لسنا فى حاجة إلى شهادة عدو أو صديق فيما يخص موقفنا تجاه القضية الفلسطينية؛ لكن ولأنها مصر، ولأنه الرئيس السيسى، فالاعتبارات الإنسانية لدى مصر قبل الاعتبارات السياسية ولها الأولوية. لكننا لسنا فى حاجة إلى صك براءة وغفران من أحد حتى وائل الدحدوح مع كامل الاحترام والتقدير والتضامن لتجربته الإنسانية.
لكن الدحدوح أصبح خير دليل على الموقف المصرى تجاه غزة وبشهادة الدحدوح نفسه، وهو أيضاً دليل إدانة لمواقف وادعاءات زور وبهتان، ورغم أنه مراسل مجموعة الجزيرة، والتى عانت مصر منها نيران وسهام إشاعات واتهامات لا تنتهى ولا تزال مستمرة، خاصة الافتراءات المتعلقة بإغلاق مصر المعبر، ها هو مراسلها الذى إلى تحول إلى رمز للصمود تنجح مصر فى نقله من غزة إلى الأراضى المصرية عبر معبر رفح.
أما عن تلقيه العلاج فى مصر، لو هو أراد لم تكن تتأخر مصر، سبق أن استقبلت الأراضى والمستشفيات المصرية 20 ألف حالة من مصابى غزة حتى نهاية ديسمبر الماضى على مستوى 25 مستشفى.
بعض المنابر والأقلام العربية، ومع الأسف المصرية حاولت أن تجعل من الدحدوح «فتنة» و«شوكة» جديدة لتشويه الموقف المصرى، لكن هم دون أن يدروا قدموا للعالم خير إثبات ورد على المزاعم الإسرائيلية المفضوحة أمام الادعاء الجنوب إفريقى فى محكمة العدول الدولية، وهى المزاعم التى تبرهن على مدى التوتر والضغوط التى تعانى منها الدولة العبرية، بعد أن بدأ الحلفاء فى فض وغسل يدهم أمام شعوبهم من الجرائم الإسرائيلية.
إسرائيل تتخبط، الداخل الإسرائيلى يغلى 76% من مواطنى الدولة العبرية يطالبون باستقالة نتنياهو، الائتلاف اليمينى الحاكم على شفا الانهيار، وضباع اليمين المتطرف تتربص ببعضها البعض. نتنياهو العجوز يناور، ويحاول إطالة أمد الحرب وتحويلها إلى «جبهات مفتوحة» فى لبنان والعراق، سوريا، والبحر الأحمر. وذلك للبقاء فى منصب رئيس الوزراء أطول فترة ممكنة، هربا من الملاحقات القضائية والسياسية، وبحثا عن خروج آمن وإن كان بشكل عام الحرب فى غزة كتبت نهاية جناح يمين نتنياهو وللأبد.
لكن هذا التخبط الإسرائيلى لن يكون أبداً على حساب الدولة المصرية وسمعتها، مواقفها التاريخية تجاه القضية وعلى مدار 75 عاماً، أو على حساب السيادة الوطنية المصرية على حدودها وترابها المقدس كما تحاول إسرائيل الترويج من آن لآخر حول محور صلاح الدين، ويتلقف تلك الادعاءات أذناب الجماعة المحظورة من جانب، وجماعة «القضية قبل الدولة الوطنية المصرية» من جانب آخر، ويحاولون المتاجرة بتلك المزاعم والمزايدة على الدولة والقيادة المصرية ومواقفها الراسخة. والمواقف وبرامج السياسة الخارجية تصمم وتعمل فى إطار المصلحة الوطنية المصرية؛ حفظ وحماية الأمن القومى المصرى، وبالتوازى مع ذلك حفظ الحقوق والقضية الفلسطينية. لكن لن يكون ذلك أبداً على حساب الدولة المصرية، ومصلحتنا الأولى هى المصلحة المصرية، ومصر ارتأت أن حماية القضية الفلسطينية من التصفية عبر مخطط التهجير القسرى هو حماية للمصلحة الوطنية المصرية، وفيما يبحث جميع الفواعل إقليميا ودوليا عن مصالحهم فى هذا الصراع، فلا مجال للمزايدة على المصالح الوطنية المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدحدوح خير دليل مصر الرئيس السيسي الموقف المصري تجاه غزة الوطنیة المصریة
إقرأ أيضاً:
فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
أكد عبد الفتاح دولة المتحدث باسم حركة فتح أن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، حكومة حرب تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتستهدف وجود الشعب الفلسطيني ودائما ما تسعى إلى إفشال كل اتفاق من شأنه يوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وقال دولة في مداخلة هاتفية لقناة النيل للأخبار اليوم السبت إن حكومة الاحتلال كانت تريد من اتفاق وقف إطلاق النار استرداد أسراها وبعد ذلك تواصل عدوانها مرة أخرى على الشعب الفلسطيني، ولكن حالة الضغط من الأشقاء في مصر وقطر والموقف الأمريكي عمل على دفع حكومة الاحتلال باتجاه توقيع الاتفاق الذي نفذ مرحلته الأولى بالرغم من تنصل نتنياهو من جزء من هذه المرحلة والمتعلق بإدخال البيوت المتنقلة الكرفانات ولكن تم الانتهاء من تلك المرحلة".
وأضاف أن الاحتلال يريد فرض شروط جديدة على استمرار وشكل الاتفاق في مراحله القادمة وربما يريد التنصل من الاتفاق ويضغط باتجاه تمديد المرحلة الأولى حتى يحصل على الأسرى قبل الدخول في أي مرحلة أخرى وتقديم التزامات أخرى وهذا لا ينسجم مع الاتفاق الذي تم توقيعه.
وأكد أنه على الولايات المتحدة الأمريكية الدفع بجانب الوسطاء وتدعم جهود مصر وقطر لإتمام الاتفاق الذي تم التوقيع عليه والذي يجب أن يكون ملزما ويتم تنفيذه حتى نصل إلى مرحلة وقف العدوان وقفا شاملا وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، حتى يتسنى لنا فلسطينيا أن نعيد الحياة والإعمار الى قطاع غزة بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب والدمار والإبادة الجماعية.
اقرأ أيضاً«متحدث فتح»: لولا ضغوط الوسطاء لما ذهب نتنياهو لـ اتفاق غزة
فتح: نتنياهو حاول تدمير هدنة غزة بكل الطرق.. لكن صمود الفلسطينيين أفشل مخططاته
«فتح»: الخوف يعتري أهل غزة من انقطاع الهدنة