لجريدة عمان:
2024-09-19@10:02:37 GMT

نوافذ :المقال.. للمقام

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

[email protected]

عندما نبحث في الفهم الواعي لعنوان المقال، يتبادر إلى الذهن السؤال، الذي يطرح باستمرار، في كثير من المناسبات: «هل الفن للحياة، أو الفن للفن؟» وإذا كانت مسوغات النص الأول من السؤال، أكثر واقعية، فإن النص الثاني من السؤال يسقط القيمة الجمالية للفن، والفن في مفهومه الدلالي ليس فقط ما تبدعه ريشة الرسام، أو قدرات المخرج للدراما أو المسرح، أو ذلك الإنصات الجميل للنحات عند تعامله مع لوحة تجريدية أو فسيفسائية من التكوينات البصرية الملموسة، وإنما يذهب البعد التأملي لحقيقة الفن إلى مشاريع الحياة اليومية التي نقوم بها كبشر.

والمناقشة هنا لا تذهب إلى موضوع الفن وإشكاليات علاقاته بالحياة، وجاء المثال في مدخل المناقشة للوقوف على ماهية السؤال، وليس لمعانيه وتفرعاته، وحيث إن الطرح يتمحور حول المقام والمقال، فإن المعنى هنا تسيطر عليه الظرفية الزمنية والتي تجبر المقال أن يكون للمقام «في سبق إصرار وترصد» وأتصور أن في ذلك إشكالية موضوعية في التعامل مع كثير قضايانا اليومية، عندما ننسلخ من المسؤولية الأخلاقية لموضوعية المقال، ونذهب به إلى المقام، ويكون في كثير مواقفه إقحام فج لا قيمة فنية له.

وأسترشد هنا بأمثلة للتوضيح؛ حيث حضرت مرة احتفالا بسيطا، وكانت الكلمة الرئيسية للحدث انصبت كلها في تبجيل راعي الحفل، وتاريخه الاجتماعي، ولم يعرج ملقي الكلمة إلى أهمية ماهية المناسبة، وفاعليتها في الوسط الاجتماعي الذي أقيمت فيه، ومجموع المؤثرين في هذه المناسبة، ولماذا أقيمت في الأصل، إلا إشارة صغيرة في آخر الكلمة، وشخصيا، استنكرت هذه النقلة النوعية في تجيير المناسبات، ونقل الحدث وإسقاطه على راعي المناسبة، وليس لأهمية المناسبة نفسها، مع أن كثيرا من المناسبات تحمل دلالات موضوعية مهمة في حياة الناس الذين وجدت المناسبة بين ظهرانيهم، أكثر من أهمية راعي الحفل بينهم، فهو في دوره الإداري لا أكثر، وهذا المثال لا يعد إسقاطا مبالغا فيه، بل ينظر إليه على أن ذلك ثقافة مجتمع يترك الدلالات المهمة للموضوعات، ويذهب إلى الأدنى منها قيمة، وتَجَذُّرُ هذه الثقافة يعود إلى الكم المنجز من الممارسات اليومية لدى أبناء المجتمع الذين لا يزالون؛ تحت تأثير الوجاهة، المفرط فيها في التقدير، إلى درجة أن من يشعر بالتبجيل والتقدير، يكون في حرج شديد، خاصة أولئك الذين يعون تماما هذه المبالغة غير الضرورية.

نعم، يتفق الكثيرون منا على أن المقال لا يكون إلا بوجود المقام، ولكن المقام لا يختزل في شخص الإنسان فقط، وتترك الدلالات المهمة للأحداث، وتأثيرها المباشر وغير المباشر على الواقع، فيفترض كما هو مقبول ومتوقع، أن يكون المقام للذات الفاعلة الأكبر، للحدث ذاته، وللمعنى الكبير الذي تحمله دلالات الأشياء، وليس دلالات الأشخاص الضيقة، قد يكون الشخص منشأ فكرة ما، وتتسع مساحة هذه الفكرة لتعم جوانب كثيرة في الحياة «خدمة لها» وهنا قد ينظر إلى منشئ الفكرة بشيء من التقدير، ولكن اتساع الفكرة وتعميمها على مساحة واسعة من التأثير، فإن ذلك يقوم على مجموعة جهود قام بها أناس آخرون، وأضافوا فيها، وحسنوا، وبالتالي فهذه الفكرة تحررت من منشئها الأول لتتسع، ويكون لها أثر، ويكون الاتساع والأثر، هما موضوع المقال، كما هو الحال في الممارسات الإدارية عندما ينبرئ المدير «السوبر» متجاوزا كل فريق العمل ليكون الوحيد في الواجهة، بينما حقيقة الإنجاز تعود إلى الفريق كاملا، وليس لشخص الـ«سوبر» الذي يضع نفسه فوق الجميع؛ لأجل كسب رضى من هو فوقه في المستوى الإداري، وقس على ذلك أمثلة كثيرة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مقال بنيويورك تايمز: القضية التي أصبح فيها أقصى اليمين الإسرائيلي تيارا سائدا

