للخطر".

وأضاف باراك أن اقتراح إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن في تشرين الثاني/نوفمبر، والذي ينص على سيطرة السلطة الفلسطينية، على غزة بعد الحرب، يقدم "المخطط العملي الوحيد" للمضي قدماً، وسيتطلب من إسرائيل المشاركة في المحادثات المستقبلية "نحو حل الدولتين".

يجب أن تكون هناك انتخابات مبكرة، وسيحدث هذا عندما يثور غضب عائلات الرهائن، ومجتمعات النازحين، وجنود الاحتياط، والأعداد الكبيرة من الإسرائيليين الذين يتذكرون 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جيداً".

وأوضح أن المقترح الأمريكي نص على أنه "بعد القضاء على قدرات حماس، يتم تشكيل قوة عربية من أعضاء محور الاستقرار الذي سينشأ لإدارة القطاع لفترة محدودة".

وبين أنه وفقاً للاقتراح، فإنه "خلال هذه الفترة الانتقالية، ستعود غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، وستحظى بالاعتراف الدولي، مع مراعاة الترتيبات الأمنية المقبولة لدى إسرائيل".

نتنياهو يقر بالخلاف مع واشنطن: لن أسمح بقيام دولة فلسطينية ما دمت في منصبي

ورأى المسؤول الإسرائيلي السابق أنه بين إسرائيل والحل الممكن في غزة يقف نتنياهو نفسه، ومن وصفهم بمبتزيه، في إشارة إلى وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريش: "هما من يمنعان إسرائيل من التحرك من أجل أمنها بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ويجرّونها إلى الهاوية، خدمة لمصالحهما الخاصة".

وأضاف مؤكداً: "يجب أن تكون هناك انتخابات مبكرة، وسيحدث هذا عندما يثور غضب عائلات الرهائن، ومجتمعات النازحين، وجنود الاحتياط، والأعداد الكبيرة من الإسرائيليين الذين يتذكرون 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جيداً".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أكد الخميس في مؤتمر صحفي أنه أبلغ الولايات المتحدة معارضته إقامة دولة فلسطينية كجزء من أي سيناريو ما بعد الحرب، تصريح قد يساهم في زيادة التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

صفقة دخول أدوية إلى غزة دون تفتيش تفجر خلافات داخل حكومة نتنياهوأكسيوس: بايدن محبط وصبره "ينفد" مع نتنياهونتنياهو يقر بالخلاف مع واشنطن: لن أسمح بقيام دولة فلسطينية ما دمت في منصبي

وكانت الولايات المتحدة قد دعت إسرائيل إلى "تخفيض" حدة هجومها، وقالت إن إقامة دولة فلسطينية يجب أن تكون جزءاً من خطة ما بعد الحرب على غزة، لهذا لا شك أن هذا الرفض الواضح لإقامة دولة فلسطينية، يتعارض مع الموقف المعلن للرئيس الأمريكي جو بايدن، أحد أقوى حلفاء نتنياهو، الذي دعا، إلى حل الدولتين

المصادر الإضافية • صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حريق هائل إثر هجوم أوكراني بطائرة بدون طيار على مستودع للنفط في روسيا الاتحاد الأوروبي يقر نظام عقوبات على حماس.. استهدف 6 أشخاص غزة "قصة حياة استثنائية".. ولادة طفل كل عشر دقائق بحسب اليونيسف منذ السابع من أكتوبر أسرى قطاع غزة حركة حماس احتجاز رهائن بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. قصف مستمر واشتباكات ضارية في خانيونس والرئيس الإسرائيلي يواجه شكاوى جنائية بسويسرا يعرض الآن Next غزة "قصة حياة استثنائية".. ولادة طفل كل عشر دقائق بحسب اليونيسف منذ السابع من أكتوبر يعرض الآن Next دائرة حول ما تريد.. غوغل تعلن عن أداة بحث جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي يعرض الآن Next سويسرا: "شكاوى جنائية" ضد الرئيس الإسرائيلي خلال مشاركته في منتدى دافوس يعرض الآن Next شاهد: ألحان الموسيقى الأندلسية تعود إلى الدار البيضاء بمشاركة فرق من مختلف أنحاء العالم اعلانالاكثر قراءة لأول مرة.. الصحة العالمية تعلن انخفاض عدد المدخنين حول العالم تستمر التغطية| قصف مكثف على خان يونس ونتنياهو يؤكد: لن أسمح بقيام دولة فلسطينية ما دمت في منصبي مقتل تسعة أشخاص في غارات باكستانية انتقامية على إيران للمرة الأولى.. البرلمان الأوروبي يعتمد قراراً يدعو إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في غزة نتنياهو يقر بالخلاف مع واشنطن: لن أسمح بقيام دولة فلسطينية ما دمت في منصبي

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو قطاع غزة طوفان الأقصى فلسطين ألمانيا سياسة الهجرة منوعات برلمان Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو قطاع غزة My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ DAVOS Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: أسرى قطاع غزة حركة حماس احتجاز رهائن بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو قطاع غزة طوفان الأقصى فلسطين ألمانيا سياسة الهجرة منوعات برلمان حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو قطاع غزة الولایات المتحدة بنیامین نتنیاهو یعرض الآن Next فی غزة

إقرأ أيضاً:

دولة فلسطينية موعودة

منذ اتفاقيات أوسلو عام 1993، وحتى اليوم، لم تتبلور الدولة الفلسطينية الموعودة أو حتى "نواة" دولة فلسطينية. ولم يبقَ من وعود "خريطة الطريق" الصادرة عن اللجنة الرباعية عام 2003 سوى كلمات جوفاء. أما خيار حل الدولتين، فقد أصبح سرابًا دعائيًا يُستدعى فقط في أوقات الأزمات ليبدو أشبه بظلٍ في حقل. وتم سحق هذا الخيار تمامًا في طوفان ومحرقة غزة، برفض صريح من مختلف مكونات دولة الاحتلال ومصادقة الكنيست عليه.

في هذه الأثناء، يقف أرباب أوسلو على قارعة طريق الفشل، مترقبين عروضًا أميركية لا تحمل سوى وعود مفرغة، خاصة بعد استبعاد قضية القدس من طاولة المفاوضات وشطب حق العودة.

قد تُطرح معادلة جديدة تعتمد على التطبيع مقابل مسمى دولة. ومع ذلك، يواصل البعض التعلق بأوهام مؤتمر دولي ودولة مزعومة ماتت قبل ولادتها، في ظل تحول الولايات المتحدة من راعٍ للتسوية إلى شريك مباشر في الإبادة الجماعية. أما أفق "الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة"، فقد تحول إلى مشروع دولة وظيفية للتنسيق الأمني وحراسة الحدود.

ورغم أن "سلطة أوسلو" تلهث وراء أموال المقاصة وبطاقات الـ VIP، فقد تآكلت مبررات وجودها بفعل انخراطها في التنسيق الأمني بدلًا من تحقيق السلام أو الدفع بالمفاوضات. في الوقت ذاته، تمضي خطط التهجير لغزة والضفة على قدم وساق مع ترويج يتعالى لـ "الوطن البديل" علنًا، مدعومة بعنجهية أميركية نافذة.

إعلان

رغم ذلك، ما يزال صمود الشعب الفلسطيني وإرادته في المقاومة عاملًا حاسمًا في منع تدهور الحقوق المشروعة، كما أظهرت ملحمة غزة الأسطورية. مجرمو الإبادة الجماعية والمحرقة، يواصلون ضم الضفة الغربية، مما يقضي على مشروع "الدولة الفلسطينية" عبر قانون الكنيست الذي يمنع قيامها ضمن حدود 1967.

هذه السياسات تلقي بظلال قاتمة على عملية التسوية وحل الدولتين برمتهما، مع مستقبل سوداوي يلوح في الأفق للسلطة الفلسطينية ولحركة فتح.

تبقى الطموحات الفلسطينية رهينة الضغوط الأميركية الشرسة، في ظل تغول حكومة السلطة الفلسطينية التي تكرس خارطة طريق وحيدة عنوانها التنسيق الأمني والدور الوظيفي الذليل مقابل امتيازات فردية.

بينما على الأرض، تتسارع خطوات الدولة الفاشية لتغيير وقائع الضفة الغربية عبر قرارات سريعة، مثل ضم مستوطنات الخليل إلى منطقة النقب، وإلغاء قانون فك الارتباط عن مستوطنات شمالي الضفة، والإعلان عن آلاف الوحدات الاستيطانية، بهدف الوصول إلى مليون مستوطن في الضفة، ومليون آخر في القدس بحلول عام 2030.

هذا إلى جانب وقف صرف الحقوق المالية للشعب الفلسطيني، مما يؤدي إلى إنهاك السلطة وصولًا إلى الانهيار، ضمن خطة الحسم، وخلق وقائع ميدانية تمنع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية.

أما بن غفير وعصابات المستوطنين، فيواصلون اقتحام المسجد الأقصى، معلنين أنه المكان الأقدس لليهود، مما ينذر بتحول المعركة إلى حرب دينية شاملة، حال استيقظت شعوب المنطقة.

