الغارديان: ما هي الآليات المختلفة التي استخدمت لحماية دولة الاحتلال الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
كشفت صحيفة "الغارديان" على أن مراجعة وثائق داخلية، لوزارة الخارجية الأمريكية تُعطي صورة عن الآليات المختلفة التي استخدمت من أجل حماية دولة الاحتلال الإسرائيلي من قوانين حقوق الإنسان.
وتابعت الصحيفة، خلال التقرير الذي أعدته ستيفاني كيرشغاسنر، بأن "المسؤولين الأمريكيين راجعوا وبهدوء عددا من الحالات التي انتهكت فيها قوات الأمن الإسرائيلي حقوق الإنسان، بشكل صارخ، ومنذ عام 2020، إلا أنهم ذهبوا إلى أبعد مدى للتأكد من استمرار إمداد إسرائيل بالأسلحة الأمريكية، وللوحدات العسكرية المتهمة بالانتهاكات، مما أسهم بانتشار حس الإفلات من العقاب الذي أدارت فيه إسرائيل حربها في غزة اليوم، وذلك حسب مسؤولين أمريكيين".
وأضافت: "قتل أكثر من 24,000 فلسطيني منذ بداية الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بشكل أسهم بشجب عالمي ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي فشل بالحد من إفراط إسرائيل فيما وصفه بالقتل "العشوائي" في غزة".
وفي السياق نفسه، قامت الصحيفة بتحقيق، بناء على وثائق داخلية للوزارة، ومقابلات مع مسؤولين على معرفة بالمداولات الداخلية الحساسة، وتظهر آليات خاصة استخدمت في السنوات القليلة الماضية لحماية دولة الاحتلال الإسرائيلي من قوانين حقوق الإنسان، مع أن وحدات عسكرية أخرى لدول حليفة بمن فيها أوكرانيا قد واجهت تداعيات انتهاكها لحقوق الإنسان.
وكانت وزارة الخارجية، قادرة على تجاوز القانون الأمريكي الذي يمنع تواطؤ الولايات المتحدة بانتهاكات يرتكبها جيش دولة حليفة، أو ما يعرف بقانون ليهي الذي مرره الكونغرس في التسعينات من القرن الماضي، وهو القانون المنسوب إلى السناتور المتقاعد الآن، باتريك ليهي.
وتبنت وزارة الخارجية سياسات داخلية، غير عادية، فضلت حكومة الاحتلال الإسرائيلية، ولم تعط هذه المعاملة التفضيلية لأي دولة حليفة غيرها. فيما عبّر السناتور المتقاعد الذي أطلق القانون على اسمه عن قلقه، من عدم تطبيق القانون الذي قصد منه حماية الولايات المتحدة من انتهاكات لحقوق الإنسان يرتكبها جيش دولة حليفة.
وفي بيان للغارديان، قال فيه: "لكن القانون لم يطبق بشكل دائم وما شاهدناه في الضفة الغربية وغزة هو مثال واضح على هذا. وظللت أحثّ وعلى مدى السنين الإدارات المتعاقبة لتطبيق القانون هناك، ولكنه لم يطبق".
ومن بين الحالات التي تمت مراجعتها، مقتل الصحافية الفلسطينية الأمريكية، شيرين أبو عاقلة، التي قتلت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي بأيار/ مايو 2022، ووفاة عمر أسعد، 78 عاما، الفلسطيني الأمريكي، الذي مات في كانون الثاني/ يناير 2022 والقتل خارج القانون لأحمد عبدو، 25 عاما والذي أطلقت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي النار في أيار/ مايو 2021 عندما كان جالسا في سيارته.
ووصف تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية، ما قام به الجيش بعد إطلاق النار على عبدو حيث سحب من سيارته، وجر عدة أمتار في الطريق، ثم ترك على جانبه وغادر الجنود. وفي مراجعة وزارة الخارجية، فإن مقتل عبدو كان على ما يبدو خطأ، ورفضت دولة الاحتلال الإسرائيلي الرد على أسئلة وزارة الخارجية.
وفي حالة عمر أسعد، قالت دولة الاحتلال الإسرائيلي في حزيران/ يونيو إنها لم توجه اتهامات للجنود المتورطين في وفاته، رغم أنه سحب من سيارته وقيد وعصبت عينيه بعد إيقافه عند حاجز تفتيش. وقالت دولة الاحتلال الإسرائيلي إن أفعال الجنود لا علاقة لها بوفاة أسعد بسكتة قلبية. وقضى أسعد، المواطن الأمريكي 40 عاما في وسط الغرب الأمريكي قبل العودة إلى الضفة الغربية في 2009.
