أخبارنا:
2024-06-30@01:53:31 GMT

هل سيتمكن الأساتذة من تدارك الزمن المدرسي الضائع؟!

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

هل سيتمكن الأساتذة من تدارك الزمن المدرسي الضائع؟!

بقلم: إسماعيل الحلوتي

يبدو أن تاريخ 15 يناير 2024 سيظل محفورا في ذاكرة المغاربة، إذ فيه تبددت المخاوف من حدوث "سنة بيضاء" في قطاع التعليم، حيث التحق آخر فوج من نساء ورجال التعليم المضربين بمقرات عملهم، وذلك مباشرة بعد شروع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مع مطلع السنة الجديدة 2024 في إصدار قرارات توقيف ضد أولئك الذين أبوا إلا أن يستمروا في خوض الإضرابات التي تجاوزت أسبوعها الحادي عشر على التوالي، احتجاجا على النظام الأساسي الجديد، رغم توصل الحكومة في شخص اللجنة الوزارية الثلاثية مع ممثلي النقابات التعليمية الخمس "الأكثر تمثيلية" إلى توقيع محضر اتفاق 26 دجنبر 2023 تحت إشراف رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بشأن التعديلات المرتبطة بالجانبين التربوي والمالي لموظفي قطاع التعليم.

ذلك أنه بناء على الفصل 73 من النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية كما تم تغييره وتتميمه، توصل زهاء ألف أستاذ من المصرين على مواصلة الإضرابات في عدة مديريات إقليمية تابعة لوزارة التربية الوطنية، بقرارات التوقيف المؤقت عن العمل مع توقيف رواتبهم الشهرية باستثناء التعويضات العائلية إلى أن يتم البث في ملفاتهم من لدن المجالس التأديبية المزمع عقدها في وقت لاحق، لعدم التزامهم بأداء مهامهم الوظيفية والتعليمية، وانقطاعهم المتكرر والمستمر عن العمل بصفة تتنافى مع القوانين الجاري بها العمل، مما ترتب عنه حرمان تلاميذ الأقسام المسندة إليهم من حقهم الدستوري في التعلم، بالإضافة إلى عدم التقيد بقيم وأخلاقيات المهنة وفق الضوابط المعتمدة في منظومة التربية والتكوين. وهو ما اعتبرته هذه المديريات خطأ جسيما وإخلالا بالالتزامات المهنية التي أساسها التربية والتدريس.

ويشار في هذا السياق إلى أن الفصل 73 المشار إليه أعلاه ينص على: "إذا ارتكب أحد الموظفين هفوة خطيرة، سواء كان الأمر يتعلق بإخلال في التزاماته المهنية أم بجنحة ماسة بالحق العام، فإنه يوقف حالا من طرف السلطة التي لها حق التأديب" ويضيف ذات الفصل أنه "في حالة التوقيف يجب استدعاء المجلس التأديبي في أقرب أجل ممكن، كما يجب أن تسوى نهائيا حالة الموظف الموقف في أجل أربعة أشهر ابتداء من اليوم الذي جرى فيه العمل بالتوقيف. وإن لم يصدر أي مقرر عند انتهاء هذا الأجل، فإن الموظف يتقاضى من جديد مرتبه بأكمله..."

فلم يكن هناك من مخرج أمام التنسيقيات التعليمية إلا أن تسارع إلى حفظ ماء الوجه عبر الإعلان عن تعليق كافة الأشكال الاحتجاجية بما فيها البرنامج المسطر في بيان 8 يناير 2024 بخصوص يومي الجمعة والسبت 12 و13 يناير 2024، بدعوى التفاعل الإيجابي والمسؤول وإبداء حسن النية مع المبادرات النقابية والسياسية والحقوقية والدعوات التي تلقتها التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم بالمغرب في شأن التزامها بالانخراط في إنهاء الأزمة لإعادة الثقة في المؤسسات، وفي نضالات هيئة التدريس...

وبعيدا عن التساؤل حول الدواعي والأسباب التي حالت دون التفاعل الإيجابي لهذه التنسيقيات التعليمية مع نداءات الأمهات والآباء منذ الأسبوع الثاني من اندلاع الأزمة، جراء رفض الشغيلة التعليمية للنظام الأساسي الجديد، الذي اعتبرته مجحفا ودون مستوى تطلعاتها، وعدم استحضارها للمصلحة الفضلى لما يزيد عن سبعة ملايين تلميذة وتلميذ، خاصة الذين يتابعون دراستهم في المستويات الإشهادية، فإن ما يشغل بال آلاف الأسر المغربية هو ما إذا كانت خطة الوزارة الوصية كفيلة بتدارك الزمن المدرسي الضائع.

