دراسة أكاديمية تُوصي بتوفير عيادات نفسية بمدارس المكفوفين
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
أوصت باحثة علم النفس، ضحي رفاعي، بتنظيم الندوات وورش العمل لتوعية الطلاب المكفوفين حول التشوهات المعرفية وتأثيرها وطرق الحد منها، مع تقديم برامج إرشادية؛ لرفع مستوى فاعلية الذات لدى الطلاب المكفوفين .. كما أوصت بتطوير مستوى الخدمات النفسية، وتوفير عيادة نفسية وأخصائيين نفسيين، واجتماعيين مؤهلين لمساعدة الطلاب المكفوفين في مدارس المكفوفين.
وقالت رفاعي ، إن الإعاقة البصرية تؤثر علي الكفاءة الإدراكية للفرد، فالإنسان المعاق بصرياً لا يستطيع أن يلاحظ ذاته بموضوعية وليست لديه رؤية حقيقية وصحيحة عن صورة جسمه؛ مما يؤثر على تقدير الذات لديه الذي تشكله الخبرات الحياتية المكتسبة عن طريق الحواس المختلفة؛ كما أنه لا يقوم بمقارنة موضوعية بين ذاته والآخرين؛ لذا فإنه يعتمد كثيراً على الوصف اللغوي للمبصرين في التعرف علي صورة جسمه.
وبيّنت الباحثة؛ أن دراسة التشوهات المعرفية تحتل أهمية كبرى؛ ذلك لأن المعرفة تعتبر وسيلة الإنسان للتوصل إلى حقائق الأشياء، وهى سبيله إلى التعرف على ذاته والعالم، كما تعتبر من المتغيرات النفسية التي قد يكون لها تأثيرًا سلبيًا في سلوكيات المراهق؛ التي تؤثر وتتأثر بمتغيرات عدة.
وأضافت الباحثة، أن فعالية الذات منبئا قويًا وفعالا بالدافعية والسلوك، فعندما يعتقد الأشخاص أنهم يستطيعون تحقيق النتائج المرغوبة نتيجة أفعالهم، فإنهم يصبحون أكثر دافعية ومثابرة ببذل أقصى ما في وسعهم عندما يواجهون العقبات والمواقف الصعبة، ويشير باندورا إلى أن هناك فروقا فردية بين الأفراد في مواجهة المواقف الفاشلة، وما يتبع ذلك من شعور بالإحباط، ويرجع ذلك إلى أن هذا الاختلاف يعود إلى التفاوت بين الأفراد في فعالية الذات، فمنهم من تكون لديه فعالية مرتفعة فيثابر في مواجهة الأداء الضعيف، في حين يعجز الآخر، وأيضًا تختلف فعالية الذات باختلاف النوع ذكورا وإناثا.
وناقشت ضحى رفاعي ، الباحثة بقسم علم النفس بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي، رسالة الماجستير بعنوان أبعاد التشوهات المعرفية وعلاقتها بفعالية الذات لدى عينة من ذوى الإعاقة البصرية.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الدكتور أشرف حكيم فارس، أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب لشئون البيئة وتنمية المجتمع - جامعة جنوب الوادي "مشرفا ورئيسا"، و الدكتورة سعاد سعيد محمود أستاذ علم النفس المساعد كلية الآداب بجامعة جنوب الوادي "عضوا ومناقشا"، والدكتور عبدالستار محمد إبراهيم وكيل المعهد العالي للخدمة الإجتماعية بقنا "عضوا ومناقشا"، و الدكتور حسين أبوالمجد أستاذ علم النفس الاكلينيكى المساعد ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب ومدير مركز ذوي الاحتياجات الخاصة - جامعة جنوب الوادي "عضوا ومشرفًا.
أهداف الدراسة:وأوضحت "ضحى رفاعى" أن الدراسة تهدف إلى فحص العلاقة بين التشوهات المعرفية وفعالية الذات لدى المراهقين المعاقين بصرياً، وكذلك التعرف على تأثير كل من الجنس والمرحلة التعليمية على فعالية الذات والتشوهات المعرفية لدى عينة الدراسة، بالإضافة إلى التعرف على أبعاد التشوهات المعرفية المنبئة بفعالية الذات لدى المراهقين المعاقين بصرياً وشملت عينة الدراسة شملت (49) من طلاب مدرسة النور للمكفوفين بقنا تتراوح أعمارهم ما بين ( 12 - 18 ) عام بمتوسط عمري قدره (15.04) وانحراف معياري (1.49)
وأكدت الباحثة ضحى رفاعي عبدالرحيم؛ على أهمية الدراسة التي تأتي من طبيعة العينة التي أجريت عليها الدراسة؛ حيث تناولت الدراسة مرحلة عمرية مهمة في حياة الفرد وهي مرحلة المراهقة، فهي مرحلة مفترق طرق إذا ما وفرنا لها الفهم والدراسة والتحليل أمكننا مساعدة أبنائنا في تخطي مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات وإذا ما أهملنا هذه المرحلة فإن الانعكاسات قد تكون سلبية، بل قد يمتد أثرها السلبي إلى سنوات العمر اللاحقة.
وأضافت أن أهمية الدراسة تأتي أيضا من الاهتمام بفئة المعاقين بصرياً وما تواجهه هذه الفئة من مشكلات تتعلق بالتشوهات المعرفية وفعالية الذات، بجانب عدم وجود دراسات اهتمت بالعلاقة بين فعالية الذات والتشوهات المعرفية لدى المعاقين بصرياً في البيئة العربية، وخاصة مرحلة المراهقة؛ ذلك في حدود علم الباحثة، إضافة إلى الاستفادة من نتائج الدراسة بما يظهر فيها من علاقات وفروق ومعرفة العوامل المؤثرة على فعالية الذات والتشوهات المعرفية لدى المراهقين المعاقين بصرياً في توجيه الانتباه إلى تخطيط وإعداد برامج وقائية لفعالية الذات لدى المعاقين بصريا.ً
نتائج الدراسة:وکشفت نتائج الدراسة عن وجود علاقة سلبية بين التشوهات المعرفية وفعالية الذات، كما كشفت النتائج عن وجود فروق بين الجنسين في فعالية الذات لصالح الذكور، بينما لم توجد فروق وفقا للمرحلة التعليمية في فعالية الذات، كذلك لم توجد فروق وفقا للجنس أو المرحلة التعليمية في التشوهات المعرفية وفعالية الذات.
وحصلت الباحثة، على درجة الماجستير من القسم ذاته، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، مع التوصية بطباعة الرسالة وتداولها بين الجامعات، وذلك عن رسالتها.
وعُقدت المناقشة، تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور بدوى شحات نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد سعيد نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور صلاح سليم عميد كلية الآداب بقنا، والدكتور أحمد قناوي عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بقنا، والعديد من القيادات الجامعية والإدارية وأسرة الباحثة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دراسة أكاديمية عيادات نفسية مدارس المكفوفين علم النفس
إقرأ أيضاً:
هل يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة في التعامل مع التاريخ؟.. دراسة توضح
مع التقدم الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن استخدام هذه التقنيات في مجالات عديدة، ولكن الذكاء الاصطناعي ما زال يواجه عدة تحديات رئيسية عند التعامل مع التاريخ، وذلك بحسب ما كشفت عنه دراسة حديثة اختبرت قدرات ثلاثة من أهم النماذج اللغوية الكبيرة في الإجابة عن أسئلة تاريخية معقدة.
ولإجراء هذه الدراسة، أنشأ فريق من الباحثين معيارًا جديدًا يُسمى (Hist-LLM)، لاختبار أداء ثلاثة نماذج لغوية كبيرة رائدة، وهي:(GPT-4) من OpenAI، و(Llama) من ميتا، و(Gemini) من جوجل، في الإجابة عن أسئلة تاريخية دقيقة، بحسب موقع البوابة التقنية.
واعتمد هذا المعيار في تقييمه على قاعدة بيانات شاملة للمعرفة التاريخية تُسمى (سشات) Seshat، وهي قاعدة بيانات ضخمة تجمع معلومات تاريخية من مصادر متعددة وتغطي فترات زمنية وأماكن جغرافية مختلفة، وقد سميت هذه القاعدة على اسم سشات، إلهة الحكمة والكتابة والمعرفة في الحضارة المصرية القديمة.
ويركز معيار (Hist-LLM) في اختبار مدى دقة المعلومات التاريخية وموثوقيتها التي يقدمها كل نموذج لغوي، مقارنةً بالمعلومات الموثقة في قاعدة بيانات (Seshat)، مما يساعد في تحديد نقاط القوة والضعف في قدرة النماذج اللغوية الكبيرة على فهم السياق التاريخي واستيعابه والتمييز بين الحقائق التاريخية الصحيحة والمعلومات غير الصحيحة أو المضللة.
