بالألم المكتوم والقلوب الصابرة يواجهن السرطان
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
ﻣﺤـــﺎرﺑﺎت ﻓــــﻰ ﻣﻌـــــﺮﻛﺔ »المـــــﻮت اﻷﺳــــﻮد«مها نور: شوفت نفسى فى القبر.. وفنان مشهور تسبب فى اكتئابى لمدة أسبوع«لمياء»: حياتى بدأت بعد الإصابة بالمرض.. وأبنائى سر قوتى«شيماء»: التشخيص الخاطئ حرمنى من العلاج.. وأناشد المجالس الطبية صرف الأدوية «وفاء»: كلمات ابنى دفعتنى للصمود فى معركة الحياة أو الموت
عند حديثك معهن تشعر بأنهن خرجن من مغامرة مثيرة، مررن بمحطات وعرة فى لعبة الموت وصراع البقاء، وخرجن منها منتصرات، هؤلاء هن البطلات الحقيقيات اللائى خرجن منتصرات من رحلة علاج السرطان، لا علامات للألم أو اليأس تبدو على وجوههن، رضا واطمئنان وفرحة، تمسكن بالإرادة والحياة والأمل، فمنحهن الله فرصة جديدة للحياة.
التقت «الوفد» مع عدد من هؤلاء البطلات اللائى واجهن آلام الكيماوى والإشعاع والهرمون ببسالة، بعد أن خرجن منتصرات من سباق الموت، تعرفنا معهن على لحظات الألم والأمل والمعاناة التى منحت لغيرهن دروساً وضوءًا وأملًا جديدًا ينير عتمة دروب الحياة القاسية.
فى البداية استقبلتنا الدكتورة مها نور، رئيس جمعية «سحر الحياة» لرعاية ودعم مرضى السرطان، بحفاوة، وروت لنا ما ألم بها من أوجاع حين وقع على أذنيها نبأ إصابتها بسرطان الثدى، قائلة: منذ 14 عاماً علمت بإصابتى بالسرطان، فى تلك الليلة عودت إلى منزلى، كقائد هزم من فوره فى الميدان وخسر كل جنوده، وقفت طويلاً فى شرفة المنزل، ثم نظرت إلى السماء وانهمرت الدموع كالسيل، لم أفكر فى شىء، غير أن يمنحنى الله فرصة لإصلاح أمرى معه والإنابة والرجوع إليه.
واستطردت قائلة: لم أكن أعلم شيئاً عن عالم السرطان، ومعلوماتى عنه هى أن المريض يعالج بالكيماوى ويتساقط شعره ويعتبر فى عداد الموتى وليس أمامه فرصة للنجاة، الثقافة العامة السائدة لم تكن تعرف أن مريض السرطان يمكنه الشفاء تماماً والخروج معافى منتصراً فى معركته مع الموت الأسود.
وواصلت «نور»: كنت أرى نفسى فى القبر، وأشعر بأننى أسير فى طريق الموت المحقق، لم أتمنى شيئاً سوى أن يتقبلنى الله، ولكن أسرتى وزوجى دفعانى إلى التمسك بالحياة، قائلة: «دعمهم لى قوانى على مواجهة المرض وانتصرت عليه وهزمته»، وتكمل متذكرة معركتها: «فقدت جزءاً من أنوثتى وسقط شعرى وجفت الدماء فى بشرتى، وجهى أصبح مسوداً، ورغم ذلك كان زوجى يقول لى: أنتى أجمل امرأة فى الدنيا».
الخذلان
تسترسل مها نور ببسمة ممزوجة بالدهشة: لم يخذلنى أحد سوى صديقتى المقربة، بعد إجراء عملية استئصال الثدى، عاد الجميع إلى المنزل وبقيت وحدى بالمستشفى، لم يخطر فى بالى أحد سواها ولم أرغب فى الحديث مع غيرها، استجمعت قواى وهاتفتها وسردت لها ما عشته منذ اكتشاف إصابتى بالسرطان، فما كان منها سوى أن قالت: ألف سلامة عليكى، امنحينى عشر دقائق وسأعود لمحادثتك، ومرت عشر سنوات، لم أرَ وجهها أو أسمع صوتها، وذات يوم تقابلنا، سألتها لماذا؟، قالت لم أرغب فى رؤيتك ميتة.
وأضافت أنها تجرعت مرارة الرفض والتشاؤم مرة ثانية من فنان شهيرعندما قدمتها له إحدى صديقاتها على أنها بطلة منتصرة على السرطان، ولكن وجهه عبث فجأة وبدا الاشمئزاز على ملامحه، وتحدث معها بأسلوب غير لائق، قائلاً: «اسكتى لا أرغب فى سماع شىء»، وأضافت: بعد هذا الموقف دخلت فى نوبة اكتئاب، لم أبرح غرفتى أسبوعاً كاملاً، عشت انهياراً أكبر من طامة سقوط شعرى وآلام العلاج بمراحله.
البطلة لمياء بنوها
التقطت أطراف الحديث السيدة لمياء بنوها، قائلة: اكتشفت إصابتى بالصدفة، ودون سابق إنذار أو ألم لمست يدى شيئاً ما تحت الإبط، ولاحظت وجود ورم صغير، وانتابنى الخوف، ومع بزوغ شمس اليوم التالى، كنت أمام معمل التحاليل، وحدثت الطبيب بهواجسى فطلب عمل سونار، وأثناء نومى على السرير، نظرت إلى مونيتور الأشعة، وتولد لدى إحساس عميق بأن السرطان أصابنى، ورأيته أثناء السونار، يشبه «المشروم- عش الغراب»، وبادرت بالحديث مع الطبيب متسائلة: هذا ورم؟، قال: لا، وظل ينكر الأمر رغم أنه استعان باثنين من زملائه للتأكد من ظنونه، ثم طلب أشعة «ماموجرام» وبدأت رحلتى مع سرطان الثدى.
وتروى «بنوها» أنها عرضت تقريراً السونار والماموجرام على جارها الطبيب، الذى أرسلهما إلى أخيه الذى يعمل جراحاً فى إنجلترا، الذى أكد إصابتها بسرطان الثدى، ولكنه أخبر أخاه بأنه قادم لمصر، ويريد إجراء عملية جراحية لها، وتستطرد «فى اليوم التالى اصطحبنى زوجى إلى الطبيب، الذى قال فى أسف: ورم سرطانى، لا أعلم كيف مرت تلك الكلمة على مسامعى، شعرت بصوت ضخم اخترق أذنى، ولكننى استقبلت النبأ بثبات، وجدت لسانى منطلقاً يقول: ماذا سنفعل، ليأتى صوت الطبيب مفاجئاً: عملية غداً، غداً وقفة عرفات لا أرغب فى ترك أبنائى فى هذا اليوم، قال: إذن ثانى يوم العيد، وبالفعل أجريت العملية فى مستشفى قصر العينى، وبدأت رحلتى مع الكيماوى، ثم جلسات الإشعاع، وعشت سلسلة من المآسى لم تنتهِ، الكيماوى سم يحرق الأوردة، وبعد أول جلسة نمت أسبوعاً كاملاً، استيقظ لتناول الطعام فقط، وبعد الجلسة الثانية سقط شعرى، وحدثت التهابات وفطريات بيضاء على لسانى وهو أمر يحدث لكل مرضى السرطان، لا نتحمل الأطعمة الساخنة ولا الباردة، ولا نأكل الطعام بالملح، مع انعدام الشهية، بالإضافة إلى نزول الوزن، وفقدان القدرة على المشى لأن كعب الأرجل تصبح كأن بها مسامير.
وتابعت: لم أجرؤ على النظر إلى نفسى فى المرآة حين سقط شعرى، وإذا رغبت فى تهوية رأسى خلعت الحجاب، وأغلقت غرفتى بالمفتاح خشية أن يرانى أحد.
تشخيص خاطئ حرمها فرصة النجاةتروى شيماء زينهم، مريضة سرطان منتشر فى المرحلة الأخيرة، إنها لم تتأخر فى الكشف عن المرض عندما شعرت بشىء غريب فى جانب ثديها، وذهبت إلى ثلاثة أطباء نساء وجراحة، ولكن الكل أكد أنها بخير ولا داعى للقلق.
وتابعت قائلة: إنها بعد ثلاث سنوات لاحظت أن جلد الثدى تغير شكله، فسألت صديق أخيها «الطبيب» فطلب أشعة ماموجرام وسونار، وبعد الاطلاع على التقارير وجهها إلى طبيب أورام، ودخلت العمليات فى اليوم التالى لأخذ عينة وبعد إجراء تحليل الباثولجى ثبت أنه ورم سرطانى، فأجرى الأطباء لها العملية فى نفس اليوم.
وأضافت: عشت لحظات عصيبة بعد خروجى من غرفة العمليات، لم يستطع أحد من إخوتى إبلاغى بحقيقة حالتى، وبعد 14 يوماً أبلغنى الطبيب بأنه يجب أن أبدأ جلسات العلاج الكيماوى، مردداً: «معلش انتى اتأخرتى»، فقلت: لم أتأخر وليس ذنبى جهل الأطباء والتشخيص الخاطئ.. وانهرت من البكاء.
ووجهت شيماء رسالة غضب إلى القائمين على التعليم الطبى فى مصر: «علموا الأطباء، ثقفوهم وعوهم بمرض السرطان، اربطوا بين أمراض النساء والأورام فأرواحنا ليست لعبة».
وتضيف: لم يخذلنى أحد فى مرضى، ربنا عوضنى بإخوتى وصديقتى كانت تمر على بالمنزل يومياً قبل ذهابها للعمل، مردفة: سقط شعرى بعد جرعة الكيماوى الثانية، وكنت أخفى رأسى بالإشارب وبررت لأمى الأدوية والنوم الكثير بأنى أتناول علاجاً لتقوية العظام.
وواصلت: بعد الانتهاء من جلسات الكيماوى اعتقدت انى شفيت، فرحت بأننى سأعود لحياتى مجدداً، ثم فوجئت بمرحلة علاج الإشعاع، والعلاج الهرمونى لمدة خمس سنوات وقد تصل إلى عشر، لكننى تقبلت الأمر ورضيت بقضاء الله، ولكن المشكلة أنه بعد ثالث جلسة من الكيماوى انتشر السرطان فى الرئة والعظام، ثم انتقل إلى الكبد لأعود مرة أخرى إلى الكيماوى، الذى كان أصعب من المرحلة الأولى، مؤكدة «كانت رحلة صعبة لكننى تجاوزتها برضا وصبر وقوة، وما زالت صابرة وصامدة فى ميدان المعركة»
وكأن شيماء لم يكفها ما بها من آلام، حتى جاءت المجالس الطبية لتزيدها، فقد فوجئت بأنها استهلكت عدد قرارات العلاج على نفقة الدولة المخصصة لمرضى السرطان، التى تقدر بخمس قرارات على مدار سنة ونصف السنة، والطبيبة المعالجة وصفت لها «علاج موجه» عبارة عن أقراص سعرها 52,400 جنيه شهرياً بدلاً من الكيماوى، لافتة إلى أنها كانت تجدد القرار كل ثلاثة أشهر وبعد القرار الخامس، رفضت المجالس الطبية صرف العلاج لها بحجة أنها استنفدت عدد القرارات المتاحة، ولذلك تناشد شيماء «المجالس الطبية» صرف أقراص العلاج الموجه لها، مطالبة بحقها فى العلاج، ومنحها فرصة للشفاء والرجوع إلى حياتها الطبيعية
وفاء: أنا قوية بأبنائىوحكت وفاء محمود، موظفة فى كلية طب- جامعة القاهرة بأنها شعرت بورم فى صدرها، ولم تبالِ له بضعة أيام، ثم عرضت الأمر على إحدى زميلاتها، فأشارت عليها بالذهاب للطبيب الذى طلب أشعة ماموجرام وسونار، وتوجهت بهما إلى طبيب الجراحة الذى أكد لى أنه ورم سرطانى، وأحالنى إلى طبيبة أورام فى قصر العينى، وأبلغتنى أن الورم حجمه 2,5 سم، وبدأنا رحلة العلاج بجلسات كيماوى أولاً لتقليص حجم الورم، ثم إجراء جراحة تحفظية للبقاء على الثدى، وبعد 12 جلسة تقلص الورم، ولكنه تحول إلى أوردة الثدى، واضطر طبيب الجراحة إلى استئصال الثدى.
وتقول «وفاء» إنها أم لثلاثة أطفال، توفى زوجها منذ 23 عاماً، وتقوم بدور الأم والأب معاً، واكتشفت إصابتها بالسرطان يوم تخرج ابنتها الكبرى من الجامعة عام 2018، قائلة: مصادفة غريبة ربنا بعت لى فرح وسط حزن السرطان، يومها كانت والدتى معى واشترينا تورتة واحتفلنا بتخرج فاطمة بنتى ولا كأن فيه إنذار بالموت يهدد حياتى.
وأشارت إلى أنها بعد العملية وقبل البدء فى جلسات الكيماوى، قررت إبلاغ إبنائها بإصابتها بالسرطان، وقد كان بالفعل، وفوجئت بابنها ينظر إليها قائلاً: «اعتبريه دور برد يا ماما.. حيعدى، طول عمرك قوية وبتتجاوزى أى مخاطر».
وأضافت: «تشجيع ابنى دفعنى للمقاومة والوقوف فى مواجهة السرطان بصمود وباسلة، وكل واحد من أبنائى كان يذهب معى يوم جلسة الكيماوى بالتناوب مع أمى وأخواتى، هم دفعونى للمقاومة وعدم الاستسلام».
وتكمل: أنهيت الكيماوى وعملت استئصال للثدى، وبدأت فى العلاج بالإشعاع، ولكنه تسبب لى فى حرق غائر بالرقبة وتم علاجه إلا أنه ترك آثاره على جسدى، لافتة إلى أنها فى مرحلة العلاج الهرمونى، وهذا العام الخامس وبعد الانتهاء منه سنتابع، والحمد لله على كل شىء.
ضحك بدل البكاءتروى صباح عيد، بطلة سرطان فى المرحلة الثانية، معاناتها مع المرض اللعين قائلة: إنها ظلت ثلاثة أشهر تشعر بتضخم فى ثديها مع نزول سائل أزرق ممزوج بالدماء، مع ظهور «كتل» تحت الإبط وسخونة وارتفاع فى درجة حرارة الجسم، فذهبت إلى طبيب جراحة، وطلب سونار وماموجرام، وعند إجرائها طلب منى طبيب الأشعة أن أتوجه بهما إلى الطبيب المعالج فوراً، فزاد خوفى وقلقى، وأشارت على عائلتى بالذهاب إلى معهد ناصر محاولين طمأنتى، وكنا على مشارف دخول العيد.
وواصلت حديثها: أنا أم لثلاثة أولاد وفتاة، وزوجى من ذوى الهمم، وأنا المسئولة عن كل شىء، لذلك قررت شراء ملابس العيد لأبنائى أولاً، وبعد قضاء العيد معهم توجهت إلى مستشفى بهية حيث اكتشف الأطباء أننى فى المرحلة الثانية من المرض، ما دفعهم لإنهاء إجراءات الدخول والعملية فورا، وأخذت كيماوى أحمر «أشد الأنواع» أولاً قبل الجراحة لتثبيط نشاط الورم، ومن أول أسبوع سقط شعرى، وظهرت الفطريات فى فمى، وأصبح الطعام مراً فى فمى.
وتحكى: «كنت أجلس مع أولادى دون حجاب وأضحك معهم، وأقول لهم: أصبحنا رجاله مثل بعض، أنا الراجل الرابع معاكم، من جوايا كنت موجوعة، لكن مش عاوزة أبان مكسورة أو ضعيفة أو أظهر حزنى على نفسى، بالعكس كنت قوية أمامهم».
وتضيف صباح: عندما يخلد أبنائى إلى النوم، وأدخل غرفتى كنت أشعر بالانهيار ولكننى كنت أواسى نفسى، قائلة: الحمد لله.. وادعو يا رب اكتب لى الخير انا فى رعايتك وحماك، وتكمل: ليلة إجراء الجراحة فوضت أمرى لله تعالى ورضيت بما قسمه الله لى، والحمد لله واجهت كل المراحل القاسية التى مرت بى.
تحديات
المشكلة التى تواجهها شيماء مع قرارات العلاج على نفقة الدولة ليست مقصورة عليها وحدها ولكنها مشكلة عامة تعانى منها معظم المحاربات وتمثل أكبر التحديات التى تواجههن وفقاً لما ذكرته الدكتورة مها نور، التى أشارت إلى أن مرضى السرطان يواجهون مشكلة فى العلاج على نفقة الدولة، وهى أن الدولة تمنح العلاج بمعدل وميزانية معينة لكل مريض حسب حالته، وبمجرد انتهاء قرارات الصرف، ترفض استكمال العلاج، قائلة: مريض السرطان يظل طوال عمره مهدداً بعودة المرض، ولذلك يجب استكمال علاجه، مؤكدة أن القائمين على المجالس الطبية ينظرون لمريض المراحل المتأخرة من السرطان على أنه ميت مفضلين صرف العلاج لمن هم فى المرحلة الأولى أو الثانية.
وتابعت نور أنها دشنت مبادرة لإنشاء صندوق دعم مرضى السرطان غير القادرين، الذين استنفدوا قرارات العلاج على نفقة الدولة لتوفير العلاج لهم، داعية الدولة للإشراف على هذا الصندوق.
وأضافت إلى جانب ذلك أطلقنا مبادرة ذراعى خط أحمر الخاصة بمرضى سرطان الثدى والفشل الكلوى، حيث يتم استئصال الغدد الليمفاوية من تحت الإبط، ما يجعلهم عاجزين عن العمل أو بذل اى مجهود بالذراعين، معقبة: ذراع مريض سرطان الثدى سواء من النساء أو الرجال لا بد من التعامل معه بحذر وإلا يصاب بما يعرف بـ الليمفوديما التى تؤدى إلى تضخم الذراع وقد يصل الأمر إلى البتر.
وتطالب بإدراج مرضى سرطان الثدى والفشل الكلوى لذوى الهمم، للاستفادة من كارت الخدمات المتكاملة، لأنهم فقدوا الذراعين وأصبحوا غير قادرين على العمل، بالإضافة إلى أن 90% من سيدات سرطان الثدى مطلقات وبلا عائل أو عمل.
غياب الوعىوالتقطت أطراف الحديث الدكتورة إيمان عبدالله محمد، استشارى العلاج النفسى، مشيرة إلى أن هناك غياب وعى مجتمعى بشأن مرض السرطان، فهناك من يعتقد أنه مرض معدٍ، داعية إلى ضرورة التعامل مع مرضى السرطان برقى لأن ذلك يقوى مناعتهم النفسية، والكثير منهم تعافى بسبب الحالة النفسية الإيجابية عبر دعم المحيطين بهم؟
وأشارت استشارى العلاج النفسى إلى أن المعاناة الجسدية لمريض السرطان تؤثر على زيادة الشعور بالآلام النفسية، وهما عنصران مرتبطان ارتباطاً شديداً وحيوياً، خاصة أن محاربة السرطان تتم بالعقل والإرادة معاً.
وأوضحت أن فكرة القنوط من الشفاء تتسبب فى تدهور حالة المريض، فلا تقنطوا من رحمة الله وتمسكوا بالأمل والإرادة، لإن الاكتئاب يؤثر على صحة الجسد ويزيد من الشعور بالألم، لافتة إلى أن محاربة الاكتئاب تكون من خلال الحركة وممارسة الأنشطة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الموت الأسود العلاج على نفقة الدولة المجالس الطبیة مرضى السرطان سرطان الثدى فى المرحلة إلى طبیب إلى أن
إقرأ أيضاً:
درة: هذه كانت اللحظة الأصعب في فيلم "وين صرنا"
كشف الفنانة درة عن دوافعها في إخراج فيلم " وين صرنا" قائلة:"أنا عملت الفيلم عشان كل أهل غزة، وخليتهم يتكلموا عن نفسهم عشان يكون بالطريقة اللي هم حاسين بيها، وأكتر لحظة كانت صعبة عليا، هي اللحظة الحقيقية، لما كنا مستنين زوج نادين يجي من غزة، وكنا كلنا مستنينه يجي، كنت كأني أشعر بكل تفاعلات نادين.
وعلقت درة على إمكانية خسارتها لأعمال فنية كممثلة بسبب دخولها للإخراج في ندوتها اليوم ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي قائلة:' لو في خسارة هخسرها فالمكسب الإنساني ليا أكبر بكتير من الخسارة المادية والفنية".
كشفت هذه الندوة قوة السرد في تحفيز قدرات الأفراد على المقاومة والتحمل في أصعب اللحظات والمواقف، وحكى الحضور عبر خبراتهم ووعيهم الثقافي الفريد عن تجاربهم في تشكيل السرد السينمائي وروايات الهوية الشخصية والجماعية، ومحاولات البقاء والخلافات والنبرات الانهزامية.
ناقش الضيوف تحديات صنع الأفلام في مناطق الصراع والنزوح وتلك المحاصرة بالقيود السياسية، وعن خبرة كل منهم في استخدام الإبداع للدفاع عن رؤيتهم والنجاة من الأسى والمآسي.
سلطت الحلقة النقاشية الضوء على التقنيات السردية التي يمكنها تحوّل قصص الصراع الشخصي إلى سرديات مهمة إعجازية تلهم الجماهير وتحفّز المجتمعات على الاستمرار والمقاومة.