من القاهرة: انتفاضة نساء العرب
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
استكمالاً للجهود الحثيثة التى تبذلها مصر لوقف العدوان الصهيونى على شعبنا فى فلسطين المحتلة، واستناداً إلى دورها المحورى فى دعم القضية الفلسطينية على كل الأصعدة.. احتضنت القاهرة فعاليات الاجتماع الحادى عشر للمجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية، وتوافدت إلى أرض الكنانة أطياف متعددة من القيادات النسائية العربية.
وعلى مدار الجلسات انطلقت أصوات النساء من كل أنحاء الوطن العربى تستنكر وتشجب على ما يقترف فى حق نساء وأطفال فلسطين، وارتفعت أصواتهن والحناجر تصرخ بالالم والمرارة.. الدكتورة مايا مرسى تندد قائلة: مائة يوم كاملة على انتهاكات حقوق الإنسان بكل صورها تعانى ويلاتها النساء والفتيات والأطفال.. مائة يوم كاملة على الانتهاك الصارخ للاتفاقيات والعهود الدولية والقرارات الأممية والقانون الدولى الإنسانى... مائة يوم كاملة على مأساة إنسانية تعجز الكلمات عن وصفها.. صرخات لا يسمعها القانون الدولى الإنسانى.. ولكن ستبقى للتاريخ!!
القاعات تضج بالصيحات أين هى حقوق المرأة الفلسطينية فى قطاع غزة؟ لقد أصبحت جميع خياراتها مرة.. فهى مخيرة بين الموت.. أو استشهاد فلذات أكبادها.. أو تطهير عرقى وتهجير قسرى.. رغيف الخبز أصبح رفاهية!!.. انعدام الأمن الغذائى فى قطاع غزة ينذر بمجاعة محتملة، فهذه ليست حرب!! فللحرب قواعد.. هذا عدوان. وحشى..ولا يوجد «طرفى الصراع»!! فمن هم طرفى الصراع؟ هل الأطفال فى المستشفيات؟ أم النساء فى المنازل؟
توحدت الأصوات من كل بقاع الوطن العربى وهى تصرخ فى نداء ملح للأمم المتحدة أوقفوا العدوان.. اين آليات القانون الدولى.. نساء العرب نطالب الأمم المتحدة بإنشاء آليات لرصد انتهاكات حقوق الإنسان.. وخاصة تلك التى تستهدف النساء والأطفال وفقاً للقانون الدولى الإنسانى.. وأن تشارك جامعة الدول العربية منظمة المرأة العربية فى هذا الرصد.
الدكتورة فاديا كيوان تتساءل فى قلق وحزن على الاهتزاز الذى حدث فى الشرعة الدولية جراء الهجمة الوحشية على قطاع غزة. وتقول لقد كان دوماً الحق سلاحنا والشرعية الدولية سندنا».
المهندسة مها على من الأردن توجه تحية لصمود الشعب الفلسطينى وبشكل خاص لصمود المرأة الفلسطينية المكافحة المناضلة، فهى الأم التى ترعى الأسرة وأم الشهيد التى تجرع المها رافعة الرأس مستمرة فى الصمود.
وشددت الدكتورة شفيقة سعيد من اليمن على ضرورة وقفة جادة كدول وكهيئات وآليات نسوية متخصصة للدعوة لوقف حرب الإبادة التى تتعرض لها دوله فلسطين العربية وتوفير الحماية القانونية والإنسانية للشعب الفلسطينى والمطالبة بمحاكمات لمرتكبى هذه الجرائم ومنتهكى حقوق الإنسان.
ومن القاهرة الشامخة الأبية أوجه كل التحية لنضال المرأة الفلسطينية، ولنساء العرب فى كل بقاع الوطن العربى، وادعوهن إلى مزيد من التضامن والعمل المشترك دفاعاً عن قضايا أمتنا… وعاش كفاح المرأة الفلسطينية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الهدهد من القاهرة نساء العرب مصر القضية الفلسطينية الوطن العربى المرأة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
لا وطنية بلا حقوق: رسالة إلى قادة العرب والمسلمين
#سواليف
لا #وطنية بلا #حقوق: رسالة إلى #قادة_العرب و #المسلمين
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
الوطنية ليست مجرد عاطفة جياشة أو كلمات رنانة تتغنى بحب الوطن، بل هي أعمق وأسمى من ذلك. الوطنية هي عقد متبادل بين الشعب والدولة، ترتكز على أساس الحقوق المكفولة والواجبات المؤداة. إنها شعور ينمو ويترسخ عندما يشعر المواطن بالكرامة، والعدالة، والمساواة. أما في غياب الحقوق، فإن الوطنية تتحول إلى شعور أجوف، لا يسنده فعل ولا يدعمه انتماء حقيقي.
عندما يُحرم الشعب من حقوقه الأساسية، يصبح الدفاع عن الوطن أو النظام أمراً شبه مستحيل. التاريخ مليء بالشواهد على أن الشعوب التي قُهرت وظُلمت لم تجد في نفسها الحافز للدفاع عن أنظمة مارست القمع والإفقار والإجرام ضدها. ولعل المثال الأبرز في عصرنا الحديث هو النظام السوري الذي انهار بسرعة كأنه “قميص لوكس” – تعبير يصف هشاشته وفقدانه لأي سند شعبي. لم يكن سقوطه مفاجئاً، بل نتيجة منطقية لعقود من القهر والتهميش والفقر والقتل.
مقالات ذات صلة الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم نظام المساعدات الإنسانية سلاحا بغزة 2024/12/20على النقيض من ذلك، نرى اليوم أن السلطة الجديدة في سوريا، ورغم قصر فترة وجودها، قد بدأت بتحقيق ما عجز عنه النظام السابق لعقود طويلة. خلال أيام معدودة، شعر الشعب بتحسن في حياته، بمؤشرات أمل لم يكن يتخيلها. هذا التحسن، وإن كان محدوداً، أعاد للشعب جزءاً من كرامته، وبدأ يزرع فيه شعوراً بالمسؤولية تجاه هذه السلطة. لماذا؟ لأن الشعوب تدافع عن ما يحفظ كرامتها، ويحسن معيشتها، ويعزز حقوقها.
إن الوطنية ليست شعاراً يُرفع في المناسبات أو أغنية تُردد في المهرجانات. الوطنية هي حصيلة ما تقدمه الدولة لشعبها من حقوق وخدمات وإنجازات. إنها علاقة قائمة على الثقة المتبادلة. الدولة التي تحترم حقوق مواطنيها، توفر لهم العدالة، وتمنحهم فرص الحياة الكريمة، هي دولة ستجد شعبها يقف معها في كل الظروف، ويدافع عنها في وجه كل التحديات.
أيها القادة العرب والمسلمون، إن الشعوب اليوم ليست كما كانت في الماضي. وعيها أكبر، وصوتها أعلى، وصبرها أقل. لم يعد من الممكن أن تُقمع الشعوب أو تُسكت بالقوة أو بالخوف. الشعوب التي تحرمونها من حقوقها لن تبقى صامتة إلى الأبد. وإذا سقطت الأنظمة التي تظلمها، فلن تجد من يدافع عنها. الشعوب تريد حقوقها، تريد الكرامة، تريد الحياة، تريد الحرية. هذه ليست مطالب مستحيلة، بل هي أساس أي عقد اجتماعي ناجح.
انظروا حولكم، وتأملوا دروس الماضي والحاضر. الدول التي أعطت شعوبها حقوقها، ووفرت لها حياة كريمة، هي التي بقيت قوية ومستقرة. أما الدول التي تجاهلت شعوبها، فقد انهارت، مهما كانت قوتها العسكرية أو الاقتصادية.
إننا ندعوكم اليوم، من منطلق الحب لأوطاننا وأمتنا، أن تجعلوا حقوق الشعوب أساساً لكل سياساتكم وقراراتكم. أعطوا شعوبكم الكرامة التي تستحقها، وفروا لهم العدالة التي يطلبونها، وسترون كيف ستقف شعوبكم معكم، تحمي أوطانها، وتدافع عنكم. لأن الوطنية الحقيقية تنبثق من العدل، وتترسخ بالحقوق، وتتجذر في القلوب حين يشعر المواطن أن هذا الوطن هو له، بكل ما تعنيه الكلمة.
لا وطنية بلا حقوق. هذه ليست مقولة عابرة، بل هي حقيقة يجب أن تُكتب بأحرف من نور في ضمائر كل من يحمل مسؤولية قيادة شعب أو أمة.