الضفة الغربية تحترق؛ إذ ظل الجيش الإسرائيلي على مدى الأسابيع القليلة الماضية يشن غارات متتالية واسعة النطاق على المدن الفلسطينية بطائرات مسيرة وقوات برية، بحسب مقال لكاتب إسرائيلي في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وجاء في المقال الذي كتبه حجاي إلعاد المدير التنفيذي السابق لمنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، أن المستوطنين المسلحين هاجموا بلدة جيت الفلسطينية شرقي مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، بينما غضت قوات الأمن الإسرائيلية الطرف.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان: الأسد مهتم بإدارة المخدرات أكثر من اهتمامه بانتهاكات إسرائيل في غزة وسورياlist 2 of 2إيكونوميست: مودي يبدأ ولايته الثالثة بمعارك خاسرةend of list

وكشف المقال أن المجتمعات الفلسطينية يجري إفراغها من سكانها، وينتشر العنف في كل مكان بالضفة الغربية، ولكن لا يبدو أن المجتمع الدولي عازم على إيقافه.

نتاج حتمي

ومع أن إلعاد لا يرى جديدا في هذا الوضع، إلا أنه يعتقد أن موجة العنف الأخيرة هي نتاج حتمي لمحاولات إسرائيلية متواصلة لعقود من الزمن للسيطرة الكاملة على الضفة.

وانتقد الكاتب حلفاء إسرائيل، لا سيما الولايات المتحدة، الذين دأبوا ردحا من الزمن على التقليل من شأن تلك المحاولات أو تجاهلها.

وأشار إلى أن بعض المسؤولين الغربيين حذروا مؤخرا من أن الفلسطينيين يواجهون حاليا خطر "الضم الزاحف" للضفة الغربية المحتلة وكأن إسرائيل واحتلالها الأراضي الفلسطينية "مجالان منفصلان"، على حد تعبير المقال.

ويستند هذا الرأي إلى أن إسرائيل دولة ديمقراطية تديرها سلطات مدنية، والاحتلال "مؤقت" ويديره جنرالات الجيش.

تحكم شامل بالضفة

وقال إلعاد إن هناك نظاما واحدا فقط في إسرائيل وفلسطين، لافتا إلى أن السلطة الفلسطينية تسيطر على جوانب محدودة من الحياة في مناطق مجزأة من الضفة الغربية؛ في حين تتحكم إسرائيل في جميع مناحي الحياة الرئيسية في المنطقة.

ويرى الكاتب أن الضم ليس فكرة للمستقبل؛ بل هو من حقائق الحياة حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون في دولة واحدة بحكم الأمر الواقع.

وعلى الصعيد الدولي، يلقي الناشط الحقوقي في مقاله قدرا كبيرا من اللوم على عناصر أقصى اليمين في الحكومة الإسرائيلية، من أمثال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين تنظر إليهما الولايات المتحدة على أنهما "دخيلان وقحان" لا مكان لهما في التيار السياسي السائد.

من النهر إلى البحر

ومع ذلك، يعتقد إلعاد أن تطرف سموتريتش وبن غفير لا يعدو أن يكون أمرا عاديا، كما أنه يرمز لإستراتيجية الاستيطان الإسرائيلية الواضحة القائمة على السيطرة الدائمة على كامل الأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.

وخلص المقال إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صاغ في عام 2022 المبادئ الأساسية لحكومته الحالية والتي تزعم أن "للشعب اليهودي حقا حصريا وغير قابل للتصرف في جميع أجزاء أرض إسرائيل. وستعمل الحكومة على تعزيز وتطوير الاستيطان في كافة أرجاء أرض إسرائيل"، بما في ذلك، على وجه التحديد، الضفة الغربية حسب تعريفه لتلك الأرض.

مقالات مشابهة

  • "الجارديان": استفزاز إسرائيل لجماعة حزب الله ينذر باندلاع حرب شاملة في المنطقة
  • ناصر الجديع: يجب أن يكون هناك تحرك للحد من السوق السوداء
  • مبارك والجيش والإخوان.. ماذا قال جي دي فانس عن مصر قبل 13 عاما؟
  • رايتس ووتش تنتقد الخطاب العنصري ضد الهايتيين السود بالولايات المتحدة
  • هل نجح القطاع الصحي بلبنان في أول اختبار له بعد تفجيرات البيجر؟
  • طريقة الرد على أصعب سؤال في مقابلات العمل.. متوقع تقبض كام؟
  • باحثان: على أمريكا التخلي عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية لهذا السبب
  • مقال بنيويورك تايمز: القضية التي أصبح فيها أقصى اليمين الإسرائيلي تيارا سائدا
  • الجارديان تحذر بريطانيا بمنح الإذن لاوكرانيا بضرب الأراضي الروسية
  • تأسست في 1841.."خطة السنوار" تشوه سمعة أقدم صحيفة يهودية في العالم