الوطن:
2025-04-18@02:58:12 GMT

سامح الترجمان يكتب: سوق المال في مصر

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

سامح الترجمان يكتب: سوق المال في مصر

يعد سوق رأس المال فى مصر من أقدم البورصات فى المنطقة، ووفقاً لأحدث البيانات يحتل سوق الأوراق المالية المصرية المرتبة السابعة ضمن أكبر عشرة أسواق للأوراق المالية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث القيمة السوقية، بما يقرب من 41 مليار دولار. وقد صمد سوق رأس المال فى مصر أمام الأزمات الاقتصادية الأخيرة بشكل أفضل من الأسواق الأخرى فى المنطقة، فمع بداية عام 2020 وأثناء بداية تفشى فيروس كورونا، تراوح مؤشر EGX30 حول 14000 نقطة، وبسبب تباطؤ الاقتصاد العالمى خلال السنوات الثلاث التالية، نتيجة تحديات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية تراجع مؤشر EGX30 ما يقرب من 5000 نقطة ليصل لمستوى 9000 نقطة بحلول منتصف عام 2022 والذى يشكل انكماشاً سنوياً بنسبة 10%، وهو ما يعد تراجعاً محدوداً نسبياً للأحداث المشار إليها.

وعلى الرغم من ذلك فإنه خلال الفترة التى بدأت من منتصف عام 2022 وحتى الآن، صعد مؤشر EGX30 بما يقرب من 11000 نقطة ليصل إلى نحو 20000 نقطة على مدار عام ونصف، وهو أعلى مستوى فى تاريخه. ويشكل هذا نمواً مطرداً يزيد على 100%، ويمكن أن يُعزى ذلك إلى انخفاض قيمة الجنيه المصرى من ناحية، وهو ما يتسق مع توجه الدولة نحو سياسة سعر صرف مرن، وكذلك إلى ارتفاع أسعار الفائدة على الجنيه المصرى، كما أدت الجهود التى بذلتها الحكومة مؤخراً لتحقيق استقرار الاقتصاد الكلى والانتقال إلى نظام موحد ومرن لسعر صرف العملات الأجنبية والذى أدى إلى تحسن أداء سوق رأس المال وتحقيق الاستقرار.

وعلى صعيد آخر، تطور قانون سوق رأس المال بتبنى أطر حوكمة واستدامة أكثر فاعلية والتمهيد للتحول الرقمى وفتح الباب لتداول مشتقات مالية جديدة، وزيادة حرية دخول وخروج رؤوس الأموال المستثمرة، وزيادة رأس المال السوقى وسيولته، مما زاد من جاذبية سوق رأس المال المصرى للمستثمرين الأجانب، وجذب تدفقات المحافظ الأجنبية لتعزيز ميزان المدفوعات الخارجى، وزيادة إسهام سوق رأس المال فى الاقتصاد القومى. حيث قطع قانون سوق رأس المال شوطاً جيداً فيما يخص أطر الحوكمة والاستدامة والتمهيد للتحول الرقمى وفتح الباب لتداول مشتقات مالية جديدة. ولكن يبقى المجال مفتوحاً دائماً للتطوير المستمر، الذى يستهدف تحديث القواعد والمعايير التنظيمية والرقابية فى مجال أسواق المال، بما يواكب التطور الجارى على القواعد والمعايير الدولية، ويتيح الاستفادة من تنوع المنتجات المالية المبتكرة.

هناك بعض العوامل الرئيسية التى يمكن أن تساعد فى نمو وتطوير سوق رأس المال المصرى وتعزيز السيولة، منها مواصلة تطوير سوق السندات، وتحسين هيكلة سوق الأوراق المالية، سعياً نحو التنويع بدلاً من تركز رأس المال فى 30 شركة مدرجة فقط، بالإضافة إلى دعم التوجه نحو المؤسسية والحوكمة والاستدامة، وتطوير القوانين اللازمة لتفعيلها، والاستمرار فى تقديم مشتقات جديدة لتوفير أدوات التحوط والمساعدة فى زيادة السيولة، تشجيع الطروحات الجديدة، خاصة اتجاه الدولة نحو الخصخصة وتوسيع قاعدة الملكية وزيادة استثمارات المؤسسات.

أيضاً صناديق الاستثمار تعتبر من أدوات الادخار الأعلى أماناً واستقراراً فى العالم، وقد شهد العالم مؤخراً اتجاهاً حثيثاً نحو صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب كملاذ آمن للادخار، وتتميز بتكاليف منخفضة نسبياً ويمكن شراء وثائقها بسهولة من خلال حساب الوساطة، حيث تتيح للمستثمرين بجميع فئاتهم حفظ قيمة مدخراتهم فى الذهب دون الاحتفاظ بالأصل المادى، والتمتع بالعوائد المستقرة للذهب وسهولة تسييله فى أى وقت. وتسهم صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب فى تنويع أدوات الادخار المتاحة، وهذا من شأنه أن يوسع من قاعدة المستثمرين فى كل من سوق المعادن النفيسة وسوق رأس المال، وسيسفر عن تحقيق نقلة نوعية فى حجم السوق وتنظيمه، وبالتالى يعظم إسهام القطاع المالى فى الاقتصاد المصرى.

أما عن البورصة العقارية فهى سوق مالى يتم فيه تداول العقارات التجارية والسكنية والصناعية وغيرها، من خلال صناديق استثمارية عقارية أو وحدات استثمارية ووثائق عقارية قابلة للتداول، وتهدف إلى توفير وسيلة للمستثمرين لشراء وبيع العقارات بسهولة وشفافية. كما تعتبر البورصة العقارية وسيلة لتنويع محافظ الاستثمار بالاستفادة من فرص العوائد على العقارات دون الحاجة إلى شرائها فعلياً. وستسمح هذه البورصة بتقليل مخاطر الاستثمار العقارى، من خلال إتاحة سيولة أكبر وتحقيق تنوع أوسع فى العقارات المستثمر فيها.

رئيس البورصة الأسبق

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البورصة المؤشرات البورصة الخضراء التنمية والاستثمار سوق رأس المال

إقرأ أيضاً:

الاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي «استراتيجيات، فرص، وحوكمة»

في عالمنا متسارع التغير، يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذريًا في كيفية اتخاذ قرارات الاستثمار، وإدارة المحافظ، وتحسين العوائد. ورغم أن الإمكانيات الكاملة لهذه التقنية لن تتحقق على المدى القريب، إلا أن الذكاء الاصطناعي يُظهر بالفعل قدرات واعدة في تعزيز اتخاذ قرارات أذكى ورفع كفاءة خلق القيمة. المستثمرون اليوم يستفيدون من الذكاء الاصطناعي للبحث عن «ألفا»، أي العوائد الاستثمارية الإضافية، وبناء قدرات مؤسسية تُمهّد لمرحلة أداء متطور في المستقبل.

لطالما اعتمد اتخاذ القرار الاستثماري على البيانات والحُكم البشري. وتقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي طرقًا جديدة كليًا للعمل، من خلال تبسيط الإجراءات وكشف فرص كان من الممكن أن تغيب عن التحليل التقليدي.

إن قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة وتوليف البيانات على نطاق واسع يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في مجال اكتشاف الصفقات، من خلال التعرف على الاتجاهات الخفية في السوق والفرص الواعدة. ويمكن للتحليلات المتقدمة أن ترصد الصناعات الناشئة أو الأصول التي لم تُقيَّم بعد بشكل مناسب، قبل أن ينتبه إليها المنافسون، مما يمنح المستثمرين ميزة تنافسية مهمة. وعند استخدام الذكاء الاصطناعي في مرحلة التحقق من الجدارة، يمكن أن يوفر رؤى أعمق عبر تحليل قواعد البيانات والمخاطر السوقية والجيوسياسية، بالإضافة إلى قياس المزاج العام في السوق، مما يتيح رؤية شاملة للاستثمارات المحتملة.

وبعد إتمام صفقة الاستحواذ، يمكن لإدارة المحافظ في الوقت الفعلي، والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، أن تُسهم في تحقيق قيمة أكبر. وتُتيح هذه المرونة للمستثمرين تعديل استراتيجياتهم بشكل ديناميكي، والمحافظة على القيمة في الشركات ضمن محافظهم الاستثمارية. إن استخدام الذكاء الاصطناعي عبر دورة الاستثمار بأكملها لا يعزز الكفاءة فقط، بل يضمن أيضًا فعالية القرارات، من خلال الاعتماد على رؤى قوية واستشرافية للمستقبل.

من المكاسب التشغيلية

إلى إيجاد القيمة الاستراتيجية

من أجل صياغة استراتيجيتها في مجال الذكاء الاصطناعي وإدارة محفظتها الاستثمارية، تواصل «مبادلة» دراسة التوجهات الكبرى والاضطرابات والمتغيرات الناشئة التي تشكل ملامح الاقتصاد العالمي. وقد تناولت ورقة بحثية حديثة، أُعدّت بالتعاون مع صندوق (إم. جي. إكس) المتخصص في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وشركة «باين آند كومباني»، تحت عنوان «الذكاء الاستثماري: صندوق الاستثمار المستقبلي»، كيف تتعامل كبرى شركات الاستثمار حول العالم مع الذكاء الاصطناعي. وقد كشفت الورقة أن الاستخدام الحالي للذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولية، إذ يُستخدم أساسًا لتعزيز كفاءة الأداء البشري، إلا أن الإمكانيات المتاحة لاستخدام هذه التقنية تبقى هائلة.

