ألقى سامح شكري، وزير الخارجية، كلمة مصر أمام القمة الـ19 لدول عدم الانحياز، المنعقدة بالعاصمة الأوغندية كمبالا، نيابة عن رئيس الجمهورية.

وقال شكري في كلمته: «يوري موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا الشقيقة، رئيس قمة عدم الانحياز، رؤساء الدول والحكومات: يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجمهورية أوغندا، على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم، كما أتوجه بالشكر لجمهورية أذربيجان على جهودها المقدّرة في رئاسة الحركة خلال السنوات الأربع الماضية».

وأضاف: «في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية المتزايدة أمام الدول النامية، تبرز الحاجة لتعزيز دور حركة عدم الانحياز وإحياء مبادئ باندونج، التي كانت مصر سبّاقة في إرسائها وصونها، لاسيما احترام القانون الدولي، وسيادة الدول، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، والالتزام بمقاصد وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، لإقامة عالم مستقر يقوم على التضامن الدولي والازدهار المشترك».

وتابع: «ليس بخاف عليكم أننا نجتمع في توقيت يواجه فيه عدد من أعضاء الحركة تهديداً مباشراً لأمنه واستقراره بل وبقائه فمنطقة الشرق الأوسط تشهد أزمة واسعة النطاق، إثر استمرار إسرائيل في عدوانها الغاشم على قطاع غزة، مما خلف حتى الآن أكثر من 22 ألف شهيداً، أغلبهم من النساء والأطفال وقد بلغ التدمير حداً غير مسبوق لم تسلم منه المنشآت الطبية، والإنسانية، والبنية التحتية الأساسية، ودور العبادة، وقامت إسرائيل باستهداف العاملين بالمجالين الطبي والإنساني، وموظفي الأمم المتحدة، والصحفيين.وقد أدت هذه الانتهاكات إلى دفع أكثر من 1,6 مليون فلسطيني في قطاع غزة للنزوح، في مواجهة ممارسات إسرائيلية تفرض الحصار، والتجويع، وتعرقل المساعدات الإنسانية، وتتمادى في خرق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

وأردف: «من ثم، تدعو مصر لتمسك حركة عدم الانحياز بمواقفها التاريخية للتنديد بالممارسات الإسرائيلية غير المشروعة، ورفض تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، وتؤكد مصر أن السلم والاستقرار لن يتحقق في الشرق الأوسط سوى بإنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.وعلى صعيد قارتنا الأفريقية، تؤكد مصر تضامنها مع الدولة السودانية وجميع أطياف الشعب السوداني الشقيق، وتعرب عن قلقها البالغ من استمرار المواجهات العسكرية، وتجدد دعوتها لكافة الأطراف لإعلاء مصالح السودان والالتزام بوقف إطلاق النار، واللجوء للحوار.. وانطلاقاً من حرصها على حقن دماء الشعب السوداني وتخفيف معاناته الإنسانية، قامت مصر باستقبال أكثر من 350 ألف من الأخوة السودانيين منذ بدء الأزمة، كما أطلقت آلية دول جوار السودان لدعم الرؤية والملكية الوطنية السودانية لحل الأزمة».

واستكمل: «تشدد مصر على دعمها التام لوحدة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، وسيادة الصومال علي كامل ترابه، وتشجب مصر بشدة أية إجراءات أحادية يتخذها أي طرف إقليمي لتهديد وحدة وسلامة الصومال، كما تؤكد معارضتها الحاسمة لأية إجراءات من شأنها التعدي على سيادة وحق الصومال - دون غيره - في الانتفاع بموارده، ونحذر من التحركات التي تقوض الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، وتزيد من حدة التوتر بين دوله، وندعو لتكاتف الجهود لاحتواء أزمات المنطقة، بدلاً من الاستمرار في سياسة تأجيج النزاعات على نحو غير مسئول».

واستطرد: «تنوه مصر بما تواجهه منطقة الساحل الأفريقي من مخاطر الإرهاب، وتهديد الأمن الغذائي فضلاً عن تغير المناخ وندرة المياه، خاصة بمصر، وهو الأمر الذي يتطلب إعلاء روح التعاون واحترام قواعد القانون الدولي للمجاري المائية العابرة للحدود، بدلاً من اتباع إجراءات أحادية، لا تأخذ في اعتبارها الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على كافة الأطراف، مما يهدد الاستقرار الإقليمي».

واستكمل: «تواجه الدول النامية أعباء اقتصاديةً متزايدةً، خاصة ما يتصل بأزمة الديون وتفاقم العجز في الموازنات العامة، مما يحتم إيلاء الدول المتقدمة مزيداً من التجاوب مع مطالب مبادلة الديون وتحويل جانب منها إلى مشروعات تنموية مشتركة تساهم في دفع التعافي الاقتصادي وتعزيز النمو الشامل والمستدام، إضافة إلى العمل لدفع مؤسسات التمويل الدولية لمساندة ودعم جهود الدول النامية».

وقال: «تؤكد مصر الدور المحوري الحركة عدم الانحياز في مواصلة حشد الجهود لتحقيق التعافي الاقتصادي في دول الحركة، ولعل انعقاد اجتماعنا اليوم - وقبل يوم واحد من انعقاد قمة الجنوب الثالثة هنا في كمبالا- يمثل فرصة لتعزيز التنسيق للخروج بخطة عمل واضحة تساهم في تسريع وتيرة النمو في الدول النامية ووصولها لأهداف التنمية المستدامة قبل عام 2030».