تواصل الولايات المتحدة الترويج لوهْم حل الدولتين، فيما تقدم دعمها الكامل لمجازر الإبادة الجماعية، إلى جانب معظم العواصم الغربية، مع الإكثار من ترديد مصطلح "الدولة الفلسطينية".

بالنسبة لهؤلاء، جنبًا إلى جنب مع السلطة الفلسطينية وبعض الحكومات العربية، يشكل استمرار اللعبة التفاوضية ضرورة لجميع الأطراف. كل التهديدات والشروط التي تُطلق بين الحين والآخر ليست سوى ألعاب دبلوماسية لا تغير شيئًا في الواقع. قيادة السلطة اليوم هي الأكثر حرصًا على استمرار هذه اللعبة؛ لأن الإعلان عن فشلها سيضعها مباشرة داخل دائرة التهديد الوجودي.

إعلان

في المقابل، تبقى المقاومة الصامدة في غزة والمتصاعدة في شمال الضفة خيارًا بديلًا يرفض العبث والتضحية بثمار الأرواح البريئة، ويؤمن بأن تحرير فلسطين ليس تهورًا، بل واجبًا وحقًا.

إنه بيع الوهْم الأميركي مجددًا بعد ثلاثين عامًا من اتفاقية أوسلو، حيث يتم الترويج لفكرة دولة فلسطينية دون سيادة أو حدود أو القدس. القيمة الكبرى لهذه الدولة، كما يتوقعون، هي قدرتها على حماية أمن (إسرائيل)، والثمن يُقبض مباشرة عبر التطبيع، لتلحق الدول العربية بركب التطبيع دون تحقيق أي مكاسب حقيقية.

ورغم أن دولة الاحتلال تدرك أن هذا مجرد بيع للسراب، فإن هناك إجماعًا بين عصابات الإبادة على رفض القبول حتى بمجرد بيع الوهْم من واشنطن، مع تهديد بإلغاء اتفاقية أوسلو التي أصبحت ميتة.

وقد أثبت نتنياهو موقفه منذ كتابه "مكان تحت الشمس"، وعلى مدار عقود من الحكم، متباهيًا بأنه من منع قيام دولة فلسطينية. وجهوده في ضم الضفة الغربية عبر خطط الضم والحسم ليست سرًا، خاصة بعد إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وهو ما لم تواجهه أميركا بأي خطوات فعلية، بل استسلمت كما فعلت مرارًا، وكذلك تبعتها أوروبا. أما الصين وروسيا، فتلتزمان الصمت السلبي في كل مرة.

المنظومة الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تدرك كل ذلك، ولن تسمح بأن تنقلب المنطقة رأسًا على عقب في وجه الجميع، رغم تلاشي الوزن الإستراتيجي لدولة الاحتلال. هذا الوضع يجعل القضية الفلسطينية في موقع القيادة دون منازع، مما يهدد مصالح الدولة العبرية وبعض الأنظمة العربية، وبالتالي مصالح القوى الغربية أيضًا.

تعتمد إستراتيجية أميركا على إلهاء السلطة الفلسطينية والعرب بوهْم الدولة الفلسطينية، بينما تركز على مواجهة الصين وإنهاء المشروع النووي الإيراني. ويتطلب هذا تجييش المشاعر والحكومات العربية ضد إيران، واستمرار صناعة "البعبع"، مما يعقد المشهد نحو حرب إقليمية في حال استمرار تداعيات محرقة غزة.

إعلان

أميركا تسعى إلى مفاوضات لا نهاية لها مقابل تطبيع مفتوح، مما يؤدي إلى تغول على الحقوق الفلسطينية. في مواجهة ذلك، لا يجد الفلسطيني الرافض هذا العبثَ بحقوقه إلا خيار الصمود والمقاومة، وإحياء مشروع الوحدة الوطنية على هذا الأساس، وسحب الاعتراف بإسرائيل ما دام لا يوجد اعتراف بدولة فلسطين.

والخطاب الأميركي الذي يزعم السعي إلى الاستقرار، هو في جوهره لا ينصب على وقف العدوان ولا يدعو إلى تحقيق العدالة للفلسطينيين، بل يسعى إلى استئصال حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وشطب غزة من خريطة الكفاح الفلسطيني. يهدف ذلك إلى فرض تطبيع مذلّ لا يعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وقد يقترح كيانًا بلا أساس حقيقي.