وتكشف وثائق وزارة الخارجية، أن هذه الحالات خضعت للمراجعة بناء على عملية لا يعرف عنها الكثيرون، وتعمل بها الوزارة منذ 2020 وهي "منبر تدقيق ليهي لإسرائيل"، حيث يقوم فيه ممثلون عن دوائر الوزارة بمناقشة مزاعم انتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان.
وبحسب قانون ليهي، فلا يقدم الدعم العسكري الأمريكي أو التدريب إلا بعد التحقق من سلامة سجل حقوق الإنسان للدولة الحليفة التي سوف يذهب الدعم إليها. ويحظر على وزارة الخارجية أو الدفاع الموافقة على الدعم العسكري، حالة ظهرت "معلومات موثوقة" عن انتهاك قوات البلد لحقوق الإنسان.
وفي حالة كل من أوكرانيا ومصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي فإن الدعم ضخم ولا يمكن متابعة أين يذهب وعادة لا تعرف الولايات المتحدة الوحدة التي تلقت السلاح الأمريكي ولا كيف استخدمته.
ومن أجل سد الثغرات في قانون ليهي، قام الكونغرس خلال عام 2019 بتحديث للعملية وحظر على الحكومة تزويد وحدات في جيش دولة كشفت أمريكا ارتكابها انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان. وشكلت وزارة الخارجية مجموعة لدراسة الدول التي لا يمكن متابعة الدعم فيها.
ولكن مسؤولين على معرفة بالعملية، قالوا إن دولة الاحتلال الإسرائيلي انتفعت من "منبر تدقيق ليهي لإسرائيل". وقال مسؤول سابق "لا أحد تحدث ولكن الجميع يعرفون أن القواعد مختلفة بالنسبة لإسرائيل، ولا أحد اعترف بهذا إلا أن هذه هي الحقيقة". فعملية التدقيق الخاصة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بناء على قانون ليهي تقتضي من توصل الممثلين في المنبر إلى إجماع ومن ثم موافقة نائب وزير الخارجية على القرار.
ومن ناحية نظرية يمكن لممثل في دائرة بالوزارة إخبار نائب وزير الخارجية بانتهاك محتمل، كجزء من مناقشة مشتركة، ويمكن من خلالها مشاركة أعضاء الدوائر في النقاش، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث. ومن بين المشاركين دائرة الشرق الأدنى والديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، وكذا مكتب الشؤون العسكرية والسياسية والسفارة الأمريكية في إسرائيل.
وبالنسبة للدول الأخرى، فلا حاجة للإجماع والقرار تتخذه الوزارة، ولا يحتاج لمصادقة وزير الخارجية أو نائبه. وتمنح دولة الاحتلال الإسرائيلي مدة 90 يوما للرد على مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، حيث ترسل إليها المزاعم بعد المشاورة، وهو ما يخلق حسب مسؤولين سابقين تأخيرا في العملية. وبخلاف إسرائيل، فلا تحظى أي دولة بالمشاورة.
وقال مسؤول سابق إن "عدم نجاح منبر تدقيق ليهي لإسرائيل لأن العملية قتلت بآليات التأخير الغير المطبقة على دول أخرى". ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على مداولات داخلية ونفى ضرورة التوصل لإجماع في منبر تدقيق ليهي لإسرائيل قبل المضي في تطبيق قانون ليهي"؛ وقال المتحدث: إن "الوزارة تشاور الدول الأخرى في أمور تتعلق بقانون ليهي وليس فقط إسرائيل".
ويرى خبراء، العلاقة بين حماية أمريكا لإسرائيل من اتهامات حقوق الإنسان وتصرفها في غزة. فهي تتلقى 3.8 مليار دولارا كمساعدة سنوية وتجاوزت إدارة بايدن الكونغرس مرتين الشهر الماضي لإرسال مساعدات عسكرية إضافية. فيما طالب السناتور المستقل عن فيرمونت، بيرني ساندرز باشتراط الدعم العسكري لإسرائيل والتحقيق في احتمالات انتهاكها لحقوق الإنسان في غزة.
