الدراما السورية كانت تلامس القضايا الجوهرية التي تضطرب في ضمير المجتمع وأصبحت الآن تعالج المسائل الآنيّة ويوميات الأحداث وانعكاساتها

دبلجة الأعمال التركية أفسدت الذوق العام وهي ليست من واقعنا

لا يمكن للدراما أن تكون مجرد انعكاس آني لما يحصل إنها كالأدب يحتاج إلى اختمار وتأملات عميقة في مختلف الجوانب

بدايات جيدة للدراما الخليجية ونوايا حسنة وتعاونات مثمرة بين الفنيين والممثلين الخليجيين وباقي الأطراف في سوريا ومصر

الإذاعة تراجعت كثيرا أمام غزو الوسائل التي تعتمد الصورة ومنصات التواصل الحديثة ، وأصبحت تعنى باليوميات والأخبار السريعة وبرامج المنوعات القصيرة

يعد الكاتب والأديب والناقد مروان ناصح من جيل الرواد في الحركة الثقافية والدرامية في سوريا منذ السبعينات، حيث قدم للدراما السورية العديد من الأعمال الدرامية المتميزة التي كانت حجر الأساس في النهضة الدرامية السورية، كما كتب سيناريوهات لعدد من الأعمال السينمائية أيضا، ولم يقتصر عمله على هذه الأعمال بل كان منذ بداياته يقرض الشعر وقدم ديوانًا للمكتبة العربية، إضافة لعدد من المجموعات القصصية، ولم يجمع شتات ما كتبه في الصحف والمجلات التي زاول العمل فيها لسنوات طويلة.

شغل مروان ناصح عددا من المناصب في الهيئة العامة للتلفزيون والإذاعة السورية معدّ برامج ثقافية ومسؤولا عن إجازة النصوص الدرامية سواء في الإذاعة أو التلفزيون، ويعتبر نفسه ابنًا بارا للإذاعة التي صقلت موهبته كما الكثير من أقرانه.

لم يكن مجرد ضيف عابر على المشهد الثقافي، بل كان مؤثرا من خلال كتاباته النقدية عبر وسائل الإعلام التي عمل فيها لفترة طويلة.

ولم يشغله عمله الإداري مديرًا للقناة الدرامية في التلفزيون السوري عن إبداعاته الثقافية فواصل العمل فيها، بل وخاض تجربة ثرية في التلفزيون الجزائري.

صحيفة «عُمان» استضافت الأديب مروان ناصح في هذا الحوار، تعالوا نتابع معًا..

أديب من جيل المبدعين لديك أكثر من تخصص في الأدب، حدثنا عنها، وأين تجد نفسك في هذه الفسحة الأدبية.

أنا من جيل فتح عينيه على الحياة الأدبية حينما كان الشعر هو الملمح الأساسي والمعول عليه في الإبداع، ولكن الزمن كما يقال يدور والمفاهيم تتغير والمواقع أيضا تتبدل وإذا بنا بعد سنوات نرى أن هذا الشعر قد انزاح إلى الهامش في الحركة الأدبية لتحتل مكانه الرواية باعتبارها فنا جديدا أحرز سبقا وحضورا في الحياة الأدبية، وهكذا كنت أكتب الشعر ثم جمعت هذه القصائد في مجموعة شعرية «مالم يحترق بعد» وهذا العنوان لايزال يعتادني بين الحين والآخر لأتساءل بيني وبين نفسي، ما الذي لم يحترق بعد في حياتنا الأدبية، بل وحياتنا العربية في صورة عامة.

ما الذي لم يحترق في لجة الشعر والحياة ولماذا توقفت عن قرض الشعر، هجرك أم هجرته؟

نحن الآن نعيش في مرحلة عربية صعبة جدا على كل الصعد وننتظر ولادات جديدة ولانعرف بعد وإلى أين المضي، بالنسبة لي كتبت الشعر في فترة مبكرة فعلا وكانت خيوطا من المشاعر والآمال وهي التي تحفزني على كتابته وقد أصدرت مجموعة شعرية هي الأولى، ولم أجمع بعد ذلك مانشرته في الصحافة من قصائد ولا أدري إن كان هذا الشعر سيعاودني بعد أن هجرني وربما أفسر ذلك بأن الشعر كالمرأة العاشقة لاترتضي لها شريكا في معشوقها.

