بتكاليف أقل وأكثر سرعة.. تقنية مذهلة لتشخيص كورونا
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
طور فريق من الباحثين خوارزمية ذكاء اصطناعي قائمة على التعلم العميق تقوم تلقائيًا بتحليل الأشعة السينية للصدر للكشف بسرعة عن عدوى فيروس كورونا بدقة تزيد عن 98%، مما يميز بين الأشعة السينية العادية والأشعة السينية للأشخاص المصابين بالالتهاب الرئوي، والذي غالبًا ما يظهر مع نفس أعراض كوفيد.
مسحات بي سي آر
وفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Scientific Reports، يعد اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي RT-PCR في الوقت الحقيقي الطريقة الأكثر استخدامًا لتشخيص عدوى فيروس كورونا. ولكن توجد مشكلات في استخدام اختبار PCR في الوقت الفعلي، لأنه مكلف ويمكن أن تكون النتائج بطيئة، كما أنه عرضة لإنتاج نتائج سلبية كاذبة.
الأشعة المقطعية والسينية
ومن المعروف أن الأشعة المقطعية أو السينية للصدر تلعبان دورًا، كعامل مساعد، في الكشف في الوقت المناسب عن حالات كوفيد المعدية والتعامل معها، خاصة عندما يعطي تحليل مسحة بي سي آر نتيجة سلبية.
يُنتج فيروس كوفيد-19 "بصمات" إشعاعية معينة في صور الأشعة السينية للصدر التي يستخدمها اختصاصيو الأشعة لتشخيص الإصابة بالفيروس. ولكن يبقى أن فحص الأشعة السينية بدقة بحثًا عن علامات العدوى يستغرق وقتًا طويلاً، ولأنه يعتمد على العين البشرية، فربما لا يكون دقيقًا دائمًا. لذلك، استعان الباحثون في جامعة التكنولوجيا في سيدني UTS بالذكاء الاصطناعي لتبسيط عملية التشخيص.
التعلم الآلي العميق
وقال أمير جاندومي، الباحث المقابل في الدراسة، إن العامل المعقد الآخر هو أن أعراض عدوى كوفيد-19 - الحمى والسعال وصعوبة التنفس والتهاب الحلق - قد يصعب تمييزها عن التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية الأخرى، مثل الأنفلونزا أو الالتهاب الرئوي.
في السنوات الأخيرة، اكتسبت خوارزميات التعلم الآلي شعبية في الطب، حيث ساعدت الأطباء في تشخيص مرض باركنسون، والكشف عن سرطان الثدي، والتنبؤ بالسكتة الدماغية وفشل القلب. يعد التعلم العميق، وهو أحد الحقول الفرعية للذكاء الاصطناعي، مناسبًا بشكل خاص لإنشاء نموذج يمكنه إنتاج نتائج دقيقة من البيانات المدخلة دون الحاجة إلى استخراج الميزات يدويًا. وفي الدراسة الحالية، طور الباحثون خوارزمية قائمة على التعلم العميق تسمى الشبكة العصبية التلافيفية المخصصة Custom-CNN، المصممة خصيصًا لتشخيص فيروس كورونا.
دقة بنسبة 98.19%
استهدفت الدراسة تقييم فعالية النموذج المبتكر في فحص العلاقات المختلفة، بما يشمل فيروس كورونا والالتهاب الرئوي الفيروسي والالتهاب الرئوي الطبيعي والفيروسي، والفيروس التاجي والعادي، والارتباطات بين الفئات الثلاث لصور الأشعة السينية. وأظهرت النتائج أن نموذج Custom-CNN حقق دقة تصنيف تصل إلى 98.19% في تصنيفه لعينات صور فيروس كورونا والعادية والالتهاب الرئوي. وبمقارنة نتائج النموذج بتلك التي تم الحصول عليها باستخدام نماذج أخرى، تفوقت Custom-CNN عليها جميعًا.
التشخيص المبكر
يمكن أن يضمن التشخيص المبكر لعدوى كوفيد-19 حصول المرضى على العلاج الصحيح، بما يشمل الأدوية المضادة للفيروسات، والتي تعمل بشكل أفضل إذا تم تناولها في غضون خمسة أيام من ظهور الأعراض. ويمكن أن يشجعهم أيضًا على عزل الآخرين وحمايتهم من الإصابة بالعدوى.
تعرض أقل للأشعة
وقال الباحث جاندومي: "يمكن أن يكون نظام الذكاء الاصطناعي الجديد مفيدًا بشكل خاص في البلدان التي تعاني من مستويات عالية من كوفيد-19 حيث يوجد نقص في اختصاصيي الأشعة"، مشيرًا إلى أن "أجهزة الأشعة السينية للصدر محمولة ومتاحة على نطاق واسع وتوفر تعرضًا أقل للإشعاعات المؤينة مقارنة بالأشعة المقطعية".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الأشعة السینیة السینیة للصدر فیروس کورونا کوفید 19
إقرأ أيضاً:
هاكر في الظل.. قصة فيروس دمر منشآت نووية دون إطلاق رصاصة
في عالم تحكمه التكنولوجيا، هناك من يتخفّى في الظلام، يترصد الثغرات، ويحول الشفرة الرقمية إلى سلاح فتاك.