وقال المسؤول السابق في وزارة الخارجية، جوش بول، والذي استقال مع بداية الحرب احتجاجا على غياب الرقابة لنقل السلاح إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي: "أعتقد أن إسرائيل تشعر بحصانة واسعة عندما يتعلق الأمر بتداعيات أفعالها في داخل الولايات المتحدة؛ وربما قلنا إن على إسرائيل الإلتزام بالقانون الدولي، وربما قلنا إنه يجب عدم توسيع المستوطنات، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتداعيات الحقيقية، فلا يوجد أي منها وهو ما منح إسرائيل على المستوى البارز في الحكومة الأمريكية حسا بالحصانة".
وأضاف أن غياب تطبيق قانون ليهي على وحدات إسرائيلية متهمة بانتهاكات حقوق الإنسان شجع على ثقافة الإفلات من العقاب التي "نشاهدها اليوم على الأرض في غزة" وفي تصرفات الجنود، بما فيها أشرطة فيديو لجنود ينهبون البيوت في غزة ويدمرون ممتلكات الفلسطينيين أو يستخدمون لغة عنصرية.
ولا تظهر ازدواجية المعايير الأمريكية أكثر من الإتفاق الذي وقعته المسؤولة البارزة في وزارة الخارجية، جيسكا لويس، مسؤولة الشؤون السياسية الآن، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل هيرتزوغ، في عام 2021. وأضفى الاتفاق المكون من صفحتين صبغة رسمية على التعديلات لقانون ليهي وأكد على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لديها نظام قضائي قوي ونظام عدالة عسكري.
ووقعت الولايات المتحدة عدة اتفاقيات في نفس الوقت مع دول أخرى مثل جورجيا ولاتفيا وأوكرانيا واليونان، ولم تشمل أي منها مصادقة على أنظمتها القضائية العسكرية.
ويقول المسؤولون الذين تحدثوا للغارديان إنهم لا يعرفون كيف احتوى الإتفاق على اللغة المتعلقة بالنظام القانوني لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فيما تكهنوا بأنها قد تكون من إضافة إسرائيل. ويقول تيم رايزر، وهو المستشار للسناتور ليهي وساعد في كتابة القانون إن "تضمين الإتفاق بلغة كهذه هو للتأكيد على أن الجيش الإسرائيلي لديه نظام قانوني مستقل وقادر والحالة هذه على التحقيق في أي انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان وسط وحداته".
مضيفا أن اللغة مضافة للاتفاق بدون استشارة الكونغرس وتقترح أن قانون ليهي غير قابل للتطبيق على دولة الاحتلال الإسرائيلي. ورأت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بيتسليم إن قوانين الجيش الإسرائيلي مصممة لتبييض صفحته ولمنع انتقاده ممارسات جنوده في المناطق المحتلة، ولم تتم إدانة ولا جندي وحتى فيما يتعلق بالانتهاكات الخطيرة، حسب درور سادوت المتحدث باسم المنظمة.
وقال جوش بول، إنه "طالما حثّ المسؤولين على عدم التعامل مع النظام القضائي الإسرائيلي كنظام مسؤول. وأضاف أنه وعدد من المسؤولين حثوا وزارة الخارجية على إعادة النظر بطريقة تطبيق قانون ليهي لأن الإنتهاكات الصارخة تحدث بدون محاسبة. وبالتأكيد لم تحاسب ولا وحدة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بتهمة انتهاكات.
ومن القضايا التي راجعتها لجنة وزارة الخارجية المتعلقة بقانون ليهي، مقتل الرجل البدوي سند سالم الحربد، الذي قتل برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلية في آذار/ مارس 2022 وأحمد جميل فهد وقتل على يد فرقة سرية من الشرطة وترك ينزف حتى الموت. وكذا الاعتداء على الصحفية، جيفارا البديري، وقتل الشاب الأعزل، إياد الحلاق، وقتل الصبي البالغ من العمر 15 عاما محمد الحمايل وجنا الكسواني، 16 عاما.
