لا للعمل وقتا إضافيا.. 9 نصائح لتحقيق التوازن في حياة الأم العاملة
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
الأمومة وظيفة بلا إجازات، وهي مهمة ليست سهلة تحتاج إلى الصبر والمرونة وبذل كثير من الجهد مع قليل من الراحة، يتضاعف ذلك الجهد لدى الأمهات العاملات، فالأم العاملة مطالبة ببذل الجهد المستمر لتحقيق الأهداف المنوط بها تنفيذها بلا أدنى تقصير. فالعمل لا يسامح في التقصير في المهام اليومية، أما الأبناء فليس هناك بديل عن دور الأم في حياتهم.
تتخلى بعض النساء عن العمل بعد السنوات الأولى من الإنجاب، بينما تضطر أخريات للاستمرار في الجمع بين الوظيفة ومهام الأمومة.
وسواء كنت ستعودين إلى العمل بعد إنجاب الأطفال أو كنت أما عاملة لأكثر من عقد من الزمن، كوني صادقة بشأن أولوياتك، فقواعد الأمهات لا تتطابق في جميع الحالات، ربما يعاني أحد الأبناء من مشكلات المراهقة أو صعوبات التعلم في السنوات الأولى من الدراسة، لذا فلا بأس في ترك بعض الأولويات، حتى تتمكني من التركيز على ما يهم.
إذا كنت أما عاملة عليك اتباع النصائح التالية لتجنب التقصير في أي من المهام الأساسية لك كأم وموظفة في الوقت نفسه.
لا للوقت الإضافيعلى الرغم من إغراء العائد المادي من ساعات العمل الإضافي، فإن أطفالك يستحقون تلك الساعات التي لا يعوضها المقابل المادي. وقد تتسبب ساعات العمل الإضافية في نهاية المطاف في إرهاق نفسك، ومن ثم عدم قضاء أي وقت لنفسك أو لأطفالك.
لتجنب ذلك، ضعي جدولا زمنيا محددا ستقومين فيه بأداء متطلبات الوظيفة خلال ساعات العمل الأساسية. وانتبهي إذا كانت مهام العمل لا تتناسب مع عدد الساعات، فينبغي مناقشة هذه الأمور بوضوح مع مديرك.
لا تفتحي المزيد من الأبواب لمهام غير عاجلة، وهذا ينطبق على كل من العمل والمنزل. لست مضطرة أن تكوني "سوبر ماما" وموظفة مثالية طوال الوقت.
بعض الأمهات يشعرن بالتقصير تجاه أسرهن إن لم يحضرن أعياد الميلاد وتجمعات الأصدقاء في المتنزهات أو رحلات الشاطئ والزيارات العائلية، لكن تذكري، لا يتعين عليك الموافقة أو المشاركة في حدث أو نشاط يلقيه عليك أصدقاؤك وعائلتك. وإلا سوف ينتهي بك الأمر غارقة في مهام مشتتة لا تتناسب مع جدولك الزمني.
من المهم أن تبقى بعض أوقات الفراغ للاسترخاء على الأريكة، فعدم وجودك في العمل لا يعني أنك متاحة للخروج مع الأصدقاء.
باتباع النصيحة السابقة، من المهم أن يكون لديك دائما أجزاء من اليوم مخصصة لإعادة شحن بطاريتك الذهنية والجسمانية.
احصلي على بعض القهوة وقطعة كعك أو طبق الفواكه والمكسرات المفضلة أثناء مشاهدة فيلم أو برنامجك المفضل.
امنحي نفسك بعض الوقت للتأمل في الشرفة، أو طهي وجبة منزلية الصنع تفضلها أسرتك، واحرصي ألا تحتاج تلك الوجبة إلى كثير من الجهد.