نتائج مخيبة للآمالعُرضت نتائج هذه الدراسة في مؤتمر (NeurIPS)، وهو أحد أبرز المؤتمرات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وجاءت مخيبة للآمال، وفقًا للباحثين المنتسبين إلى معهد الأبحاث (Complexity Science Hub) في النمسا، إذ حقق نموذج (GPT-4 Turbo) أفضل أداء بين النماذج المختبرة، ولكنه لم يحقق سوى دقة تقارب 46% في الإجابة عن الأسئلة التاريخية، ويشير هذا الرقم إلى أن أداء نموذج (GPT-4 Turbo) لم يكن أفضل بكثير من التخمين العشوائي، إذ إن نسبة 50% تمثل احتمالية الإجابة الصحيحة عن سؤال له خياران فقط عن طريق التخمين.
الذكاء الاصطناعيوعلقت ماريا ديل ريو-شانونا، الأستاذة المشاركة في علوم الحاسوب في جامعة كوليدج لندن وأحد مؤلفي الورقة البحثية، على هذه النتائج قائلة: «الخلاصة الرئيسية من هذه الدراسة هي أن النماذج اللغوية الكبيرة أصبحت مثيرة للإعجاب في الكثير من الجوانب التقنية والإبداعية، ولكنها ما زالت تفتقر إلى عمق الفهم المطلوب للتعامل مع البحث التاريخي المتقدم على مستوى الدراسات العليا».
وأوضحت تشانونا تفصيلًا مهمًا حول طبيعة هذه النماذج وقدراتها، إذ أشارت إلى أنها رائعة في استرجاع الحقائق الأساسية والمعلومات العامة وتقديمها، بمعنى آخر، يمكن لهذه النماذج التعامل بكفاءة مع المعلومات التاريخية المباشرة والمتاحة بسهولة، مثل تواريخ الأحداث المهمة أو أسماء الشخصيات التاريخية.
ويؤكد ذلك أن النماذج اللغوية الكبيرة غير قادرة حاليًا على تحليل المصادر التاريخية بشكل نقدي، أو فهم السياق التاريخي المعقد، كما لا يمكنها حاليًا إجراء تحليلات تاريخية مبتكرة أو تقديم تفسيرات جديدة للأحداث التاريخية.
أسباب ضعف النماذج اللغوية الكبيرة في التاريختثير نتائج هذه الدراسة التساؤل عن أسباب ضعف النماذج اللغوية الكبيرة في الإجابة عن الأسئلة التاريخية التقنية، في حين تظهر كفاءة عالية في الإجابة عن أسئلة معقدة في مجالات أخرى مثل البرمجة.
وأرجعت ديل ريو-شانونا ذلك إلى ميل هذه النماذج إلى الاستقراء من البيانات التاريخية الشائعة والبارزة، مما يجعل من الصعب عليها استرجاع المعرفة التاريخية الأكثر غموضًا.
وشرحت ديل ريو شانونا هذه الظاهرة قائلة: «إذا تكرر ذكر (A) و (B) أمامك 100 مرة، وذُكر (C) مرة واحدة فقط، ثم طُرح عليك سؤال حول (C)، فمن المحتمل أن تتذكر (A) و(B) وتحاول الاستنتاج بناءً عليهما».
الذكاء الاصطناعي تحيزات في بيانات التدريبكشفت الدراسة أيضًا عن توجهات أخرى، منها أن أداء نموذجي GPT-4، و Llama كان أسوأ في مناطق معينة مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يشير إلى وجود تحيزات محتملة في بيانات التدريب المستخدمة.
وأكد بيتر تورتشين، قائد الدراسة وعضو هيئة التدريس في معهد (Complexity Science Hub)، أن نتائج هذه الدراسة تظهر أن النماذج اللغوية الكبيرة لا تزال غير قادرة على الحلول محل البشر في مجالات معينة مثل التاريخ.
ومع ذلك، لا يزال الباحثون متفائلين بإمكانية استفادة المؤرخين من هذه النماذج في المستقبل كأداة مساعدة تساهم في تسريع بعض جوانب البحث وتوفير معلومات أولية، ويعملون حاليًا على تحسين معايير التقييم المستخدمة في دراستهم بإضافة المزيد من البيانات من المناطق الممثلة تمثيلًا ناقصًا، وطرح أسئلة أكثر تعقيدًا.
وتُختتم الورقة البحثية بالتأكيد أن النتائج تسلط الضوء على المجالات التي تحتاج فيها النماذج اللغوية الكبيرة إلى تحسين، وتؤكد أيضًا إمكانات هذه النماذج في المساعدة في البحث التاريخي.
اقرأ أيضاً«ترامب» يعلن ضح استثمارات بـ500 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
اليونسكو تنظم ندوة عن كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التعليم
تلفزيون بريكس يبرز مساعي الإمارات وماليزيا لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي