«هاملتون».. تجربة ترفيهية عالمية المستوى
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
للمرة الأولى في الشرق الأوسط، انطلقت عروض المسرحية العالمية «هاملتون» على مسرح «الاتحاد أرينا» في أبوظبي بجزيرة ياس 17 يناير الجاري، وتستمر عروضها حتى 11 فبراير 2024، ضمن تجربة ترفيهية عالمية المستوى، تجعلها أحد أهم الفعاليات الفنية والترفيهية على مستوى المنطقة.
تقدم مسرحية «هاملتون» تعريفاً جديداً لإنتاجات برودواي، بعد النجاح الباهر الذي حققته على المستوى العالم، ونجح المؤلف والملحن والممثل لين مانويل ميراندا بتعريف الجمهور بجوانب مهمة من التاريخ الأميركي، من خلال تصوير منظور المؤسسين الذين أسهموا في بناء تاريخ الولايات المتحدة.
مزيج موسيقي
وبتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، تم تخصيص عرض خاص للمسرحية، أمس، لممثلي الوسائل الإعلامية المحلية والعربية والعالمية، للاطلاع على تحضيرات ما قبل العروض، حيث تروي «هاملتون» من خلال مزيج من موسيقى الـ«هيب هوب» و«الجاز» و«الآر آند بي»، قصة ألكسندر هاملتون، أحد مؤسسي الولايات المتحدة، بأسلوب موسيقي مبدع انعكست تأثيراته العميقة على الثقافة والتعليم، وتستند المسرحية في أحداثها إلى السيرة الشهيرة التي كتبها رون تشيرنو بأسلوب معاصر ليعبّر عن البيئة الأميركية في عصر هاملتون، وهي من تأليف وألحان لين مانويل ميراندا، وإخراج توماس كايل، بالتعاون مع مصمم الرقصات الشهير آندي بلانكنبوهلر وأليكس لاكاموار، الذي تولى مهمة الإشراف الموسيقي.
قصة مُلهمة
تستعرض «هاملتون»، قصة مُلهمة تتجاوز حدود الزمن والجغرافيا لتروي حكاية شخصيات تاريخية بارزة كان لها دور مهم في رسم ملامح عالمنا المعاصر، التي شارك فيها أكثر من 34 ممثلاً من مختلف أنحاء العالم، بما فيها برودواي وأميركا الشمالية ولندن وأستراليا وألمانيا، ويؤدي الممثل جيسون أرو الدور الرئيس في المسرحية بشخصية «ألكسندر هاملتون»، كأول وزير للخزانة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان له الدور البارز في تشكيل النظام المالي الذي أسهم في إرساء أسس القوة الاقتصادية للولايات المتحدة، كما يركز العرض على الجوانب الإنسانية لهذه الشخصية البارزة.
أبرز الشخصيات
وتؤدي راشيل آن غو، دور «إليزا هاملتون»، زوجة ألكسندر، وهي إحدى أبرز الشخصيات في المسرحية، فمن خلال صمودها أمام المآسي الشخصية، ودورها الأساسي في حماية إرث زوجها ونشر أفكاره، تُجسد إليزا الدور المهم والتأثير الكبير للسيدات في زمن كان غالباً ما يتم فيه إغفال مساهماتهن.
أما آندري وودز يجسد دور آرون بور، الذي تؤدي طموحاته الخاصة وخلافاته الجوهرية مع «هاملتون» إلى تأجج الصراع بينهما لينتهي بمواجهة مصيرية بين الطرفين، فيما يلعب دارنيل أبراهام دور «جورج واشنطن»، أول رئيس للولايات المتحدة، حيث تجسد شخصيته تحديات القيادة وضرورة التضحية في سبيل الصالح العام.
وجهة عالمية
وبمناسبة انطلاق عروض المسرحية على مسرح «الاتحاد أرينا»، قالت تغريد السعيد، المديرة التنفيذية لمجموعة الاتصال المؤسسي وتسويق الوجهات في «ميرال»: يسرنا استضافة العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط لمسرحية «هاملتون» الحائزة العديد من الجوائز العالمية، حيث تعكس شراكتنا المثمرة مع «دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي» ومجموعة مايكل كاسل وبرواكتيف إنترتينمنت، التزامنا الراسخ بتقديم أروع العروض والفعاليات العالمية لجمهور وضيوف دولة الإمارات، إلى جانب جهودنا في تعزيز مكانة جزيرة ياس باعتبارها وجهة عالمية للتجارب الترفيهية المميزة.
وتابعت: بعد نجاحها في استضافة عرض «ذا لايون كينج» العام الماضي، أثبتت «الاتحاد أرينا» قدرتها الاستثنائية على احتضان أبرز الفعاليات بفضل الطاقة الاستيعابية التي تلبي الطلب المتزايد على حضور الفعاليات الفنية المرموقة، كما تتميز بالقدرة على تليبة احتياجات الأداء المسرحي، وتمثل استضافة «هاملتون» في أبوظبي خير دليل على التزامنا بالارتقاء بالمشهد السياحي والثقافي في العاصمة الإماراتية وتوفير أروع التجارب لجميع الزوار من مختلف الجنسيات والفئات العمرية.