نيران الحياة وتصاعد لهيبها ربما أتى أو سيأتي على الكثير مما لم يحترق بعد، وعلينا ألّا نقف مكتوفي الأيدي حيال مايفسد ذائقة الشعر والحياة معًا.

كنت قريبا جدا من الدراما السورية وفي مطبخها، بل وتعاملت معها ككاتب أيضا، كيف ترى واقع الدراما السورية، وكيف قدمت نفسها، وهل ما زالت كما هي؟

نعم كنت قريبا جدا والمسؤول الأول عن إجازة النصوص في التلفزيون العربي السوري لمدة 10 سنوات وهي التي شهدت صعودها وتألقها وأثبتت حضورها على الساحة العربية بشكل واضح وجلي، أما عن النصوص في ذلك الزمن كنا نشكو من قلة النصوص بمقاييس غير التي نشاهدها اليوم، كنا نطلب من الكاتب الدرامي أن يُجوّد كثيرا، وأن يعتبر العمل التلفزيوني الدرامي هو رواية أدبية معدة للتلفزيون حتى أسميناها الرواية التلفزيونية، لكننا بعد سنوات التألق تلك جاءت الأحداث المؤسفة التي حصلت في سوريا وهزت المشهد تماما وأصبحنا أمام نصوص تؤدي وظيفة أخرى غير الوظيفة الأدبية والروحية والاجتماعية وتخلت عن دورها تماما في إصلاح المجتمع وتطويره وطرح المشكلات التي يعاني منها الجمهور الذي يشاهد التلفزيون، وأزمة النصوص الآن هي أزمة جوهرية فما أكثر النصوص التي نشاهدها بعد التنفيذ وهي خاوية من أي مضمون له قيمة! إنها مجرد حرفة وملء وقت وثرثرة زائدة عن الحد، وأصبحت ميدانا لكل هاوٍ ومبتدئ يجرب فيها ويطرح نفسه على أنه كاتب مميز تتلقفه شركات الإنتاج بكل حماس لتنشر على الناس أعمالا أقل مايقال فيها إنها بلا روح، وإنها تجول وتصول في السطحيات ولها أهداف أخرى غير الأساسية التي أوجدت من أجلها؛ وأقصد الدراما بكل أشكالها سواء كانت مسرحية أم سينمائية أم دراما تلفزيونية.

وقد ساهمت وسائل التواصل التي لم تكن موجودة في التسعينات في تسهيل نشر الكثير من الأعمال غير الناضجة وكثير من الأعمال التجريبية التي لاجدوى منها، كما إنها مالت تماما إلى المقاطع القصيرة والمشاهد المفتعلة، والهدف الأساس منها هو لفت انتباه الناس إلى يوميات مكررة وسطحية لا أرى فيها نفعا سوى ملء الفراغ، وتحرف اتجاه النظر إلى مسائل ليست في صالح الجمهور ولا في صالح الدراما كفن عريق وجميل ويعوّل عليه كثيرا في تطوير المجتمع وتقدمه إلى الأمام.

عملت في أكثر من دولة عربية مستشارا دراميا، وكانت الجزائر محطة مهمة في حياتك وعملك الدرامي، ما الذي يبعد الدراما في شرق الوطن العربي عن مغربه، وما القضايا التي تتناولها أم اللهجة؟

عندما نتحدث عن الدراما العربية أول ما يخطر على البال إما دراما مصرية أو سورية، أما باقي الدول العربية فليس لها وجود في الإنتاج الدرامي، والجزائر حالها حال الكثير من الدول العربية الأخرى التي تحاول أن تثبت نفسها في الميدان الدرامي ولكن حولها الكثير من المعوقات وأبرزها اللهجة ذات الطابع المحلي الذي لا يمكن فهمها بسهولة في المشرق العربي وبالتالي ليس لها القدرة على تسويق نفسها في التلفزيونات الأخرى فبقيت محلية وأعرف أنه في الجزائر طاقات كبيرة من الممثلين والمخرجين والفنيين القادرين على صناعة أعمال درامية مميزة ولكن قلة الإنتاج بسبب عدم التسويق الخارجي جعلها تنتج أعمالاً قليلة جدا.