حيث أعلنت الوزارة الوصية عن "خطة وطنية لتدبير الزمن المدرسي والتنظيم التربوي للتعلمات"، تتمثل في تمديد السنة الدراسية بأسبوع إضافي بالنسبة للأسلاك الثلاثة: ابتدائي، إعدادي وثانوي، مع تأجيل موعد الامتحانات الموحدة الوطنية والجهوية والإقليمية بأسبوع، وتكييف البرامج الدراسية لجميع المستويات التعليمية، قصد إتمام المقررات الدراسية، فضلا عن تعزيز آليات الدعم التربوي لمساعدة التلاميذ على تثبيت مكتسباتهم. وهي الخطة التي انتقدها الكثير من الخبراء والمهتمين بالشأن التربوي وأسر التلاميذ المتضررين، معتبرين أن محاولة إنقاذ السنة الدراسية بمثل هذه الإجراءات يظل غير كاف، وأنه لا يمكن تدارك ما ضاع من تعلمات خلال حوالي ثلاثة شهور بإضافة أسبوع واحد فقط، إذ أن انقطاع تلاميذ مؤسسات التعليم العمومي عن الدراسة منذ 5 أكتوبر 2023 يشكل خسارة مضاعفة، من حيث تراكم التعثرات واحتمال أن يتبخر من أذهانهم ما تم تحصيله سابقا...

كيفما كان الحال، ورغم كون الحلول التي جاءت بها وزارة بنموسى غير مقنعة ولا ترضي أحدا، فليس هناك من سبيل أمام الأساتذة عدا الاحتكام إلى ضمائرهم والتشمير عن سواعد الجد ومضاعفة الجهد، إذا كانوا يريدون فعلا الخروج بتلامذتهم من هذا النفق المظلم، والالتزام بتلك الخطة المرسومة، حفاظا على ما تبقى من أسابيع السنة الدراسية واحتراما لمبدأ تكافؤ الفرص بين كافة التلاميذ المعنيين.

من هنا واعتبارا لما حدث من احتقان شديد، وما ترتب عنه من هدر غير مسبوق للزمن المدرسي، بات لزاما على صناع القرار ببلادنا استخلاص الدروس والعبر، وأن يدركوا جيدا أن قطاع التعليم الذي يعد رافعة أساسية للتنمية، ليس مجالا للمزايدات السياسوية والعبث بمصلحة ملايين الأبرياء من المتعلمين، مما يستدعي التعجيل بتنزيل قانون الإضراب، والحرص مستقبلا على عدم إسناد مهام التدريس لغير المؤهلين لها ودون مستوى تحمل المسؤولية.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي: فتح باب التقدم عبر منصة «ادرس في مصر» للطلاب الوافدين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت الإدارة المركزية لشئون الطلاب الوافدين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فتح باب التقدم للجامعات المصرية، بداية من اليوم السبت الموافق 29 يونيو الجاري، وذلك عبر منصة "ادرس في مصر" أمام الطلاب الوافدين، وذلك من خلال الرابط التالي: https://admission.study-in-egypt.gov.eg/

وأشار الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى التطوير الكبير الذي قامت به الوزارة في منظومة الخدمات الخاصة بالطلاب الراغبين في الدراسة بالجامعات المصرية من كل الجنسيات، وتسهيل إجراءات التقديم والتسجيل عبر منصة "ادرس في مصر"، لافتًا إلى أن وزارة التعليم العالي تُنفذ الخطة الطموحة التي وضعتها الدولة لجعل مصر قبلة تعليمية فريدة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وأن تكون وجهة جاذبة للراغبين في الدراسة والتعلم بالمنطقة العربية والشرق الأوسط والقارة الإفريقية، استثمارًا لما تتمتع به الجامعات المصرية من قدرات بشرية متميزة وخبرات أكاديمية وبحثية عريقة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.

وأكد د. أيمن عاشور أن الاستثمار في التعليم تتمثل أهميته أيضًا فى تعزيز القوة الناعمة المصرية، وكذا دور مصر الحضاري والثقافي الرائد فى العالم العربي والإسلامي، لافتًا إلى أن الطلاب الوافدين يُعدون جسرًا للتواصل الثقافي وسفراء لمصر في بلادهم بعد عودتهم.

من جانبه، أوضح د. شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، أن مبادرة "ادرس في مصر "، والمنصة الخاصة بها توفر بيانات عن كافة الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية والدولية، وكذا المعاهد العليا، والمعاهد التكنولوجية، والأكاديميات المُعتمدة والمُعترف بها من الوزارة، فضلًا عن توفير مجموعة واسعة من الخدمات للطلاب الوافدين خلال رحلتهم التعليمية بدءًا من التسجيل مرورًا بكل مراحل دراستهم فى مصر وحتى التخرج.

وأوضح د. شريف صالح أن الاهتمام الذي تقوم به الوزارة مُمثلة في قطاع الشئون الثقافية والبعثات من خلال الإدارة المركزية لشئون الطلاب الوافدين لتهيئة بيئة تعليمية مناسبة للطلاب الوافدين، تساعدهم على التعلم والابتكار واكتساب الخبرة عبر التدريب العملي والاندماج داخل سوق العمل، مشيرًا إلى تقديم العديد من المنح للطلاب الوافدين وكذا منح أوائل الخريجين - من غير الحاصلين على المنح - تخفيضات على الرسوم الدراسية سواء فى المرحلة الجامعية أو الدراسات العليا.

وأضاف أن إطلاق المبادرة المصرية للمنح الدراسية والسياحة التعليمية EGYAID للطلاب الوافدين تضمن 7 مبادئ رئيسية وهي: (الكل يتعلم سويُا، نحن نرعاك، العالم لدينا، أنت في بلدك الثاني، أنت متكامل، أنت مُبتكر، أنت سفير).

وأوضح د. أحمد عبدالغني رئيس الإدارة المركزية للطلاب الوافدين، أن المنصة الرقمية تعُد البوابة الوحيدة والرسمية لدراسة الطلاب الوافدين في مصر للمرحلتين الجامعية، والدراسات العليا، وتضم كذلك المركز الثقافي المصري لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

وأضاف أن المنصة مميكنة بالكامل وتتيح للطالب الوافد التقدم للدراسة بأي من الجامعات داخل منظومة التعليم العالي المصرية بمختلف روافدها، والمنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، والتى تتمثل في (27 جامعة حكومية، و32 جامعة خاصة، 20 جامعة أهلية، و10 جامعات تكنولوجية، بالإضافة إلى المعاهد).

من جانبه أكد د. عادل عبدالغفار المُستشار الإعلامي والمُتحدث الرسمي للوزارة، أن الفترة الحالية شهدت تزايدًا مستمرًا في أعداد المتقدمين للدراسة بالجامعات المصرية، لافتًا إلى أن ذلك يأتي انعكاسًا للمزايا الكبيرة التي تُقدمها منظومة التعليم العالي ومنها البرامج الدراسية التي يُجرى تحديثها باستمرار لمتابعة التوجهات العالمية في إدخال التخصصات العلمية المُواكبة للعصر، بالإضافة إلى إنشاء الجامعات المصرية الجديدة، وتوفير اختيارات مُتعددة للدراسة ما بين الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية وأفرع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهو ما كان له أثر كبير على تنشيط السياحة التعليمية.

جدير بالذكر أن مبادرة "ادرس في مصر" تعمل من خلال محورين أساسيين هما، توفير التسهيلات اللازمة للطلاب الوافدين للتقديم، والتسويق لبرامج وكليات الجامعات المصرية والترويج للسياحة التعليمية بمصر من خلال التواصل المُستمر مع المُستشارين الثقافيين، والمشاركة في المعارض التعليمية داخل وخارج مصر، وعقد شراكات مع مختلف المؤسسات الدولية، وتنظيم لقاءات افتراضية مع المدارس الثانوية بالتعاون مع المكاتب الثقافية المصرية بالخارج للتعريف بالمبادرة والترويج للدراسة بالجامعات المصرية.

مقالات مشابهة

  • وزارة التعليم بالسعودية توضح عدد الفصول الدارسية في التقويم الدراسي الجديد
  • التعليم العالي: فتح باب التقدم عبر منصة «ادرس في مصر» للطلاب الوافدين
  • جراوس: المناهج التقليدية تثبط روح الإبداع مع مرور الزمن
  • التعليم حلم شعب!
  • 9 جهات تعليمية تشارك في معرض الجامعات
  • الأغلبية الحكومية تحاول تدارك خلافات منتخبيها في الجماعات قبل منتصف الولاية في سبتمبر
  • بشرى لطلاب «STEM».. تخصيص 5% من المنح الدراسية بالجامعات الخاصة والأهلية
  • التعليم: تخصيص نسبة 5% من المنح الدراسية بالجامعات الخاصة والأهلية لطلاب STEM
  • «التعليم»: تخصيص 5% من المنح الدراسية بالجامعات الخاصة والأهلية لطلاب «STEM»
  • مدارس مؤسسة الفطيم التعليمية تُحقق نتائج استثنائية في تقارير هيئة المعرفة والتنمية البشرية للسنة الأكاديمية 2023-2024