ومع ذلك، بدأت بعض الدول الأوروبية مثل إسبانيا، وأيرلندا، والنرويج بالتحرك نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، مما قد يفتح المجال لتغيرات متزايدة تنفصل عن الهيمنة الأميركية. هذا يأتي في مواجهة السرديات المخادعة التي تحكم السياسة الأميركية من منظور معاداة السامية، وتغطي على خطر الصهيونية الذي يتكشف تدريجيًا.

أما بالنسبة لكثير من الدول العربية، فإنها للأسف لا تختلف في موقفها الجوهري عن أميركا، إذ تسعى لشراء وهْم "الهدوء" عبر مساومات خادعة. من جانبها، تستمر دولة الاحتلال في دعم المسار الأول؛ لأنه يتيح لها التعايش مع استمرار المبادرات والمفاوضات غير المثمرة، مثلما حدث منذ احتلال عام 1967.

ومع ذلك، فإن ظهور موجة جديدة من المقاومة في الضفة، تحت تأثير مأساة غزة وشبكات التواصل الاجتماعي، قد يشكل شرارة ثورة شعبية شاملة في وجه الظلم والاستبداد، خاصة في ظل الغضب الشعبي المتزايد تجاه محرقة غزة التي يشاهدها العالم عبر البث المباشر.

يدرك قادة الاحتلال ومجتمعهم، رغم التصريحات المتكررة، بعد غرقهم المذل في وحل غزة، ورغم الإبادة السادية والظلم التاريخي، أن خطة الحسم لن تقوى على مواجهة انتفاضة مسلحة تطل برأسها في الضفة الغربية وتهجير أهلها، وأنها ستذهب لغرق مأزوم أكبر.

إعلان

بناءً على ذلك، يُتوقع استغلال القيادة الفلسطينية "المعتدلة"، ومن خلفها بعض الحكومات العربية لتمرير اتفاق يضمن أولًا أمن الاحتلال مع تقديم "حلوى التطبيع"، بينما لا يُقدَّم للفلسطينيين سوى السراب مرة أخرى.

في هذا السياق، الحرص على بقاء سلطة فلسطينية منزوعة الأفق السياسي لدولة، لتلعب دورًا محوريًا في لعبة المفاوضات السياسية ضمن عملية التسوية الكاذبة. في الوقت ذاته، تستمر دعوات الحوار الداخلي للإشغال عن التقدم في مشروع أمل للفلسطينيين، حيث تُعتبر غزة رغم المحرقة اللبنة الرئيسة لهذا المشروع الواعد في التحرير والعودة.

في ظل المقاومة والصحوة الشعبية العالمية لخطر الصهيونية على البشرية التي تصاحب محرقة غزة، يبدو تحقيق أهداف الاحتلال أمرًا بالغ الصعوبة. ولهذا، وبتوجيه صهيوني وأميركي، يسعى هؤلاء إلى تحويل الصراع بين الاحتلال والشعب الفلسطيني المغلوب بالنكبة والقهر والتهجير إلى صراع داخلي فلسطيني، بينما يتم تصوير مجرمي الإبادة الجماعية كحمل إنساني وديع.

ومن هنا تتعالى لغة تحميل مسؤولية المحرقة السادية للذبيح. هذا النهج يهدف إلى إعفاء الاحتلال السادي المجرم من تبعات سياساته الإجرامية والاستيطانية والإحلالية، والتي تجلّت في حرب الإبادة على غزة، وتهويد القدس، والضم الكامل، وتوسيع المستوطنات في الضفة المحتلة، وصولًا إلى الضم النهائي ضمن خطة الحسم المعلنة.

من الضروري أن تبقى البوصلة موجهة نحو القضية الفلسطينية، وفي القلب منها القدس، مع منحها أولوية قصوى في مواجهة مشروع الاستيطان السرطاني المستشري في القدس، والضفة الغربية، وملاحقة مشروع "يهودية الدولة" عبر كافة السبل. كما يجب تحشيد أحرار العالم لهذا الهدف النبيل، وملاحقة مشاريع التسوية والتصفية عبر كشف المؤامرات شعبيًا وتصفيتها سياسيًا وإعلاميًا.

إعلان

كذلك، يجب محاصرة مشروع "الدولة ذات الحدود المؤقتة" حتى لا يصبح واقعًا، مما يحول الدولة الفلسطينية إلى كيان وظيفي محدود. وهذا يتم عاجلًا بإنجاز مهمة إستراتيجية تتمثل في القضاء على نظرية العمل السياسي الفلسطيني دون مرجعيات، وذلك عبر إعادة بناء منظمة التحرير والسلطة الوطنية على أسس وطنية تمثيلية حقيقية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

لإرساء الحقائق وتحميل جميع الأطراف المسؤولية، يجب على الولايات المتحدة، والأمم المتحدة اتخاذ موقف واضح ومعلن لا لبس فيه، يتمثل في الاعتراف بدولة فلسطين على حدود قرار التقسيم، أو خط الهدنة لعام 1948، مع تبني جدول زمني لتحقيق ذلك.

