بوابة الوفد:
2025-01-01@02:53:57 GMT

خطة «إعادة الهجرة» فى ألمانيا

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

أصبحت الشعبية المتزايدة لحزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف سمة غير مستساغة فى المشهد السياسى الأوروبى. وفى الصيف الماضى، فاز فى الانتخابات المحلية للمرة الأولى منذ تأسيسه فى عام 2013. ذلك بفضل برنامج معد للأجانب، يحتل الآن المرتبة الثانية فى استطلاعات الرأى الوطنية ويتقدم فى ثلاث ولايات شرقية من المقرر أن تجرى الانتخابات فى الخريف.

فى الوقت الذى تكافح فيه الحكومة الائتلافية للمستشار أولاف شولتز للتغلب على التحديات المتعددة المتمثلة فى فيروس كورونا وأوكرانيا وأزمة تكلفة المعيشة والانتقال الأخضر، استغل حزب البديل من أجل ألمانيا انعدام الأمن والمصاعب على نطاق واسع لتحقيق أهدافه غير السارة.

وتفاقمت المخاوف بسبب تجدد القلق من أن الحزب يمثل تهديداً حقيقياً لدستور ألمانيا بعد الحرب. لذلك انضم شولز ووزيرة خارجيته أنالينا بيربوك إلى آلاف المتظاهرين المشاركين فى مظاهرة فى بوتسدام لـ«الدفاع عن الديمقراطية».  كان العامل المحفز هو الكشف عن انضمام شخصيات بارزة فى حزب البديل من أجل ألمانيا، فى نوفمبر، إلى متطرفين يمينيين متطرفين بارزين آخرين لمناقشة خطة للترحيل الجماعى القسرى للمهاجرين. ومن بين أولئك الذين تمت مناقشتهم على أنهم إشكاليون، كما يزعم، مواطنون ألمان من أصول مهاجرة، إذا تم الحكم عليهم بأنهم «لا يتكيفون مع مجتمع الأغلبية».  وكان من بين الحاضرين زعيمة حزب «البديل لألمانيا» اليمينى المتطرف، أليس فايد.

وتتعارض مثل هذه الأفكار بشكل صارخ مع الدستور، الذى يحظر التمييز على أساس العرق. وقد نأت قيادة حزب البديل من أجل ألمانيا بنفسها عن الاجتماع، لكنها فشلت فى إدانة أولئك الذين حضروا. قد تمت الموافقة على ما يسمى بخطة «إعادة الهجرة» من حيث المبدأ من قبل المشاركين، على الرغم من وجود شكوك حول جدواها.

تعد هذه الحادثة المثيرة للقلق بمثابة دعوة أخرى للاستيقاظ فيما يتعلق بقوى الظلام التى تجد طريقها إلى التيار الرئيسى من خلال نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا. وسبق أن صنفت وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية المنظمات الحزبية فى ثمانى من الولايات الفيدرالية الـ16 فى البلاد على أنها إما «ثبت أنها يمينية متطرفة» أو«يشتبه فى أنها يمينية متطرفة».

وأدت الطبيعة الصادمة للإفصاحات الأخيرة إلى دعوات لحظر الحزب من قبل المحكمة الدستورية الفيدرالية. ونظراً للحاجز القانونى العالى، فقد يكون تحقيق ذلك صعباً للغاية. ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أن هذه العملية قد تخاطر أيضاً بأن تؤدى إلى نتائج عكسية، ما يعزز أوراق اعتماد حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للمؤسسة فى وقت حيث اكتسب زخماً سياسياً كبيراً. ومع ذلك، فهو خيار لا ينبغى استبعاده، وقد يعمل على تركيز عقول العناصر الأكثر اعتدالاً فى الحزب. على أقل تقدير، تؤكد قضية بوتسدام على الأهمية الحيوية للحفاظ على الطوق السياسى على المستوى الفيدرالى، المصمم لإبقاء حزب البديل من أجل ألمانيا خارج أى ائتلاف حاكم. ويتحمل الاتحاد الديمقراطى المسيحى الذى ينتمى إلى يمين الوسط مسئولية خاصة هنا.