هؤلاء هم قراصنة العصر الحديث، الذين لا يحتاجون إلى أقنعة أو أسلحة، بل مجرد سطور برمجية قادرة على إسقاط أنظمة، وسرقة مليارات، وكشف أسرار حكومية خطيرة.
في هذه السلسلة، نكشف أخطر عمليات الاختراق الحقيقية، كيف نفّذها القراصنة؟ وما العواقب التي غيرت مسار شركات وحكومات؟ ستكتشف أن الأمن الرقمي ليس محكمًا كما تظن، وأن الخطر قد يكون أقرب مما تتخيل… مجرد نقرة واحدة تفصل بينك وبينه!
الحلقة الثالثة -تعطيل البرنامج النووي الإيراني
في عام 2010، لاحظ المهندسون في منشأة نطنز النووية الإيرانية شيئًا غريبًا: أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم بدأت تفشل دون سبب واضح، تتحطم بسرعة غير طبيعية، وتخرج عن السيطرة.
لكن عندما فحصوا الأنظمة، لم يكن هناك أي هجوم واضح أو اختراق مباشر.
لم يكن أحد يعلم أن هذه الأعطال كانت نتيجة أخطر فيروس إلكتروني في التاريخ، وهو ما عُرف لاحقًا باسم "Stuxnet"ن وهو أول سلاح إلكتروني مصمم لتدمير بنية تحتية صناعية فعلية دون أن يلاحظ أحد!
كيف بدأ الهجوم؟
تم تصميم Stuxnet ليكون غير قابل للكشف تقريبًا، واستهدف نظام التحكم الصناعي الذي يدير أجهزة الطرد المركزي.
لكن التحدي الأكبر كان أن منشأة نطنز كانت معزولة تمامًا عن الإنترنت، أي أن الهجوم لا يمكن أن يتم عبر الإنترنت كأي اختراق عادي.
يُعتقد أن عملاء استخبارات زرعوا الفيروس في أقراص فلاش USB، والتي تم استخدامها من قبل أحد الموظفين دون علمه، وبمجرد أن تم إدخالها في أحد الحواسيب، بدأ Stuxnet بالانتشار عبر الشبكة الداخلية.
طريقة عمل Stuxnet – كيف دمر المنشأة دون أن يُكشف؟
على عكس الفيروسات التقليدية التي تسرق البيانات أو تشفر الملفات، كان Stuxnet أكثر دهاءً:
1.التخفي الذكي: الفيروس كان يراقب النظام لأيام، ويتعلم كيف تعمل أجهزة الطرد المركزي دون أن يسبب أي ضرر في البداية.
2.التخريب التدريجي: بدأ الفيروس في تغيير سرعة أجهزة الطرد المركزي ببطء شديد، مما أدى إلى تلفها دون أن يظهر أي إنذار غير طبيعي.
3.إخفاء الأدلة: كلما حاول المشغلون مراقبة الأجهزة، كان الفيروس يزيف البيانات ويظهر أن كل شيء يعمل بشكل طبيعي، بينما كانت الأجهزة تنهار ببطء.
الكشف عن الهجوم – لحظة الحقيقة
ظل الهجوم غير مكتشف لعدة أشهر، حتى بدأ المهندسون في ملاحظة معدلات فشل غير طبيعية في أجهزة الطرد المركزي.
في النهاية، بعد تحقيقات مكثفة، تم اكتشاف Stuxnet، مما أثار صدمة في عالم الأمن السيبراني:
-لأول مرة، يتم استخدام فيروس إلكتروني كسلاح هجومي حقيقي ضد بنية تحتية حساسة.
-أظهرت التحليلات أن الفيروس كان متطورًا جدًا لدرجة أنه لا يمكن أن يكون من عمل هاكرز مستقلين بل كان يحتاج إلى دعم دولة كاملة.
من كان وراء الهجوم؟
بعد تحليل كود Stuxnet، توصل الباحثون إلى أن الهجوم كان على الأرجح عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، في محاولة لعرقلة البرنامج النووي الإيراني دون الحاجة إلى ضربة عسكرية تقليدية.
لم تعترف أي دولة رسميًا بمسؤوليتها، لكن الوثائق المسربة أشارت إلى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) والموساد الإسرائيلي كانا وراء تطوير الفيروس.
أدى الهجوم إلى تعطيل 1,000 جهاز طرد مركزي إيراني، مما أدى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات.
مشاركة