بوابة الوفد:
2024-10-03@05:03:19 GMT

الدحدوح.. خير دليل

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

لسنا فى حاجة إلى شهادة عدو أو صديق فيما يخص موقفنا تجاه القضية الفلسطينية؛ لكن ولأنها مصر، ولأنه الرئيس السيسى، فالاعتبارات الإنسانية لدى مصر قبل الاعتبارات السياسية ولها الأولوية. لكننا لسنا فى حاجة إلى صك براءة وغفران من أحد حتى وائل الدحدوح مع كامل الاحترام والتقدير والتضامن لتجربته الإنسانية.

لكن الدحدوح أصبح خير دليل على الموقف المصرى تجاه غزة وبشهادة الدحدوح نفسه، وهو أيضاً دليل إدانة لمواقف وادعاءات زور وبهتان، ورغم أنه مراسل مجموعة الجزيرة، والتى عانت مصر منها نيران وسهام إشاعات واتهامات لا تنتهى ولا تزال مستمرة، خاصة الافتراءات المتعلقة بإغلاق مصر المعبر، ها هو مراسلها الذى إلى تحول إلى رمز للصمود تنجح مصر فى نقله من غزة إلى الأراضى المصرية عبر معبر رفح.

وهو ما ينفى كل الادعاءات الخاصة بإغلاق مصر المعبر أووضع مصر الدحدوح على قوائم الممنوعين من دخول مصر كما زعم وادعى البعض.

أما عن تلقيه العلاج فى مصر، لو هو أراد لم تكن تتأخر مصر، سبق أن استقبلت الأراضى والمستشفيات المصرية 20 ألف حالة من مصابى غزة حتى نهاية ديسمبر الماضى على مستوى 25 مستشفى.

بعض المنابر والأقلام العربية، ومع الأسف المصرية حاولت أن تجعل من الدحدوح «فتنة» و«شوكة» جديدة لتشويه الموقف المصرى، لكن هم دون أن يدروا قدموا للعالم خير إثبات ورد على المزاعم الإسرائيلية المفضوحة أمام الادعاء الجنوب إفريقى فى محكمة العدول الدولية، وهى المزاعم التى تبرهن على مدى التوتر والضغوط التى تعانى منها الدولة العبرية، بعد أن بدأ الحلفاء فى فض وغسل يدهم أمام شعوبهم من الجرائم الإسرائيلية.

إسرائيل تتخبط، الداخل الإسرائيلى يغلى 76% من مواطنى الدولة العبرية يطالبون باستقالة نتنياهو، الائتلاف اليمينى الحاكم على شفا الانهيار، وضباع اليمين المتطرف تتربص ببعضها البعض. نتنياهو العجوز يناور، ويحاول إطالة أمد الحرب وتحويلها إلى «جبهات مفتوحة» فى لبنان والعراق، سوريا، والبحر الأحمر. وذلك للبقاء فى منصب رئيس الوزراء أطول فترة ممكنة، هربا من الملاحقات القضائية والسياسية، وبحثا عن خروج آمن وإن كان بشكل عام الحرب فى غزة كتبت نهاية جناح يمين نتنياهو وللأبد.

لكن هذا التخبط الإسرائيلى لن يكون أبداً على حساب الدولة المصرية وسمعتها، مواقفها التاريخية تجاه القضية وعلى مدار 75 عاماً، أو على حساب السيادة الوطنية المصرية على حدودها وترابها المقدس كما تحاول إسرائيل الترويج من آن لآخر حول محور صلاح الدين، ويتلقف تلك الادعاءات أذناب الجماعة المحظورة من جانب، وجماعة «القضية قبل الدولة الوطنية المصرية» من جانب آخر، ويحاولون المتاجرة بتلك المزاعم والمزايدة على الدولة والقيادة المصرية ومواقفها الراسخة. والمواقف وبرامج السياسة الخارجية تصمم وتعمل فى إطار المصلحة الوطنية المصرية؛ حفظ وحماية الأمن القومى المصرى، وبالتوازى مع ذلك حفظ الحقوق والقضية الفلسطينية. لكن لن يكون ذلك أبداً على حساب الدولة المصرية، ومصلحتنا الأولى هى المصلحة المصرية، ومصر ارتأت أن حماية القضية الفلسطينية من التصفية عبر مخطط التهجير القسرى هو حماية للمصلحة الوطنية المصرية، وفيما يبحث جميع الفواعل إقليميا ودوليا عن مصالحهم فى هذا الصراع، فلا مجال للمزايدة على المصالح الوطنية المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدحدوح خير دليل مصر الرئيس السيسي الموقف المصري تجاه غزة الوطنیة المصریة

إقرأ أيضاً:

القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب

 

د. سلطان بن خميس الخروصي

sultankamis@gmail.com

يمثل الصراع العربي- الإسرائيلي أحد أهم مُعضلات العصر الحديث الذي انطلق مع شرارة الاحتقان بين العرب واليهود في مطلع القرن العشرين إبان الحكم العثماني ليزداد ضراوة وعنفًا مع إطلاق وعد بلفور عام 1917، الذي رسم خارطة طريق لبناء وطن قومي لليهود في فلسطين ليتمخَّض في 1948 بأول صراع مسلح حقيقي تغذّت وتوغّلت فيه عقيدة الوجود الإسرائيلي بدعم مطلق من بريطانيا وحلفائها، ليبدأ النضال العربي الموحد من مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان، والعراق في مواجهة القوات اليهودية الغارقة في مستنقع الحقد والدم والعقيدة الصماء وفق النظرية الوجودية ليكون فارق الخبرة والعدة والعتاد والتحالفات في صالح الجماعات اليهودية التي تعطَّشت لقتل النضال العربي واحتلال أجزاء واسعة من فلسطين التاريخية.

