فايننشال تايمز ..مبادرة عربية لوقف العدوان مقابل التطبيع والدولة الفلسطينية
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، تقريرا يتحدث عن استعداد الدول العربية لطرح مبادرة لوقف الحرب في غزة، وبناء دولة فلسطينية، ما قد يقود إلى بناء علاقات دبلوماسية رسمية بين السعودية وكيان الاحتلال.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن المبادرة تشمل تأمين وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى أولا، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لإنشاء دولة فلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عربي بارز قوله إن الدول العربية تأمل في تقديم خطتها خلال أسابيع، ضمن جهود وقف الحرب في غزة، ومنع اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط.
وحسب كاتب التقرير أندور إنغلاند، فإن المسؤولين العرب ناقشوا الخطة مع حكومات الولايات المتحدة والأوروبية، وستشمل موافقة الدول الغربية على الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، أو دعم حصول الفلسطينيين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة. وقال المسؤول البارز: “القضية الأساسية هي أنك بحاجة إلى تقديم أمل إلى الفلسطينيين، ولا يمكن هذا من خلال منافع اقتصادية أو إزالة رموز الاحتلال”.
وتأتي المبادرة في الوقت الذي يواجه فيه الكيان المحتل ضغوطا دولية واسعة لوقف العدوان على غزة، وتزايد الجهود الدبلوماسية الأمريكية، لمنع انتشار الحرب واشتعالها بالمنطقة.
وعندما سُئل وزير الخارجية السعودي، في منتدى دافوس، يوم الثلاثاء، إنْ كانت الرياض ستعترف بالكيان ضمن اتفاق سياسي، ردّ: “بالتأكيد، نوافق على أن السلام الإقليمي يشمل سلاما مع إسرائيل، لكن هذا لا يحدث إلا بسلام للفلسطينيين عبر دولة فلسطينية”.
وفي اليوم نفسه، أكد مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، أن الولايات المتحدة تركّز، جزءا من خطط ما بعد الحرب في غزة، على تحقيق اتفاق تطبيع بين السعودية والاحتلال، قائلا: “نهجنا ما يزال مركّزا على التحرك باتجاه استقرار وتكامل في المنطقة”. وقال بلينكن، الأربعاء، في دافوس في سويسرا، إن “الأمر بيد إسرائيل لانتهاز الفرصة التي نعتقد أنها موجودة”..
وعلّق المسؤول العربي: “في ضوء الوضع السياسي اليوم في إسرائيل، فالتطبيع هو ما سيمنع الإسرائيليين عن الهاوية”.
وكانت السعودية تقترب نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل السابع من أكتوبر الماضي، حيث اشترطت التطبيع بمعاهدة أمنية مع الولايات المتحدة، والدعم في مشروع نووي للأغراض المدنية.
وناقش المسؤولون الأمريكيون ملفات في الاتفاق المفترض يتعلق بالفلسطينيين، مثل تجميد محدود للاستيطان في الضفة الغربية، ودعم السلطة الوطنية التي تدير أجزاء من الأراضي المحتلة، ومسار نحو دولة فلسطينية.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: دولة فلسطینیة
إقرأ أيضاً:
دعوات إسرائيلية داخلية لوقف العدوان على غزة رغم مطالبة نتنياهو بالتصعيد
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا لأستاذ الفلسفة السياسية والقانون الدستوري بجامعة حيفا، أوري سيلبرشايد، جاء فيه أنه: "رغم التوافقات الاسرائيلية بشأن تعيين رئيس الأركان الجديد لجيش الاحتلال، آيال زامير، باعتباره الخطوة المنطقية الوحيدة التي اتخذتها الحكومة منذ اندلاع الحرب على غزة، فإن هناك مخاوف في الوقت ذاته".
وتخوّف سيلبرشايد، في مقال ترجمته "عربي21"، من أن: "تكون سياسته العسكرية منسجمة مع استراتيجية المستوى السياسي ممثلا برئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي اختاره لهذه المهمة، خاصّة وأن خطاب تنصيبه ركّز على مواصلة الحرب ضد حماس، وإعادة جميع الأسرى".