لديك طاقة ومال ووقت، هذا ما تملكين من إمكانيات لتقديمها لنفسك وللأسرة والوظيفة، لكن تذكري أن تلك الإمكانيات محدودة ولها فترة صلاحية، فلا يمكن تقديمها في اتجاه واحد فقط دون الآخر، سيتطلب الأمر اتخاذ خيارات بشأن كيفية توزيع قدراتك، يمكنك إما أن تختاري ما يهمك أكثر، أو يمكنك أن تحاولي القيام بكل شيء وتواجهي الفشل وحدك. ولأنك لا تستطيعين أن تفعلي كل ما تريدينه، فيمكن تفويض الآخرين للقيام ببعض المهام التي لا تتطلب وجودك بصورة ضرورية وعاجلة.
الزواج أم الأمومة؟أعط الأولوية لزوجك أولا، وليس في الأمر قسوة، أو تخلي عن مسؤولياتك تجاه أطفالك، كثير من النساء تضع أولوية الأبناء أمام الأزواج، مما يتسبب في مشكلات أسرية قد تؤدي إلى الانفصال، لذا تذكري أن الأبناء دائما يحتاجون إلى زواج قوي وأسرة مستقرة، فالأب المتعاون أفضل من أن تقودي المركب وحدك.
تضع منصات التواصل الاجتماعي معايير مثالية وغير واقعية للأمهات، وهو ما يشعرهن بالضغط المجتمعي خاصة مع غرباء الإنترنت الذين لا نعرف شيئا عن ظروف حياتهم الحقيقية، ما نشاهده مواقع التواصل هو صورة مثالية التقطت في أقل من ثانية واحدة، لا نعرف ما قبلها ولا ما بعدها، أو منشور أو تعليق مثالي لا تدركين خباياه، فلا تضعي نفسك تحت ضغط تقليد الأخريات، فإعداد الطعام الصحي وتنظيف المنزل ومتابعة دروس الأبناء وأنشطتهم والتربية والعناية الشخصية ومهام العمل، أمور لا يمكن تحقيقها كل يوم بالمستوى نفسه من الدقة والرفاهية.
لا للشعور بالذنبفحينما تكون المرأة في العمل ترى أنه من الضروري أن تكون بالمنزل، وعندما تكون بالمنزل تفكر أنها لم تنته من واجباتها المهنية على الوجه السليم، الرضا عن الدور الذي تقومين به يوميا يساعد في التخلص من تلك المشاعر السلبية.
يحتاج جسم الإنسان البالغ من 7 إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة، وربما تحتاج الأمهات العاملات إلى ساعات أطول، إذ إن قلة النوم تخلق قائمة طويلة من المشاكل الصحية الجسدية والعقلية. لذا اجعلي وقت النوم أولوية بالنسبة لك ولأطفالك، ولا تتنازلي أبدا عن هذا الحق.
لا أحد يستطيع أن يفعل كل شيء بمفرده، فالحصول على المساعدة لا يعني أنك ضعيفة أو مقصرة، لذلك إليك بعض النصائح يمكنك الاختيار من بينها لتخفيف الأعباء اليومية:
تسوقي من البقالة عبر الإنترنت أو خدمات توصيل الوجبات والمواد التموينية الأساسية لتوفير وقت التسوق الفعلي في المتاجر. استأجري جليسة لمتابعة أطفالك لبضع ساعات أسبوعيا، إذا كانت ميزانيتك تسمح بذلك أو اطلبي المساعدة من الصديقات أو أفراد العائلة. اطلبي من أطفالك وزوجك المساعدة في الأعمال المنزلية. قللي من مصادر تشتيت انتباهك، مثل وسائل التواصل الاجتماعي.وتذكري أن الحياة لا ينبغي أن تجعلك تشعرين وكأنك عالقة في قائمة طويلة من المهام، واستمتعي بحياتك الأسرية وإنجازاتك المهنية معا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ساعات العمل
إقرأ أيضاً:
من قوانين الإضراب للعمل المنزلي.. كيف تحوّل فاتح مايو بالمغرب لمنصة نضالات جديدة؟
بين المسيرات النقابية المُعتادة والخطابات المطلبية التي تتكرر سنويا، وبين المشاركة النسائية الحاملة لجُملة من المطالب الخاصة، أتى عيد العمال (عيد الشغل أو فاتح مايو) هذا العام، حاملا لبُعدين متمايزين في المغرب.