بالمقابل هنا محاولات عربية جادة في دول أخرى كما نرى في دول الخليج ولبنان ولكنها تبقى محاولات تراوح في المكان ما لم تحل المشكلة الأساسية وهي مشكلة التواصل اللغوي بين أطراف الدول العربية، وهناك حل ولكنه بعيد المنال في ظل ما نراه من انتشار وتشجيع على اللهجات المحلية في «السوشال ميديا» والحل أن يكون في اعتماد اللغة العربية الفصيحة المبسطة في جميع هذه الإنتاجات؛ لتجنب عقبة التسويق الإنتاجي والعزلة الفنية بين الأقطار العربية.

لم تكن الإذاعة بعيدة عنك وشاركتها الشغف الذي كان ينتابك كأديب، ماذا قدمت لها وماذا قدمت لك؟

قدمت لي الكثير وقدمت لها ماعندي بكل شغف وحب، كتبت عشرات البرامج والتمثيليات والأعمال الدرامية، فلها سحرها الجاذب لنا نحن أبناء ذلك الجيل الذي تفتحت مداركه عليها، وهي تنمي الذائقة الفنية للكاتب وتساعده على تقديم نفسه بشكل لائق في باقي الفنون الأدبية.

كمحب للإذاعة وجالستها سنوات طويلة، هل انتهى عصرها، أم مازالت قادرة على جذب المستمع، وما الذي يجب أن تفعله كإذاعة «أي إذاعة» كي تبقى تشد المستمع إليها؟

كانت الإذاعة في مختلف الدول العربية مدرسة شعبية ذات مستوى راق بامتياز كان عصر الإذاعة ثم جاء التلفزيون وهو ابن هذه الإذاعة وظل يعتمد عليها كمدرسة أساسية في فنون التواصل السمعي، وكل الكتاب والعاملين في مجال التلفزيون كانوا يعملون في الإذاعة ويكتسبون مهاراتها؛ الإذاعة الآن بكل أسف تراجعت كثيرا أمام غزو الوسائل التي تعتمد الصورة ووسائل التواصل الحديثة، وهذا لا يعني أن الإذاعة فن انسحب من حياتنا، والعاملون في مجال الثقافة والفنون عموما يعتقدون أنه لا يوجد فن جديد إلا على حساب زوال فن آخر، وأقول إن التجاور ممكن جدا، ولكن على الإذاعة أن تبحث لها عن وسائل تواصل حقيقية تلبي الحاجات اليومية للناس، وتفتح معهم قنوات تواصل عما يقدمه التلفزيون لاسيما أن حركتها التواصلية مع الناس هي الأسرع دائما.

الإذاعة تخلت اليوم عن ثقافتها العالية وأصبحت تعنى باليوميات وبالأخبار السريعة وبرامج المنوعات القصيرة، وهذا باب من أبواب بقائها في اللوحة الإعلامية المعاصرة، لقد تراجع جمهورها من حيث الكم ولكن لايزال لها عشاقها من كل مكان.

أعددت الكثير من البرامج الثقافية، كيف تجد صدى البرامج الثقافية لدى القائمين على الإعلام ولدى المتابعين، وإلى أي حد نحتاج مثل هذه البرامج لتعميق الثقافة بين الجماهير؟

نعم لقد أعددت الكثير من البرامج الثقافية والوثائقية في التلفزيون السوري والجزائري، ولكن عموما اللوحة الآن ليست مشجعة فالتلفزيونات بكل أنواعها لا تبحث عن البرامج الثقافية المعمقة إنما كما نلاحظ هناك سيطرة تامة للبرامج «التيك شو» الحوارية، وهناك برامج حوارية ثمينة وجيدة ولكن معظمها في مجال السياسة والتحليلات السياسية وأيضا متابعة المشكلات الاجتماعية، ومهما كثرت تبقى قليلة أمام البرامج التي تُدعى فنية التي تعني بالأمور القشرية وهي سطحية بما تقدم من أخبار الفنانين والموضة ولا أقول إنها ليست مهمة ولكنها لايمكن هي التي تطغى على المشهد الإعلامي البصري والسمعي.

البرامج الثقافية مهمة وصعبة ولكن لا يجب أن تقف هذه الصعوبة عائقا أمام وجودها ليكون لها أهداف معمقة، وما أحوجنا اليوم لتقديم الثقافة للشباب بطريقة عصرية، وما أحوجنا لها لكي نمد هذه الأجيال بما يفقدونه أمام سطحية ما يقدم لهم عبر التكنولوجيا التي استغلت وجود الهاتف النقال بين أيديهم كمضيعة للوقت.

دروب الصحافة متعبة جدا، وقد سلكتها لسنوات طوال، ماذا استهلكت منك، وهل كانت عائقا أمام إبداعك الأدبي، وكيف ترى واقع الإعلام السوري؟

بالنسبة للعمل الصحفي مارسته بكثافة في السبعينات، وكانت الورقية هي النجم الأوحد بمجال الإعلام المكتوب، ولا أعتقد أن المقولة الشائعة إن العمل فيها يقف عائقا ويشكل جانبا استهلاكيا في حياة أصحاب الأقلام؛ لأن صاحب القلم الذي يعمل في الصحافة يحقق مكسبا لنفسه كونه على تواصل دائم مع القلم والكتابة ومتابعة الأحداث والإصدارات والنقد، ومع نبض القراء وكلها تحفز الكاتب على أن يختزن مزيدا من التجارب وتشكل له ما يشبه الاعتياد الإيجابي على الكتابة، وشخصيا استفدت كثيرا من عملي الصحفي خاصة إنني عملت لمدة طويلة في الصحافة الثقافية وكانت تجربة متميزة أعتز بها ومازال لدي الكثير من المقالات الثمينة التي كتبتها وأحتفظ بها وأشعر أنها تجربة غنية وذات قيمة سواء في الأدب السردي أو الشعر أو حتى في الأعمال الدرامية التي كتبتها.

كتبت الكثير من الأعمال الدرامية ومنذ بدايات الدراما السورية، هل ستعاود الحنين وتكتب من جديد؟

بالنسبة لكتابتي الدرامية ومنذ أمد طويل، أعتز بها وكانت تجربة غنية لاسيما الأفلام الروائية والدراما، وأتمنى لو أجد منفذا لإنتاج ما أكتب، لكن الساحة اليوم أصبحت مليئة بالأقلام الجديدة التي تلبي المتطلبات العامة للتلفزيونات العربية، إنها موجة عارمة من الكم المنتج، ولكن بكل أسف لا يتمتع بالشروط الفنية الجيدة، ولا بالمضامين التي كنا نعنى بها في تلك الأيام، واليوم ليس كما مضى.

اليوم أحن إلى الكتابة الدرامية وأحبها ولكن الساحة ليست مفتوحة أمام الأقلام التي كانت تكتب ذات يوم بشغف وتلامس القضايا الجوهرية، ونحن مع الأصوات الجديدة ولكن ليس مع الانحدار التقني والفني والفكري.

برأيك هل لامست الدراما السورية الواقع السوري كما يجب، وعالجته بالطريقة المثلى أم كانت مجرد استجرار الوجع وعرضه للمشاهد من باب الاستعراض وتسويق متاعبنا للخارج؟

الدراما السورية في فترة زهوها وازدهارها كانت تلامس القضايا الجوهرية التي تضطرب في ضمير المجتمع، وتطرح أسئلة عديدة يمكن أن تكون الإجابة عليها جزءا من الحلول الإيجابية في سير المجتمع، اليوم وبعد أن شاهدنا ما حصل في سوريا منذ سنوات تراجعت من حيث الكم والنوع، وفي أحسن الحالات إنها أصبحت تعالج المسائل الآنية، وأقرب ما تكون إلى يوميات الأحداث وانعكاساتها وكشف جوانب الخلل والفساد في المجتمع، ولكن كل ذلك لم يكن بالمستوى المطلوب، ولا يمكن للدراما أن تكون مجرد انعكاس آني لما يحصل، إنها كالأدب يحتاج إلى اختمار وتأملات عميقة في مختلف جوانب أي مشكلة يتم تناولها.

الآن الدراما السورية بواقعها الحالي دراما مريضة شأنها شأن الواقع العام في البلاد، وأعتقد أنه يمكن النهضة بها من جديد عندما تتوفر الشروط المطلوبة لإفساح المجال أمام الكتاب والمنتجين لتحديد أهم المشكلات التي يتم معالجتها بطريقة صحيحة ومجدية.

ما الذي يوجع الدراما اليوم، وما رأيك بما يقدم من أعمال مدبلجة؟

هناك مشكلة ولدت منذ سنوات في سياق الأعمال الدرامية بصورة عامة العربية والسورية وهي عملية الدبلجة من الأعمال التركية لدرجة أنها حرفت توجهات الدراما في كثير من الدول عن مهمتها الأساسية وأصبحت شكلا مقلدا لمشكلات تهم الآخرين بمشكلات غريبة عن مجتمعاتنا ولاقت رواجا كبيرا مما جعل المحطات تتهافت على الأعمال المدبلجة ما حدا بهم عدم الاكتفاء بالدبلجة الصوتية بل أصبحوا ينتجون الأعمال التركية بممثلين سوريين وعرب وكأنها نسخة تركية، وأصبحنا نعيش مرحلة اغتراب عن أنفسنا من خلال هذه الأعمال، أنا لست ضد التلاقح الأدبي والفكري ولكن ليس إلى هذه الدرجة التي تدفعنا للتخلي عن ذواتنا وهويتنا وعن توجهاتنا الماسة، وأن نعرض مشكلات مجتمعات أخرى وبسطحية مبالغ فيها تثير العجب من هذا الإقبال عليها من الجماهير والمحطات التي تعرضها.

ككاتب درامي وناقد وإعلامي كيف ترى الدراما الخليجية؟

بين الحين والآخر أتابع بعض الأعمال المنتجة في الخليج العربي، وفي الحقيقة هناك بدايات جيدة ونوايا حسنة وتعاونات مثمرة بين الفنيين والممثلين الخليجيين وباقي الأطراف في سوريا ومصر من أجل الاستفادة من الخبرات المتراكمة، وهذا شيء جيد يستحق التشجيع والشد على الأيادي بغية تطوير العمل الدرامي لكل بلد على حدة، وقد قدمت نفسها في السنوات الأخيرة بشكل جيد وممتع وباتت تتناول كثيرا من القضايا المهمة الاجتماعية وهناك أعمال ناقدة تستحق الوقوف عندها، نأمل أن تأخذ دورها في الانتشار العربي بشكل واسع وألّا تكون اللهجة عائقًا أمامها.

ماذا عن موضة دبلجة الأعمال التركية والهندية وغيرها؟

لست مع الأعمال المدبلجة حتى في اللهجة السورية ولا أشجعها فما بالك ببعض الشركات التي تقوم بدبلجة الأعمال الهندية أو الكورية أو الهندية وغيرها إلى اللهجة الخليجية، هناك رغبة في تلبية السوق المحلية وهذا حق من حقوق المنتجين والفنيين والفنانين في بلادهم ولكني لاأشجع ذلك، فهناك إرادة أراها موجودة لتنشيط الدراما الخاصة بهم في الخليج كي تبقى تحمل هويتها وتحافظ على تقاليدها وتعكس روح المجتمع وأصالته وفكره، وتقدمه للعالم بما يحقق الهدف المنتج لأجله، وألّا تعطل الأعمال المدبلجة تلك المسيرة الفنية الدرامية، من الممتع والجميل أن تصدر للعالم صورة مجتمعك وتراثك وحتى قضاياك التي تود أن يراها العالم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأعمال الدرامیة الأعمال الترکیة الدراما السوریة الدول العربیة فی التلفزیون من الأعمال الکثیر من فی سوریا ما الذی

إقرأ أيضاً:

المفتي: التطرف ليس منبعه الدين بل هو ثمرة سوء الفهم والجهل بمقاصد النصوص

أكَّد الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- خلال كلمته التي ألقاها في الندوة التي نظَّمتها جامعة حلوان حول "تجديد الخطاب الديني"، أنَّ الإسلام دينٌ عظيمٌ في جوهره، متفرِّدٌ في مرونته، قادرٌ على التفاعل مع مستجدات الزمان وتغيُّرات المكان دون أن يتخلَّى عن أصوله الراسخة أو يفقد بريقَ رسالته العالمية. 

المفتي: الإسلام منذ بزوغ نوره أرسى قواعد التسامح فى كافة شئون الحياة المفتي: دار الإفتاء تؤكد استعدادها لتقديم التدريب في مجال الإفتاء للمؤسسات الدينية بأذربيجان

وأوضح أن مرونة الشريعة الإسلامية تجعلها دومًا حاضرةً للتعامل مع التحديات الجديدة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، مشيرًا إلى أنَّ الإسلام دينٌ صالح لكل زمان ومكان، متجددٌ في عطائه، ثابتٌ في قيمه.

 

وأشار إلى أن جمود الخطاب الديني، وخاصةً عند أولئك الذين لا يأخذون العلمَ من مصادره الأصيلة، ويعتمدون على تفسيرات ضيِّقة مغلوطة للنصوص الدينية؛ يمثِّل أزمةً حقيقية تعوق حركةَ الأمة نحو التقدم، إذ يُغلق أمامها أبواب النهوض، ويفرض على مجتمعاتها سلاسل الركود الفكري؛ مِمَّا يهيِّئ بيئةً خصبة لانتشار الفكر المتطرف الذي يقوِّض أُسس الاستقرار. واستشهد فضيلته بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» [رواه أبو داود]، مؤكدًا أنَّ التجديد في الدين ضرورة لاستمرار عطاء الأمة وازدهارها.

 

وشدَّد مفتي الجمهورية، على أنَّ الإدراك الواعي لمقاصد الشريعة هو المفتاح الحقيقي لتحقيق الاتزان الفكري والسلوكي الذي تحتاج إليه المجتمعات في ظلِّ عالم يموج بالتحديات، لافتًا الانتباه إلى أنَّ الإسلام يدعو دائمًا إلى التوسُّط والاعتدال، كما جاء في قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]. وأكَّد فضيلتُه أنَّ التطرف لا يمكن أن يُنسب إلى الدين ذاته، بل هو انعكاسٌ لسوء فَهْمِ النصوص وجهلٌ بمقاصدها السامية، ممَّا يضع المسؤولية على عاتق العلماء في إحياء معاني الرحمة واليُسر التي جاء بها الإسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» [رواه البخاري].

تجديد الخطاب الديني

وتطرَّق إلى الدَّور المحوري الذي تضطلع به المؤسسات الدينية، ودار الإفتاء المصرية، في تجديد الخطاب الديني، انطلاقًا من رسالتها السامية التي تجمع بين الحفاظ على الثوابت ومواكبة المستجدات. وأكَّد أنَّ دار الإفتاء، بما تمتلكه من إرث علمي عريق وكوادر فقهية متمكنة، تعمل على صياغة خطاب ديني يعكس روح الإسلام السمحة، مستندة إلى فَهْمٍ عميق لمقاصد الشريعة ومراعاة التحولات الثقافية والاجتماعية المعاصرة، ويأتي هذا الدور ليُعيد صياغة العَلاقة بين الدين والواقع، في مواجهة الجمود الفكري والتطرف، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك يقوم على قِيَم الرحمة والتعايش والعدل.

 

وفي ختام كلمته، أوضح فضيلةُ المفتي أنَّ التجديد في الخطاب الديني ليس دعوةً لتغيير النصوص أو العبث بها، وإنما هو دعوة لاستيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة تُبنى على ثوابت الشريعة ومقاصدها النبيلة، مضيفًا أنَّ التجديد الحقيقيَّ هو السبيل لاستعادة الريادة الحضارية، وتحقيق التفاعل الإيجابي مع متطلبات العصر.

 

هذا، وقد استقبل فضيلةُ مفتي الجمهورية فور وصوله أ.د. حسام رفاعي، نائب رئيس جامعة حلوان لشئون الطلاب، و أ.د. أشرف رضا، رئيس مركز الفنون والثقافة بالجامعة، ولفيفًا كبيرًا من السادة عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وطلبة وطالبات الجامعة، في أجواءٍ تملؤها الحفاوة والإجلال، وتؤكد عمقَ الصِّلة بين المؤسسات الدينية والعلمية في بناء الوعي المستنير.

مقالات مشابهة

  • تامر كروان يوضح الفرق بين الأفلام التجارية والأفلام الدرامية
  • جامعة عدن تُبهر ببحث علمي في ملتقى الجامعات العربية بالشارقة
  • رئيس جامعة المنصورة يترأس جلسة "تجارب الجامعات" بملتقى توأمة الجامعات العربية
  • رئيس جامعة المنصورة يترأس جلسة "تجارب الجامعات" بملتقى توأمة الجامعات العربية بالشارقة
  • وزير الاستثمار: الحكومة تعمل على إزالة التحديات التي يواجها مجتمع الأعمال
  • في ذكرى وفاتها.. سهير البابلي نجمة الفن التي أضاءت المسرح والشاشة
  • "أبوظبي للغة العربية" يُكرّم أعلام الشعر
  • ترقّب لنتائج محادثات هوكشتاين في اسرائيل وتمسّك لبناني بنقاط جوهرية في الاتفاق
  • المفتي: التطرف ليس منبعه الدين بل هو ثمرة سوء الفهم والجهل بمقاصد النصوص
  • هالة أبوعلم عن التلفزيون المصري: أزمة ماسبيرو في الإدارة التي تتجاهل الكوادر