بوابة الوفد:
2024-06-27@14:27:51 GMT

عالم البشر.. ومنطق القوة

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

اقرأ الآن الترجمة العربية الرائقة التى قام بها تلميذى وصديقى د. على عبدالتواب بالتعاون مع زميله د. جمال الدين السيد لكتاب ماركوس توليوس شيشرون الشهير «عن الجمهورية» عن اللغة اللاتينية مباشرة.

 ومن المعروف أن «شيشرون» كان من كبار قضاة وفلاسفة روما فى القرن الأول قبل الميلاد وله كتابات عديدة فى السياسة والقانون والأخلاق، وقد تميز هذا الكتاب بالذات بأنه حاول أن يجارى فيه أسلوب أفلاطون الفيلسوف اليونانى الأشهر وهو أسلوب الحوار، كما أنه قد اقتبس أيضا عنوانه من عنوان المحاورة الأشهر لأفلاطون «محاورة الجمهورية» وأن كانت الموضوعات التى يطرحها للنقاش فى محاورته موضوعات تتعلق بالدولة الرومانية ومشكلات نظام وسلطات الحكم فيها من منظور عملى لاعلاقة له بنظام الدولة المثالية عند أفلاطون، ولذلك نجده ينتقد دولة المدينة الفاضلة الأفلاطونية القائمة على تصور مثالى للعدالة غير قابل للتحقق وكذلك نقد معها الرؤية الآرسطية قائلا: «إنهما لم ينجحا فى إقناع الآخرين بقضيتهما بسبب قلة حماسهما وافتقار قدرتهما البلاغية على التأثير»، مضيفاً أن العدالة التى يناقشها فى كتابه هنا «شأن مدنى» أى يتعلق بالحقوق المدنية فى المجتمع وبالقانون الوضعى ولاعلاقة لها بقوانين الطبيعة، فلو كانت جزءاً من الطبيعة، فإن العدالة والظلم مثل الحرارة والبرودة، ومثل المرارة والحلاوة، سيكونان متساوين عند كل البشر»! وبالطبع فهذا الرأى لـ«شيشرون» عن مفهوم العدالة جدير بالاعتبار والنظر لأنه يستند إلى تمييز واضح بين العدالة الطبيعية المثالية التى تقوم على تصور مطلق للمساواة الطبيعية بين البشر وبين العدالة النسبية التى تواضع عليها البشر وسنوا على أساسها قوانينهم الوضعية التى تختلف من عصر إلى عصر ومن دولة إلى أخرى!!

لقد حاول «شيشرون» هنا إعادة طرح قضية أصل القانون وأيهما أكثر عدالة: القانون الطبيعى أم القانون الوضعى؟، ولو اتبعنا القانون الوضعى أيها نتبع؟ فحياة الشعوب فيما يقول «شيشرون» منذ هذا التاريخ البعيد تختلف إلى حد بعيد «لدرجة أن أهل كريت يعتبرون القرصنة عملاً نبيلاً، وادعى الإسبرطيون أن الحقول التى يمكن أن تصلها رماحهم هى أرضهم.

.حتى ليكورجوس المشرع المشهور الذى سن أفضل القوانين وأعدل دستور أعطى حقول الأثرياء للعامة لكى يزرعونها وكأنهم عبيد..»!!

ورغم أننا نعرف أن شيشرون ينتمى فكريا إلى الفلسفة الرواقية التى كان من أهم مبادئها «العيش على وفاق مع الطبيعة» و«الأخوة العالمية» بل الدولة العالمية الواحدة التى يحيا فى ظلها البشر جميعاً فى ظل قانون طبيعى واحد يساوى بين البشر، إلا أنه هنا يعترف بالتفاوت بين البشر فى البيئات والطبقات ويرى أن لكل بيئة ولكل دولة قوانينها الخاصة ويضرب الكثير من الأمثلة على ذلك ليبرر – فيما يبدو- ما كانت تقوم به روما من تمييز عنصرى فى ذلك الزمان بحكم قوتها العسكرية وسيطرتها على كثير من الشعوب الأخرى!

لقد قدم «شيشرون» فى هذا الحوار المطول- رغم الصفحات الكثيرة التى فقدت منه- التأكيد على ما بدأ به فى الكتاب الأول منه على «أن الدول والمدن العظيمة والقوية ينبغى تفضيلها على القرى والقلاع، وأن أولئك الذين يحكمون تلك المدن بحكمتهم وقوة قبضتهم يتفوقون كثيراً فى مجال الحكمة ذاتها على هؤلاء الذين لا يملكون أية خبرة فى الحياة العامة، وحيث أننا نميل بمنتهى القوة إلى زيادة ثروتنا من الجنس البشرى.. وبحثا عن بلوغ المتعة، فليتنا نسير على ذلك الدرب الذى كان يسير عليه دائما صاحب كل مكانة رفيعة ولا نستمع إلى تلك الأصوات التى تدعو إلى التراجع بغية ان نعيد إلى الوراء حتى هؤلاء الذين انطلقوا إلى الأمام بالفعل»!!

تلك أيها السادة من المثقفين والصفوة وأصحاب القرار من الساسة والحكام العرب رؤية الغربيين حتى الفلاسفة منهم منذ فجر تاريخهم فى اليونان وروما قديماً إلى الإمبراطورية الأمريكية الصهيونية الآن مروراً بالإمبرطوريات الاستعمارية الفرنسية والإنجليزية..الخ. للآخر! انها رؤية تمييزية عنصرية لا ترى فى الآخرين الا مجرد ثروة بشرية لابد أن تعمل فى خدمتهم باعتبارهم هم السادة الحكماء والعارفين والأقوياء! فما بالكم – رغم كل ما حدث ويحدث – ما زلتم تتصورون أنه سيقتنع يوما بأنكم أصحاب حق فى ثرواتكم وأرضكم؟! إنهم لا يؤمنون إلا بمنطق القوة!! فسارعوا أثابكم الله إلى سحب أرصدتكم وثرواتكم من بنوكهم واعملوا بكل قوة على بناء عناصر قوتكم الذاتية حتى تكسبوا بالفعل احترامهم وتحافظوا على كرامتكم ودولكم فى ظل عالم بشرى لا يعترف الا بمنطق القوة!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عالم البشر نحو المستقبل د جمال الدين السيد

إقرأ أيضاً:

تعرف على أول منصة في العالم تربط بين البشر والذكاء الاصطناعي

نشر موقع "إنترستنغ إنجينيرينغ" تقريرًا قال فيه إن تفاعلات الذكاء الاصطناعي أصبحت أسهل بكثير وأكثر إثارة للاهتمام الآن. فحتى الآن، كان الذكاء الاصطناعي محصورا في حدود شات جي بي تي وجيميني، ولكن يبدو أن هناك ثورة في الآونة الأخيرة.

وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أنه تم إطلاق تطبيق بترفلايز- وهو عبارة عن شبكة تواصل اجتماعي تتيح للبشر والذكاء الاصطناعي إجراء تفاعلات قوية مع بعضهم البعض عبر المنشورات والتعليقات والرسائل المباشرة.

وأضاف الموقع أن التطبيق كان في وضع الاختبار التجريبي وهو متاح الآن للاستخدام العام والتحميل المجاني على منصات أندرويد وآي أو إس.

وأفاد الموقع أنه على الرغم من رواج تطبيقات مثل كراكتر إيه آي وريبليكا واكتسابها شعبية، إلا أن ما يفعله بترفلايز أكثر إثارة للاهتمام؛ فهو يسمح للشخص الذي يقوم بالتسجيل في المنصة بإنشاء شخصية ذكاء اصطناعي (تسمى أيضًا بترفلاي) يمكنها إنشاء صور والتفاعل مع حسابات أخرى بشكل مستقل.

وأضاف الموقع أنه يمكن للشخص إنشاء العديد من شخصيات البترفلاي؛ حيث لا يوجد حد أقصى لذلك. وصُممت هذه الشخصيات لتتفاعل وتتعايش مع الحسابات البشرية التي يمكنها أيضًا النشر على الخلاصة والتعليق.


وعلى الرغم من أن هذه الفكرة تبدو رائعة، إلا أن الذكاء الاصطناعي كان سيء السمعة في الماضي لتوليد أشياء غريبة، مثل الصور الغريبة واللغة المتكررة. ومع ذلك، تدّعي هذه الشركة التقنية الناشئة أنها تستخدم مزيجًا من النماذج مفتوحة المصدر التي تم ضبطها بدقة وإضافة مجموعة واسعة من التنسيقات مثل مقاطع الفيديو على المدى الطويل. كما أن كل شخصية بترفلاي لها خلفياتها وآراؤها ومشاعرها الخاصة.

وذكر الموقع أن فو تران، وهو مدير هندسة سابق في سناب قام بتصميم "بترفلايز"، لأنه شعر أن منتجات الذكاء الاصطناعي لم تعد مثيرة للاهتمام بالنسبة للمستهلكين، بخلاف الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقال فو لـ "تك كرانش": "مع الكثير من أشياء الذكاء الاصطناعي التوليدي التي بدأت في الظهور، ما تفعله هو التحدث إلى الذكاء الاصطناعي من خلال مربع نصي، ولا يوجد أي مضمون حوله".

وأضاف فو: "لقد فكرنا، حسنًا، ماذا لو وضعنا مربع النص في النهاية ثم حاولنا بناء المزيد من الشكل والمضمون حول الشخصيات والذكاء الاصطناعي نفسه؟".

وبين الموقع أن عشرات الآلاف من المستخدمين لديهم بالفعل إمكانية الوصول إلى النسخة التجريبية من بترفلايز. وكشف فو أن المستخدمين يقضون في المتوسط من ساعة إلى ثلاث ساعات في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي على التطبيق.

وتابع الموقع قائلًا إن تطبيق بترفلايز جاء بنسخة محدثة من كراكتر أيه آي، وهي شركة ناشئة شهيرة مدعومة من شركة 16زد للدردشة الآلية. ويتيح التطبيق للمستخدمين التفاعل مع خيارات الذكاء الاصطناعي القابلة للاستخدام.

من ناحية أخرى، يريد تطبيق بترفلايز السماح للمستخدمين بإنشاء شخصيات ذكاء اصطناعي والسماح للبشر والذكاء الاصطناعي بالتعايش مع بعضهم البعض. ومن أكثر ميزات التطبيق الفريدة أنه يتيح للمستخدمين إنشاء شخصية الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم في غضون ثوانٍ.

وقال الموقع إن كل ما يجب على الشخص فعله هو وصف الشخصية الخيالية بالتفصيل (من المثالي أن تكون من جملة إلى جملتين). كما يوفر بترفلايز أيضاً خيار "عشوائية" الشخصية، مما يسمح بتعيين نوع معين من شخصيات الذكاء الاصطناعي بشكل عشوائي.

واختتم الموقع تقريره مشيرًا إلى أنه يمكن لأي شخص يشترك في المنصة إنشاء حوالي 300 شخصية بترفلاي من خلال قضاء 5 ساعات على التطبيق يوميًا. ويتيح لتطبيق البترفلايز التفاعل مع المزيد من البترفلايز أو البشر. وإلى جانب الترفيه؛ يمكن للتطبيق أيضًا أن يكتسب شهرة واسعة لإعادة تعريف عصر التكنولوجيا.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • لا حدود لمملكة الشرّ.. اغتصاب الكلاب في سجون الذئاب! (قصة قصيرة من وحي السجون)
  • مجلس النواب يوافق نهائيا على قانون المحاكم الاقتصادية
  • زعيم الأغلبية: تحقيق العدالة الناجزة لم يعد ترفا
  • لأول مرة في العالم.. دولة أوروبية تعلن تطعيم البشر ضد إنفلونزا الطيور
  • تعرف على أول منصة في العالم تربط بين البشر والذكاء الاصطناعي
  • برلمانية الوفد: تعديلات قانون المحاكم الاقتصادية تساهم في خلق بيئة محفزة للاستثمار
  • النائب ياسر الهضيبي: تعديلات قانون المحاكم الاقتصادية تساهم في خلق بيئة محفزة للاستثمار
  • ما مدى أهمية ممارسة تمارين القوة عند بلوغ سن التقاعد؟
  • ما الشروط الواجب توافرها في المستورد والسيارات القادمة من الخارج وفقا للقانون؟
  • «الأونروا»: مستويات الجوع الكارثية بالقطاع من صنع البشر