في هذا التقرير، رصدت "عربي21" أبرز المطالب التي حُملت بفاتح مايو، في عدد من المدن المغربية، وكذلك سلّطت الضوء على الشعارات الجديدة التي أتت على لسان الجمعيات النسائية، في محاولة لجعل القارئ بقلب المشهد.
مسيرات تقليدية ومطالب متجددة
تحسين الأجور، ومراجعة أنظمة التقاعد، وحماية الحقوق النقابية.. وغيرها من المطالب التي وُصفت بـ"الملحّة"، حملها آلاف العمال، اليوم الخميس، في مسيرات نقابية حاشدة؛ عاشت على إيقاعها شوارع الرباط، إلى الدار البيضاء وطنجة وتيزنيت ووجدة وغيرها من المدن المغربية.
وفيما تصدّرت المطالب الاقتصادية، المشهد العام، في خضمّ استمرار ارتفاع الأسعار وتآكل القدرة الشرائية للمواطن المغربي، رغم الإعلان الحكومي عن زيادات في الأجور وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية. هاجم الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، ميلودي موخاريق، الحكومة، متهما إياها بـ"التواطؤ مع أرباب المال".
وفي كلمته خلال المهرجان العمالي، من منصّة "فاتح مايو"، اعتبر موخاريق، أنّ: "الزيادات المعلنة غير كافية". كما انتقد في الوقت نفسه تمرير قانون الإضراب الذي وصفه بـ"التكبيلي"، مؤكدا أنّ: "النقابات سوف تواصل رفضه حتى يتم تعديله".
ودعا المتحدث نفسه، إلى "تعديل قانون الإضراب، لجعله منسجما مع المبادئ الديمقراطية والمقتضيات الدستورية والمواثيق الدولية بما يضمن حماية حقيقية للحق في الإضراب"، فيما أكد أيضا على "ضرورة إقرار عدالة ضريبية عبر التخفيض من الضرائب على الدخل وإحداث ضريبة على الثروة".
النساء كسرن حاجز "العمل المنزلي".. كيف؟
"حضور لافت للمرأة في فعاليات فاتح ماي" هكذا تفاعل عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مع ما وصفوه بـ"السياق المُغاير والاستثنائي لمطالب الجمعيات النسائية، خلال هذه السنة"، وذلك بين مؤيّد لها وبين مُعارض.
الآراء المُتضاربة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، أتت على خلفية الحملة الوطنية التي أطلقتها "جمعية التحدي للمساواة والمواطنة" تحت شعار: "شقا الدار ماشي حكرة" (العمل المنزلي ليس احتقارا)، بدعم من مكتب الأمم المتحدة بالمغرب، مشيرة إلى أنّ هذه الحملة هي الأولى من نوعها.
وسلّطت الحملة نفسها، التي أثارت جدلا واسعا بين المغاربة، الضّوء على "العمل المنزلي الذي تقوم به النساء" حيث وصفته بـ"غير المأجور"، بالقول عبر بيان لها، وصل "عربي21" نسخة منه، أنّ: "الاعتراف بقيمة هذا العمل يشكل خطوة جوهرية نحو تغيير العقليات وترسيخ المساواة الحقيقية".
وأوضح البيان ذاته، أنّ: "هذا الجهد اليومي، الذي لا يُقابل بأي مقابل مادي، ويمثل عماد الحياة الأسرية، ويحافظ على توازنها، ويُجنّب الأسر تكاليف ضخمة كانت ستُصرف على خدمات مثل رعاية الأطفال، التنظيف، الطهي، الدعم الدراسي، أو العناية بكبار السن".
"مع ذلك، لا يُعترف بهذا العمل ولا يُثمَّن، بل يبقى غالبا حبيس الجدران، ونادرا ما يُتقاسم داخل الفضاء المنزلي، رغم كونه دعامة أساسية للبنية الاجتماعية”، بحسب تعبير الجمعية في بيانها.
