إحالة حرب إسرائيل وحماس للجنائية الدولية.. ما الفرق بينها وبين محكمة العدل؟
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
لجأت كل من المكسيك وتشيلي، كما فعلت جنوب أفريقيا، إلى القضاء الدولي، بعد أن قرر البلدان إحالة الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية للنظر في جرائم محتملة.
وكانت جنوب أفريقيا رفعت قضية أمام محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي اتهمت فيها إسرائيل بخرق اتفاقية منع الإبادة الجماعية في غزة.
وقالت وزارة الخارجية المكسيكية في بيان إن المحكمة الجنائية الدولية هي المنتدى الملائم لتحديد المسؤولية الجنائية المحتملة "سواء ارتكبها عملاء سلطة الاحتلال أو السلطة المحتلة".
وأضافت أن "الإجراء الذي اتخذته المكسيك وتشيلي يرجع إلى القلق المتزايد بشأن أحدث تصعيد للعنف، خاصة ضد الأهداف المدنية".
وأشارت المكسيك إلى "التقارير العديدة من الأمم المتحدة التي تتضمن تفاصيل عن حوادث كثيرة قد تعد جرائم تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية".
وقال وزير خارجية تشيلي ألبرتو فان كلافيرين في مؤتمر صحافي في سانتياغو إن بلاده تؤيد "التحقيق في أي جريمة حرب محتملة (...) سواء أكانت جرائم حرب ارتكبها إسرائيليون أو فلسطينيون".
مم تتكون المحكمة الجنائية الدولية وما هي اختصاصاتها؟تأسست المحكمة، ومقرها في لاهاي بهولندا، في عام 2002 بموجب معاهدة روما، وتضم 18 قاضيا يجري انتخابهم من قبل الدول الأعضاء على ألا يتم اختيار أكثر من قاض من دولة واحدة. ويشغل القضاة مناصبهم لمدة تسع سنوات.
تضم المحكمة مكتبا للمدعي العام ويعمل بصفة مستقلة بوصفه جهازا منفصلا من أجهزة المحكمة.
تتضمن مسؤولية المكتب تلقي الإحالات وأية معلومات موثقة عن جرائم تدخل في اختصاص المحكمة، وذلك لدراستها ولغرض الاضطلاع بمهام التحقيق والمقاضاة أمام المحكمة.
الجرائم المشمولةيقتصر اختصاص المحكمة على أشد الجرائم خطورة وتكون موضع اهتمام المجتمع الدولي بأسره ومنها على سبيل المثال، جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وهي ما طلبت المكسيك وتشيلي التحقيق فيه.
تعرف المحكمة الجنائية الدولية جريمة الحرب بأنها تلك التي تتضمن انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف عام 1949 وتتضمن القتل العمد والتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية وإلحاق تدمير واسع النطاق بالممتلكات والاستيلاء عليها دون أن تكون هناك ضرورة عسكرية تبرر ذلك.
كذلك تشمل الجرائم "تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية" وكذلك "تعمد توجيه هجمات ضد مواقع مدنية".
ويندرج تحت تعريف جرائم الحرب كذلك "تعمد شن هجوم مع العلم بأن هذا الهجوم سيسفر عن خسائر تبعية في الأرواح أو عن إصابات بين المدنيين أو عن إلحاق أضرار مدنية".
وكذلك "تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض الدينية أو التعليمية أو الفنية أو العلمية أو الخيرية والآثار التاريخية والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى شريطة ألا تكون أهدافا عسكرية".
ولاية المحكمةبما أنها تأسست في عام 2002 فلا يحق للمحكمة الجنائية النظر في قضايا سبقت هذا التاريخ.
وبالإضافة لذلك تختص المحكمة فقط في الجرائم المرتكبة على أراضي دولة عضو فيها أو عندما تتم إحالة قضية لها من قبل مجلس الأمن أو من خلال الدول الأطراف الموقعة لمعاهدة روما.
وفي حالة إسرائيل، فهي ليست عضو في المحكمة ولا تعترف باختصاصها القضائي.