وبالنسبة للمدافعين عن قانون ليهي، مثل رايزر فغياب المحاسبة على مقتل أبو عاقلة، كان مثيرا للدهشة ومحلا لنقد الديمقراطيين في الكونغرس. وكشفت تحقيقات صحافية أن الرصاصة التي قتلتها جاءت من جنود الاحتلال الإسرائيليين و"لو كانت الولايات المتحدة مستعدة لتطبيق قانون ليهي، على إسرائيل لشعر الجيش الإسرائيلي بأنه بحاجة لمحاسبة جنوده مما ساعد على منع قتل المدنيين مثل شيرين أبو عاقلة، والكثيرين غيرها وما نراه اليوم" كما قال رايزر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الخارجية الأمريكية غزة غزة الخارجية الأمريكية صحافة صحافة صحافة سياسة من هنا وهناك صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة وزارة الخارجیة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان فی غزة على أن
إقرأ أيضاً:
49 فيتو أمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال
وأضاف الموقع، أن الفيتو لعام كامل مثل الغطاء الدبلوماسي الأمريكي المقدم لإسرائيل في الوقت الذي تواصل فيه شن حربها على غزة، والتي توسعت الشهر الماضي مع الغزو الإسرائيلي للبنان.
ومع ذلك، فإن هذا الدعم الدبلوماسي لإسرائيل من واشنطن ليس بالأمر الجديد، وهو يحدث على أساس الحزبين منذ عقود، فبالإضافة إلى منح إسرائيل حوالي ثلاثة مليارات دولار من المساعدات العسكرية كل عام، كانت الولايات المتحدة أيضا أكبر حليف لإسرائيل في المنظمة الدولية، وكثيرا ما استخدمت حق النقض، بحسب الموقع.
ووفقا للمكتبة الافتراضية اليهودية، فقد استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) 48 مرة أخرى ضد مشاريع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بإسرائيل، منذ أن بدأت في استخدامه لأول مرة في عام 1970.
الأول، وهو القرار S/10784، أعرب عن القلق العميق "إزاء تدهور الحالة في الشرق الأوسط"، وكان يستهدف العدوان الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، وصاغته حينها كل من غينيا، ودولة يوغوسلافيا السابقة، والصومال، وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي استخدمت حق النقض ضد القرار، وامتنعت بنما عن التصويت. كما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد العديد من القرارات المماثلة في السنوات اللاحقة.
وفي عام 1975، وهو العام الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية في لبنان، دعا القرار S/11898 "إسرائيل إلى الكف فورا عن جميع الهجمات العسكرية ضد لبنان".
مرة أخرى، كانت الولايات المتحدة هي حق النقض الوحيد.
وفي عام 1982، وهو العام الذي شهد بعضا من أعنف الهجمات الإسرائيلية على لبنان، قدمت إسبانيا مشروع قرار يطالب إسرائيل "بسحب جميع قواتها العسكرية فورا ودون قيد أو شرط إلى حدود لبنان المعترف بها دوليا" في غضون ست ساعات، وكذلك استخدمت واشنطن حق النقض ضده. كما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد قرارات مماثلة في أعوام 1985 و1986 و1988.
وانتهت الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1990، لكن إسرائيل لم تنسحب من جنوب البلاد حتى عام 2000.
وتابع تقرير الموقع، بأن قضية الوضع النهائي للقدس، التي نصت اتفاقات أوسلو على مناقشتها فقط في المراحل الأخيرة من أي اتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين، كانت منذ فترة طويلة هدفا لحق النقض الأمريكي في الأمم المتحدة.
ودعا مشروع القرار S/12022، الذي قدم في عام 1976، إسرائيل إلى حماية "الأماكن المقدسة الواقعة تحت احتلالها"، وقال إن "هناك قلقا عميقا إزاء الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية، والتي أدت إلى الوضع الخطير الحالي، بما في ذلك التدابير الرامية إلى تغيير الطابع المادي والثقافي والديموغرافي والديني للأراضي المحتلة". وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي صوتت ضد مشروع النص.
وفي عام 1982، قدمت المغرب وإيران والأردن وأوغندا مشروع قرار، بعد أن أطلق جندي إسرائيلي النار على المصلين، ما أسفر عن مقتل اثنين على الأقل، داخل مجمع المسجد الأقصى في القدس.
ودعا المشروع "السلطة القائمة بالاحتلال إلى التقيد الصارم بأحكام اتفاقية جنيف الرابعة ومبادئ القانون الدولي التي تحكم الاحتلال العسكري، وتطبيقها بدقة، والامتناع عن التسبب في أي إعاقة لأداء المهام المقررة للمجلس الإسلامي الأعلى في القدس".
وفي إشارة إلى مجمع المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس، أشار النص إلى الموقع على أنه "أحد أقدس الأماكن للبشرية".
كما وصف "الوضع الفريد للقدس، وعلى وجه الخصوص، الحاجة إلى حماية البعد الروحي والديني للأماكن المقدسة في المدينة والحفاظ عليه".
وفي عام 1986، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع نص آخر يدعو إسرائيل إلى احترام الأماكن المقدسة الإسلامية.
وفي عام 1976، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية - وفي هذه الحالة، امتنعت المملكة المتحدة والسويد وإيطاليا عن التصويت.
وشدد مشروع النص التونسي، الذي قدم في عام 1980، على "حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".
صوتت الولايات المتحدة ضده، وامتنعت المملكة المتحدة وفرنسا والنرويج والبرتغال عن التصويت.
ولم تعرقل الولايات المتحدة القرارات التي تدين المستوطنات الإسرائيلية، التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، إلا في الأعوام 1983 و1997 و2011.
وفي عامي 2004 و2006، رفضت الولايات المتحدة دعوة إسرائيل إلى وقف الحروب ضد غزة، التي قتلت معا مئات المدنيين، وفق الموقع الذي نقل الإحصائية عن المكتبة اليهودية.
وفي أواخر عام 2016، بعد انتخاب دونالد ترامب، ولكن قبل توليه منصبه، امتنعت الإدارة الأمريكية للرئيس السابق باراك أوباما عن التصويت على المستوطنات الإسرائيلية، وكانت المرة الأولى منذ أربعة عقود التي يتم فيها تمرير قرار للأمم المتحدة يدين إسرائيل.
وكان هذا على الرغم من استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد تصويت مماثل في عام 2011، والمرة الوحيدة التي استخدمت فيها إدارة أوباما حق النقض خلال فترة رئاسته.
وفي إشارة إلى عدم إحراز أي تقدم ملموس فيما يتعلق بعملية السلام، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور: "لا يمكن للمرء أن يدافع في الوقت نفسه عن توسيع المستوطنات الإسرائيلية ويدافع عن حل الدولتين القابل للتطبيق الذي من شأنه إنهاء الصراع. كان على المرء أن يختار بين المستوطنات والانفصال".
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها خطوة "مخزية" من جانب الولايات المتحدة. من جانبها، دشنت إدارة ترامب السابقة بحقبة جديدة من الدبلوماسية المؤيدة لإسرائيل في الأمم المتحدة.
وفي حزيران/ يونيو 2018، انسحبت الإدارة الأمريكية من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، متهمة إياه بوجود "تحيز مزمن" ضد إسرائيل، كما استخدمت إدارة ترامب الفيتو ضد العديد من قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإسرائيل.
في أواخر عام 2017، استخدمت واشنطن حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي رفض خطوة ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وبعد عدة أشهر، في يونيو/ حزيران 2018، استخدمت أمريكا الفيتو ضد إجراء صاغته الكويت يدين استخدام إسرائيل للقوة ضد المدنيين الفلسطينيين. قتلت القوات الإسرائيلية عشرات المحتجين السلميين في غزة خلال احتجاجات "مسيرة العودة".
وكما هو الحال في العديد من الحالات الأخرى، كانت الولايات المتحدة هي المعارضة الوحيدة لهذا الإجراء.
في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنت حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة هجوما مفاجئا على جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل حوالي 1,140 شخصا واحتجاز 240 شخصا آخرين كأسرى, وردت إسرائيل بحرب شاملة، وشنت حملة قصف جوي مدمرة، تلاها غزو بري كامل لغزة.
وحتى الآن، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 44,000 فلسطيني، وفقا لعدد ا الضحايا الرسمي الذي أبلغت عنه وزارة الصحة الفلسطينية. ومع ذلك، فإن التقديرات المتحفظة الأخرى تضع عدد الضحايا أعلى من ذلك بكثير، حيث تقدر إحدى الدراسات المنشورة في مجلة لانسيت أن عدد القتلى قد يصل إلى 186000 شخص.
ومنذ بداية الحرب، حاول أعضاء مجلس الأمن تقديم قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار وإنهاء القتال في غزة، لكن تم حظر هذه الجهود في مناسبات عديدة من قبل الولايات المتحدة.
ومنذ بدء الحرب، عرقلت واشنطن أربعة قرارات مختلفة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة. كما منعت واشنطن قرارا يهدف إلى الاعتراف بفلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.
وندد العديد من زعماء العالم بجهود الولايات المتحدة لمنع الدعوة لوقف إطلاق النار في المنظمة الدولية، كما أعرب حلفاء واشنطن الغربيون عن أسفهم لعدم تمرير هذه الإجراءات.