فمن بين 30 شركة استثمار مباشر استطلعت آراؤها، يبلغ إجمالي أصولها تحت الإدارة 3.2 تريليون دولار، لا يتوقع سوى 2% من الشركاء العموميين تحقيق قيمة كبيرة قائمة على الذكاء الاصطناعي خلال هذا العام، بينما توقّع 93% منهم تحقيق فوائد تتراوح بين متوسطة وكبيرة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة. الشركات الرائدة في هذا المجال بدأت بالفعل في التقدم على منافسيها من خلال تكوين فرق متخصصة من علماء البيانات. وقد بدأت بعض هذه الفرق منذ أكثر من عقد من الزمن، مما أتاح لها إنشاء بيئة رقمية متكاملة وتفعيل مجموعة من العناصر الأساسية لبناء ميزة تنافسية في إدارة الاستثمار. وعندما طُرِح السؤال حول: أين تكمن أعظم فرص خلق القيمة عبر الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي؟ أشار المستثمرون إلى تحسين أداء الشركات الموجودة ضمن محافظهم الاستثمارية. ووفقًا للدراسة، فإن 18% من الصناديق بدأت فعليًا في تحقيق قيمة تشغيلية من خلال تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي داخل هذه الشركات. وتتخذ العديد من الصناديق نهجًا فاعلًا من خلال تقديم أدوات ومنصات تتيح لتلك الشركات متابعة تحركات المنافسين والتعرف على فرص الاستحواذ السريعة، وثمة أيضًا صناديق تعمل على إقناع شركات محفظتها بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستخدامات محددة، وتوفّر لها الفرق المختصة والأدوات اللازمة والتدريب المطلوب لتنفيذ ذلك.

بناء شركات استثمارية

مدعومة بالذكاء الاصطناعي

السؤال الأهم الذي يشغل كبار مسؤولي الاستثمار حول العالم هو: كيف يمكن الاستعداد للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي؟ والإجابة تبدأ بوضع استراتيجية بيانات مناسبة وبنية أساسية قوية، إلى جانب أنظمة حوكمة صارمة وآليات للتحقق من مصادر البيانات وضمان الالتزام بالمعايير. إن الشركات الاستثمارية تمتلك كميات ضخمة من البيانات، والقدرة على إدارتها بفعالية يمنحها ميزة تنافسية كبيرة.

من المتوقع أن تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات هيكلية في طبيعة عمل المؤسسات. حيث ستصبح الفرق أصغر حجمًا وأكثر تركيزًا على المناصب القيادية، كما ستتطور المهارات المطلوبة من الموظفين، إذ سيعمل خبراء في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع محترفي الاستثمار. ويُتوقّع أن يشهد دور خبراء الاستثمار أنفسهم تطورًا كبيرًا، وقد بدأت العديد من الصناديق بالفعل في تدريب فرقها لاكتساب الكفاءة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، فإن الإمكانيات التحويلية للذكاء الاصطناعي يجب أن تقترن بتبنٍّ مسؤول وأخلاقي للتقنية، فالحوكمة المتينة والأطر الأخلاقية هي عناصر أساسية لتعظيم فرص الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وتقليل المخاطر المترتبة على الآثار الجانبية غير المتوقعة.

الذكاء الاصطناعي

باعتباره محركًا استراتيجيًا

ومع إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي التوليدي لمشهد الاستثمار، سيتّسع الفارق بين الرواد والمتأخرين. أولئك الذين يحتضنون الإمكانيات الكاملة لهذه التقنية، إلى جانب التزامهم بالحوكمة المسؤولة، سيحققون فرصًا غير مسبوقة في إيجاد القيمة. وفي «مبادلة»، لا نرى الذكاء الاصطناعي باعتباره تطورًا تقنيًّا فحسب، بل فرصة لتعزيز التكامل بين الغاية والربحية، وتسريع بناء مستقبل أفضل وأكثر مرونة للأجيال القادمة.

إن الطريق إلى الأمام يتطلب قيادة جريئة، وتعاونًا فعّالًا، وتركيزًا لا يتزعزع على التأثير بعيد المدى. وسيساعد ذلك القطاع المالي في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتحويله إلى ميزة تنافسية حقيقية وفارقة. ومع اعتبار الذكاء الاصطناعي محركًا استراتيجيًا، تصبح آفاق الابتكار والمرونة بلا حدود.

هذه المقالة جزء من الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي.

مقالات مشابهة

  • سامح قاسم يكتب | "أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة".. سيرة على مقام القصيدة
  • سامح قاسم يكتب | إبراهيم عبد المجيد.. حكّاء الإسكندرية الأخير
  • للنشر 11 مساء .. الرقابة المالية: 2.1 تريليون جنيه قيمة رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بالبورصة خلال 3 أشهر
  • تباين أداء أسواق المال العربية ختام تعاملات اليوم الأربعاء
  • سامح قاسم يكتب | زين العابدين فؤاد.. أبجدية الغضب والحنان
  • الاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي «استراتيجيات، فرص، وحوكمة»
  • تامر كرم يكرم سامح بسيوني تقديرًا لعطائه في فرقة مسرح الشباب
  • البورصة تختتم تعاملات اليوم على ارتفاع جماعي للمؤشرات.. ورأس المال يربح 3 مليارات جنيه
  • نادية فتاح: منازعات الدولة تهدد الاستثمار وتستنزف المال العام
  • أبو بكر الديب يكتب: تعافي الجنيه عقب زيارة السيسي لقطر والكويت.. والاستثمارات كلمة السر