كما ينبغي الإعلان عن القدس عاصمة لدولة فلسطين، وبدء إجراءات سحب المستوطنات من القدس الشرقية. والعمل عاجلًا وعبر منظمة التحرير المعاد تشكيلها لاستثمار نتائج طوفان ومحرقة غزة والاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، والبناء على فكرة الدولة بدلًا من السلطة في تشكيل النظام السياسي المستقبلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس وقطاع غزة.

يمكن الاستعانة بالنظام الأساسي للسلطة الفلسطينية كمرحلة انتقالية إلى حين صياغة نظام أساسي أو دستور للدولة الفلسطينية. والدولة الفلسطينية المعلنة يجب أن تكون دولة لكل الفلسطينيين، سواء في الوطن أو الشتات، إلى حين تحقيق العودة. هذه الرؤية تمثل خطوة إستراتيجية نحو تحقيق العدالة المرحلية والحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني.

وحال استمر (وهذا المتوقع) التنكر للحق الفلسطيني في إقامة دولة على حدود عام 1967، تواجه القضية الفلسطينية مرحلة خطيرة قد تكون الأخطر على الإطلاق. من هذا المنطلق، يصبح تحديد الأهداف المرحلية بدقة أمرًا ضروريًا، مع الاتفاق على الأهداف الكبرى وإدارة موحدة وحكيمة للمعارك القادمة.

الحكمة تقتضي عدم الانجرار إلى مواجهات جانبية أو وهمية، والتركيز على مواجهة خطر الاحتلال في جميع الساحات، مع التشكيك في مشروعية الكيان الصهيوني استنادًا إلى القرارات الأممية مثل القرار 181 والقرار 242، وخط الهدنة لغزة عام 1967، واتفاقات التسوية العربية الفلسطينية الصهيونية، والمطالبة بالحقوق الفلسطينية كاملة.

إعلان

والعمل بشكل منهجي ومنظم لإخراج الأطراف الفلسطينية من التزامات اتفاقية أوسلو، التي تضمنت التنازل عن فلسطين عام 1948، والاعتراف بـ"إسرائيل"، والتخلي عن المقاومة والسلاح، واعتبار المقاومة إرهابًا وعبثًا.

يجب إبراز أن الاحتلال الصهيوني هو الذي أفشل خيار "حل الدولتين" وتنكر للإرادة الدولية رغم رعايتها الكاملة لوجوده وبقائه.

إلى جانب ذلك، يجب إعادة الاعتبار للعلاقة مع الداخل والشتات الفلسطيني، وخصوصًا الجمهور، وإعادة النظر في طريقة بناء المؤسسات الفلسطينية لتكون رافعة قوية وقانونية للمعركة القادمة.

كما ينبغي رفض أي اتفاقات أو ترتيبات أو حوارات تنال من حق سكان قطاع غزة والضفة الغربية في الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الاحتلال.

هذا لا يمنع إدارة المعارك في المسائل التفصيلية والتكتيكية مثل التهدئة، والحصار، والمعابر، مع مراقبة عمليات الإعمار لغزة ومخيمات شمال الضفة لضمان عدم تحولها إلى أدوات إخضاع أو قنوات تطبيع وتجسس أو وسائل إفساد وتخريب تستهدف معسكر الإرادة الفلسطينية.

"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية تؤكد: نعمل بشكل نشط من أجل إقامة دولة فلسطينية
  • دولة فلسطينية موعودة
  • "لست واهمًا.. ما أقوله يحدث": رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت يحذّر من اندلاع حرب أهلية في إسرائيل
  • نتنياهو لماكرون: إقامة دولة فلسطينية مكافأة للإرهاب
  • كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
  • نتنياهو لماكرون: "نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا للإرهاب الإيراني"
  • ماكرون يبلغ نتنياهو ضرورة نزع سلاح حماس ووقف اطلاق النار
  • إسرائيل تسوي قرية فلسطينية بالأرض
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر نتنياهو من فشل المهام في غزة
  • نتنياهو يعلّق على كلام نجله ويهاجم ماكرون.. لن نقبل المواعظ لإقامة دولة فلسطينية