معرض الكتاب.. مستقبل الصحافة الورقية
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
كنت أتابع البرنامج الثقافى المصاحب لفعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب وتوقفت أمام ندوة بعنوان «مستقبل الصحافة الورقية».. ومعرض الكتاب طوال تاريخه يناقش قضايا ثقافية وفكرية وفلسفية لكنه لأول مرة يناقش قضية مهنية بحتة وهو تطور مهم فى فكر القائمين على المعرض ويجب توجيه التحية لهم والشكر على تخصيص ندوة لهذه القضية المهمة مناقشة مستقبل الصحافة الورقية رغم أهميتها إلا أنها لم تعد تشغل القائمين عليها وهنا أقصد نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة.
وكان أولى بمناقشة هذه القضية هى الهيئات الثلاث وهو الأمر الذى يشغل بال العالم كله منذ الانفجار التكنولوجى وظهور المواقع الإلكترونية والتطبيقات الإخبارية على الموبايل بجانب المنافسة من القنوات الفضائية والإذاعة بجانب الأزمات الاقتصادية المتتالية عالمياً ومحلياً وارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة وأصبح المواطن يفضل شراء سندوتش على شراء جريدة واذا أضفنا أن محتوى الصحف كلها أصبح متشابهاً إلى حد التطابق فبالتالى لا يوجد دافع لشراء الجرائد على مختلف مستوياتها.
ومنذ سنوات تقدمت بمشروع لمجلس النقابة بضرورة عقد مؤتمر علمى يناقش هذه القضية يشارك فيه كليات ومعاهد الإعلام والصحافة التى أصبحت الآن منتشرة فى كل مدينة فى مصر والحكومة والمجتمع المدنى والهيئات الضابطة للصحافة والإعلام والقطاع الخاص وشركات التكنولوجيا الكبرى وأن يكون مؤتمرا على مدار 3 أيام يعقد بمقر النقابة ويقدم فيه دراسات وأبحاث محكمة حتى نضمن أن يبذل الباحثين فيها جهداً حتى نصل إلى خارطة طريق لإنقاذ الصحافة الورقية وجددت تقديمه للمجلس الحالى للنقابة فور انتخابه. خاصة أن نقابة الصحفيين المصرية هى نقابة الصحفيين العاملين فى الصحافة الورقية بحكم قانونها الذى تجاوز عمره 52 عاماً ولا يعترف بأى نوع من أنواع الصحافة إلا الورقية وهو الأمر الذى يفرض إحداث تغيير فى قانون النقابة حتى تحتوى المواقع الإلكترونية المرخصة والتى بلغت حتى الآن أكثر من 250 موقعاً أغلبها بلا جرائد.
وقضية مستقبل الصحافة الورقية تمت مناقشتها على المستوى العالمى فى أكثر من مؤتمر وندوة تنظمها اتحادات وروابط الصحفيين وملاك الصحف الدولية. ووضعت هذه المؤتمرات مجموعة من التوصيات فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والصحف التى أتبعت هذه التوصيات حافظت بقدر كبير على نسب توزيعها لأنها أصبحت تقدم محتوى لا تستطيع المواقع الاخبارية الالكترونية ولا القنوات الفضائية تقديمه وبالتالى هناك نماذج وإن كانت قليلة جداً نجحت فى تحقيق الاستقرار على الأقل لموارد الصحيفة وتحقق لها الاكتفاء الذاتى بدون أرباح كما كان يحدث قبل الثورة التكنولوجية.
مهنة الصحافة فى مصر فى خطر وهو الأمر الذى دفع إدارة معرض الكتاب تخصيص ندوة لإلقاء الضوء على الأزمة التى تزداد يومياً وانعكس ذلك على الصحفيين أنفسهم والبحث عن أعمال أخرى لتوفير دخل مناسب لهم.
فشكراً لإدارة معرض الكتاب على هذه اللفتة ولاعزاء لنقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي المعرض الهيئات الثلاث معرض الکتاب
إقرأ أيضاً:
مهلا مهلا.. ياوزير التعليم!
بحسب لمحمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى جراءته فى اقتحام المشاكل، التى اكتسبها من خبرته السابقة فى إدارة العملية التعليمية، فما ان تولى مهام منصبه كوزير للتعليم، حتى تفاعل فورا مع كثافة الفصول، والنقص الشديد فى عدد المدرسين، والهروب من المدارس التى أصبحت استثناء، وسناتر الدروس الخصوصية هى الاساس، معلنا خطته لمحاربتها!
وبغض النظر عن قدرته فى مكافحة الدروس الخصوصية شأنه شأن غيره من الوزراء السابقين، لكنه نجح بامتياز فى خلخلة كثافة الفصول وتعويض عجز المدرسين، وعودة الانشطة إلى المدارس، واقبال التلاميذ على العملية التعليمية، ولكن ما زال هناك بعض السلبيات مثل التقييم المتواصل للتلاميذ والواجب المنزلى المكثف، الذى جعلهم يعملون طوال الاسبوع استعدادا للامتحان، الامر الذى يجب تداركه، ومع كل ذلك نجح الوزير فى حل جزء كبير من مشاكل التعليم الاساسى.
بنفس الحماس بدأ ينظر الوزير إلى التعليم ما قبل الجامعى، واعنى به الثانوية العامة، وضرورة تطويرها للحد من سلبياتها، بالعودة إلى شهادة (البكالوريا)، ورغم الجدل الدائر حولها وعدم وضوح الرؤية بشأنها، لكنها ستخفف عبأ كبيرا عن كاهل الطلاب واولياء الامور، ومع هذا انقسم أولياء الأمور حولها، فاعتبرها البعض تطويرًا واعتبرها اخرون تدليلا للطلاب من خلال اتاحة الفرصة للاختيار بين اربعة مسارات تعليمية. على الجانب الاخر يرى النواب ان هناك عدم وضوح رؤية لتفاصيل هذا النظام، ولكن يجب دراسة هذه التفاصيل من جانب المتخصصين، بينما رفض البعض منهم هذا النظام بشكل قاطع!
صحيح ان النظام الجديد يمنح مزيدا من الفرص لتخفيف الضغط النفسى والتركيز على الكيف بدلا من الكم، وتنميه المهارات.، لكن هناك بعض النقاط فى شهادة البكالوريا تحتاج إلى تعديل، الامر الذى يجب دراسته من جانب المتخصصين. مع توسيع الحوار المجتمعى قبل الشروع فى تطبيقها حتى لا نعود مرة أخرى ونبحث عن تعديل جديد. كما فعلنا مع الثانوية العامة، التى جرى تعديلها أكثر من 15 مرة، ولم ينجح أى من التعديلات بشأنها، لذلك فشهادة البكالوريا تحتاج إلى مزيد من الدراسة. وتوفير الاعتمادات المادية لتعيين المعلمين الذين سيقومون بتدريس المواد الجديدة كالبرمجة، باعتبارها احد المسارات التعليمية التى تفرض نفسها على خريج المستقبل، لذلك نقترح ارجاءها ثلاث سنوات على الأقل، حتى نتأكد من صلاحيتها، ورغم حماس الوزير لها، نهمس فى اذنه مهلا.. مهلا معاليك.