إلى ذلك، نشر المنضمّون إلى الحملة، بمن فيهم وجوه إعلامية وناشطون، رجالا ونساء، صورا لهم وهم يرتدون "مآزر العمل المنزلي" تحت وسم #شقا_الدار_ماشي_حكرة، في خطوة اعتبروها: "رمزية تهدف لتقاسم الأعباء المنزلية والاعتراف بقيمة هذا العمل".
فلسطين حاضرة في مسيرات العمال
في قلب مسيرات العمال المغاربة، التي جابت مختلف الشوارع المغربية، حضرت مطالب وقف عدوان دولة الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر، حيث رفع المشاركون أعلام فلسطين، وهتفوا ضد "الإبادة الجارية في غزة"، مطالبين بمقاطعة المنتوجات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي ودعم العمال الفلسطينيين.
ومن بين الشعارات التي تم ترديدها خلال المظاهرات التي أتت بنفس عيد العمال: "غزة رمز العزة، و"قدسنا في العيون"، و"الشهيد خلى (ترك) وصية، لا تنازل عن القضية"، و"يا مقاوم سير، نحو النصر والتحرير".
حصيلة حكومية مثيرة للجدل
رغم إعلان الحكومة المغربية التي يرأسها عزيز أخنوش، أمس الأربعاء، عن صرف الدفعة الثانية من الزيادة العامة في الأجور بقيمة 500 درهم (50 دولارا) في القطاع العام، وذلك ابتداء من تموز/ يوليو المقبل (حيث صرفت الدفعة الأولى خلال يوليو الماضي بنحو 50 دولارا). إلا أنّ: "النقابات اعتبرت هذه الإجراءات غير كافية".
وفيما أشارت النقابات، اليوم الخميس، إلى "استمرار معاناة العمال من البطالة والهشاشة وغلاء المعيشة"، أوضحت الحكومة في بيان لها، الأربعاء، أنها: "تواصل توسيع التأمين الصحي ليشمل فئات واسعة من الأجراء والمتقاعدين".
واعتبرت الحكومة أنّ: "نتائج الحوار الاجتماعي (يجمع بين الحكومة والنقابات وأرباب العمل) في السنوات الثلاث الماضية ساهمت في تحسين دخل العمال ودعم قدرتهم الشرائية".
ووفق البيان الحكومي، الذي اطّلعت "عربي21" على نسخة منه فإنّ: "هذه الإجراءات سترفع المتوسط الشهري للأجور في القطاع العام إلى نحو 10 آلاف درهم (1000 دولار) بحلول سنة 2026 بعدما كان يقدر بـ 8237 درهما (823 دولارا) عام 2021".
أما على مستوى القطاع الخاص، تابع بيان الحكومة: "تمّت الزيادة في الحد الأدنى القانوني للأجر في النشاطات غير الفلاحية (SMIG) بنسبة 15 %، إذ انتقل الأجر الصافي الشهري من 2.638,05 درهم إلى 3.046,77 درهم، أي بزيادة شهرية تقدر ب 408,72 درهم".
"كما تمت الزيادة في الحد الأدنى القانوني للأجر في النشاطات الفلاحية (SMAG) بنسبة 20 %، إذ انتقل الأجر الصافي الشهري من 1.859,79 درهم إلى 2.255,27 درهم، أي بزيادة شهرية تقدر ب 395,48 درهم"، بحسب المصدر ذاته.
في المقابل، استنكرت الهيئات النقابية ومعها أحزاب المعارضة، اليوم الخميس، ما اعتبرته "مواصلة بيع وتفويت الخدمات العمومية والمرفق العمومي للخواص كالصحة والتعليم والكهرباء والماء، فضلا عن استمرار تسريح العمال، ومنع تسليم وصول الإيداع لعدد من المكاتب النقابية، واستمرار إعفاء عدد من المناضلين وتوقيفهم، ومعاناة المرأة العاملة في معامل وحقول الاستغلال، وغيرها".
تجدر الإشارة إلى أنّه من بين النقابات التي شاركت في يوم العمال بالمغرب: الاتحاد المغربي للشغل (أكبر نقابة)، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والمنظمة الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب.