الجمعة, 19 يناير 2024 9:56 م

متابعة/ المركز الخبري الوطني
اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن التوتر الأخير بين باكستان وإيران يهدد الاستقرار الإقليمي، إذ تبادلت الدولتان قصف المنطقة الحدودية المتنازع عليها في بلوشستان.
وقالت الصحيفة في تقرير إن القصف الباكستاني يمثل أول ضربة كبيرة معلنة على الأراضي الإيرانية من قبل قوة أجنبية، منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات.


وأضافت أن الصراع اندلع بسبب الصواريخ الإيرانية التي استهدفت جيش العدل، وهي جماعة أصولية سنية مسلحة، ما أدى إلى ضربة انتقامية من قبل باكستان على الأراضي الإيرانية.
ولفتت الأعمال العدائية الأخيرة الانتباه إلى المعضلة المشتركة التي تواجهها الدولتان في التعامل مع بلوشستان، وهي منطقة معروفة بتضاريسها ودرجات الحرارة وتمتد على الحدود الإيرانية الباكستانية، وتشكل تحديًا أمنيًا شائكًا لكلا البلدين.
وتتمتع المجتمعات المحلية في مقاطعات بلوشستان الشاسعة ذات الكثافة السكانية المنخفضة على جانبي الحدود بتاريخ من التمرد والمظالم ضد الدولة المركزية.
وأكدت” واشنطن بوست” أن الأهمية الجيوسياسية للمنطقة تتجلى من خلال قدرتها على أن تكون معقلاً للنشاط المناهض للدولة، إذ تنظر كل من طهران وإسلام آباد إلى المناطق الحدودية على أنها عرضة للتدخل السري من قبل القوى المعادية، بما في ذلك إسرائيل والهند والولايات المتحدة.
وذكرت أن الدولتين صورتا حركات التمرد في المنطقة الحدودية على أنها متجذرة جزئيا في الخارج، الأمر الذي خلق شبكة معقدة من الاتهامات والاتهامات المضادة.
وأضافت الصحيفة أنه في حين أن الجماعات التي تستهدفها إيران وباكستان، بما في ذلك جيش العدل وسلفه جند الله، لا يمكنها أن تدعي أنها تمثل أغلبية الرأي العام البلوشي، فإن السياق التاريخي للتمرد ضد السلطة المركزية واضح، فقد تصارعت الدولتان مع الانتفاضات، وسعت إلى تقويض الهوية السياسية البلوشية على مر السنين.
وأشارت إلى أنه بالنسبة لباكستان، يعد استقرار بلوشستان أمرًا بالغ الأهمية؛ بسبب مشاريع البنية التحتية الكبرى التي تدعمها الصين، بما في ذلك ميناء تاريخي وممر تجاري يهدف إلى تنشيط اقتصاد البلاد الراكد، إلا أن هذه المبادرات واجهت تأخيرات، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى التمرد الانفصالي المستمر منذ فترة طويلة في المنطقة.
ويُنظر إلى الضربات الإيرانية على باكستان على أنها محاولة لحفظ ماء الوجه بعد الإحراج الذي تعرضت له في وقت سابق من العام عندما تم استهداف تجمع رفيع المستوى في كرمان، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، حيث جاء ذلك خلال إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال قائد الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.
وختمت الصحيفة أنه بينما تتوسط الجهات الفاعلة الإقليمية، خلف الكواليس، لتهدئة التوترات، فقد أثرت الأزمة بالفعل على العلاقات الإيرانية الباكستانية.
وأردفت أن التصميم الدقيق لتصريحات كلا البلدين يشير إلى رغبة مشتركة في تجنب المزيد من التصعيد، رغم التحديات الأساسية التي تفرضها مناطق بلوشستان الحدودية المضطربة

المصدر: المركز الخبري الوطني

كلمات دلالية: على أن

إقرأ أيضاً:

لقاء السفارة الإيرانية: محاولة لإحياء 8 آذار

كتب اسكندر خشاشو في" النهار":جمع كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني، ممثلي عدد من الأحزاب اللبنانية في مبنى السفارة الإيرانية في بيروت، خلال زيارته لبنان، في لقاء هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب الموسعة على لبنان.

يأتي هذا اللقاء بعد تعرّض "حزب الله" لضربات إسرائيلية قاسية كان أبرزها اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، وما تبعها من ارتدادات على الشخصيات والأحزاب الحليفة التي تأثرت بهذا الحدث، حتى بدأت تخرج أصوات ممن كانوا "أهل البيت" لا تنسجم مع خطاب الحزب، فكان لا بد من ترميم هذه الشبكة، وإعادة الثقة إليها عبر التأكيد أن الراعي الإقليمي لا يزال حاضراً وداعماً، توازيا مع الصمود الميداني وإعادة تشكيل القيادة لدى الحزب وبدء عودته السياسية بعد غياب عن السمع لمدة طويلة.

شكلاً، بدا اللقاء صورة مستعادة عن فريق 8 آذار في بداياته، حين كان يقتصر على حلفاء سوريا فقط، ولكن مع تغيّر الراعي الرسمي وانتقاله من السوري إلى الإيراني.

وعلى الرغم من سلسلة الاتصالات الواسعة التي قامت بها شخصيات من "حزب الله" والسفارة الإيرانية في بيروت، لم ينجح اللقاء في ضم أحزاب أو شخصيات من خارج الدائرة اللصيقة بالثناني الشيعي أو بـ"حزب الله"، مع أن الحزب كان قد بنى علاقات تحالفية واسعة خارج إطار ما يسمى الشخصيات أو الأحزاب الوطنية، واستطاع تسجيل خروق واسعة على مستوى الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية والمسيحية.

صورة الشخصيات المجتمعة، وجزء منها كان قد غدا طيّ النسيان، وآخرون كان "حزب الله" ابتعد عنهم بنفسه لإدراكه انتهاء دورهم في الحياة السياسية وعدم إمكان تعويمهم، أعادت إلى أذهان اللبنانيين مشهد مرحلة سوداء حملت الكثير من التفجيرات والقتل والتوترات السياسية، عمل معظم الأطراف على طيّها، فإذا بها تعود تحت راية جديدة.

غياب "التيار الوطني الحر" و"الجماعة الإسلامية" وعدد من الشخصيات التي كانت تعدّ حليفة أساسية للحزب، من نواب وعائلات سياسية كفريد هيكل الخازن وأسامة سعد وغيرهما من الشخصيات التي لا تزال تتمتع بحضور سياسي، أثر في شكل كبير على اللقاء وأفقده صفة التنوع، على الرغم من حضور "تيار المردة" والوزير السابق وئام وهاب الذي شنّ أخيرا أعنف هجوم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها، وبدا كأنه حاضر لمحاولة استعادة دور ضاع منه في السنوات الأخيرة.

كان واضحا عدم رضا "حزب الله" عن اللقاء من خلال عدم تظهيره إعلامياً،  والاكتفاء بتوزيع خبر لا يتجاوز السطرين عن لقاء مع مستشار السيد خامنئي تبعه اجتماع في الأونيسكو من دون إعلان وثيقة تحدد الأهداف، كما كان مقرراً في أثناء الدعوات، إنما جرى الاكتفاء بتوزيع أجزاء من كلمات وخطابات مكررة عن المقاومة وفلسطين لا تحاكي المرحلة، ولا تقدم أي رؤية مستقبلية، وهذا ما يؤكد عدم تحقيق الغاية التي عقد من أجلها، وصرف النظر عن فكرة إنشاء لجان صادرة عنه للتنسيق في ما بينها.

وعلمت "النهار" أن من بين أهداف اللقاء ليس التشديد على استمرار الرعاية الإيرانية ودعمها المطلق فحسب، بل تظهير نموذج مختلف أو مقابل للقاءات معراب واستعادة المبادرة وتأكيد جهوزية القوى والشخصيات لحماية خياراتها السياسية، وهنا أيضاً لم يؤد غايته، نتيجة الضعف التمثيلي الوطني للحضور.

مقالات مشابهة

  • كاتب في واشنطن بوست: مذكرات الاعتقال لحظة إذلال لـإسرائيل على الساحة العالمية
  • ردا على طعن ”الأهنومي” بأعراض اليمنيين.. الإرياني: الحوثيون يسعون لتدمير هوية اليمن وإحلال الثقافة الإيرانية
  • كوريا الشمالية تتهم واشنطن بتصعيد التوتر
  • بوتين يهدد بضرب الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة.. الباليستي رد أولي
  • عاجل | الخارجية الإيرانية: تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة ومتطورة ردا على قرار وكالة الطاقة الذرية
  • في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا من الطائقة الشيعية في باكستان
  • واشنطن بوست حول حظر المشروبات الكحولية في العراق: باتت حكرًا على الأغنياء والمتنفذين
  • واشنطن بوست حول حظر المشروبات الكحولية في العراق: باتت حكرًا على الأغنياء والمتنفذين - عاجل
  • لقاء السفارة الإيرانية: محاولة لإحياء 8 آذار
  • واشنطن بوست: بايدن سمح بتزويد أوكرانيا بالألغام المضادة للأفراد