وأكد أن "تعيين زامير جاء بناءً على طلب نتنياهو، الذي يُعزز قبضته الديكتاتورية على الدولة بدعم من وزير الحرب "المُطيع"، يسرائيل كاتس، وقد علمنا من نتنياهو ذاته أن زامير، سكرتيره العسكري بين 2012-2015، كان مرشحه المفضل في الماضي لمنصب رئيس الأركان".
"تعيينه الآن في هذا المنصب يعني أن وقته قد حان، لكن حديث نتنياهو في حفل تنصيب زامير كان لافتا حين دعا لإبعاد السياسة عن الجيش، وإخراجه من السياسة، مع العلم أن هذه المطالبة ليست صحيحة" تابع أستاذ الفلسفة السياسية والقانون الدستوري بجامعة حيفا.
وأضاف: "إفراغ المؤسسة العسكرية من السياسة مطلبٌ من سمات الأنظمة الديكتاتورية، بل وحتى الفاشية، ونتنياهو ذاته يريد الجيش أداة منضبطة تحت تصرّفه، للقيام بأي مهمة لا علاقة لها بالدفاع عن الدولة، مع العلم أن حدود طاعة الجيش للقيادة السياسية في الأنظمة السوية ضيقة في واقع الأمر، خشية ان تكون الحروب في خدمة خطط النظام الدكتاتوري، وهنا تنتهي حدود الطاعة، وهو ما يجب أن يفهمه زامير جيدا".
وأوضح أنّ: "فهم الحياة السياسية أمر صعب للغاية، لأن الشخصيات السياسية، خاصة عندما تكون خططها غير سويّة، تسعى لإخفاء جوهر أفعالها عن الإسرائيليين العاديين، ومن هنا تنبع الخلافات الكثيرة بين المستويين السياسي والعسكري في الدولة".
وأبرز: "تجلّى ذلك بشكل واضح حين ضغط نتنياهو على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ولايته الأولى، للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بعكس توجهات المؤسسة العسكرية، لأن الخطوة سمحت لها بأن تصبح دولة نووية حدودية".
وأشار إلى أنّ: "نتنياهو وإيران يخوضان سباق تسلح نووي، ولا يمكن التكهّن بمصير خط المواجهة التالي، وتحالف ترامب ونتنياهو حافظ على ديكتاتورية الأخير لاستمرار الحرب في غزة، فيما يعمل ترامب على منع تجديدها من خلال عمل مبعوثه ويتكوف على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله المختلفة، وآخرها "مخطط ويتكوف"، الذي يعمل نتنياهو على إحباطه".
وأبرز بأنّ: "ترامب قادر، لو أراد، على إجبار نتنياهو على وقف الحرب فورًا، وإعادة جميع الأسرى"، مؤكّدا أنّ: "خطة نتنياهو تسعى لتجديد الحرب على غزة بضراوةٍ بالغة، من خلال تحويل الإغلاق الإنساني عليها إلى حصار مطبق، وبعده يفكر بشنّ هجوم مُدمر للغاية، سينجم بالتأكيد عن تشويه سمعة دولة الاحتلال أخلاقيًا وقانونيًا كدولة، وربما يُشوّه سمعة اليهود كشعب، فيما سيُترك الأسرى ليموتوا".
وختم بالقول إنّ: "هذا التوجه الذي لا يخفيه نتنياهو، يستدعي من زامير أن يقف أمامه، ويقول له أن الجيش لن يفعل هذا، لأن هذه ليست حربًا للدفاع عن الدولة، بل حربٌ ستُدمر الحلم الصهيوني".
واستطرد: "صحيح أنه قد يُعزل قبل أن يُكمل بضعة أشهرٍ في منصبه، لكنه سيُنقذ الدولة من ديكتاتورية قائمة على جيش لا أخلاقي، ومجتمعٍ مُشوهٍ رغمًا عنها، وإن لم يفعل، فسيُخلع من مصبه".