لكن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أكد أنها تتمتع بالسلطة القضائية فيما يتعلق بجرائم الحرب المحتملة التي ارتكبها مسلحو حماس في إسرائيل والإسرائيليون في غزة.
الفرق بينها وبين محكمة العدل الدوليةجرى إنشاء المحكمة الجنائية الدولية لتكون الأولى القادرة على محاكمة الأفراد المتهمين أو المسؤولين عن جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم العدوان.
ويخلط كثيرون بين عمل واختصاصات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، التي تتعامل مع النزاعات والحروب بين الدول على أساس القانون الدولي أما المحكمة الجنائية فهي تنظر في القضايا والتهم الموجهة للأفراد.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة جرائم الحرب
إقرأ أيضاً:
غانتس محذرا وزير العدل: إسرائيل على حافة حرب أهلية
#سواليف
حذر زعيم حزب “المعسكر الرسمي” بيني #غانتس، وزير العدل ياريف ليفين، قائلا إن ” #إسرائيل على حافة #حرب_أهلية”.
والتقى زعيم حزب “المعسكر الرسمي” بيني غانتس مساء الأربعاء، مع وزير العدل ياريف ليفين، في وقت تستمر فيه مناقشات #الكنيست حول تعديل تركيبة اللجنة المعنية باختيار القضاة، والذي يعد أحد الركائز الأساسية للتعديلات القضائية المثيرة للجدل، والمتوقع أن تقر نهائيا بحلول يوم الخميس.
وخلال الاجتماع، طالب غانتس الوزير ليفين بوقف التشريع، محذرا من أن إسرائيل “على حافة حرب أهلية”، إلا أن ليفين رفض التراجع.
مقالات ذات صلةوأكد مقربون منه أن “المقترح الحالي يهدف إلى رأب الصدع في المجتمع، وكان على غانتس الانضمام إليه بدلا من الخضوع للمتطرفين”.
بالتزامن مع ذلك، بعث غانتس برسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو يدعوه فيها إلى إعادة النظر في هذه التعديلات المثيرة للانقسام.
كما أعلنت أحزاب المعارضة عن مقاطعة محتملة للجلسة الثالثة والأخيرة من التصويت على القانون، احتجاجا على تمريره دون توافق واسع.
من جهتها، أصدرت كتل المعارضة بيانا أكدت فيه وحدتها الكاملة في مواجهة التشريعات المطروحة، مشددة على أنها ستواصل “النضال بحزم” ضد ما وصفته بـ”الانقلاب القضائي الذي تقوده الحكومة”.
وأضاف البيان أن “هذه الحكومة تقوض أسس الديمقراطية، والمعارضة بأكملها ستقف سدا منيعا في وجه أي محاولة لتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية”.
تفاصيل التعديلات الجديدة
ووفقا لمشروع القانون الجديد، سيتم تشكيل اللجنة المعنية باختيار القضاة من تسعة أعضاء بمن فيهم رئيس المحكمة العليا، وقاضيان إضافيان، ووزير العدل (الذي سيترأس اللجنة)، ووزير آخر تعيّنه الحكومة، بالإضافة إلى نائبين من الكنيست (واحد من الائتلاف وآخر من المعارضة)، واثنين من ممثلي الجمهور ممن لديهم خبرة قانونية لا تقل عن عشر سنوات، يتم اختيار أحدهما من قبل الائتلاف والآخر من قبل المعارضة.
ويهدف التعديل إلى تحويل عملية تعيين القضاة من لجنة ذات تأثير قضائي واسع إلى هيئة ذات طابع سياسي أكبر، مع استبعاد نقابة المحامين من اتخاذ القرار.
كما ينص القانون على أن تعيين القضاة في جميع الدرجات القضائية سيتم بأغلبية 5 من أصل 9 أعضاء في اللجنة، فيما يتطلب تعيين قضاة المحكمة العليا أغلبية تشمل ممثلا عن الائتلاف وآخر عن المعارضة.
ومن المتوقع أن يثير هذا القانون تحديات قانونية أمام المحكمة العليا، حيث أعلنت جمعية الحقوق المدنية أنها ستقدم التماسًا ضده، مما ينذر بصراع قانوني طويل قد يؤثر على مستقبل التعديلات القضائية في إسرائيل.