أخبارنا:
2025-03-04@07:06:54 GMT

هل سيتمكن الأساتذة من تدارك الزمن المدرسي الضائع؟!

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

هل سيتمكن الأساتذة من تدارك الزمن المدرسي الضائع؟!

بقلم: إسماعيل الحلوتي

يبدو أن تاريخ 15 يناير 2024 سيظل محفورا في ذاكرة المغاربة، إذ فيه تبددت المخاوف من حدوث "سنة بيضاء" في قطاع التعليم، حيث التحق آخر فوج من نساء ورجال التعليم المضربين بمقرات عملهم، وذلك مباشرة بعد شروع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مع مطلع السنة الجديدة 2024 في إصدار قرارات توقيف ضد أولئك الذين أبوا إلا أن يستمروا في خوض الإضرابات التي تجاوزت أسبوعها الحادي عشر على التوالي، احتجاجا على النظام الأساسي الجديد، رغم توصل الحكومة في شخص اللجنة الوزارية الثلاثية مع ممثلي النقابات التعليمية الخمس "الأكثر تمثيلية" إلى توقيع محضر اتفاق 26 دجنبر 2023 تحت إشراف رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بشأن التعديلات المرتبطة بالجانبين التربوي والمالي لموظفي قطاع التعليم.

ذلك أنه بناء على الفصل 73 من النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية كما تم تغييره وتتميمه، توصل زهاء ألف أستاذ من المصرين على مواصلة الإضرابات في عدة مديريات إقليمية تابعة لوزارة التربية الوطنية، بقرارات التوقيف المؤقت عن العمل مع توقيف رواتبهم الشهرية باستثناء التعويضات العائلية إلى أن يتم البث في ملفاتهم من لدن المجالس التأديبية المزمع عقدها في وقت لاحق، لعدم التزامهم بأداء مهامهم الوظيفية والتعليمية، وانقطاعهم المتكرر والمستمر عن العمل بصفة تتنافى مع القوانين الجاري بها العمل، مما ترتب عنه حرمان تلاميذ الأقسام المسندة إليهم من حقهم الدستوري في التعلم، بالإضافة إلى عدم التقيد بقيم وأخلاقيات المهنة وفق الضوابط المعتمدة في منظومة التربية والتكوين. وهو ما اعتبرته هذه المديريات خطأ جسيما وإخلالا بالالتزامات المهنية التي أساسها التربية والتدريس.

ويشار في هذا السياق إلى أن الفصل 73 المشار إليه أعلاه ينص على: "إذا ارتكب أحد الموظفين هفوة خطيرة، سواء كان الأمر يتعلق بإخلال في التزاماته المهنية أم بجنحة ماسة بالحق العام، فإنه يوقف حالا من طرف السلطة التي لها حق التأديب" ويضيف ذات الفصل أنه "في حالة التوقيف يجب استدعاء المجلس التأديبي في أقرب أجل ممكن، كما يجب أن تسوى نهائيا حالة الموظف الموقف في أجل أربعة أشهر ابتداء من اليوم الذي جرى فيه العمل بالتوقيف. وإن لم يصدر أي مقرر عند انتهاء هذا الأجل، فإن الموظف يتقاضى من جديد مرتبه بأكمله..."

فلم يكن هناك من مخرج أمام التنسيقيات التعليمية إلا أن تسارع إلى حفظ ماء الوجه عبر الإعلان عن تعليق كافة الأشكال الاحتجاجية بما فيها البرنامج المسطر في بيان 8 يناير 2024 بخصوص يومي الجمعة والسبت 12 و13 يناير 2024، بدعوى التفاعل الإيجابي والمسؤول وإبداء حسن النية مع المبادرات النقابية والسياسية والحقوقية والدعوات التي تلقتها التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم بالمغرب في شأن التزامها بالانخراط في إنهاء الأزمة لإعادة الثقة في المؤسسات، وفي نضالات هيئة التدريس...

وبعيدا عن التساؤل حول الدواعي والأسباب التي حالت دون التفاعل الإيجابي لهذه التنسيقيات التعليمية مع نداءات الأمهات والآباء منذ الأسبوع الثاني من اندلاع الأزمة، جراء رفض الشغيلة التعليمية للنظام الأساسي الجديد، الذي اعتبرته مجحفا ودون مستوى تطلعاتها، وعدم استحضارها للمصلحة الفضلى لما يزيد عن سبعة ملايين تلميذة وتلميذ، خاصة الذين يتابعون دراستهم في المستويات الإشهادية، فإن ما يشغل بال آلاف الأسر المغربية هو ما إذا كانت خطة الوزارة الوصية كفيلة بتدارك الزمن المدرسي الضائع.

حيث أعلنت الوزارة الوصية عن "خطة وطنية لتدبير الزمن المدرسي والتنظيم التربوي للتعلمات"، تتمثل في تمديد السنة الدراسية بأسبوع إضافي بالنسبة للأسلاك الثلاثة: ابتدائي، إعدادي وثانوي، مع تأجيل موعد الامتحانات الموحدة الوطنية والجهوية والإقليمية بأسبوع، وتكييف البرامج الدراسية لجميع المستويات التعليمية، قصد إتمام المقررات الدراسية، فضلا عن تعزيز آليات الدعم التربوي لمساعدة التلاميذ على تثبيت مكتسباتهم. وهي الخطة التي انتقدها الكثير من الخبراء والمهتمين بالشأن التربوي وأسر التلاميذ المتضررين، معتبرين أن محاولة إنقاذ السنة الدراسية بمثل هذه الإجراءات يظل غير كاف، وأنه لا يمكن تدارك ما ضاع من تعلمات خلال حوالي ثلاثة شهور بإضافة أسبوع واحد فقط، إذ أن انقطاع تلاميذ مؤسسات التعليم العمومي عن الدراسة منذ 5 أكتوبر 2023 يشكل خسارة مضاعفة، من حيث تراكم التعثرات واحتمال أن يتبخر من أذهانهم ما تم تحصيله سابقا...

كيفما كان الحال، ورغم كون الحلول التي جاءت بها وزارة بنموسى غير مقنعة ولا ترضي أحدا، فليس هناك من سبيل أمام الأساتذة عدا الاحتكام إلى ضمائرهم والتشمير عن سواعد الجد ومضاعفة الجهد، إذا كانوا يريدون فعلا الخروج بتلامذتهم من هذا النفق المظلم، والالتزام بتلك الخطة المرسومة، حفاظا على ما تبقى من أسابيع السنة الدراسية واحتراما لمبدأ تكافؤ الفرص بين كافة التلاميذ المعنيين.

من هنا واعتبارا لما حدث من احتقان شديد، وما ترتب عنه من هدر غير مسبوق للزمن المدرسي، بات لزاما على صناع القرار ببلادنا استخلاص الدروس والعبر، وأن يدركوا جيدا أن قطاع التعليم الذي يعد رافعة أساسية للتنمية، ليس مجالا للمزايدات السياسوية والعبث بمصلحة ملايين الأبرياء من المتعلمين، مما يستدعي التعجيل بتنزيل قانون الإضراب، والحرص مستقبلا على عدم إسناد مهام التدريس لغير المؤهلين لها ودون مستوى تحمل المسؤولية.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

"التعليم" تعتمد تشكيل المجلس الاستشاري لمديري المدارس وتحدد مهامه

كشفت وزارة التعليم عن اعتماد القواعد التنظيمية للمجلس الاستشاري لمديري المدارس وتشكيل المجلس بعضوية مديري ومديرات المدارس المرشحين من إدارات التعليم في المناطق والمحافظات.
يأتي هذا القرار استنادًا إلى ما تم التوصل إليه خلال اللقاء الذي عُقد مع مديري ومديرات المدارس في وقت سابق وما تقتضيه مصلحة العمل.
أخبار متعلقة الأرصاد يكشف توقعات طقس المملكة خلال فصل الربيع.. تعرف عليهاطقس أول أيام رمضان.. أمطار خفيفة ورياح على أجزاء من 7 مناطقويعمل المجلس على إبداء الرأي حول السياسات والتشريعات التعليمية ومناقشة اللوائح والأدلة التنظيمية المرتبطة بالشأن التعليمي والإدارة المدرسية، إضافة إلى تقديم مقترحات لتطوير برامج التدريب المهني لمديري المدارس ووكلائهم بما يتناسب مع احتياجات الميدان التعليمي، كما سيتولى تنفيذ المهام التي تسند إليه من الجهات المختصة.
وتلتزم إدارات التعليم في المناطق والمحافظات وقطاعات الوزارة المختلفة بالتعاون مع المجلس الاستشاري وتسهيل مهامه كلٌ وفق اختصاصه، حيث سيبدأ المجلس أعماله من تاريخ صدور القرار ويستمر حتى نهاية العام الدراسي 1446هـ وفق المواد المنظمة لعمله.إجراءات تشكيل لجان الترشيح
حددت الوزارة مجموعة من الضوابط والمعايير لاختيار أعضاء المجلس حيث تتولى وكالة الوزارة للموارد البشرية الإشراف على إجراءات تشكيل لجان الترشيح والمقابلات الشخصية داخل إدارات التعليم، ويكون مدير عام التعليم في كل منطقة ومحافظة مسؤولًا عن إصدار قرار تشكيل اللجنة والإشراف على أعمالها ورفع توصيات الترشيح إلى وكالة التعليم العام.
تتضمن الاشتراطات الأولية للترشيح أن يكون المرشح قد أمضى أكثر من عشر سنوات في مهنة التعليم وألا تقل خبرته في الإدارة المدرسية كمدير أو وكيل عن أربع سنوات، كما يُشترط حصوله على تقييم وظيفي لا يقل عن درجة ممتاز خلال العامين الدراسيين السابقين، وألا يكون لديه غياب غير مبرر يتجاوز خمسة أيام، مع ضرورة أن يكون على رأس العمل وقت الترشيح.
تشمل عملية الاختيار مقابلات شخصية تُقيّم عددًا من المعايير، من بينها التمتع بالقدوة الحسنة والاتزان الانفعالي والثقة في النفس والقدرة على إدارة المعرفة والتواصل الفعّال مع الآخرين، إضافة إلى الالتزام بأخلاقيات مهنة التعليم ومدونة قواعد السلوك الوظيفي.
آلية احتساب نقاط المفاضلة
تشمل آلية احتساب نقاط المفاضلة منح 2.5 نقطة عن كل سنة خدمة تعليمية، واحتساب مجموع الأداء الوظيفي للعامين السابقين ضمن معادلة تقييم، إضافة إلى تخصيص نقاط للحاصلين على جوائز تعليمية معتمدة من الوزارة والجهات الرسمية، ومنح خمس نقاط لكل خمسين ساعة تطوعية موثقة عبر منصة العمل التطوعي، كما يتم منح نقاط إضافية للحاصلين على درجة 85 فأعلى في الاختبارين العام والتخصصي في الرخصة المهنية.
أكدت وزارة التعليم أن هذا القرار نافذ من تاريخ صدوره، موجّهة الجهات المختصة إلى العمل به وإلغاء أي قرارات سابقة تتعارض معه، على أن تتولى وكالة الوزارة للتعليم العام متابعة تنفيذه وفق الإجراءات المعتمدة.

مقالات مشابهة

  • رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره
  • مدير التعليم بالسويس يُشدد على الانضباط المدرسي في رمضان واستعدادات شاملة للامتحانات
  • المجال المعرفي في برامج التعليم العالي
  • رابط التقييمات الأسبوعية لجميع المراحل الدراسية عبر موقع وزارة التعليم
  • مديرية الإشراف التربوي تواصل جهودها لرفع قدرات الكوادر وتحسين ‏جودة التعليم
  • الغربية تسابق الزمن.. استمرار أعمال تغطية مصرف الزهار بقطور لتطوير البنية التحتية
  • مدير المستشفيات التعليمية يتفقد «المطرية التعليمي» لمتابعة انتظام العمل.. صور
  • رئيس «المعاهد التعليمية» يتفقد مستشفى الساحل ومعهد القلب لمتابعة انتظام العمل في رمضان
  • مخرجات التعليم المهني وبوصلة المستقبل 2
  • "التعليم" تعتمد تشكيل المجلس الاستشاري لمديري المدارس وتحدد مهامه