وأضاف: «ندعو للبناء على نجاح مؤتمري الأطراف COP27 و COP28، اللذين عقدا في دولتين من أعضاء الحركة وأسهما في الدفع بالأجندة الدولية للمناخ وتعزيز مفهوم العدالة المناخية، في وقت تتعاظم فيه وطأة الأزمات المناخية وتداعياتها السلبية على الدول النامية ونرحب بشكل خاص بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار الذي تم إقراره في قمة المناخ COP27 وتم تفعليه في COP28 ، ونثمن إطلاق برنامج عمل الانتقال العادل، وندعو كافة الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها المتضمنة في الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ واتفاق باريس وتفعيل المبادئ المتفق عليها وفي مقدمتها المسئولية المشتركة متباينة الأعباء، والإنصاف».

وقال: «ختاماً، أكرر تقديري لجمهورية أوغندا الشقيقة، وإني على ثقة من نجاحها في قيادة الحركة بكفاءة واقتدار لتحقيق طموحات شعوبنا نحو عالم أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزير الخارجية سامح شكري شكري قطاع غزة كمبالا قمة عدم الانحياز الدول النامیة عدم الانحیاز

إقرأ أيضاً:

فلسطين تدعو لاجتماع عربي والأزهر يندد بـإرهاب إسرائيل

دعت فلسطين اليوم الثلاثاء إلى عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بعد استئناف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، في حين وصف الأزهر الشريف في مصر استئناف حرب الإبادة بأنه إرهاب أسود.

وقال السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لفلسطين لدى الجامعة، في بيان، إن "فلسطين تقدمت للأمانة العامة لجامعة الدول العربية بطلب عقد دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين".

وأوضح أن الطلب جاء "إثر استئناف إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لجرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، والتي أوقعت منذ فجر اليوم أكثر من 400 شهيد ومئات الجرحى في قطاع غزة".

وفجر اليوم، كثفت إسرائيل بشكل مفاجئ وعنيف من جرائم إبادتها الجماعية بحق الفلسطينيين، بشن غارات جوية واسعة طالت معظم مناطق قطاع غزة واستهداف المدنيين وقت السحور، وخلفت مئات القتلى والجرحى والمفقودين خلال ساعات.

وأضاف العكلوك أنه "من المنتظر أن تبحث الدورة غير العادية لمجلس الجامعة التحرك العربي والدولي لإلزام إسرائيل بوقف جرائمها وعدوانها ضد الشعب الفلسطيني، والانصياع للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".

إعلان موقف الأزهر

وفي القاهرة، وصف الأزهر الشريف استئناف إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة بأنه إرهاب أسود، وانتقد قوى عالمية تمنح إسرائيل ضوءا أخضر لقتل الفلسطينيين.

وفي بيان له، قال الأزهر إنه يُدين بأشد العبارات "العدوان الإرهابي الغادر الذي شنه الكيان الصهيوني على الأبرياء في غزة فجر اليوم، وهم نيام في خيامهم" واعتبر أن "هذا المشهد يبرهن على طبيعة هذا الكيان (إسرائيل) وغدره وخيانته للمواثيق والعهود من أجل إجبار الشعب الفلسطيني على الخروج من أرضه رغم الرفض العالمي المتكرر".

وشدد الأزهر على أن "ما شهده العالم فجر اليوم من عدوان إسرائيلي على غزة هو إرهاب أسود يُضاف إلى السجل الإجرامي لهذا الكيان الذي استباح دماء الأبرياء وعرضهم وأرضهم وحقوقهم".

أقارب شهداء في أحد مستشفيات مدينة غزة اليوم (الجزيرة) "التعاون الإسلامي"

من جهتها، طالبت منظمة التعاون الإسلامي مجلس الأمن الدولي بالعمل على وقف الإبادة فورا وفتح المعابر وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة.

وفي بيان لها، قالت المنظمة إنها تدين بشدة "استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري الغاشم على غزة" واعتبرت أن ذلك يجسد امتدادا لجريمة الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

وطالبت المنظمة المجتمعَ الدولي، خصوصا مجلس الأمن الدولي، بتحمل مسؤولياته لتنفيذ الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، وفتح المعابر وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، والتصدي لمحاولات قضم الأراضي وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وقد استأنفت إسرائيل حربها على أنحاء عدة من قطاع غزة المدمر بعملية عسكرية سمتها "العزة والسيف" مدّعية أنها تستهدف حركة حماس، مما تسبب باستشهاد أكثر من 400 غزي، فضلا عن مئات الجرحى. في حين حمّلت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان على غزة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • التوترات الجيوسياسية والتغيرات العالمية تضغط على قطاع النقل الدولي واللوجستيات.. وخطط لمواجهة التحديات
  • فلسطين تطلب عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
  • فلسطين تدعو جامعة الدول العربية لاجتماع طارئ لوقف العدوان الإسرائيلي
  • فلسطين تدعو لاجتماع عربي والأزهر يندد بـإرهاب إسرائيل
  • إيران تدعو منظمة التعاون الإسلامي لدعم فلسطين بإجراءات جادة
  • السفير علي يوسف: تطبيق القانون الدولي لضمان الحقوق المائية لمصر والسودان
  • حركة حماس تدعو الوسطاء للتدخل العاجل لوقف جرائم العدو الصهيوني
  • على هامش حفل إفطار القوات المسلحة.. الرئيس السيسي: حققنا إنجازات اقتصادية رغم التحديات العالمية
  • فلسطين إذ تحرج الحياد السويسري من جديد
  • مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين