مفتي الجمهورية- مهنة السَّمْسَرَة حلالٌ شرعًا بشروط أهمها الالتزام بالقوانين المقررة- من الأفضل تسمية الأبناء بأسماء حسنة ولا مانع من تسميتهم بأسماء شائعة معاصرة حسب زمنهم- يجوز للمرأة المعتدَّة من وفاة زوجها أن تخرج من بيتها لقضاء حوائجها الضرورية

 

قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن مهنة السَّمْسَرَة حلالٌ شرعًا؛ لأنها تَّوسُّط بين البائع والمشتري لتسهيل عملية البيع، وهي جائزة شرعًا ما دامت السلعة أو ما في معناها حلالًا، فضلًا عن ضرورة توافر شروط لها، أهمها: البُعد عن التدليس والغرر، وكذلك ضرورة الالتزام بالقوانين المقررة من الجهات المختصة في هذا الشأن.

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، في معرض رده على سؤال عن حكم السمسرة واختلافها عن توظيف الأموال، مضيفًا أن السمسرة تختلف عما يُعرف بتوظيف الأموال، حيث إنَّ معايير الكسب الحلال تغيب عن عمل القائمين على توظيف الأموال بطرق خفية أو ما يُعرف بالمستريَّحين؛ لأنهم يُلحقون الضرر بالاقتصاد الرسمي بالإضافة إلى عدم وجود ضمانات عندهم لأصحاب الأموال، فضلًا عن خداع بعضهم لأصحاب الأموال بالتخفِّي وراء مظلة أو صبغة إسلامية يُساء فهمها، حيث إنَّ الداعين إلى توظيف الأموال خارج نطاق المؤسسات الاقتصادية المعتمدة من الدولة هم مِن ضعاف النفوس الذين يستغلون البسطاء وغير البسطاء تحت مبررات كثيرة لتنمية المال لأغراض شخصية، وتحت إغراءات كثيرة ليست قائمة على دراسات اقتصادية منضبطة، بخلاف المعاملات المالية الرسمية المختلفة بدءًا من البنك المركزي إلى أصغر مؤسسة معتمدة تقوم على دراسات اقتصادية دقيقة.

وأما عن حكم استخدام بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي كالميتافيرس ونحوها في استخدامها في القيام بعمرة أو حج بشكل افتراضي دون السفر للأراضي المقدسة في مكة، فقال فضيلته: العبادات التي تتطلب حضورًا بدنيًّا كالحج والعمرة لا يجزئ ولا يصلح استخدام بعض أدوات الذكاء الاصطناعي لأن تحل محل الحضور البدني في الأراضي المقدسة، مشيرًا إلى مشروعية واستحباب استخدام هذه الأدوات في رؤية الأماكن المقدسة، كما في معارض أو متاحف السيرة النبوية.
وعن حكم خروج المعتدَّة بعد وفاة زوجها لظروف اضطرارية قال: شرع الله تعالى إحداد المرأة المتوفَّى عنها زوجُها بتربصها زمن العدة؛ تعبُّدًا له سبحانه وامتثالًا لأوامره، ووفاءً للزوج ومراعاةً لحقه عليها؛ فإن رابطة الزوجية عقد وثيق وميثاق غليظ.

ويجوز شرعًا للمرأة المعتدة من وفاة زوجها أن تخرج من بيتها لقضاء حوائجها الضرورية؛ ليلًا كان ذلك أو نهارًا، ما دامت تأمن على نفسها، كما يجوز لها شرعًا الخروج لعملها أو لقضاء حوائجها، كما يجوز لها الخروجُ لزيارةِ أهلها لتأنس بوُدِّهِم والحديث معهم كما نصَّ عليه بعض الفقهاء، بشرط التزامها بعدم الزينة وكذا المبيت في بيتها.

وردًّا على سؤال عن حكم استحباب التسمِّي باسم محمد ونحوه، استنادًا للحديث المشهور "خير الأسماء ما عبِّد وحمِّد" قال فضيلته: هذه الأحاديث بهذا اللفظ عن النبي فيها كلام بين العلماء من حيث الثبوت، ولكن معناها لطيف وصحيح، بل منقولة عن بعض الصحابة مشيرًا إلى أن التسمِّي باسمه عليه السلام أو بأيٍّ من أسمائه فيه دلالة بلا شك على التعلُّق به والحب له.

وعن حكم تسمية الأبناء بأسماء غير مناسبة أو غير لائقة اعتقادًا بأنها حماية لهم من العين والحسد قال فضيلته: من الأفضل تسمية الأبناء بأسماء حسنة ولا مانع من تسميتهم بأسماء شائعة معاصرة حسب زمنهم ووفقًا للعرف السائد، مشيرًا إلى جواز التسمية بعبد الرسول وعبد النبي لما دلَّت عليه بعض النصوص الشرعية وما جرى عليه العمل سلفًا وخلفًا، بل هناك فتاوى رسمية كثيرة لنا صادرة من الدار قديمًا وحديثًا تجيز ذلك، حيث إن اسم عبد الرسول أو عبد النبي يعني الطاعة والموالاة للرسول صلى الله عليه وسلم، وليس المقصد منه التعبُّد له، ولا يعني الشرك بالله عزَّ وجلَّ كما يدَّعي أصحاب الفكر المتشدد.

واختتم حواره بالرد على سؤال عن حكم طلب أحد الزوجين الطلاق بسبب إصابة الطرف الآخر بالوسواس القهري؛ قائلًا: على الزوجين أن يُعْلِيا قِيَم الإحسان والمودَّة وحُسْن العِشْرة التي أَمَر بها الشرع، وهو ما يقتضي مساندة كل منهما للآخر، ودعمه، والصَّبْر عليه إن استطاع خلال مرضه؛ لأنه أمرٌ محمودٌ، ويدل على طِيْب الأَصْل، كما أنَّ فيه من الأُلْفة ونَشْر المودَّة بين الأُسْرة ما لا يخفى، إضافةً لكونه مما يُرجى به المثوبة والأَجْر.

ولا يُفْهَم من ذلك أنَّ هناك تضييقًا أو إجبارًا على الطَّرَف المعافى منهما أن يعيش مع مَن لا يرضاه، بل له الحق في طلب التفريق شرعًا وقانونًا حال إصابة الآخر بمرض يسبب له ضررًا لا يُمْكِن احتماله.

وقال المفتي إن تنظيم النسل -الذي يعني المباعدة بين الولادات المختلفة- لا تأباه نصوص الشريعة وقواعدها؛ قياسًا على «العزل» الذي كان معمولًا به في عهد الرسول ، ويجوز للزوجين كذلك أن يلتمسا وسيلة من الوسائل المشروعة لتنظيم عملية الإنجاب بصورة مؤقتة إلى أن تتهيَّأ لهم الظروف المناسبة لاستقبال مولود جديد يتربى في ظروف ملائمة لإخراج الذرية الطيبة التي تقرُّ بها أعين الأبوين، ويتقدم بها المجتمع، وتفخر بها أمة الإسلام.

وأضاف: أن بعض العلماء قديمًا لم ينظروا للعزل -الذي يشبه تنظيم النسل الآن- من منظور الفقر أو الحاجة، بل نظروا إليه من منظور تجميلي وتحسيني ورفاهية أو مراعاة لصحة الإنسان، فنجد مثلًا الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين يذهب إلى أنَّ العزل بسبب الخوف من حصول المشقة والحرج بكثرة الأولاد والتكاليف ليس منهيًّا عنه شرعًا؛ لأنه من باب النظر في العواقب والأخذ بالأسباب.

وأوضح المفتي أن الإيمان بالقضاء والقدر لا يتعارض مطلقًا مع مسألة تنظيم النسل وهي المباعدة بين الولادات المختلفة وتنظيمها وليس المنع أو القطع المطلق للنسل والذي يرفضه الشرع الشريف ولا يجيزه إلا لضرورة قصوى تتعلق بحياة الأم.

وأما عن الاستشهاد ببعض النصوص الشرعيَّة المحرِّمة لقتل الأولاد من أجل الفقر والعجز عن الاكتساب؛ كما في قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾ [الأنعام:151]، قال: "إنه فهم مغلوط؛ لأن الغرض من وسائل تنظيم النسل المتنوعة هو منع تكوين الجنين أصلًا؛ فالجنين لا يتكون إذا ما تم استخدام وسيلة تنظيم النسل، وكل ذلك من قدَر الله تعالى، ولا ينطبق ذلك على التحذير من قتل الأولاد خشية الإملاق أو الفقر لأنهم لم يتكونوا بعدُ.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن هناك اتساقًا بين جميع النصوص الشرعية التي تدعو لرخاء الإنسان وتحقيق استقراره، ولا تتعارض مع التوازن بين عدد السكان وتحقيق التنمية، حتى لا تؤدي كثرة السكان إلى الفقر، كما استنبط الإمام الشافعي نحو ذلك من قوله عز وجل: {فإن خفتم ألا تعدلوا}. مؤكدًا أن تنظيم النسل بسبب الخوف من حصول المشقة والحرج بكثرة الأولاد والتكاليف ليس منهيًا عنه شرعًا؛ لأنه من باب النظر في العواقب والأخذ بالأسباب.

