البيت الأبيض: بايدن ما زال "يؤمن "بـإمكانية" إقامة دولة فلسطينية
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة خلال اتصال هاتفي أنه ما زال يدعم إقامة دولة فلسطينية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين "ما زال الرئيس يؤمن بأفق وإمكانية حل الدولتين، وهو يدرك أن الأمر سيتطلب الكثير من العمل الشاق".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية صرحت في وقت سابق، أنه "لا يوجد سبيل" لمعالجة التحديات الأمنية الطويلة الأمد التي تواجهها إسرائيل في المنطقة دون إقامة دولة فلسطينية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين: "لا توجد طريقة للرد على التحديات الطويلة المدى أمام توفير الأمن الدائم لإسرائيل، ولا توجد طريقة للرد على التحديات القصيرة المدى المتمثلة في إعادة بناء غزة وإقامة الحكم في غزة وتوفير الأمن لغزة دون إقامة دولة فلسطينية".
وجاءت تصريحاته ردا على سؤال حول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إنه أبلغ الولايات المتحدة أنه يعارض إقامة دولة فلسطينية كجزء من أي سيناريو لما بعد الحرب مضيفا: "في أي ترتيب مستقبلي تحتاج إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن ... يجب أن يكون رئيس الوزراء قادرا على قول: لا، لأصدقائنا".
وبدوره صرح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة يوم الخميس، أن المنطقة برمتها على فوهة بركان، ولن يكون هناك استقرار أو أمن فيها دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وردا على تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه "لن تكون هناك دولة فلسطينية"، قال أبو ردينة: "دون قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، لن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة".
وأضاف أبو ردينة: "المنطقة برمتها على فوهة بركان جراء السياسات العدوانية التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة".
هذا ويستمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي و"حماس" لليوم الخامس بعد المئة، في ظل كارثة إنسانية وصحية في القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان أمس الخميس أن إجمالي 24620 فلسطينيا قتلوا وأصيب 61830 آخرون في الضربات التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.
المصدر: أ ف ب+RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البيت الأبيض بنيامين نتنياهو جو بايدن واشنطن دون إقامة دولة فلسطینیة
إقرأ أيضاً:
واقعة البيت الأبيض وأبعادها
لن تسقط المشاجرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضيفه الأوكراني فلوديمير زيلينسكي من الذاكرة السياسية، وستظل مشاهدها الصادمة مدعاة لتقصي أبعاد هذا الحدث ودلالاته، والتساؤل عما يعنيه بشأن مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، فما حدث مع زيلينسكي في البيت الأبيض يكاد يكون تتويجاً لما حدث سابقاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
كان واضحاً أن العلاقة بين ترامب وزيلينسكي متوترة، ولا تتجه إلى الاتفاق على أي شيء، فالأول، الذي لا يخفي نواياه، صرح بأنه يريد سلاماً ينهي الصراع مع روسيا ويبرم صفقة ضخمة مع كييف حول المعادن النادرة تتمكن من خلالها واشنطن من استعادة مئات المليارات التي قدمتها لدعم التصدي لروسيا، بينما يحاول الرئيس الأوكراني المحافظة على صورته التي رسمتها الدعاية الأوروبية كمناوئ لموسكو ومدافع عن بلده، وهي معادلة لم تعد مجدية، لأن الحرب، التي دخلت عامها الرابع، لم تحقق خلالها أوكرانيا أي شيء عسكرياً، ولكن إذا تم اللجوء إلى المفاوضات، يمكن التوصل إلى حل سياسي يحقن الدماء ويجنب أوروبا حرباً عالمية ثالثة، كما يحذر من ذلك متابعون كثيرون.
وسط هذا الجو المشحون، جاء اللقاء العاصف بين ترامب وزيلينسكي وسط شكوك بأن في الأمر مكيدة أو خطة مسبقة أوقع فيها الرئيس الأمريكي ضيفه الأوكراني، من أجل أن يبعث برسائل إلى من يهمه الأمر. وقد كانت ردود الفعل في العالم الغربي مستاءة ومتعاطفة مع زيلينسكي، وجوبهت الإدارة الأمريكية بانتقادات شديدة، باعتبار أن الملاسنة التاريخية بين رئيسين أمام وسائل إعلام خطأ يتنافى مع أبسط قواعد الدبلوماسية، والمعاهدات والمواثيق، التي تنظم العلاقات بين الدول وتضع الضوابط البروتوكولية التي تصون المناصب القيادية العليا للدول، فحتى عندما يلتقي عدوان، يكون اللقاء وفق أطر معلومة تضمن الاحترام المتبادل لكلا الطرفين، وتحفظ الأسرار والرموز للدول.
من الأهداف الأساسية الدبلوماسية وضع الأطر لإدارة الخلافات والتباينات. وما حدث في البيت الأبيض، بدا أنه أقرب إلى خلاف شخصي بين زيلينسكي وترامب مدعوماً بنائبه جي دي فانس، وفي دقائق معدودة أصبحت المشاجرة قضية الساعة، وذهب بعضهم إلى اعتبارها عنوان مرحلة في النظام الدولي، ستكون فيها الصراعات والرغبات والأهواء السياسية مطروحة على الهواء مباشرة ودون أي اعتبار للأعراف والقيم الديبلوماسية.
وما جرى بين ترامب وزيلينسكي كان يفترض أن يتم داخل غرف مغلقة وبعيداً عن وسائل الإعلام، حتى يظل هناك مجال للفعل السياسي واستمرار التواصل، وبما يسمح للطرفين بحث العلاقة المأزومة واستكشاف فرص تهدئة التوتر، والمساعدة على إنهاء الحرب في أوكرانيا وحفظ الأمن الإقليمي في أوروبا وحفظ أمن جميع الأطراف. ومثلما للدول الكبرى أهداف وخطط، للدول الصغرى والمتوسطة أيضاً مصالح وحقوق في العيش بسلام، دون أن تكون تحت طائلة الابتزاز أو التهديد.
واقعة البيت الأبيض، تؤكد، مرة أخرى، أن العالم مأزوم ويشكو تصدعات مخيفة وكسراً متعمداً لقواعد وسلوكيات حكمت العلاقات بين الدول عقوداً طويلة، وباتت الآن في خطر وأمام تحولات مجهولة العواقب.