وفى نهاية المطاف، فإن الحزب الذى بدأ حياته كنسخة ألمانية من التشكك فى أوروبا، قبل أن يتحول إلى أجندة متطرفة مناهضة للهجرة، يحتاج إلى هزيمة من خلال معركة لكسب القلوب والعقول. وكما كتبت المؤرخة الألمانية البريطانية كاتيا هوير، فقد أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا بمثابة «متنفس» شعبوى لشعور واسع النطاق بالأزمة. وسوف تتطلب معالجة هذه المشكلة قدراً أعظم من الطموح والخيال من جانب الطبقة السياسية السائدة التى تبدو فى بعض الأحيان عازمة بشكل مفرط على التمسك بالمعتقدات الاقتصادية القديمة. إن حضور المستشار الألمانى ووزير خارجيتها فى مسيرة بوتسدام يوضح مدى ضخامة المخاطر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خطة الهجرة الانتخابات المحلية التحديات المتعددة حزب البدیل من أجل

إقرأ أيضاً:

سامح قاسم يكتب: على الأرض السلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد شجرة الميلاد واحدة من أشهر الرموز التي تعكس بهجة الاحتفال بعيد الميلاد، وتزين المنازل في مختلف أنحاء العالم كل عام. لكنها ليست مجرد شجرة مزخرفة، بل هي رمز عميق يمتد جذوره إلى تاريخ طويل من التقاليد الدينية والثقافية، وقد تحولت مع مرور الزمن إلى رمز للسلام، والأمل، والمحبة، والوحدة. تكمن في شجرة الميلاد طبقات من المعاني التي تتخطى الزمان والمكان، وما بين فروعها وأوراقها تروى الحكايات عن التقاليد، والاحتفالات، والتجديد الروحي، والحلم المشترك بالبداية الجديدة. تتعدد الأساطير والتقاليد التي تفسر ظهور شجرة الميلاد، لكن يُعتقد أن جذورها تعود إلى التقاليد المسيحية في أوروبا خلال القرون الوسطى. فى تلك الحقبة، كان الناس يزينون الأشجار في احتفالاتهم الخاصة بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح. كانت الأشجار دائمة الخضرة، مثل شجرة الصنوبر والتنوب، وهى الأشجار الأكثر استخدامًا فى هذه التقاليد. هذه الأشجار كانت تُعتبر رموزًا للحياة الأبدية بسبب خضرتها المستمرة طوال العام، الأمر الذى يعكس رسالة الأمل فى حياة جديدة بعد الميلاد.

إنّ وضع شجرة الميلاد فى المنازل فى ليلة ٢٤ من ديسمبر يرتبط مباشرةً باحتفالات الميلاد فى المسيحية، ويُعتقد أن الشجرة تمثل "شجرة الحياة" التي تُحيى الطبيعة وتعيد تجديدها. يقال إن التزيين بالأضواء هو إشارة إلى نور المسيح الذى جاء ليضيء ظلام العالم، بينما تمثل الزينة الملونة مثل الكرات والنجوم الزخرفية تجسيدًا لألوان الحياة المتنوعة وفرحتها.

احتلت شجرة الميلاد مكانة كبيرة فى الأدب والفن عبر العصور. ففي الأدب الغربي، تعد شجرة الميلاد رمزًا مكررًا فى العديد من القصص والقصائد التي تحتفل بالعائلة والوحدة. فمن قصص الأطفال الشهيرة مثل "هدايا الميلاد" إلى الروايات الكلاسيكية مثل تشارلز ديكنز وروايته ترنيمة عيد الميلاد، حيث تظهر شجرة الميلاد كرمز للإشراق والدفء فى الحياة العائلية.

أما فى الفن، فقد عبر العديد من الرسامين عن شجرة الميلاد بمختلف الأشكال والأنماط. فهى غالبًا ما تزين لوحات تصور الحياة المنزلية فى فصل الشتاء، حيث تكتسب الشجرة رمزًا للروح العائلية والوحدة. كما يُصورها الفنانون فى مشاهد دافئة تجسد لحظات التضامن بين أفراد الأسرة، وتعكس جمال الألوان المتناغمة التي تزين الشجرة.