تغوّلت الأطماع الصهيونية نحو خلق إسرائيل العظمى فخلقت مجتمعا عسكريا بامتياز لا يمتُّ للمدنيِّة بصلة في سبيل قطع رحم التكامل العربي الذي قد يلد يوما وحدة المصير، فجاء العدوان الثلاثي البريطاني، والفرنسي، والإسرائيلي على مصر في (1956) كردة فعل منزعجة من تأميم قناة السويس، لتُجدِّد نازيتها في حرب 1967 والتي عُرفت بـ"نكسة يونيو 1967"؛ حيث احتل الصهاينة- في حرب خاطفة مفاجئة عمرها لم يتجاوز 6 أيام- الصفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين، وشبه جزيرة سيناء المصرية، ومرتفعات الجولان السورية، لتدُّب دماء وحدة المصير العربي (المصرية- السورية) في حرب 1973 بهجوم مباغت في يوم الغفران اليهودي فينتهي الصراع بحراك دبلوماسي امتد حتى 1979 بإبرام اتفاقية "كامب ديفيد"، بين إسرائيل وأبرز مكون في العمق العربي بحجم مصر، تمخضَّ عنه استعادة سيناء، بينما لم يتضمن تسوية القضية الفلسطينية.

وفي ظل التشتت المجتمعي والفكري العربي، وغياب البوصلة السياسية المصيرية لهذه القضية التي كانت أساس تأصيل الصراع الحتمي الطويل منذ 7 عقود ونصف كان الجدل على أشدّه في المرافق العربية وأروقتها المتباينة، بينما كانت وحدة الصف والهدف والمصير قائمة على قدم وساق في إسرائيل وحلفائها، فظلت المؤسسات الأمنية والعسكرية والدولة العميقة تنخر في عمق الجسد العربي لتجعل من أصل الصراع بحجم أنها قضية هامشية ودولية لا تهمنا كدول عربية عظيمة لها ثقلها السياسي والعسكري والدبلوماسي والتاريخي والعقائدي؛ بل من يتتبّع الخيوط الرفيعة لسياسة إسرائيل نحو عزل القضية وتغييب تأصيلها حتى في عقول وقلوب الدول الإسلامية يجدها قد نجحت بامتياز، والأكثر من ذلك أنها استطاعت عبر أيادي الظل تجريد الوعي المجتمعي العربي من مفاهيم وقيم الوحدة العربية والتآخي الإسلامي والحفاظ على حياة الإنسان والدفاع عن حقوقه والأهم من كل ذلك تغييب القضية المصيرية الأساسية وطمس الكفاح العربي الطويل فيما يتصل بالقضية الفلسطينية.

وبالرجوع إلى التاريخ قليلًا، نجد أن الفلسطينيين على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم قدَّموا قلوبهم على كفوف أيديهم منذ الانتفاضة الأولى التي انطلقت من قطاع غزة (1987- 1993) وامتدت إلى الضفة الغربية، ثم الانتفاضة الثانية (2000 -2005) فكان الفقهاء والعلماء والمثقفين وبعض رجالات السياسة والعسكر يجاهرون ليل نهار بالمقاطعة للمنتجات الأمريكية والصهيونية، وتأسيس جيل يستكمل مسيرة النضال العربي ضد الصهاينة المغتصبين، لنجد أن كل هذه الفقاعة الكبيرة قد انفجرت في حرب العقيدة والمصير الصهيونية التي تُبرِّر إبادة الإنسان في قطاع غزة وتصفية حثيثة للقضية الفلسطينية، وكأن لسان الحال يقول استطعنا أن نطمس فلسطين خلال سبعة عقود ونصف.

إنَّ ما تعانيه القضية الفلسطينية من تهميش دولي ومن جانب بعض العرب- للأسف- قد تسبَّب في ما تمر به المنطقة اليوم من غطرسة صهيونية وهيمنة أمريكية، ويجب أن يعلم الجميع أن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع والتأصيل والمرجعية الأولى لأي مفاوضات أو تفاهمات، وليس التنصل والتهميش والانسحاب وانتهاج سياسات تتنصل من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الدول العربية، وخاصة الكبرى منها والفاعلة تاريخيًا وسياسيًا.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: «الخارجية المصرية» تقوم بدور مهم في تهدئة صراعات المنطقة
  • أمر مرعب.. رئيس الوزراء يكشف أبرز مشكلة تواجه الدولة المصرية
  • مدبولي: نحتاج إلى القامات الفكرية الكبيرة لتعزيز مصالح الدولة المصرية
  • مدبولي: الدولة المصرية بأذرعها المختلفة قادرة على مواجهة أي تحديات خارجية
  • طعن البرلماني اللبار.. حالته مستقرة والمنصوري تتابع القضية عن قرب
  • مدبولي: نحتاج إلى مشاركة تحديات الدولة المصرية مع القامات الفكرية الكبيرة
  • القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب
  • اللجنة الوطنية المصرية تُنظم ورشة عمل حول «تأهيل الأطفال الضعفاء من خلال الرياضة»
  • وزير البترول: الدولة المصرية لديها خارطة طريق لتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر
  • «الوقائع المصرية» تنشر قرار نقل مقر المحكمة التأديبية في الإسكندرية