تجربة ثرية
من جهته قال جيفري سيلر، منتج «هاملتون»: يسر فريق الإنتاج تقديم العرض المسرحي «هاملتون» في العاصمة الإماراتية، بمشاركة مجموعة من الفنانين الموهوبين أمام شريحة واسعة من الجمهور في مختلف أنحاء العالم.
ومن ناحيته، قال مايكل كاسل، منتج الجولة العالمية للمسرحية: حرصنا على اختيار ألمع النجوم من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في الجولة العالمية الأولى لمسرحية «هاملتون»، حيث نسعى لمنح الجمهور تجربة مشاهدة ثرية ومميزة من خلال تقديم عرضنا على مسارح جديدة للمرة الأولى، مثل «الاتحاد أرينا» في أبوظبي.
46 أغنية
تضم مسرحية «هاملتون» 46 أغنية تجمع بين موسيقى الراب والغناء، كما تقدم مزيجاً رائعاً من الموسيقى المميزة التي تتكامل مع الأداء المسرحي الإبداعي، ما يسهم في نجاحها درامياً وموسيقياً وانتشارها عالمياً.
جوائز عالمية
«هاملتون» الحائزة العديد من الجوائز المرموقة بما فيها 11 جائزة توني و7 جوائز أوليفييه، إلى جانب جائزة بوليتزر لأفضل عمل درامي، وجائزة غرامي لأفضل ألبوم مسرحي موسيقي عام 2016، شهد مسرح برودواي في أغسطس 2015 أولها عروضها، ولاقت استحساناً كبيراً من النقاد والجمهور، ما أكسبها شهرة عالمية أسهمت في عرضها على مسارح ويست إند الشهيرة في لندن والمسارح الأسترالية والألمانية، حتى وصلت عروضها إلى العاصمة أبوظبي والتي تشهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً، ومن المقرر أن ينطلق بعدها منظمو المسرحية في جولة عالمية بنيوزيلندا والفلبين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي الإمارات الاتحاد أرينا جزيرة ياس الاتحاد أرینا فی أبوظبی من خلال
إقرأ أيضاً:
هل تدخل الهند مضمار الذكاء الاصطناعي بعد أن أصبحت مركزا للتكنولوجيا العالمية؟
أحدث "شات جي بي تي" ضجة كبيرة في العالم عقب إطلاقه ودخل مجال الذكاء الاصطناعي دون منافس يُذكر، ولكن شركة "ديب سيك" الصينية أشعلت المضمار من خلال تقديم نماذج عالية الكفاءة بتكلفة بسيطة، ولكن يبدو أن الهند تخلفت عن الركب فيما يخص إنشاء نموذج لغوي خاص بها يُستخدم لتشغيل روبوتات الدردشة الآلية.
وتدعي الحكومة الهندية أن نموذج ذكاء اصطناعي مشابه لـ"ديب سيك" ليس بعيد المنال، فهي تزود الشركات الناشئة والجامعات والباحثين بآلاف الشرائح عالية الأداء اللازمة لتطويره في أقل من 10 أشهر، بحسب تقرير من "بي بي سي".
ويُذكر أن عددا من قادة الذكاء الاصطناعي العالميين تحدثوا مؤخرا عن قدرات الهند، إذا قال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" هذا الشهر "ينبغي أن تلعب الهند دورا رائدا في ثورة الذكاء الاصطناعي، فقد أصبحت ثاني أكبر سوق لشركة (أوبن إيه آي) من حيث المستخدمين".
وشركات أخرى مثل مايكروسوفت وضعت أموالا طائلة على الطاولة، حيث خصصت 3 مليارات دولار للبنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي، ومن جهته أشاد جنسن هوانغ من "إنفيديا" بالموهبة التقنية غير المسبوقة في الهند معتبرا إياها عاملا أساسيا في إطلاق إمكاناتها المستقبلية بمجال الذكاء الاصطناعي.
إعلانومع وجود 200 شركة ناشئة في الهند تعمل على الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يُشير إلى وجود اهتمام متزايد من رواد التكنولوجيا بهذا المجال، فإنها تخاطر بالتأخر عن الركب في حالة عدم وجود إصلاحات هيكلية أساسية في التعليم والبحث والسياسة الحكومية.
موقف الهند بين عمالقة الذكاء الاصطناعيويقول محلل التكنولوجيا براسانتو روي "تتميز الصين والولايات المتحدة بتقدم من 4 إلى 5 سنوات عن البلدان الأخرى، وذلك بعد أن استثمرتا بشكل كبير في البحث والأوساط الأكاديمية وطورتا الذكاء الاصطناعي للتطبيقات العسكرية وتطبيقات إنفاذ القانون، والآن نماذج اللغة الكبيرة" حسب "بي بي سي.