بعيدًا عن الجوانب الدينية، أصبحت شجرة الميلاد رمزًا عالميًا يعبر عن السلام، والأمل، والوحدة. فالأضواء التى تزينها تُعتبر إشارات إلى السعي نحو السلام، والكرات الزخرفية تبرز التعدد والتنوع فى المجتمعات المختلفة. فى ظل العالم الذى يعانى من الحروب والصراعات، تُعتبر شجرة الميلاد فرصة لتوحيد الناس حول رمزية السلام والمحبة التي تجسدها.

من هذا المنطلق، تُظهر شجرة الميلاد أن السلام ليس مجرد غياب للحروب والصراعات، بل هو حالة من التعاون والتفاهم بين الناس، حيث يمكن للجميع أن يتحدوا فى إطار من المحبة والاحترام المتبادل. فى هذا السياق، تصبح الشجرة بمثابة دعوة عالمية لسلام شامل، يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، ويمتد ليشمل جميع شعوب الأرض.

وعلى مر العصور، سعى العديد من الشخصيات البارزة إلى نشر ثقافة السلام والعدالة فى مختلف أنحاء العالم، معتمدين على مبادئ الحوار، والتسامح، واللاعنف. هؤلاء الشخصيات كانوا بمثابة منارات فى عالم مليء بالصراعات، وقد ألهموا الأجيال القادمة لإحداث تغيير حقيقي فى المجتمعات. هؤلاء "دعاة السلام" قاموا بتسليط الضوء على القيم الإنسانية السامية، وفتحوا الطريق نحو عالم أكثر استقرارًا وأملًا.

غاندى 

كان المهاتما غاندى أحد أبرز الشخصيات فى تاريخ حركة السلام. وُلد غاندى فى الهند، وبرز بفضل نهجه الفريد فى تحقيق السلام، الذى اعتمد على مبدأ اللاعنف. كان يعتقد أن العنف لا يؤدى إلا إلى مزيد من الدمار، وأن قوة الحب والتسامح قادرة على إحداث تغيير عميق فى المجتمعات. وقد أثبت غاندى صحة هذا النهج من خلال قيادته لحركة استقلال الهند ضد الاستعمار البريطاني باستخدام أساليب سلمية مثل العصيان المدني والمظاهرات السلمية. غاندى كان يعتبر أن السلام ليس مجرد غياب للحرب، بل هو أيضًا تجسيد للعدالة والمساواة بين البشر.

مارتن لوثر كينج 

مارتن لوثر كينج الابن، القس الأمريكي الذى قاد حركة الحقوق المدنية فى الولايات المتحدة، كان أيضًا من أبرز دعاة السلام فى القرن العشرين. وُلد فى عام ١٩٢٩، وكرس حياته لمحاربة العنصرية والتمييز العرقى فى بلاده. مثل غاندي، تبنى كينج مبدأ اللاعنف فى نضاله ضد الظلم. أشهر خطاب له، يعبر عن رؤيته لعالم يسوده السلام والمساواة، حيث يتمتع جميع البشر بحقوق متساوية بغض النظر عن لون بشرتهم. لقد كانت رسالته تدعو إلى التضامن والعدل، وكانت تشدد على أهمية الحوار والتفاهم لبناء مجتمع خالٍ من الكراهية والعنف.

 نلسون مانديلا

يُعد نلسون مانديلا، رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، من أبرز الشخصيات التي تجسد النضال من أجل السلام. ناضل مانديلا طوال حياته ضد نظام الفصل العنصري الذى كان يعامل المواطنين السود فى جنوب أفريقيا بشكل غير عادل. ورغم سجنه الطويل الذى دام ٢٧ عامًا، ظل مانديلا متمسكًا بمبدأ السلام والمصالحة. وعندما تم تحريره من السجن، اختار أن يتبنى الحوار والمصالحة بين البيض والسود بدلًا من الانتقام. وقد أصبح رئيسًا لجنوب أفريقيا فى عام ١٩٩٤، وأسهم فى بناء مجتمع تعددي يسعى لتحقيق السلام بين جميع أطياف المجتمع.

إلينور روزفلت، زوجة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، كانت من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان فى القرن العشرين. بعد الحرب العالمية الثانية، لعبت دورًا محوريًا فى صياغة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، الذى أصبح لاحقًا أساسًا للعديد من المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. من خلال جهودها، سعت إلينور إلى تأكيد أن السلام لا يتحقق فقط من خلال غياب الحروب، بل من خلال ضمان حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.

الأم تيريزا

أما الأم تيريزا، الراهبة الكاثوليكية التي كرست حياتها لخدمة الفقراء والمرضى فى الهند، فقد كانت تجسد مفهومًا مختلفًا للسلام، وهو السلام الداخلي الذى يأتي من خلال خدمة الآخرين. ورغم قسوة الظروف التى كانت تواجهها، أظهرت تيريزا للعالم أن السلام يمكن أن يُبنى من خلال الأعمال اليومية البسيطة مثل العناية بالمحتاجين والمساكين.

ديزموند توتو، رئيس أساقفة كيب تاون فى جنوب أفريقيا والحائز على جائزة نوبل للسلام، كان من الداعين بقوة للمصالحة والعدالة. فى ظل النظام العنصري فى جنوب أفريقيا، كان توتو من المناهضين للفصل العنصري، وكان يدعو إلى السلام القائم على العدالة. بعد سقوط نظام الفصل العنصري، ساعد توتو فى تأسيس لجنة الحقيقة والمصالحة التي هدفت إلى معالجة الأضرار التى خلفها الفصل العنصري من خلال تسليط الضوء على الحقيقة والمصالحة بين الأطراف المتنازعة. كان يعتبر أن السلام لا يمكن أن يتحقق بدون مواجهة الماضي والتعامل معه بروح من التسامح.

كانت اليزابيث لويزا هوك، ناشطة فى حقوق الإنسان، قد بذلت جهودًا حثيثة من أجل تعزيز السلام عبر برامج إصلاحية فى السجون. كانت تهدف إلى إصلاح السجون وتحويلها من أماكن للعقاب إلى أماكن للتأهيل، حيث يتم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للسجناء. كانت تعتبر أن السلام يبدأ من داخل النفس الإنسانية، وأن العنف فى السجون لن يؤدى إلا إلى تفاقم الصراعات، وبالتالي يجب أن تكون هناك طريقة أفضل للوصول إلى السلام الداخلي للأفراد.

من أبرز المفكرين فى العصور الوسطى الذين تبنوا أفكارًا تدعو إلى السلام، كان توماس مورو، الفيلسوف الإنجليزي الذى ابتكر مفهوم "اليوتوبيا". فى كتابه "يوتوبيا"، تحدث مورو عن مجتمع مثالى يسوده السلام والعدالة والمساواة. كان يرى أن السلام لا يتحقق إلا إذا عاش الناس معًا وفقًا لمبادئ العدالة الاجتماعية والتسامح، وهو ما جعله من الدعاة الأوائل لنظرية السلام فى الفكر الغربي.

السلام ليس مجرد حالة ظرفية يتم تحقيقها بين الحين والآخر، بل هو قيمة إنسانية متجددة يجب أن تُزرع فى النفوس وتُرعى فى المجتمعات. كما أن شجرة الميلاد تمثل بداية جديدة فى العام، حيث يتجمع الناس للاحتفال بعيد الميلاد كدلالة على الأمل والتجدد، فإن دعاة السلام على مر التاريخ كانوا بمثابة "غصون" و"أضواء" تلك الشجرة، حيث زرعوا بذورًا من الأمل فى قلوب البشرية ليتمكنوا من مواجهة التحديات وتحقيق مجتمع يسوده التسامح والمحبة.

 

مقالات مشابهة

  • غزة المنسيِّة
  • ميلاد السيد المسيح
  • بعد التدوينات..ماسك يستعد للقاء عبر إكس مع زعيمة البديل الألماني المتطرف
  • ???? الهجرة غير الشرعية تطل برأسها مجدداً فأين السودان من ذلك؟
  • ارتفاع نسبة الهجرة العكسية من إسرائيل
  • سامح قاسم يكتب: على الأرض السلام
  • تسريبات إعادة الهيكلة داخل حزب الله أبطالها الطامحون
  • أحلام ٢٥
  • سياسية ألمانية بارزة تدعو إلى حظر حزب البديل
  • "أصعب ما في الحياة هو العيش من دون كذب"!