الأطفال ومشاهدة الشاشات.. هل من إجماع علمي حول حجم الضرر وسبل الوقاية؟
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 3 دقائق
تصدّر موضوع الإفراط في مشاهدة الشاشات لدى الأطفال وسائل الإعلام الفرنسية بعدما تطرق إليه الرئيس الفرنسي مؤخرا. وأعلن إيمانويل ماكرون إنشاء لجنة خاصة تعمل على إصدار توصيات من أجل "استعادة السيطرة" على شاشاتنا والحد من استعمالها داخل العائلات. وتبقى مسألة تقييم ضرر الهواتف الذكية والتلفاز وغيرها من الشاشات مُعقدا من الناحية العلمية حسب بعض المختصين.
هل استعمال الهواتف ومختلف الشاشات يؤثر بشكل سلبي على نمو وتطور أطفالنا الذهني والجسدي؟ سؤال يطرحه العديد منا وتبدو الإجابة البديهية، نعم. لكن عدة دراسات علمية لا تجزم بذلك مؤكدة أن الموضوع مُعقد للغاية بسبب الصعوبات المنهجية التي تقف أمام إجراء تجارب دقيقة.
وقام باحثون أستراليون مؤخرا بجرد مئات الأبحاث التي تم إنجازها عبر العالم في السنوات الأخيرة لمحاولة استنباط استنتاجات عامة في إطار ما يسمى علميا بMeta-analysis. وتشمل الدراسات قرابة مليوني شخص عبر العالم. وتقول نتائج الجرد أنه مهما كان تأثير الشاشات على الأطفال، إيجابيا أم سلبيا، فهو تأثير ضعيف إلى معتدل. ويشير الباحثون في الجرد إلى أن مدة المشاهدة ليست محورية بل نوعية المحتوى الذي تتم مشاهدته والبيئة الاجتماعية التي يتم فيها ذلك. ورغم أهميتها، تبقى نتائج هذا الجرد عامّة وفضفاضة، إذ تقتصر على الجانب الإحصائي وقد تخلط بين مواضيع عدة بل ومتناقضة أحيانا حسب منتقديها.
دراسات على المدى البعيد..
ومن بين المشاكل الأساسية لتحليل ظاهرة استعمال الشاشات لدى الأطفال هو حداثتها. إذ بدأت الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية في أخذ حيز كبير من حياتنا قبل عشر أو خمس عشرة سنة فقط، وهي مدة قصيرة نسبيا لمعرفة تأثيرها الحقيقي وتحليله تحليلا دقيقا.
ومن المبادرات التي تهتم بالظاهرة على المدى الطويل، توجد مبادرة ELFE الفرنسية والتي تتابع عن كثب تطور أطفال منذ ولادتهم. وبدأت المبادرة عام 2011 وتشمل ثمانية عشر ألف طفل حيث يتم تتبع تطورهم على المستوى الذهني والجسدي ومقارنة ذلك مع الوقت الذي يقضونه يوميا أمام التلفاز أو الحاسوب أو الهاتف الذكي أو الألعاب الألكترونية.
اتباع التوصيات يحد من تأثير الشاشات © فرانس 24
والنتائج التي بدأت تعلنها مبادرة ELFE عبر مقالات في مجلات علمية مرموقة كمجلة Nature تبدو متعددة الجوانب. فمن الواضح، حسب عمل الباحثين الفرنسيين، أن إفراط الأطفال من مشاهدة الشاشات له علاقة بمشاكل صحية كالسمنة ونقص المجهود البدني واضطرابات النوم وتأخر النطق ومشاكل في التواصل. ولكن، عندما نأخذ بعين الاعتبار البيئة العائلية للأطفال والفئة الاجتماعية التي ينتمي إليها الوالدين فإن تأثير الشاشات السلبي يصبح ثانويا. فجلّ ما لاحظه الباحثون من مظاهر لها ارتباط بعوامل اجتماعية أساسا. هل الشاشات هي المسؤولة عن اضطرابات الأطفال، أم هي تأتي فقط لتزيد من حدة اضطرابات موجودة أصلا بالنظر للبيئة العائلية للطفل؟
مسؤولية الأولياء
ويؤكد الباحثون أنه من السهل الحد من التأثير السلبي للشاشات على الأطفال واستعمالها استعمالا مفيدا إذا تم احترام توصيات متوافق عليها بشكل واسع. ونشرت منظمة الصحة العالمية بيانا مطولا في هذا المجال عام 2019.
