مركبة يابانية تهبط على القمر
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
يبدو أن المسبار الفضائي الياباني "سليم" SLIM نجح، ليل الجمعة - السبت، في محاولته الهبوط على سطح القمر بدقة غير مسبوقة، على ما أعلنت وكالة الفضاء اليابانية (جاكسا) التي تحاول التحقق من وضع المركبة.
وكانت وحدة "سليم" (وهو اسم مكوّن من الأحرف الأولى لعبارة بالإنكليزية تعني "مركبة الهبوط الذكية لاستكشاف القمر")، تدور حول الجرم السماوي الصخري منذ نهاية ديسمبر الماضي.
وقال شين توريومي المسؤول في وكالة "جاكسا"، خلال بث حي، إنه استنادا إلى بيانات القياس عن بعد، "يبدو أن (المسبار) قد هبط على القمر. نحن نتحقق من حالته".
ولم يكن يتعين على هذه المركبة الفضائية الصغيرة غير المأهولة (طولها 2,4 متر وعرضها 1,7 متر وارتفاعها 2,7 متر) أن تهبط فحسب، بل يجب أيضاً أن تهبط ضمن دائرة نصف قطرها 100 متر من هدفها، وهو نصف قطر ينطوي على درجة عالية من الدقة. ومن هنا، لقبها "قناص القمر".
وغالباً ما تهبط المركبات القمرية على بعد كيلومترات عدة من هدفها، ما قد يعقّد مهامها الاستكشافية. وينطوي الهبوط على سطح القمر على صعوبة أكبر من الهبوط على الكويكبات (الذي سبق أن حققته وكالات دول عدة، من بينها "جاكسا")، نظراً إلى أن الجاذبية أقوى على القمر مما هي على الأجرام السماوية الصغيرة.
وأوضحت إميلي برونسدن مديرة مركز "أستروكامبوس" (Astrocampus) في جامعة يورك أن الهبوط على سطح القمر بدقة يشكل "تحديا كبيرا" للمركبة "سليم".
لكن تحقيق هذا الإنجاز "بالغ الصعوبة من الناحية التكنولوجية"، منبّهة إلى أن "أدنى خطأ يمكن أن يؤدي إلى فشل المهمة إذ عادةً ما تتوافر فرصة واحدة فحسب".
وعلى مركبة "سليم" أن تهبط في حفرة صغيرة يقل قطرها عن 300 متر تسمى "شيولي"، حيث يمكنها إجراء تحليلات للصخور التي يُعتقد أنها تأتي من الوشاح القمري، وهو البنية الداخلية للقمر. ولا تتوافر بعد معطيات كثيرة عن هذا الوشاح القمري.
- تعاون مع شركة ألعاب
وقال توموكاتسو موروتا الأستاذ المحاضر في جامعة طوكيو، المتخصص في استكشاف الفضاء، إن هذه الصخور "مهمّة للأبحاث المتعلقة بنشوء القمر والأرض".
وقد جُهزت مركبة الهبوط بمسبار كروي صممته "جاكسا" بالتعاون مع شركة الألعاب اليابانية العملاقة "تاكارا تومي"، وهو أكبر قليلاً من كرة التنس، ويمكنه تغيير شكله للتحرك على سطح القمر.
تهدف هذه المهمة اليابانية أيضاً إلى تحقيق تقدّم في الأبحاث المتعلقة بالموارد المائية على القمر، وهي مسألة أساسية نظراً إلى أن الولايات المتحدة والصين تعتزمان على المدى البعيد إنشاء قواعد مأهولة على سطحه.
وقد أُثبت وجود الجليد المائي في قاع الحفر في المناطق القطبية من القمر، ما جعلها محط اهتمام كبير.
شدّد موروتا أيضاً على أن نجاح مهمة "سليم" يتيح لليابان "إبراز حضورها" في مجال الفضاء.
فبعد مرور أكثر من 50 عاماً على الخطوات الأولى للإنسان على سطح القمر، وهو الإنجاز الذي حققه الأميركيون عام 1969، تجدَّدَ تسابُق الدول إليه، والأبرز في هذا الإطار هو التنافس المحموم بين الولايات المتحدة والصين.
لكنّ دولاً أخرى وشركات خاصة مهتمة أيضاً به، ومنها روسيا التي تحلم بإحياء أمجاد الاتحاد السوفياتي فضائياً، من خلال شراكتها خصوصاً مع الصين والهند التي نجحت خلال الصيف الفائت في إنزال أول مركبة تابعة لها على سطح القمر. أخبار ذات صلة «زئير تاريخي» لـ «أسود الرافدين» في وجه «الساموراي» كاساس: يوم عظيم لشعب العراق المصدر: آ ف ب
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليابان مسبار فضائي القمر هبوط على سطح القمر الهبوط على على القمر
إقرأ أيضاً:
مسنة يابانية ترتكب جرائم لتأمين مأوى في السجن
في حادثة تسلط الضوء على أزمة الشيخوخة السكانية في اليابان، ارتكبت امرأة مسنة، عدة جرائم، عامدة، لتضمن القبض عليها والبقاء في السجن لتعيش براحة وحرية بعد أن تخلى عنها الجميع.
وسُجنت المرأة البالغة من العمر 81 عاماً، والتي تم تحديدها باسم أكيو، وفقاً لتقرير في صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، مرتين بتهمة السرقة، بعد سرقة الطعام أولاً عندما كانت في الستينيات من عمرها ثم كررت ذلك لاحقاً عندما أصبح البقاء على معاش التقاعد صعباً.
وتم إيداع أكيو في سجن توتشيغي للنساء، وهو أكبر سجن للنساء في اليابان، ويقع شمال طوكيو، ويضم ما يقرب من 500 سجينة، معظمهن من كبار السن، وفق "إن دي تيفي".
وقالت أكيو وهي تتأمل سجنها: "لقد اتخذت قراراً سيئاً وسرقت من المتاجر، معتقدة أنها ستكون مشكلة بسيطة. لو كنت مستقرة مالياً ولدي أسلوب حياة مريح، لما فعلت ذلك بالتأكيد، لكن هناك أشخاص طيبون جداً في هذا السجن، ربما تكون هذه الحياة هي الأكثر استقراراً بالنسبة لي".
وقبل الحكم عليها بالسجن، عاشت أكيو مع ابنها البالغ من العمر 43 عاماً والذي لم يكن يريدها أن تبقى وكثيراً ما طلب منها المغادرة.
وبعد إطلاق سراحها في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، عانت من الخجل والخوف من حكم ابنها.
وقالت: "أخشى كيف قد ينظر إلي، أن أكون وحدي أمر صعب للغاية، وأشعر بالخجل لأنني انتهيت إلى هذا الموقف، أشعر حقاً أنه لو كانت لدي إرادة أقوى، لكنت قد عشت حياة مختلفة، لكنني أصبحت كبيرة في السن الآن لفعل أي شيء حيال ذلك".
وقال ضابط في السجن، يُدعى تاكايوشي شيراناجا، أن البقاء في السجن بالنسبة لكثير من المسنين أفضل من الموت بمفردهم في الخارج مع استعداد العديد منهم لدفع ما بين (20.000 إلى 30.000 ين) شهرياً للبقاء في السجن إذا استطاعوا.
ووفقاً لبيانات الحكومة، وصل عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر في اليابان إلى أعلى مستوى قياسي، بلغ 36.25 مليوناً في عام 2024، مما يجعلها واحدة من أسرع المجتمعات شيخوخة في العالم.
ويمثل كبار السن الآن 29.3 % من إجمالي سكان اليابان، وهو أيضاً رقم قياسي جديد.