وأضاف "رغم أن الهند تحتل المرتبة الخامسة عالميا في مؤشر حيوية الذكاء الاصطناعي بجامعة ستانفورد (مؤشر يقيس عوامل مثل براءات الاختراع والتمويل والسياسات والبحث) فإنها لا تزال متأخرة عن الولايات المتحدة والصين في العديد من المجالات الرئيسية.
وبين عامي 2010 و2022 حصلت الصين على 60% من إجمالي براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، بينما حصلت الولايات المتحدة على 20%، وفي المقابل حصلت الهند على أقل من النصف.
وعام 2023، تلقت الشركات الهندية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي جزءا ضئيلا من الاستثمارات الخاصة التي حصلت عليها الشركات الأميركية والصينية.
وقد خصصت الهند مليار دولار لمبادرتها الحكومية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالمبالغ الضخمة التي خصصتها الصين والولايات المتحدة، إذ خصصت الأخيرة 500 مليار دولار لمشروع "ستارغيت" (Stargate) لبناء بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي، بينما خصصت الصين 137 مليار دولار لمبادرتها الهادفة إلى أن تصبح مركزا عالميا للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
نجاح شركة "ديب سيك" في بناء نماذج ذكاء اصطناعي باستخدام شرائح أقل تقدما وأقل تكلفة يُعد أمرا مشجعا للهند، حيث يمكنها الاستفادة من هذه التكنولوجيا بتكلفة أقل، ولكن نقص التمويل من القطاع الصناعي أو الحكومي يُشكل عقبة كبيرة، وفقا لرأي جاسبريت بيندرا مؤسس شركة استشارية تُعنى ببناء مهارات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات.
إعلانوأضاف بيندرا "رغم ما سمعناه عن تطوير (ديب سيك) لنموذج بقيمة 5.6 ملايين دولار، فإن هناك دلائل تشير إلى تمويل أكبر بكثير وراء هذا المشروع".
ويخلف تنوع اللغات في الهند تحديا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ إن نقص مجموعات البيانات عالية الجودة والمطلوبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باللغات الإقليمية مثل الهندية والماراثية أو التاميلية يعتبر مشكلة رئيسية في الهند.
ورغم جميع مشكلات الهند فإنها تتمتع بمواهب تفوق حجمها بكثير، حيث يأتي 15% من عمال الذكاء الاصطناعي في العالم من هذه البلاد، ولكن المشكلة الكبيرة التي أظهرتها أبحاث هجرة مواهب الذكاء الاصطناعي جامعة ستانفورد، أن أغلبهم كانوا يختارون مغادرة البلاد، ويقول بيندرا معلقا "يرجع ذلك جزئيا إلى أن الابتكارات الأساسية في الذكاء الاصطناعي تأتي عادة من البحث والتطوير العميق في جامعات ومختبرات الأبحاث في الشركات الأجنبية".
ومن جهة أخرى، تفتقر الهند إلى بيئة بحثية داعمة لتشجيع وتطوير الابتكارات التكنولوجية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، سواء في الجامعات أو في شركات القطاع الخاص.
وكان من المفترض أن تدخل الهند في مشروع يعتمد على الخبرات الخارجية في بنغالورو بقيمة 200 مليار دولار والذي يضم ملايين المبرمجين، ولكنه لم يحقق طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، لأن هذه الشركات ركزت بشكل أساسي على تقديم خدمات تكنولوجية رخيصة بدلا من الاستثمار في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الاستهلاكية الأساسية.
ويقول المحلل روي "لقد تركوا فجوة كبيرة للشركات الناشئة لتملأها" وأضاف "لا أعتقد أن الهند ستكون قادرة على إنتاج أي شيء مثل (ديب سيك) على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة" وهي وجهة نظر يشترك فيها كثيرون.
ومن جهته، كتب بهفيش أجراوال مؤسس شركة "كروتريم" (Krutrim) وهي واحدة من أقدم شركات الذكاء الاصطناعي بالهند على منصة إكس "يمكن للهند أن تستمر في بناء وتعديل التطبيقات المبنية على منصات مفتوحة المصدر مثل (ديب سيك) كخطوة أولى في مجال الذكاء الاصطناعي".
إعلانوعلى المدى الطويل، سيكون من الضروري تطوير نموذج أساسي للحصول على استقلال إستراتيجي في هذا القطاع، وتقليل اعتمادات الاستيراد وتهديدات العقوبات، كما يقول الخبراء.
وستحتاج الهند إلى زيادة في قدرتها الحاسوبية وتطوير البنية التحتية اللازمة لتطوير مثل هذه النماذج، مثل تصنيع أشباه الموصلات وهو أمر لم ينطلق بعد، ومن المفترض أن يحدث كل هذا وأكثر لكي تضيق الفجوة مع الولايات المتحدة والصين بشكل ملموس.