اتباع التوصيات يحد من تأثير الشاشات © فرانس 24
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج علوم أطفال تكنولوجيا علم النفس كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 ساحل العاج منتخب مصر محمد صلاح الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
عضو بـ"الشيوخ": بناء أجيال مبدعة ومؤهلة علميًا مفتاح لتحقيق النهضة الوطنية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استعرض النائب ناجح جلال، عضو مجلس الشيوخ، طلب المناقشة المقدم منه وأكثر من عشرين عضوا من الأعضاء، لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن تطوير منظومة التعليم الجامعي والبحث العلمي في مصر.
وقال النائب، إن التعليم العالي والجامعي والبحث العلمي حجر الأساس في بناء مستقبل الدول وتعزيز تنافسيتها، وهو المحرك الرئيسي لتحقيق التنمية المستدامة والابتكار، مشدداً على أهمية تطوير هذه المنظومة في مصر يمثل استثمارًا استراتيجيا في المستقبل، ويتطلب التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمي.
وأضاف "جلال" أن بناء أجيال مبدعة ومؤهلة علميًا هو المفتاح لتحقيق النهضة الوطنية والمنافسة على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشيرا إلى ضرورة التركيز علـى ربط البحث العلمي بالقطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة والخدمات، لضمان تحقيق نتائج عملية تُسهم في دعم الاقتصاد الوطني.
وشدد "جلال" على أهمية توجيه الاستثمارات نحو إنشاء مراكز بحثية متخصصة داخل الجامعات تدعمها حاضنات أعمال، فضلا عن تعزيز ثقافة البحث التطبيقي، بحيث لا يقتصر الإنتاج العلمي على الأوراق البحثية النظرية فقـط، بـل يتحول إلى مشروعات واقعية تسهم في حل المشكلات التنموية التي تواجه المجتمع.
ونوه إلى أن البحث العلمي يعد ركيزة أساسية في أي منظومة تعليمية متقدمة، فهو ليس فقط وسيلة لنشر المعرفة، بل أداة فعالة لتحفيز الابتكار وتعزيز القدرة التنافسية للدولة.
وأشار "جلال" إلى تزايد الاهتمام بتطوير منظومة التعليم العالي فى مصر، نظرًا لدوره الحيوي في إعداد كوادر بشرية مؤهلة قادرة على مواجهة تحديات العصر الرقمي واقتصاد المعرفة، خاصة وأن رفع جودة التعليم العالي ليس مجرد مطلب أكاديمي بل هو ضرورة استراتيجية لتحقيق الأهداف التنموية وتعزيز مكانة الدولة في الاقتصاد العالمي القائم على المعرفة والتكنولوجيا.
ونوه إلى أن أحد أهم الأسباب التي تجعل تطوير التعليم العالي ضرورة ملحة هـو التغيرات السريعة في سوق العمل، التي تتطلب مهارات جديدة وتقنيات متقدمة، فمن المتوقع أن تختفي بعض الوظائف التقليدية خلال السنوات المقبلة لتحل محلها وظائف تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات والتكنولوجيا الرقمية، لذا أصبح تحديث المناهج الجامعية أمرًا لا غنى عنه، بحيث تتماشى مع احتياجات السوق المتغيرة وتدمج بين التعليم النظري والتطبيقي، مشددا على أن تعزيز التعليم التفاعلي وتوظيف التقنيات الرقمية الحديثة في العملية التعليميـة سيمكن الطلاب من اكتساب المهارات اللازمة للمنافسة في السوق العالمية.
ولفت النائب إلى أن الربط بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات القطاعات الاقتصادية يمثل أحد التحديات البارزة، فالعديد من الخريجين يعانون من صعوبة الاندماج في سوق العمل بسبب الفجوة بـين ما يدرسونه في الجامعات وما يحتاجه القطاع الخاص والصناعي، مشيرا إلى سوق العمل.
وأشار "جلال" إلى أن الحكومة تلعب دورًا محوريًا في هذا المجال من خلال وضع سياسات واضحة لدعم التعليم العالي، منها زيادة مخصصات الميزانية للتعليم العالي والجامعي ، والتوسع في إنشاء جامعات جديدة بمختلف أنحاء البلاد، والتي تقدم برامج دراسية متقدمة، بالإضافة إلى ذلك، تعمل الحكومة على تعزيز الشراكات مـع الجامعات العالمية لتبادل الخبرات وتطوير جودة التعليم "التعاون الدولي العلمي"، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال عبر توفير بيئة داعمة للطلاب المبتكرين من خلال برامج الحاضنات التكنولوجية والمبادرات الوطنية لدعم الشركات الناشئة.