ونبَّه المفتي على خطورة الاعتقاد بضرورة التكاثر من غير قوة، مشيرًا إلى أنَّ ذلك داخل في الكثرة غير المطلوبة التي هي كغثاء السيل كما جاء في النصوص الشرعية؛ ولذا يجب فهمها في إطار متكامل وشامل.

كما أن تنظيم النسل لا يتعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم: «تناكحوا تكاثروا فإني مُباهٍ بكم الأمم يوم القيامة»؛ فالحديث فيه الحض على الزواج والنهي عن العزوف عنه، ثم إن التباهي إنما يكون بالقوة والكيف الذي تتمتع به الذرية عن طريق توفير الرعاية والعناية الكافية.

وأوضح أن دار الإفتاء المصرية استقرت في فتواها على أن تنظيم الأسرة من الأمور المشروعة والجائزة شرعًا، كما أنه يجوز شرعًا للزوجين البحث عن الوسائل الطبية لتمكينهم من الإنجاب إذا كانت هناك أسباب تمنعهم منه من الأصل، وهذه المنظومة التي نسير عليها هي رؤية متكاملة وشاملة ومتسقة مع منظومة التشريعات المصرية، كما أن الإسلام يدعو للغنى وليس إلى الفقر، ويدعو للارتقاء بالمجتمع والأسرة.

وأما عن الإجهاض وعلاقته بتنظيم النسل فأكد مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية ترى أنه يَحرُمُ الإجهاضُ مطلقًا بعد نفخ الروح في الجنين، إلَّا لضرورةٍ شرعية؛ بأن يقرر الطبيبُ المتخصص أن بقاء الجنين في بطن أمه فيه خطرٌ على حياتها، فحينئذٍ يجوز إسقاطه؛ مراعاةً لحياة الأم وصحتها المستقرة، وتغليبًا لها على حياة الجنين غير المستقرة.

واختتم المفتي حواره قائلًا: "ولا مانع من اتِّخاذ الدولة ما تراه من وسائل وتدابير لتنظيم عملية النسل وترغيب الناس فيه؛ فإنه ليس منعًا من الإنجاب مطلقًا، فالمحظور هو المنع المطلق، وهذا ليس منه، وإنما هو طلبُ الدولة الحياةَ الكريمة لشعوبها، وحرصٌ منها على الموازنة بين المواردِ وعدد السكان الذين ينتفعون بهذه الموارد، حيث إن الوضع المعاصر تغيَّر؛ لأن الدولة أصبحت مسئولة عن توفير العديد من المهام والخدمات، ولو تُرك الأمر هكذا لأصبحت الدول في حرج شديد؛ ولذا فتنظيم النسل الآن لا يتعارض مع روح الشريعة التي تؤيد تغيُّر الفتوى بتغير الزمان والمكان تحقيقًا لمقاصد الشريعة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام حكم السمسرة الذكاء الاصطناعي الميتافيرس مفتی الجمهوریة تنظیم النسل مشیر ا إلى حیث إن إلى أن عن حکم کما أن

إقرأ أيضاً:

سلطان الجابر يدعو قادة العالم إلى تنفيذ “اتفاق الإمارات” التاريخي والاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي

أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف “COP28”، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، ركزت رئاسة “COP28” خلال مشاركتها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على تعزيز التعاون الدولي والشراكات البناءة لدعم العمل المناخي والتنمية المستدامة عالمياً.

جاء ذلك خلال مشاركة فريق رئاسة “COP28” خلال الأسبوع الجاري في الدورة 79 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، و”أسبوع المناخ في نيويورك”، بهدف تحفيز قادة الدول والحكومات على دعم تنفيذ “اتفاق الإمارات” التاريخي الذي وضع إطاراً مرجعياً لجهود الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

ودعا معاليه كافة الدول إلى إعداد مساهمات محددة وطنياً تساهم في تحقيق تقدم نوعي في العمل المناخي العالمي خلال هذا العقد المهم، وتقديمها قبل الموعد النهائي المحدد في فبراير 2025.

وشاركت رئاسة “COP28” في العديد من الفعاليات رفيعة المستوى واللقاءات الثنائية خلال الأسبوع الجاريفي نيويورك، وضم فريق المؤتمر إلى جانب معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، كلاً من معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي ، وزيرة تنمية المجتمع ، رائدة المناخ للشباب في “COP28”، وسعادة رزان المبارك رائدة الأمم المتحدة للمناخ في “COP28” ، وسعادة السفير ماجد السويدي، المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات للمؤتمر، وعدنان أمين، الرئيس التنفيذي لمكتب “COP28”.

وخلال فعالية “خريطة طريق لمهمة 1.5 درجة مئوية: النسخة الثالثة من المساهمات المحددة وطنياً”، التي استضافتها “ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف” على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر أن دولة الإمارات ستقدم النسخة الثالثة من مساهماتها المحددة وطنياً قبل مؤتمر “COP29”، الذي يعقد في جمهورية أذربيجان الصديقة في نوفمبر القادم، أي قبل شهور من الموعد النهائي المقرر في فبراير 2025.

وتشكل “الترويكا” نموذجاً رائداً للتعاون وتوحيد جهود “COP28” مع رئاستَي“COP29” في أذربيجان، و”COP30″ في البرازيل، بهدف رفع سقف الطُموح في الجولة القادمة من المساهمات المحددة وطنياً، .

حضر الفعالية التي استضافتها الترويكا مجموعة من المسؤولين المعنيين بالمناخ من بينهم سيلوين تشارلز هارت، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالعمل المناخي والانتقال العادل، وسيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

وأوضح معالي الدكتور سلطان الجابر أن المساهمات المحددة وطنياً التي ستقدمها دولة الإمارات تستهدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة من مختلف المصادر وتغطي كل القطاعات الاقتصادية للمرة الأولى بما يشمل الطاقة والصناعة والنقل والنفايات، مما يؤكد التزام الدولة بدورها الرائد عالمياً في جهود تنفيذ مخرجات “COP28” التي قدمت استجابة طموحة وشاملة لنتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.

وذكر أن المساهمات الإماراتية المحددة وطنياً ستستفيد من أحدث التقنيات، خاصةً الذكاء الاصطناعي، لتحفيز خفض الانبعاثات وتعزيز المرونة المناخية والتكيّف من خلال إحداث تغيير جذري إيجابي في أنظمة الغذاء والصحة والإنذار المبكرلأخطار تغير المناخ.

وجدد معاليه التأكيد على ضرورة الاستفادة من الفرص الاقتصادية التي توفرها أكبر 3 توجهات شاملة ستشكل مستقبل العالم وهي: الانتقال المنظم والواقعي في قطاع الطاقة، والتطور الكبير في الذكاء الاصطناعي، ونمو ونهوض الاقتصادات الناشئة ودول الجنوب.

ودعا معاليه كافة الأطراف إلى أخذ زمام المبادرة وتقديم مؤشرات عن اعتزامها تسليم نسخ معززة من المساهمات المحددة وطنياً قبل أو خلال “COP29 ” لتعزيز الزخم السياسي في هذا العقد المهم بالنسبة إلى العمل المناخي، ودعم هذه المساهمات باستثمارات فعالة لتحقيق تقدم نوعي يدعم تنفيذ أهداف “اتفاق الإمارات” التاريخي، وإطلاق مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام تساهم في دعم هدف 1.5 درجة مئوية، وتعزيز الرفاه عالمياً، وعدم ترك أحد خلف الرَكب، مشدداً على ضرورة النظر إلى هذه المساهمات بصفتها فرصاً لتحفيز مزيدٍ من النمو والوظائف الخضراء وبناء مستقبل مستدام منخفض الانبعاثات، وليست عبئاً.

وألقى معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر كلمة خلال الجلسة رفيعة المستوى في “القمة العالمية للطاقة المتجددة”، التي تعد أول اجتماع لأبرز ممثلي القطاعين الحكومي والخاص لمناقشة التقدم والفرص والتحديات المتعلقة بهدف زيادة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، الذي يمثل أحد البنود الأساسية لـ”اتفاق الإمارات” التاريخي الذي تم التوصل إليه في دبي أواخر العام الماضي.

وقال إن زيادة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات تعد عامل تمكين أساسي للجهود العالمية الهادفة للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، وتعزيز الرفاه للجميع بصورة مستدامة وعدم ترك أحد خلف الرَكب.

كما دعا معاليه كافة الدول إلى تعزيز الاستثمار في البنية التحتية، والتكنولوجيا، خاصةً الذكاء الاصطناعي، وتطوير دول الجنوب العالمي.

وفي أول اجتماع يعقد حضورياً لمجلس قيادة “مسرّع الانتقال الصناعي”، سلط معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر الضوء على أهمية دور هذا المسرع الذي أُطلق خلال “COP28”، والذي يمثل شراكة متعددة الأطراف لتحفيز الاستثمارات وخفض الانبعاثات عبر ستة قطاعات يصعب تخفيف انبعاثاتها، وتشكل مجتمعة 30% من إجمالي انبعاثات الكربون العالمية.

كما شارك معاليه في الحلقة النقاشية التي استضافها صندوق “ألتيرَّا” الذي أعلنت دولة الإمارات خلال “COP28” عن إنشائه برأس مال أساسي قدره 30 مليار دولار لتحفيز الاستثمار المناخي، وأكد أن الصندوق حقق تقدماً ملموساً في استثمار مبلغ الـ6.5 مليار دولار الذي أعلن عن تخصيصه خلال المؤتمر بالتعاون مع شركات “بلاك روك” و”تي بي جي” و”بروكفيلد”.

وأكد أن هذه الاستثمارات بدأت في تحفيز التقدم من خلال مساعدة عدد من الشركات التي تنتج مجتمعة ما يفوق 40 غيغاواط من الطاقة النظيفة عبر خمس قارات في الأسواق المستقرة والناشئة.

وأضاف معاليه أن “ألتيرا” حقق المزيد من التقدم من خلال توفير التمويل لشركات مثل “إيفرين” التي تمتلك مشروعاً للطاقة النظيفة بقدرة 7 غيغاواط في الهند، بالإضافة إلى شركات تعمل على بناء محطات للطاقة المتجددة تقدر طاقتها الإنتاجية بالغيغاواط مثل “نيوين”، و”إتش إنيرجي”، و”أون باث إنيرجي”.

وخلال الأسبوع، عقد فريق رئاسة “COP28” لقاءات ثنائية مع عدد من المسؤولين البارزين، من بينهم معالي كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، ومعالي جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، ومعالي إيدي راما، رئيس وزراء ألبانيا، وأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، ومعالي إسبن بارث إيدي، وزير خارجية النرويج، ومعالي ألكسندر شالنبرغ، وزير خارجية النمسا، وأجاي بانغا، رئيس مجموعة البنك الدولي، ومايكل بلومبرغ، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بطموحات وحلول المناخ، ومؤسِّس بلومبرغ الخيرية، ولاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة “بلاك روك”.

من جانبها شاركت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي ، في مجموعة من الفعاليات الخاصة بالشباب والأطفال، أقيمت أبرزها بالشراكة مع ليلى حسنوفا، رائدة المناخ للشباب في مؤتمر “COP29”، وعدد من أعضاء رئاسة مؤتمر”COP30″، وبدعم من الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وشهدت بحث آليات تطوير دور “رائد المناخ للشباب” في مؤتمرات الأطراف بعد إضفاء الطابع المؤسسي عليه في “COP28” بموجب “اتفاق الإمارات” التاريخي، والإعلان عن إنشاء مكتب أمانة دائم لفريق “رائد المناخ للشباب لرئاسة مؤتمر الأطراف” ضمن منظومة عمل الاتفاقية الإطارية، لدعم رئاسات مؤتمرات الأطراف المقبلة .

واستعرضت الفعالية أيضاً سبل الاستفادة من مكتب أمانة رائد المناخ للشباب المستحدث كعنصر حيوي جديد ضمن منظومة الأمم المتحدة، لتعزيز التعاون بين مختلف المعنيين بهدف توفير مزيد من التركيز والدعم لأولويات واهتمامات الأطفال والشباب في العمل المناخي.

كما شاركت معالي شما المزروعي في حلقة نقاشية نظمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، لبحث سبل تعزيز الحماية من تداعيات تغير المناخ للأطفال والأجيال القادمة، بما يتماشى مع نتائج “ميثاق المستقبل” و”إعلان الأجيال المقبلة “.

وقالت معاليها إن “COP28” قام بإنجاز بارز ورائد في جهود إدماج الشباب في العمل المناخي، من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على دور رائد المناخ للشباب بموجب “اتفاق الإمارات” التاريخي، وأكدت ضرورةالحفاظ على إرث تمكين الشباب والبناء عليه مع اقتراب موعد انعقاد “COP29”، لضمان مشاركة الأجيال الشابة بشكل أساسي في صنع القرارات والسياسات المناخية وإحداث تغيير إيجابي فعال وملموس، من خلال توحيد جهود كافة الأطراف ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية وداعمي العمل الشبابي.

فيما حضرت سعادة رزان المبارك عدداً من الفعاليات، من بينها فعالية شاركت مؤسسة بلومبرغ الخيرية في استضافتها لتسليط الضوء على أهمية “تحالف الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح”، الذي انضمت إليه حتى الآن 73 دولة.

وألقت سعادتها كلمة في حلقة نقاشية وزارية استضافتها رئاسة “COP28” مع رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي “COP15”، لتعزيز التعاون عبر مجالات العمل المناخي والحفاظ على التنوع البيولوجي، كما ألقت كلمة أخرى في فعالية بشأن تعزيز تدفقات التمويل وتسهيل وصولها مباشرةً إلى مجتمعات الشعوب الأصلية.

وقالت المبارك إن “COP28” شكّل محطة مهمة ضمن مساعي وضع الطبيعة في صميم إستراتيجيات العمل المناخي العالمية والتنسيق بين جهود تنفيذ اتفاقيات “ريو”، وشددت على أهمية الدور المحوري للحفاظ على الطبيعة في جهود العمل المناخي وحماية التنوع البيولوجي، ما يتطلب حشد مزيد من التمويل لحماية الطبيعة، بما يشمل ضمان وصول التمويل المباشر إلى الشعوب الأصلية، نظراً لأهمية دورهم الريادي في نجاح العمل المناخي وتحقيق أهدافه العالمية المشتركة.

وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقعت دولة الإمارات وجمهورية غانا اتفاقية حددت مجالات الأولوية الاستثمارية في ما يتعلق بجهود التكيف مع تداعيات تغير المناخ والحلول القائمة على الطبيعة في غانا.

كما شارك سعادة السفير ماجد السويدي في فعالية استضافتها أمانة مجموعة العشرين بالتعاون مع “بنك أوف أميركا”، لاستكشاف سبل تحفيز الابتكار في القطاع الخاص، وتمويل الجهات الداعمة للعمل المناخي.

جدير بالذكر أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل خطوة مهمّة تمهيداً لانعقاد “COP29”، حيث كثفت رئاسة “COP28” جهودها خلال هذه الاجتماعات لحشد المجتمع الدولي وتوحيد الجهود لإنجاز الخطوات المطلوبة، وتعزيز جهود تنفيذ أهداف “اتفاق الإمارات” التاريخي بدعم من “ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف”.وام


مقالات مشابهة

  • رئيس Cop28 يدعو الدول للاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • رئيس “COP28”: أدعو قادة العالم إلى تنفيذ "اتفاق الإمارات" التاريخي والاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • نائب الأمين العام لحزب الله: أعددنا العدة والنصر حليفنا وسنختار أمينا عاما قريبا
  • الإمارات.. اليوم الأخير للتسجيل في موسم الحج 2025 وهذه الشروط
  • الإمارات.. انتهاء موعد التسجيل لأداء مناسك الحج للموسم المقبل اليوم
  • سلطان الجابر يدعو قادة العالم إلى تنفيذ “اتفاق الإمارات” التاريخي والاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • تصريحات خطيرة بخصوص عقيدة الأسلحة النووية الروسية
  • 5 خطوات للعلاج من السحر.. وجواز الاستعانة بأحد الصالحين لفكه
  • توجه لاعبي الأهلي لأداء مناسك العمرة بعد مباراة الأمس
  • وزيرة السياحة: تنظيم المؤتمر السنوي لـ “مجموعة TUI” بالمغرب اعتراف بالمؤهلات السياحية التي تزخر بها المملكة